رئيس كتلة المستقلين في البرلمان العميد علي عبد ربه القاضي
بقلم/ ايلاف
نشر منذ: 16 سنة و 5 أشهر و 11 يوماً
الثلاثاء 20 مايو 2008 08:35 م

هناك فرق ما بين من تعود على الشراكة ومن تعود على الاستحواذ ثم من الذي فكك دولته وأتى إلى صنعا ء

  • حركة انقلاب الناصريين عام 78 على الرئيس كانت ناجحة مليون% لولا أنها كانت بيضاء

• أنا مستقل حاليا لكن أفكاري ناصرية وسأبقى ناصري حتى الممات

• منذ 94م وأنا خارج الحلبة وأولادي لم يوظف أحد منهم ولست نادما على ذلك

• هيئة رئاسة البرلمان أخفت مشروع المؤتمر الوطني بإيعاز من فوق؟

• أتمنى لو يتفق المشترك والمؤتمر حتى لو أخرجونا من الحلبة لكي تستقر الأوضاع

• المؤتمر الشعبي العام أشبه بالقبيلة يتم استدعاءه للمهمات فقط

يرفض رئيس كتلة المستقلين في مجلس النواب الشيخ العميد علي عبد ربه القاضي الإجابة على سؤال حول توريث الحكم في اليمن وهل تتجه البلاد نحوه مفضلا توجيه السؤال ذاته إلى الرئيس علي عبدالله صالح، مؤكدا أن الأخير يتمتع بقدرات خارقة في الحكم والسياسة مستدلا على ذلك بأنه لو لم يكن الرئيس صالح يتمتع بقدرات فذة لما تمكن من حكم اليمن 30 عاما.

وأضاف الشيخ القاضي الذي يُصر على انه ناصري الأفكار حتى الموت رغم استقلاليته التنظيمية رسميا في هذا الحوار الخاص بإيلاف أن الانقلاب الذي كان احد رجاله في 15 أكتوبر 1978م ضد الرئيس علي عبدالله صالح كان يستهدف 4 شخصيات ليس بينهم الرئيس نفسه، مشيرا إلى أن بيان الانقلاب هو الذي أفشله، معتبرا أن العيب الوحيد في الانقلاب انه كان حركة بيضاء رفضت استخدام العنف وإسالة الدماء كامتداد لحركة يونيو التي قام بها الشهيد إبراهيم الحمدي رحمه الله.

حاوره محمد الخامري

* بصفتك رئيس كتلة المستقلين أي انك لست مع المشترك الذي قاطع ولا مع المؤتمر الذي يخوض معركة انتخابات المحافظين, كيف تنظر إلى تلك الانتخابات؟.

- بالنسبة للحكم المحلي فهو غايتي منذ الشباب, حيث كنت قد فكرت في هذا التوجه منذ السبعينيات أيام الحركة التعاونية, وقد وضعتها في كتيب خاص بعنوان "مفهومنا للديمقراطية والعدالة الاجتماعية".

* اقصد انتخابات المحافظين التي ستجرى غدا السبت.. كيف تنظر لها؟

- آمنت بالحكم المحلي إيمانا كاملاً وكتبت وجهة نظري فيه لتقديمها لأصدقائي كمفهوم للديمقراطية والعدالة الاجتماعية "شريعتنا القرآن، حكمنا شعبي، واقتصادنا تعاوني" ومن القرية نبدأ, وكنت أنوي تقديمها كمشروع خاضع للمناقشة وليست فرضاً لأنها عبارة عن مبادرة شخصية لرؤية وطنية تتحدث عن الحكم المحلي لأنه يمثل غايتي, ومن بعد تلك الرؤية تم الزج بي في السجن بسبب طباعتي للكتاب الذي يحوي وجهة النظر تلك حيث كانت إقامتي في السجن سرية حتى أنهم عملوا على إخفاء وجودي لمدة 8 أشهر في قصر البشائر, إلا أنني تمكنت من الهرب بعد ذلك.

وبعد قيام الوحدة قمت بتمرير رؤيتي والتسويق لها من جديد، وتحدثت عنها مع الرئيس واستوعبها بعد أن قمت ببعض التعديلات التي تتناسب مع روح المرحلة الجديدة, وأنا واثق أنه سيبقى حاكم مدى الحياة إذا أطلق الخطوة ناجحة ووصلت الطريق إلى كل قرية لأنها كانت بجهود مواطنين حتى أن الفكرة كانت جديدة بالنسبة للمجتمعات بأن يقوم المواطن ببناء المدارس وشق الطرقات وعمل مشاريع المياه لأن الدولة عجزت عن ذلك, وكنا نقسم المشاريع بنسبة الحصص على الحركة التعاونية.

