لهذه الأسباب تسعى إسرائيل الى تضخيم قدرات الحوثيين العسكرية في اليمن؟ إسرائيل تسعى لإنتزاع إدانة رسمية من مجلس الأمن ضد الحوثيين في اليمن وزارة الأوقاف تكرم 183 حافظاً وحافظة بمحافظة مأرب وزير الأوقاف يدعو الى تعزيز التعاون مع الدول العربية التي حققت نجاحات في مجال الأوقاف رئيس دائرة العلاقات الخارجية بمؤتمر مأرب الجامع يلتقي رئيس المنظمات الأوروبية المتحالفة لأجل السلام عاجل: غارات جديدة على اليمن المعبقي محافظ البنك المركزي يتحدث عن أهمية الدعم المالي السعودي الأخير للقطاع المصرفي ودفع رواتب الموظفين تعز: مقتل جندي وإصابة آخرين في قصف مدفعي حوثي بجبهة الدفاع الجوي اليمن تبحث عن فوزها الأول في كأس الخليج اليوم أمام البحرين وحكم اماراتي يدير اللقاء المرأة اليمنية.. كيف توفق بين الأدوار الأسرية والمهنية؟
لم يكن انقلاب المليشيات الحوثية الإرهابية على الدولة في يوم 21 سبتمبر من عام 2014، كما هو معلوم للجميع، فذلك اليوم لم يكن إلا غزو العاصمة وإسقاط الدولة بشكل نهائي؛ بل لقد كان انقلابهم على الدولة منذ أول يوم للحرب الأولى في صعدة عام 2004.
تلك هي البداية والانطلاقة الحقيقية للانقلاب، وسيطرتهم على محافظة صعدة في 20 مارس 2011 هي حجر الأساس للانطلاق نحو العاصمة صنعاء للانقلاب على الدولة؛ فعندي إن الدولة سقطت عند سقوط صعدة في مارس عام 2011.
أتذكر أحد السياسيين الكبار أنه قال حينها: دعوا الحوثيين يتمددون فيعرفونهم الناس على حقيقتهم ولا يبقون ينظرون إليهم كمظلومين في كهوف صعدة يتأمل الناس فيهم!
كنت حينها أرد، بحسب قراءاتي التاريخية للإمامة: ما تحرك الإماميون من جبال صعدة إلا وتوقفوا في بحر عدن فلا تعطوهم الفرصة لذلك؛ فالشعب ليس واعياً بعد ما تعيه النخب السياسية!
مثل سيطرة المليشيا الحوثية على صعدة عام 2011 أنموذجاً ينطلقون على إثره إلى بقية اليمن، شجعهم تراخي الدولة وصراعات مكوناتها على خطواتها الانقلابية النهائية، وهو ما سيكررونه تالياً في عمران والجوف وصنعاء، ثم بقية المحافظات.
وأنا أشاهد دخول المليشيا الحوثية إلى صنعاء يوم 21 سبتمبر 2014 برز أمامي شبح دخولها من قبل عناصر ومرتزقة وقبائل الإمام أحمد عام 1948، فقد كان دخولاً رهيباً وهمجياً، يقضي على الأخضر واليابس، وتم نهب العاصمة صنعاء نهباً ذريعاً، وخراب بيوتها، وقتل الناس في الشوارع والاستيلاء على ممتلكاتهم!
هي ذات الخطوة الحوثية كنسخة مُحدّثة لمن لم يعرف ما جرى لصنعاء عام 1948، فقط اليوم موثقة بالصوت والصورة، وبالأمس لم يكن هناك إعلام يوثق.
من يقرأ تاريخ الإمامة يشعر بكل ذلك الإجرام، وهو ما شعرنا به قبل غزو المليشيا الحوثية صنعاء بأعوام، وقد تحدثت عن ذلك في دراسات مختلفة لصحيفة، ومنها دراسة بعنوان (الحصار الثلاثون لصنعاء)، فأعادت صورة دخولهم صنعاء بتلك الصورة الغجرية والوحشية صوراً شتى من دخولهم مناطق اليمن ونهبها وتدمير قراها وحرق مزارعها وقتل وتشريد أبنائها.
