رسمياً.. زعيم مليشيات الإرهاب يخترق المناهج الدراسية وهذيانه يصبح مقررا دراسياً سيّد الحوثيين يتراجع عن إعدام ترامب ويعترف بوجود علاقة دافئة مع الاخير:لماذا التهويل لدينا تجربة مع ترمب تقرير جديد يكشف تفاصيل مثيرة عن التنظيم السري للميليشيات وخفايا جهاز الأمن والمخابرات التابع لها - أسماء وأدوار 12 قياديا بالأرقام..الانتخابات الرئاسية الأمريكية تعد الأكثر كلفة في التاريخ ... أرقام فلكية البنك الدولي يكشف عن وضع مؤلم وصل اليه الغالبية العظمى من اليمنيين بخصوص قوت يومهم سبع طرق لنسخ نص من موقع يمنع النسخ تعرف عليها في ذكرى استشهاده 9...نايف الجماعي تأبين للمناضل واحتفاء بالشاعر. اللجنة العليا لإنتخابات اتحاد كرة القدم تتسلم قوائم المرشحين لقيادة الإتحاد بمبادة تركية.. 52 دولة تطالب مجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات لوقف شحن الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل.. انفجار يستهدف قوات المجلس الإنتقالي في أبين
استمعنا إلى تصريح اللواء علي محسن الأحمر ليلة عيد الأضحى عن موقف الجيش تجاه الشعب ، مؤكداً بأن قيادة الجيش كانت مخلصة للشعب والوطن عندما تبين لها أن الرئيس كان متورطاً بجريمة ( جمعة الكرامة ) تخطيطاً وتنفيذاً.. وهذا موقف وطني لا جدال فيه . وكان من الطبيعي أيضاً ، أن يكون الموقف هو نفسه في عام 94م لدى الجيش وكل القوى السياسية في أثناء الحرب على الجنوب ، لو أن شعب الجنوب جزءاً من الشعب اليمني ، أو على الأقل وفقاً لما جاء في إعلان الوحدة ، خاصة وأن الجنرال أشار صراحةً عن علمه بأن الرئيس قد استثمر الوحدة لخلط كل الأوراق والوقيعة بين كل الأطراف ، والدفـع بالبلاد سريعا نحو حرب 94م .. وهذا في تقديري جزء هام من الحقيقة يتناقض مع الادعاء بأن الجنوب جزء من العشيرة اليمنية .
إذا كانت مجزرة جمعة الكرامة ، حسب ما جاء في تصريحه : " قد استفزت ضمائر كوكبة كبيرة من القيادات في المؤتمر الشعبي العام والحكومة والسلك الدبلوماسي والعلماء والأكاديميين والمفكرين والمشايخ والسياسيين والمثقفين والوجهاء والأعيان والقبائل فتبرأت من النظام ".. فأين كانت الضمائر من دماء الشعب الجنوبي في ثورته الشعبية السلمية الذي أتخذ من التظاهرات و الإعتصامات وسيلة حضارية للثورة ، عندما عمل النظام عشرات المجازر في الجنوب مشابهة لمجزرة جمعة الكرامة - وإن كان عدد الضحايا في كل مجزرة أقل نسبياً - واستخدم فوق ذلك ، مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الطيران والمدفعية والدبابات على المتظاهرين وعلى منازل المواطنين الأبرياء ، فتجاوز عدد الشهداء والجرحى عشرات الآلاف ، بالإضافة إلى عشرات ألآلاف من المعتقلين والمشردين داخل الوطن وخارجه ؟! .
وإذا كان الرئيس ، حسب تصريح اللواء علي محسن : " قد عمد إلى بناء أسرة متسلطة وحكَم المحافظات الشمالية بالاستبداد والمحافظات الجنوبية بالاستعمار" ، فإن على الشمال في المرحلة القادمة أن يتخلص من الاستبداد ومن آثار الحكم الاستبدادي المتراكمة على مدى قرون من الزمن ، وهذا لا شك سيتطلب عشرات السنوات من الجهد الوطني المخلص بالنظر إلى شدة التعقيدات المذهبية والقبلية وغيرها في تركيبة المجتمع في الشمال بما أضافت إليها فترة العشرين سنة الماضية من أفاعي وحيتان وديناصورات . وفي نفس الوقت على الشمال أن يدع الجنوب يتخلص من هذا الاستعمار وما خلفه في الجنوب من مآسي بحق شعب الجنوب الوفي لأشقائه في الشمال ، وما ألحقه من ضرر بأرض وشعب الجنوب وثروته ، ومن تدمير لمقدرات الشعب ومستقبل الأجيال ، ومن عبث في العلاقات والقيم الاجتماعية .. وهذا أيضاً سيحتاج لعشرات السنوات !! .. أي أن كل من الشمال والجنوب بحاجة لإعادة ترتيب البيتين وترك الخيار للأجيال القادمة.