* أريدك أن تجيبني عن رأيك في هذه الانتخابات تحديداً؟

- في الحقيقة الخطوة متميزة في حد ذاتها ونعتبرها ربح ومكسب وهي خطوة على الطريق الصحيح, مع التحفظ على الأسلوب, كما أعتبرها خطوة ممتازة جداً وعلى الشعب التمسك بها.

ولنتذكر جميعا أننا بدأنا في مجلس الشعب التأسيسي بالتعيين ثم انتقل إلى الانتخابات بنسبة70% في مجلس الشورى و30% تعيين، وأخيراً وصلنا إلى انتخاب كامل 100% وهذا مثال فقط على الخطوة الأولى التي ستتلوها خطوات أكثر واكبر.

* إذن أنت ضد مقاطعة اللقاء المشترك؟

- أنا ضد المقاطعة كمقاطعة، ولي تحفظ بالنسبة للأسلوب الذي تم اتخاذه.

* بما أنك ضد موقفهم هل حاولت الالتقاء بهم وإقناعهم بخطأ موقفهم؟

- تلك رؤيتهم ولهم الحرية في تبني أي توجه يريدونه, فلا توجد لي مرجعية لإقناعهم فهم تنظيمات, كما أني أعلم بأن لديهم رؤية في الحكم المحلي مختلفة وهذا ما بدا واضحاً من خلال الحوار السياسي, فهم يروا بان تكون المحافظة دائرة واحدة بالنسبة للمحافظ, كما هو معمول به في انتخابات رئيس الجمهورية, وأنا مع هذا الرأي لأن نظام الدائرة الواحدة يفسح المجال بأن يكون الانتخاب شعبي, أما بالنسبة لأعضاء المؤتمر الشعبي لم ينتخبوا على أساس أن لدى الناس علم بأنهم سينتخبوا المحافظ إذ أنهم يعتبرونها عملية شكلية لذا لم يحركوا كل القوى الفاعلة في عضوية المجالس المحلية, وأنا وأنت نعلم هذا جيداً !... ومع هذا فأنا أعتبرها خطوة ايجابية, أما المأخذ على الأخوة في المؤتمر أنهم صفوا المرشحين في 11 محافظة تقريبا وجعلوا شخص واحد هو المرشح, والسؤال هنا سيتنافس مع من؟! وهذا ما اعتبره رأي خاطئ فكان لابد على الأقل الإبقاء على واحد أو اثنين ولو بصورة شكلية وهذا لن يضرهم في شيء لأن جميعهم مؤتمر, على اعتبار أن المعارضة قاطعت الانتخابات، وأنا إجمالا مع مسألة انتخاب المحافظين بأي شكل من الأشكال كخطوة ضرورية يتم تطويرها مستقبلا.

* ما هو رأيك في ترشيح اللجنة العامة لحسين حازب كمرشح في مأرب؟

- لم يكن حسين المرشح الوحيد !! ...

* باعتبارك احد مشائخ مأرب لمن ستمنح صوتك وشعبيتك لأنك تؤثر على هيئة ناخبين وأعضاء مجالس؟

- لا يوجد لشعبيتي صوت وأنا لست مع أي قبيلة بل أنا ابن مأرب وابن لليمن كلها, ومع الحكم المحلي ومع أي شخص تنتخبه الهيئة الناخبة, وهناك 3 مرشحين في مأرب وأنا ادعم أي واحد بيعمل للصالح العام وبينفع البلاد والعباد وان كنت ادعم شخصيا ناجي الزايدي, وأنا لا أعتبر نفسي مُرادي بل من مأرب كلها وهي قبيلتي كلها وأي شخص يتم اختياره قد يكون الزايدي أو أي من المرشحين الآخرين فأنا سأبذل جهدي معه، وسأعمل أولا لإنجاح التجربة وسيكون دوري فاعلاً بعد الانتخاب لكن قبل ذلك لن أنحاز لأي طرف ضد آخر لأنهم كلهم أخوتي.