تراءت لي صورة مناطق إب المختلفة وهم يدخلونها غازين ينهبون كل ما أتت عليه أيديهم من أموال، حتى أقراط وحلق البنات نهبوها من آذانهن؛ فقد كانوا يصورون بلاد اليمن بالبلاد الخراجية، ومعنى الخراجية أي أنها أرض غنيمة وحرب، مستحلة الدماء والخراب ونهب الأموال، وتراءى لي صورة الدنوة؛ بلاد الفقيه سعيد بن صالح الدنوي، ذلكم الثائر البطل الذي كاد يقضي على الإمامة لولا الغدر والخيانة من قاداته الطلقاء من سجونه، فلما هزمت الإمامة جيشه نزلت بقضها وقضيضها ومرتزقاتها المتوحشة لنهب كل شيء فيها وقتل كل من يعترض طريقهم أو يردهم عن عرضه وأرضه وممتلكاته.
تسلل الرسيون الجدد إلى صنعاء عبر شقوق الخلافات البينية بين القوى السياسية اليمنية، ولكن ومع كل ذلك كنا لا نتوقع أبداً أن يصل بهم الحال بعد كل هذه الأجيال الثورية السبتمبرية أن يتحالف بعضها مع الإمامة الجديدة لإسقاط الدولة وإنهاء الجمهورية ونهب البلاد والمؤسسات؛ فقد كنا نراهن على بقايا وعيٍ وقيم لدى اليمنيين كافة إلا أن ظنوننا خابت، ومساعينا في استنهاض الوعي باءت بالفشل، وكان الغل وتصفية الحسابات قد كبلت قلوبهم وأعمت أبصارهم عن الحقيقة المرة التي وصلنا إليها وحذرنا من كارثتها قبل وقوعها.
لم تكن المليشيا الحوثية، بحسب ما تابعناها، سوى مليشيا مستأجرة باعت نفسها للشيطان لقوى إقليمية ودولية لتفتت اليمن وتسقطه، وتصفية حسابات وملفات إقليمية ودولية عالقة، مستغلة عمقها الثقافي وفكرها الشيطاني المدعوم من إيران، وراحت وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية تشيطن كل من يعترض طريقها ويعيقها عن التقدم، حينها شعرنا فعلاً بمؤامرة كونية ضد بلادنا، كمقدمة للعمل على خراب المنطقة بشكل عام، وهو ما نراه ونلمسه اليوم من إعاقة الأحرار من تحرير بلدهم.
هي عودة الإمامة مجدداً بكل سلبياتها وكهنوتها وثيوقراطيتها وعبوديتها وتسلطها على اليمنيين ليس لحكمهم كما تحكم الدول بقية شعوبها وإنما جاءت بعقلية المنتقم الهمجي والمتخلف الذي يدمر كل شيء ومن خلفه الطوفان؛ فقطعت المرتبات، ونهبت البنوك، ودمرت المؤسسات، وطيفت التعليم، وملشنة المؤسسات، وزجت بالتنويريين في المعتقلات وصفت البعض منهم فيها، بالضبط كما كان يفعل الإماميون الأوائل.
تمثل ثورة السادس والعشرين من سبتمبر كابوسهم الكبير، فشرعت تعتقل كل من يفكر بالاحتفال بذكرى الثورة؛ لأن إحياء هذه الذكرى في نفوس اليمنيين معناه إحياء قيم التحرير، ودفع المواطنين إلى رفض حكم المليشيا، وتجييش الشعب ضدها، ومهما فعلت الحوثية من قيود على الشعب فلن تستطيع أن تمحو قيم الحرية والعدالة فيه.
تهزهم أنشودة سبتمبرية، وتشتت فكرهم الطائفي ودوراتهم الثقافية أغنية ثورية، وتقرع أجسادهم سياط كلمات بليغة وواعية لكاتبأ أو عبارة بليغة لخطيب، أو بيت شاعر مجيد لشاعر، مما يدل على أن فكرهم أوهى من بيت العنكبوت.
إننا نراهن مجدداً على وأد الخلافات بين القوى اليمنية المختلفة، ولأم الشروخ والثقوب التي تسللت منها المليشيا الرسية الإيرانية، وذلك أبسط تكفير عن الذنوب السابقة لمحوها وتصحيح مسار اليمن واليمنيين وتضميد جراحهم النازفة واستعادة أرضهم المسلوبة، وإلا فلننتظر تحرير اليمن بعد ألف عام، كما انتظر أجدادنا من قبل وسهلوا بها، فانكمشوا وتمددت الإمامة بفعل إرهابها وبطشها، أشد مما فعله فرعون بقوم موسى.