آخر الاخبار

توكل كرمان: من يحكمون اليمن اليوم لا يقلون ضررا عن سلطة الحوثيين والمجلس الانتقالي مكشوف أمام الجنوبيين قبل الشماليين مجلس شباب الثورة: 11 فبراير لم يكن مشروعا عائليا ولا مناطقيا بل مشروع وطني مستمر والاستبداد إلى زوال مهما طال أمده عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية حفل تكريمي ل 800 طفل وطفلة من المشاركين في مشروع النور المبين للحافظ الصغير على المسرح السبئي بمحافظةمأرب الجيش الوطني يفشل كافة عمليات التسلل الحوثية بمحافظة مأرب ويكبدها خسائر في القوة والعتاد. مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية يدشن موقعه الإلكتروني الجديد طهران تخشى الضغوط القصوى لترامب وتعلن استعدادها للتفاوض مع واشنطن بشرط واحد الموقف السعودي الرافض لتهجير الفلسطينيين وأثره على التطبيع الدولار يقترب من 2300.. آخر تحديث بأسعار الصرف مساء اليوم وزير الاوقاف بمكة المكرمة يكرم المشاركين في المسابقة القرانية للعسكريين بالسعودية

وداعاً ربان الأيام
بقلم/ علي ناصر محمد
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و 24 يوماً
الأحد 17 يونيو-حزيران 2012 05:23 م

بعد رحلة طويلة مع المرض ونضال شاق ضد الظلم والقهر والاستبداد رحل عنا العزيز هشام محمد علي باشراحيل ربان الأيام ... رحل عنا في زمن نحن أحوج ما نكون فيه لرجل مثل هشام.

كان رحمه الله صوتاً للعقل والحكمة، انحاز إلى الشعب وتبنى قضاياه وسخر صحيفته ووقته وقلمه لنصرة قضايا الناس وعلى وجه الخصوص القضية الجنوبية التي جعلها قضيته الرئيسية، ودفع ثمن موقفه هذا الكثير من المحاكمات والملاحقات وحل ضيفاً أكثر من مرة على المعتقلات، لم ينكسر ولم يتخلى عن مبادئه، ومثل ما كانت (الأيام) صوتاً للحق ... كان هشام وتمام صوتاً (للأيام) ... ورمزاً للعمل والوطني والمدني.

من منا لا يتذكر كيف كان ربان الأيام وأفراد أسرته الكريمة شامخين كشموخ جبل شمسان ومقر صحيفتهم ومنزلهم يتعرض للاعتداءات الجبانة واحداً تلو الأخر من قبل النظام الفاسد المستبد.. النظام الذي كانت ترتعد فرائصه من صحيفة (الأيام) .

صحيح أنهم تمكنوا بما يملكونه من ألية عسكرية وأجهزة قمعية وبوليسية من إغلاق (الأيام) وإسكات صوتها إلا أنهم فشلوا في إيقاف نبض قلب العزيز هشام كما فشلوا في انتزاع حب (الأيام) وأسرتها من وجدان الشعب ،وتحولت جلسات محاكمة (الأيام) وربانها إلى جلسات لمحاكمات النظام وكانت الفعاليات التضامنية التي تشهدها محافظات الجنوب وسام على صدر (الأيام) وأسرتها.

لقد ربطتني بالفقيد العزيز رحمه الله مواقفاً عديدة لا يتسع الحيز لذكرها وعانى ما عانى من صنوف الانتهاكات لمجرد نشره تصريح أو مقال أو مقابلة لــ (علي ناصر محمد) وبلغ بهم الحقد والكراهية الى درجة تهديد هشام وتمام باشراحيل بالويل والثبور إذا نشروا إي شيء يتعلق بــي وكنت اتحاشئ كثيراً نشر المقالات أو التصريحات في (الأيام) مع قلتها تجنباً لإلحاق الأذى بالعزيزين هشام وتمام إلا أن صوت هشام كان يأتيني معاتباً مرة وغاضباً مرة أخرى (يا ابو جمال اعتبر الأيام صحيفتك مثل ما هي صحيفة كل وطني شريف غيور على وطنه لقد قطعنا على أنفسنا بان لا ننحاز آلا إلى الحق وان لا ننصر آلا المظلومين ولا نخشى من احد نحن على استعداد لتقديم التضحية انتصاراً للمبادئ التي أمنا بها).

لقد كانت (الأيام) تسير بخطى ثابتة وفقاً للمسار الذي حدده مؤسسها الصحفي الكبير محمد علي باشراحيل وربانها هشام وأفراد أسرته الكريمة، فكان منتدى (الأيام) ولازال الحضن الدافئ للمثقفين والمفكرين وكل الشرفاء في عدن بل وفي الوطن بوجه عام ومشعلاً للتنوير ، ومنبراً للحوار ، ومدرسة للتعدد والتنوع. وكذلك الحال كانت (الأيام) مدرسة للمهنية ومشتلاً للحرية فاتسعت للجميع بمثل ما اتسع قلب هشام الكبير لكل الأطياف السياسية والاجتماعية.

نم قرير العين أيها المناضل الكبير ... لقد أراد الله أن يتوفاك بعد أن أراك حكمته في نهاية القتلة والمجرمين ... فقد رحلت عن الدنيا بعد أن رحل الطاغية من الحكم ... رحلت عن الدنيا تبكيك القلوب قبل الأعين بينما رحل الجلاد وهو يجر ذيول الخزي والعار... رحل عن كرسي الحكم وهو يبحث عن ظمآنة تنجيه من عذاب الدنيا... أما أنت فقد رحلت وقلوب الملايين تتمنى أن لا ترحل ولكنها مشيئة الله عزل وجل.

لقد كان رحيل هشام باشراحيل خسارة فادحة ليس لأهله فحسب بل للوسط السياسي والإعلامي وللنخب الفكرية والأدبية لما كان يمثله من رافداً من روافد العمل الوطني وينبوع العطاء المتعدد الاهتمامات، ورمزاً وطنياً يعتز به كل الشرفاء في وطننا.

المجد والخلود لفقيد الوطن الكبير .