* كان لكم صوت قوي ومايزال ضد تجهيل مأرب, وقد أثرت تلك المسألة كثيراً ماذا تقصد بها؟

- مأرب كانت عاصمة اليمن القديم, وهي أول من أعطى اليمن الثروة التي وضعها الله في باطنها وهي ثروة اليمن كله, وهذا لا يعني أنها تحرم من كل شيء فالجامعات وصلت إلى كل مكان وعلى مستوى المديريات في الوقت الذي كانت تفتقر فيه مأرب لكلية واحدة على الرغم من مطالباتنا المستمرة, مع العلم بأننا السباقين في مجال تعليم الفتاة, وأنا شخصياً أول من كسر هذا الحاجز في مأرب ومعي أول خريجة جامعية تخرجت عام 89م..

لو لاحظت ستجد أبناء مأرب متعطشين للعلم وهذا واضح من خلال التحاقهم بالمعاهد العسكرية حيث تجدهم يحصلوا على أعلى الدرجات، والحمد لله الجهود المبذولة مني ومن غيري بهذا الخصوص أثمرت عن فتح كلية في معهد داخل مأرب تتبع جامعة صنعاء وهذه هي السنة الثانية, وأعتبرها خطوة رائعة ومتقدمة, خاصة بعد الفشل في فتح كلية للمجتمع، ونجحنا في فتح كلية التربية التي تتوفر لها وسائل المواصلات وتدرس فيها أكثر من 600 فتاة, وعدد كبير من الشباب، وأنا عندما أتحدث عن التجهيل أقصد بها مشاريع التنمية المجمدة.

* كنت قد تقدمت بسؤال لوزير التجارة حول ارتفاع الأسعار, ماذا رد عليك؟

- بالنسبة لارتفاع الأسعار أنا لا أنكر بأن الدولة يفترض بها تحمل الجزء الأكبر من هذه المشكلة, والقضية بالمجمل عالمية لكن ما حدث عندنا هو غياب الرقابة وأصبح النفط هو العملة الرئيسية، فكلما ارتفع سعره ارتفعت معه الأشياء الأخرى! وهذا هو رأيي, وقد أصابنا القسط الأوفر من الارتفاع لغياب دور الرقابة التموينية والسلطات المعنية, فمثلاً أسعار القمح الذي كان مخزوناً عند التجار وبأسعار متدنية وربح مضمون, وعندما ارتفعت الأسعار قاموا برفع السعر 100% والآن بعد انخفاضها عالمياً لم يتغير السعر لديهم ومايزال المخزون هائلاً بينما هم مستفيدين لأنه كان لديهم مخزون سابق, حتى عندما تحدث إليهم الرئيس ليخفضوا الأسعار قاموا برفعها أكثر من السابق، والشاهد أنه لا يوجد من يعاقب على خطأ وهذا ما أوصلنا لمرحلة الحضيض.

* هل نستطيع أن نقول أن غياب الدولة سبب هذا الارتفاع؟

- لا أستطيع القول بأنه لا توجد دولة, ولكن غياب دولة المؤسسات هو ما أنتج الإختلالات، مثلا الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة- الذي أعتبره بأنه يؤدي دوره ومجلس النواب الذي يمثل الدور الرقابي والتشريعي وغياب التنسيق بينهما, حتى أن التعديل الدستوري الذي جرى في الدورة الماضية للمجلس بتغيير عبارة "ما تلزم به الحكومة" إلى عبارة "ما توصي به الحكومة " ألغى دور المجلس وهمشه لان الذي يوصي هو الميت!!، فلو وُجد الدور الرقابي سيعمل على نقلنا إلى الرخاء، يجب على رئيس الجمهورية تفعيل الدستور والقوانين وأن يقول لرئيس الوزراء انه سيحاسبه وسيقيله إذا عجز عن تطبيق الدستور والقوانين, ورئيس الوزراء بدوره سيقول لوزرائه أيضا مثل ذلك، وهم سينقلونه إلى مدراء العموم في وزاراتهم وهكذا حتى ينتشر النظام, وسيكون مرافق لذلك حساب وعقاب وكذلك الحال في مجلس النواب والجهاز المركزي الذي يفترض بهم أن يكونوا لحمة واحدة حتى تقام دولة المؤسسات والنظام والقانون التي نحلم بها جميعا.

* كنت قد تقدمت بمشروع مؤتمر وطني لإنهاء الأزمة القائمة مؤخراً ؟

- نعم وتقدمت به إلى رئيس الجمهورية وطرحته على مجلس النواب وتم تجاهله.

