كتائب الاستسلام الجماعي لبيت العنكبوت الحوثي!
بقلم/ حسين الصوفي
نشر منذ: 4 سنوات و شهر و 15 يوماً
الثلاثاء 15 سبتمبر-أيلول 2020 07:45 م
 

بالصوت والصورة يتكرر المشهد التالي: عشرات المقاتلين التابعين لعصابة الحوثي الايرانية، يقفون في متارسهم رافعي الأيدي مستسلمين، بعد نداء لأحد قادة المعركة من الجيش الوطني وأبطال القبائل بصوت مرتفع ومكتظ بالوطنية والمهنية واخلاق القتال:" انزلوا سلموا اسلحتكم انزلوا"، على الفور ينزل العشرات زرافات ودفعات، قد وضعوا أسلحتهم واختفت ملامح الفجيعة من وجوههم، وفي أعينهم حكايات ذهول وطمأنينة، في آن، بعضهم لا يداري الفرح الطافح من محياه، وكأنما وجدوا خلاصهم وأفاقوا من هول الخديعة الكبرى.

هذه المشاهد باتت تتكرر بشكل شبه يومي، وأقول وأكرر مؤكدا أنها بشكل شبه يومي!، موثقة بالصوت والصورة، لا تحتاج سوى إعادة مشاهدتها والتأمل في تفاصيل لحظات الاستسلام الجماعي للمغرر بهم في صفوف المليشيا الكهنوتية.

ومن الضرورة بمكان، التوقف عند هذه الصور، وقراءة الرسائل التي تفصح عنها هذه الحالة المهترئة التي وصلت اليها المليشيا، وتحليل النفسية الانهزامية للمنضوين في صفوف عصابة الحوثي الارهابية التابعة للمشروع الايراني الكهنوتي؟ وفهم أهم الأسباب التي أدت إلى هذه الحال؟! وكيف نبني عليه في المعركة الملتهبة اليوم؟!

هي أسئلة مهمة للغاية، وضرورية للتوقف عندها وقراءة الأحداث بشكل متأني وموضوعي لتقييم طبيعة العدو وإمكانياته وتقدير اللحظة التاريخية التي نعيشها الآن.

وقبل التوقف عند تلك الاسئلة والإجابة عليها، يقفز سؤال في صلب الموضوع: هل من بين "كتائب الاستسلام" عقائديين طائفيين؟! أم أن من يرفع يديه مستسلما من عناصر المليشيا يقتصر على المغرر بهم من أبناء القبائل؟!

وللإجابة على السؤال الأخير، أحيلك أيها القارئ الكريم، إلى مقطع فيديو لعدد من قيادات المجاميع يعرفون في تشكيل قيادة وحدات العصابة ب "المشرفين الثقافيين"، وتسند إليهم مهمة بناء "العقيدة القتالية" و تعزيز "الروح المعنوية" ويشترط أن يكونوا من العناصر العقائدية، وقد ظهر بعضهم في صورة منكسرة للغاية، ربما استحضرتم مشهد أحدهم قبل أيام وهو يتودد لأبطال الجيش الوطني ويردد بتلهف: " أنا في وجيهكم .. أنا في وجيهكم، ومستعد أجيب لكم كل التفاصيل!"، وهذا يجيب بما لا يدع مجالا للشك أنه من العناصر العقدية التي تسممت عقولها بالطائفية والحقد القاتل على الجمهورية والهوية اليمنية.

وحتى تتضح الصورة أكثر، فلا بد من العودة إلى الذاكرة والاحداث والمعارك التي خاضها اليمنيون ضد هذه العصابة منذ الرصاصة الأولى في جبال صعدة عام ٢٠٠٤م وما تلاها، والتوقف عند تلك المشاهد التي كانت تبدو عليها المليشيا، وهي تستميت في القتال حتى آخر لحظة، ورافق ذلك هالة إعلامية حاولت أن تصنع صورة ذهنية "خارقة" للعناصر التابعة للعصابة، ومقارنة كل تلك الاحداث بلحظات الاستسلام الجماعي الأخيرة لوصلنا إلى نتيجة وحيدة: أن المليشيا تعيش معركة الرمق الأخير بكل ما للكلمة من معنى!.

وبقراءة سريعة أيضا فيمكننا تفسير هذا الاستسلام الجماعي الذي يدعو للشفقة بالتالي:

- أن المليشيا بلغت مرحلة خطيرة في الخلافات البينية، نتيجة الجرائم والنهب والهمجية والتبعية المطلقة لطهران، وهذا يتجلى في اهتزاز العقيدة القتالية للعناصر العقائدية.

- وسبب واضح أن المليشيا تبالغ في الكذب على مقاتليها بأنهم قد أسقطوا مأرب، فإذا بهم يفاجأون بأنهم ضحايا خديعة كبرى تجعلهم منتقمين ممن أوقعهم في الخديعة، وينعكس على نفسية المقاتل في صفوفهم، والذي تمثل له الصدمة عملية صحو لعقله من الوهم والتخدير فيفيق على حقيقة الوضع وحقيقة أن المشرف الذي أرسله أراد التضحية به ورميه للموت بدون رحمة أو ضمير، وهذا يجعله يستسلم بدون تردد.

- ومن الاسباب التي تفسر لجوء المقاتلين في صفوف الحوثي الى "الاستسلام الجماعي" تعامل قيادة العصابة الحوثية مع مئات القتلى بطريقة لا أخلاقية ولا إنسانية، حيث يقومون بسحب الجثث وتكديسها في توابيت وعدم احترام أهالي الضحايا، ولا تبدي اهتمام سوى في الخرقة الخضراء وفي الضغط على كل قبيلة يقتل لها قتيل أن يتعاملوا مع جثمان ابن قبيلتهم باظهار الفرح وطقوس تحتقر دم القبيلي وتمتهن من هول الفاجعة على أسرته وأيتامه وأرامله والمفجوعين فيه، هذه السلوكيات الاجبارية، تجعل المجتمع يدرك حجم الاستهتار العنصري القذر الذي تنتهجه عصابة الحوثي الكهنوتية مع اليمنيين.

هذه بعض الاسباب التي تفسر حالة "الاستسلام الجماعي" لمليشيا الحوثي، والتي تكاد تكون بشكل شبه يومي، كما أسلفنا، وهي تؤكد أنها تعيش مرحلة ما قبل السقوط الأبدي وتخوض معركة الرمق الأخير.

و هناك أسباب عديدة يمكنكم استخلاصها وقراءتها.

ولعل ما كتبه البطل سلطان الروساء نجل القيادي البطل الشيخ صالح الروساء، جدير بالتوقف عنده، بالإضافة إلى يوميات معارك مأرب والجوف ونهم وكل الجبهات.

تابعوا وستدركون أن كتائب الاستسلام الجماعي ليست سوى "بيت العنكبوت" وهو يتهاوى، وأن هذا ما يقوله الواقع ويحكيه الميدان، ولغة الميدان أصدق قيلا.