وقد أوضح اللواء علي محسن عن موقفه الجديد الواضح والشجاع من أخطاء الماضي الذي وصل فيه الرئيس علي عبدالله صالح إلى السلطة عندما أشار: " ومن باب الصدق مع الله ومع النفس ومع الغير أتحمل أنا شخصيا ومعي مجموعة كبيرة من العسكريين والسياسيين والمفكرين قدرا كبيرا من المسؤولية لأننا سكتنا عن الخطيئة وقبلنا ان نكون جزءاً من النظام الذي نتج عنها " ..
إننا نرى أن الاعتراف بالمسؤولية عن الخطأ لا يكفي بدون إصلاح الخطأ ، بقدر ما تهمنا مسؤولية المسئول في النظام لتحمل واجب إصلاح الخطأ كونه كان ولا يزال جزءاً منه ، وذلك بإعادة الحق لأصحابه والتعويض عن الإضرار والعودة إلى الطريق الصحيح ! .. وعلى الجيش الوطني أن يحمي الوطن ، مثله في ذلك مثل جيوش العالم ، أما حماية الوحدة – إن وجدت – فهي مهمة شعبية ومرهونة بقناعة الشعب نفسه ! .
ولم يكن اللواء علي محسن دقيقاً في قوله بأن : " وحدة 22 مايو 1990م أتاحت فرصة تاريخية لليمنيين عندما ارتبطت بالديمقراطية والتعددية السياسية ، وللأمانة والتاريخ لم تكن القيادة حينها جاهزة للديمقراطية وكانت تلك التجربة بحاجة إلى قائد وطني يرعاها ويحافظ عليها ويوفق بين أطرافها" .. إن عدم الدقة في ذلك ، ليس فقط لأن ( فرصة الديمقراطية ) تتناقض مع ( عدم جاهزية القيادة للديمقراطية ) أو مع الزعم بأن تلك التجربة كانت بحاجة إلى ( قائد وطني ) ، بل لأن الحقيقة موجودة على الأرض وفي النفوس ، وإخفائها يزيد الطين بلـّه ، فلم تعد تلك الحقيقة غائبة حتى عن أبسط مواطن سواء في الشمال أو في الجنوب .. وهل يختلف وزر الطامعين عن وزر من فتح الباب لدخولهم ؟!.
إن الأكثر إثارة في تصريح اللواء علي محسن هي البشرى التالية :
" ومن باب المساهمة في تحصين الثورة قد اعددنا رؤية عملية واضحة لم نتحيز فيها لفئة أو جهة أو حزبا ، فاليمن كلها بلادنا ، واليمنيون هم عشيرة واحدة وجميعهم سيجدون أنفسهم إنشاء الله في هذه الرؤية بما في ذلك المرأة والمهمشون ، ونطالب كل مكونات الثورة الشبابية السلمية الشعبية المساهمة في إنضاج هذه الثورة ، فاليمن بيتنا جميعاً" .
فتلك الرؤية التي أعلن عنها الجنرال هي رؤية ( الفدرالية ) التي سبق الإعلان عنها في مايو الماضي من القاهرة من أجل وأد ثـورة الجنوب! .. لقد أسموها : ( رؤية أبـناء الجنوب لحل الأزمة اليمنية ) بالتنسيق مع الإخوة الجنوبيين المتواجدين في الخارج منذ عدة سنوات .. لكن كيف هانت في نظرهم دماء أهلهم الجنوبيين ، ولماذا يصرفون النظر عن قضية احتلال الجنوب عام 1994م وما رافقه من سلوك همجي ؟!.. لقد قالها الجنرال في تصريحه بصراحة بأن ما حصل كان استعماراً . ألم يشهد التاريخ بأن كل أشكال الاستعمار تبدأ بالاتفاقيات ؟! .
لم يكن الجنرال وبقية القوى السياسية والقبلية ، أو المعارضة اليمنية عموماً ، وحدهم من يحاول أن يصرح عن أخطاء معروفة أو يكشف المكشوف حول ما فعله نظام صنعاء بالجنوب منذ احتلاله ، بل أن من يمثل السلطة في ظل هذه الأزمة يحاول أيضاً أن يتنصل بدوره من مسئولية سلطة الجمهورية العربية اليمنية وحدها آنذاك عن جريمة إقامة حرب وفقاً لفتـوى دينية انتهكت مبادئ وأخلاق وتعاليم الإسلام والسلوك الإنساني ، وأن عصابات وشخصيات نافذة عسكرية وقبلية قد عاثت بالجنوب فساداً لا يقل عن مسئولية الدولة الغازية .
ولأن ما حصل لم يكن له أي علاقة بالوحدة ، بل احتلال وتدمير لدولة الجنوب ومقدرات الشعب ، فإن على الأخوة الذين يدعون الصدق ووجع الضمير أن يحافظوا على ما تبقى من الوشائج الكفيلة بخلق علاقات أمن واستقرار وتعاون بين الشمال والجنوب في المستقبل والتأسيس لوحدة تكافؤ وتعاون وازدهار على أيدي الأجيال القادمة .. ولأجل ذلك أتركوا الجنوب حالاً للجنوبيين إن كنتم صادقين.