* لماذا تم تجاهله، وإلى أين وصل بالضبط؟

- كانت لديّ أفكار كثيرة سابقة ليس في هذا المشروع فقط, بل وفي غيرها مثل الحكم المحلي وتوحيد التعليم وهي القضية التي أثيرت بعد أكثر من 17 سنة على إثارتها من قبلي عام 88م, وطالبت في ذلك الوقت في مؤتمر في قاعة الشوكاني بتوحيد المناهج وقام الإخوان المسلمين على إثرها بتكفيري وشن حملة ضدي, مع أن الفكرة لم تخرج عن كونها توحيد للإطار الثقافي الذي عملت على تعزيزه بالحيثيات حتى أني أتيت بالمخاوف لاعتبارات قبلية أو مذهبية ولم أكن أعلم بأنه سيأتي يوم ويطهر فيه مذهب ثالث غير الزيدي والشافعي!!، وأتذكر أني قلت وقتها إذا لم نفعل ذلك فإننا نحفر قبور أبنائنا بأيدينا!! يومها لم أكن أعرف بدر الدين الحوثي لكنه قام آنذاك بتنظيم أنصاره من الخطباء ووجههم ليخطبوا ضدي ويروجوا بأني طالبت بإلغاء الدين, وأنا في الحقيقة لم أطلب هذا, حتى أني لم أبدأ مباشرة بقضية توحيد المناهج وإنما تطرقت لمناهج المدارس الخاصة في كلاً من صنعاء وتعز والحديدة التي كانت تدرس المناهج الأمريكية التي لا تمت إلى ثقافتنا أو ديننا بأي صلة.

نعود لموضوع المؤتمر الوطني.. لدينا مجموعة من المعارضين توحدوا تحت منظومة واحدة تدعى اللقاء المشترك, وقد سمعنا عن حوار بين أطراف القوى السياسية ولم ينتج عن ذلك إلا نفور وازداد الأمر سواءً يوماً بعد يوم مع تهميش لبقية القوى الحزبية التي يحركونها متى شاءوا والتي يعتبرونها أحزاب المولاة, وهذا ما اعتبره احتيال على الشعب وكله عمل سياسي غير صادق, ونحن نتمنى لو اتفق اللقاء المشترك والحزب الحاكم ولا يمكن أن يتفقوا على ضلالة حتى لو التقوا بالحد الأدنى وحكموا وأخرجونا جميعاً خارج الحلبة, المهم أن تستقر حياتنا وأوضاعنا الاقتصادية ويتقلص الفساد, إلا أن هذا الكلام أصبح من شبه المستحيلات, وبدأ التصعيد المخيف في صعده والمحافظات الجنوبية..

بالفعل البلد بحاجة لمؤتمر وطني ولكن إذا دعا له الحزب الحاكم فسيرفضه المشترك والعكس, يبقى لنا مجلس النواب المنتخب من الشعب على الرغم من أن المؤتمر يُمثل الأغلبية فيه, لكني وجدت بأنه القناة المثلى لطرح مثل هذا المشروع بدلاً من أن يأتي إلينا من قوىً خارجية وبعد أن تصفى دماءنا مثل مؤتمر الكويت بعد أن تقاتلنا في 82م, وعام 79م وعام 72م في مؤتمر طرابلس, دعونا ندعو لمؤتمر وطني نناقش فيه أوضاع بلدنا قبل أن يفوت الأوان وليكن المجلس من يدعونا لذلك وبالفعل اقترحت تشكيل لجنة تحضيرية من المجلس يمثلوا كل المحافظات والحد الأدنى 2, وهناك من وافق على المشروع من رؤساء الأحزاب وزعماء مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة إلى بعض الشخصيات الاجتماعية!! ومجموعة من العلماء الذين كونوا لأنفسهم لجنة تحضيرية لإعداد كل ما يتعلق بالمؤتمر، مكانه وزمانه والشخصيات المشاركة, ومن المفترض أن يتم ذلك بمباركة الحزب الحاكم الذي سيموله ويرعاه ويفسح المجال للآخرين في الحديث عما يعتقدونه.

* هل تمت الموافقة عليه في المجلس ؟

- عندما طرحته لأول مرة قامت هيئة رئاسة المجلس بتجاهله حتى في المرة الثانية, حتى أني عرضته على رئيس الجمهورية, وفي المرة الثالثة وضعته للتصويت بعد أن أخذت برأي بعض الإخوان وصوتوا عليه بالإجماع, للأسف بان هيئة الرئاسة قامت بإخفاء الملف ولم يحركوه, فأنا أعلم بان الهيئة لا تستطيع البت في شيء من دون الرجوع للمستوى الأعلى!!.

* هل ما تزال متمسك بالمشروع؟

أكيد... أنا أرى أنه لا حل لمشكلة اليمن إلا بمؤتمر وطني يساهم فيه كل شخص بدلوه, ويسلم الأمر للجماعة وما وافقت عليه الأغلبية علينا الالتزام به, قبل مجلس النواب بهذا المقترح وعلى رئيس الجمهورية أن يوجه هيئة رئاسة المجلس بإخراج المقترح الذي تم التصويت عليه يوم 9/4 إلى حيز التنفيذ.

* أين كنت يوم 15أكتوبر 78م, يوم الانقلاب الناصري ؟

- هذا كلام قد عفا عليه الزمن ولا أريد الخوض فيه الآن ليس لأنه لديّ تحفظات حوله, لكن لا مجال للحديث عنه في هذا اللقاء، ويفضل الحديث عنه في وقت لاحق، وللإجابة على سؤالك فقد كنت هنا في البيت لأنه اليوم الذي كان مقرر فيه الانقلاب فقد كانت القضايا محددة وتحركت من هنا وذهبت لغرفة العمليات وقمت بما كلفت به من مهام .

* هل كنت قيادي ناصري؟

- كنت واحداً منهم.. وكنت في غرفة العمليات وكانت الحركة ناجحة مليون % لكن عيبها أنها كانت بيضاء!!... كما كانت حركة 13 يونيو التي كان على رأسها الحمدي حيث لم ترق فيها قطرة دم, وكان الاتجاه أن نعيد الأمور لنفس المسار, وكنا مسيطرين على زمام الأمور، مثلاً شوف الأمن المركز والشرطة العسكرية اللذان يتوليان أمن العاصمة, كانت لدينا مثل هذه المؤسسات وكنا مسيطرين عليها تماما وكان بإمكاننا أن نأخذ المسئولين ونحتجزهم في معسكر, لكن الحركة تحدد إلا اعتقال 4 أشخاص كانوا متهمين بالتعاون مع السعودية وتم إلغاءه في النهاية.

* من هم هؤلاء الأربعة ؟

- القاضي العرشي – رحمه الله – ووزير الداخلية محسن اليوسفي ومحمد السنباني قائد لواء كان أخوه معنا في التنظيم, لكنا كنا نعرف انهم مع ذلك الإتجاه بالإضافة إلى محمد الآنسي سكرتير الغشمي وبعدها قائد العمالقة ومديراً لمصنع اسمنت في عمران.

* لم يكن رئيس الجمهورية من ضمنهم ؟

- لا.. لم نكن نضمر سوءًا لشخص الرئيس، وكانت قيادة التنظيم قد اتفقت على انه في حالة نجاح الانقلاب سيتم تدبير طريقة لتمكينه من مغادرة البلاد سالمًا إلى أي بلد يريده لأنه لم يكن لدينا أي نزوع إلى القتل وكنا شديدي الحرص على أن يكون انقلابًا أبيض، وهو علم بالانقلاب من قبل، تم إبلاغه أن الجيش في حالة تمرد، فسافر واخذ عبد السلام معاه، كانت الأمور مُنظمة في الجمهورية كلها من كرش إلى البقع، كل محافظة وكل مديرية كانت قيادتها موجودة.

* طيب ايش إلي افشل الانقلاب؟

- البيان هو إلي افشل الانقلاب رغم أننا كنا قد استولينا على الإذاعة وعلى التلفزيون وعلى القيادة العامة وعلى الداخلية وعلى وزارة الاتصالات وعلى مختلف الأجهزة والمرافق العامة، وعلى كل شيء..!!.

ملحوظة "تم تأجيل العديد من الأسئلة والإجابات هنا لنشرها في حلقات خاصة عن انقلاب الناصريين عام 1978م سيتم الإعداد لها لاحقا حسب رغبة الضيف"

* بالنسبة لموقفك من حرب صيف 94م ؟

- بالتأكيد كنت ضدها واكتب هذا الكلام ولن اندم على رأيي هذا.

* أين كنت تقف بالضبط قبل الحرب، هل مع الرئيس صالح أم مع النائب البيض؟

- مشكلتنا الحقيقية تكمن في الكذب والسيطرة على الجانب الإعلامي الذي يتلاعب مالكوه بالحقائق وقلب الحقائق, أنا أتحدث بأمانة كوني مستقل وناصري وأفكاري ناصرية حتى الممات.

* إذا كنت كذلك لماذا لا تنضم للناصريين مرة أخرى؟

- أنا أعتبرهم إخوتي وهم كذلك لكني أفضل أن أقول قناعتي دون قيود لأن الحزبية فيها تكبيل, وأنا تعودت على قول آرائي بصراحة وهذا يخالف القواعد التنظيمية, حتى بالنسبة لوجهة نظري عن الحكم المحلي لم أعد إلى التنظيم على الرغم من أني كنت في المستوى القيادي الأول وكتبت وجهة نظري, لهذا اخترت طريقي لأبقى مستقل, وفي الوقت نفسه لست ضد الحزبية والاتجاهات الحزبية والعصبية ومهما كان اتجاهك الحزبي مليء بالتناقضات لا بد لنا عندما نلتقي أنا وأنت يجب أن تكون الأفكار التي نتبناها من أجل الوطن وإذا اختلفنا في 10% قد نلتقي 90% وهكذا .

* نعود لموقفك ضد الحرب والحقيقة التي تم التلاعب بها؟

- كان لي رأي بعد الوحدة مباشرة وقتها ووثيقتي موجودة وتشهد غلى ذلك, وقد كتبت رأي في الوحدة وحدة الحزب الاشتراكي وعلى رأسه علي سالم البيض والمؤتمر الشعبي العام بقيادة علي عبد الله صالح, أي وحدة بين حزبين أما الشعب فقد كان موحد تلقائياً وهما من اتفقا على الوحدة لكنهما كانا جناحين مسلحين وكل منهم محتفظ بسلاحه وكتبت رأي وموجود في وثيقة وأرسلت بها إلى رئيس الجمهورية ونائبه البيض وكان هذا بعد أسبوع من قيام الوحدة, وشكرتهما على تحقيقهما للوحدة وطلبت فيها توحيد الحزبين في حزب واحد يسمى "حزب الوحدة اليمنية" ويتركوا المعارضة لتكون معارضة فاعلة ورديف للسلطة, ويفسحوا المجال للحزب الجديد أن يبني نفسه بنفسه مع اشتراط تقديم كلاً من علي عبد الله وسالم البيض استقالتهما من رئاسة حزبيهما، والاكتفاء بمنصب الرئاسة كمنصب مدى الحياة نظير تحقيقهما للوحدة ويعملا على رعاية الاتجاه الديمقراطي لحزب الوحدة اليمنية ويعتمد على ذاته ولا يعتمد على دباباته.

* هل كانت هذه بمثابة مبادرة منك في بداية الوحدة؟

- وثيقتي موجودة رغم التغيرات التي طرأت عليها, حتى أني أفصحت فيها عن مخاوفي إذا لم يتم ما طرحته في هذا الخصوص من أنهما سيتقاتلان وستتحول البلاد إلى جحيم, فقد كانت هناك تعبئة في الشمال ضد الجنوب والعكس ولأنها كانت مرحلة مليئة بالمتناقضات, وعندما تصاعدت الأزمة بعد الانتخابات رافقت الرئيس وكان معه مسدوس نائب رئيس الوزراء وراجعنا الوثيقة ووصلوا لقناعة بأنهم قد يتوحدوا.

* لم تكن تميل لأي جهة دون أخرى؟

- لا.. ويعلم الله ذلك, فقد كنت مثار قلق للجانبين, فالاشتراكيين كانوا عندما يسمعون صراحتي يشكون بها لأنهم كانوا يعتقدوا بوجود شيء بيني وبين الرئيس, أما بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام كانوا يعتقدوا باني أكثر تطرفاً من الاشتراكي, أما أنا قد كنت راضيا ً في قناعة نفسي عما قدمته للحفاظ على الوحدة ولو طلب مني تقديم نفسي وأولادي لمنع الحرب لفعلت ذلك, لأني أعرف أن في الحرب غالب ومغلوب ولا بد من المغلوب أن يكون ناقماً في يوم من الأيام على الرغم من الجهود التي بذلناها أنا وغيري، إذ استطعت من خلال زملائي في القوات المسلحة أن احصل على مؤيدين مثل الأخ مجاهد أبو شوارب ومحمد الفسيل وأحمد الشامي وسنان أبو لحوم, وقد كنت نشيطاً في هذا الجانب وأكثر وضوحاً ونزلنا عدن, وعندما وصلنا أقروا الحرب ودعوا الأحزاب التي كانت موجودة ولم يتم استدعائي وبدأت الحرب وأنا في عدن ولم يتم إبلاغي.

* قيل انك تعرضت لمحاولة اغتيال في 94م وأنت عائد ؟

- هناك كلام كثير يقال هنا ولسنا بصدده الآن, لكن نعم عند عودتي بعد أن حالفني الحظ ووجدت طائرة وصلت إلى عتق في طريقي نحو بلادي، ومريت قبلها إلى بيحان عند جماعة لي هناك, وضربتنا دبابة قتل فيها المرافقين الذين كانوا معي وكتبت لي النجاة وبعدها رجعت إلى منطقتي لأنهم وضعوا اسمي في القائمة السوداء واعتبروني غير صادق ومع ذلك لم أكن مع الحرب.

* الم تكن مع الجانب الذي أعلن بالانفصال؟

- الانفصال أتي في الآونة الأخيرة, والمعترك في البداية لم يكن يدور حول الانفصال وإنما حول تصحيح الأوضاع .

* هل أنت مع حميد الأحمر الذي قال بأن هناك من دفعهم لإعلان الانفصال؟

- الإخوان دخلوا في معترك السياسة حتى ملوا من بعضهم ولم يعد الشماليين يريدون الجنوبيين والعكس, ولكن لو تحدثنا بالصدق فمن الذي فكك دولته وأتى إلى صنعاء, هناك فرق ما بين أشخاص تعودوا على الشراكة ومن تعودوا على الاستحواذ وأنا لست نادماً على رأيي فنحن الآن ندفع ثمن حرب 94م في كل ما تمر به البلاد .

* برأيك من الذي يقف وراء تهريب الديزل ؟

- سأتحدث من خلال ما استنبطه وتتبعته من معلومات من خلال زيارتي إلى وزارة النفط لاستقصاء الحقائق عن المحطات التجارية التي تنشأ بترخيص وتعطى لها حصة وهذا ما هو معمول به في الوزارة, ولكن قد يأتي مهربون يستأجروا محطات الديزل من صاحبها وتبقى تلك المحطة تأخذ حصة وهي لا تعمل, وقد يحدث ربما أن يصبوا فيها برميل في السنة وهي لا تعمل ويأخذوا الحصص من داخل المصافي ويهربوها, يبرر لي احد الوزراء بأن هناك حصص لتوزيع الديزل, قلدك الله هل المواطن المزارع المسكين الذي لديه برميل.. هل يستطيع تهريبه إلى أفريقيا؟! هذا كلام غير صحيح، مرة أمسكوا بسفينة في باب المندب كانت تهرب الديزل وقاموا بمحاكمة القبطان!، بالله عليك هل هو صاحب الديزل؟!.

* باختصار يعني أن هناك نافذين وراء تهريب الديزل؟

- هذا بدون شك, ولا نعرف أشخاصاً بالاسم لكنهم يعرفون أنفسهم والدولة تعرفهم!!.

* أنت حزبي وتنظيمي قديم ما هو تصنيفك الشخصي للمؤتمر الشعبي العام؟

- أنا أشبه المؤتمر الشعبي العام بالقبيلة، نحن عندما تواجهنا مشكلة ندعو قبيلتنا للتشاور في الأمر وهم يدعون أعضاء المؤتمر وقت الانتخابات وبعدها لا تراهم على الإطلاق، لأنه حزب سلطة ومتكئ على رئيس الجمهورية فقط.

- يقال بأن لك علاقة جيدة مع علي محسن الأحمر وغيره من أركان النظام؟

- أولاً بالنسبة للعلاقات الوثيقة أتمنى ذلك لأن بيدهم مقدرات البلاد وأتمنى بأن ما يقال أن يكون صحيحاً وأنا لست معادي لهم, وفي نفس الوقت لم أتلمس تلك العلاقات الوثيقة, فمنذ 94م, وأنا خارج الحلبة حتى أن أولادي لم يوظف أحد منهم لأننا خارج السلطة ولسنا نادمين على ذلك, ربما لسنا شركاء في السلطة ولكننا شركاء في أمر هذه البلاد الذين هم أمنها وعدالتها واستقرارها، أنا أتمنى أن أكون قريب من الرئيس لأني سأقول له ما يحدث لأن المتفرج لبيب ولأن من حوله أشخاص يجملوا له كل قبيح ويقبحوا كل جميل, أتمنى أن يكوم من حوله أشخاص نزيهين وقد التقيت به منذ العام 94م حتى اليوم لمدة نصف ساعة في عبس, قد ألتقية في المناسبات العامة لكن ليس لقاء مطول وهو خير من يعرف أي نوع من الناس أنا فكثير منهم يعتبروا أفكاري صريحة وجارحة لأني أقول رأيي دون قيود.

* هل تتجه اليمن نحو التوريث؟

- هذا سؤال يجيب عليه رئيس الجمهورية بنفسه ولست أنا.

* كيف نتوقع اليمن بعد علي عبد الله صالح؟

- الرئيس لديه إمكانيات لا يستهان بها ولولا تلك الإمكانيات في شخصيته لما تمكن من حكم اليمن 30 عاماً وهي أطول مدة يحكمها حاكم يمني منذ 48م, أتمنى ألا يرحل إلا وقد ترك دولة المؤسسات ونظام الحكم المحلي الذي أعتبره أول طريق للحفاظ على وحدتها, لا أعتقد بأنه سيأتي شخص يستطيع أن يحكم بقدراته من خلال مانشاهده اليوم من المتناقضات التي نعيشها اليوم, وأتمنى في ما تبقى من عمر علي عبدالله صالح أن يسخره لمصلحة البلد ويستغل كل المقدرات الموجودة في الساحة اليمنية لإقامة دولة المؤسسات والحكم المحلي وأن يحررنا من المركزية وأن يعطي فرصة انتخاب المحافظين وعدالة وتوزيع الثروة لأنه لا جدوى من مجالس محلية من دون مال, وأن يحاول تثبيت التجربة من خلال المشاريع الاستثمارية, كما أتمنى أن يقبل ويفعل بالأمر الصائب بتشكيل لجان إصلاح ذات البين لتصفية رواسب الماضي, وأن يتبنى الدعوة لمؤتمر وطني ويوجه مجلس النواب للقيام بذلك لكي تكون هذه الخطوات عوناً له لحل الأزمات المتعاقبة، لأن البلد كبير وأساليب الصراع توسعت. 

------------------،

العميد علي عبد ربه القاضي

من مواليد مديريه الجوبه مأرب- مراد وأحد مشايخها

بدأ مسيرته العصامية بعد قيام الثورة معتمداً على ذاته في تكوين نفسه في بيئة لم تكن تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة.

برز من خلال العمل في نطاق تجربة التعاونيات التي انطلقت في عهد الرئيس إبراهيم الحمدي الذي كانت تربطه به علاقة وطيدة، إلى العمل في نطاق المجالس المحلية.

يعمل حاليا عضو مجلس النواب وهو رئيس الكتلة البرلمانية للمستقلين.

شخصية متعددة المواهب فهو سياسي وبرلماني يحمل رتبة عميد في القوات المسلحة، حاصل على مؤهل ماجستير في العلوم العسكرية، شخصية قومية، يعشق القومية العربية ويحلم بالوحدة العربية.

كما انه من القيادات المؤسسة والتاريخية للتنظيم الناصري، عينه الرئيس الحمدي عضوا في لجنة للتصحيح.

تبوأ العديد من المناصب العسكرية منذ العام 1969م، وكان من أبرز القيادات العسكرية الناصرية التي قامت بانقلاب 1979م، وبعد الانقلاب الذي يؤكد هو شخصيا انه كان لايستهدف الرئيس علي عبدالله صالح بقدر مايستهدف 4 شخصيات أخرى، اختاره "الرئيس" عضواً في لجنه الحوار الوطني.

يمكن أن نصفه بأنه مُتيّم بترسيخ السلطة المحلية والمشاركة الشعبية في الحكم، حيث ألف عام 1979م كتابا يتناول رؤيته بشأن الحكم المحلي وتسليم السلطة للشعب بعنوان (مفهومنا للديمقراطية والعدالة الاجتماعية).

له العديد من الرؤى والمقترحات والمشاريع الوطنية والقومية كتوحيد الهوية الثقافية وتوحيد المناهج عام 1988م والتي تعرض على إثرها لهجمة شرسة من العديد من التيارات القائمة ومنها بدر الدين الحوثي الذي هاجمه وأنصاره من على منابر المساجد واتهمه بأنه يريد اجتثاث الدين ومسخ الهوية، ومشروع إنشاء جيوش عربية وشرطة محلية عام 1982م، ومشروع وضع الحزبين الحاكمين بداية الوحدة اليمنية عام 1990م والمقدم بعد أسبوع واحد فقط من قيام الوحدة، ومشروع كيفية التخلص من القات وتنمية الزراعة وتطويرها في اليمن الذي قدمه عام 1999م.

وفي العام الماضي 2007م قدم مشروعا لتشكيل لجان إصلاح ذات البين والتعاون لحل مشاكل الثأر إلى مجلس النواب.

* صحيفة إيلاف اليمنية – العدد 39 – 20/5/2008م .