التشخيص الدقيق لعلة ما يتطلب معرفة تاريخ العلة وتاريخ المريض ومكاشفة صادقة بين المريض وطبيبه، وهذا أمر ينطبق على الأشخاص والمجتمعات وعلتنا في اليمن هي الصراع على السلطة والثروة طوال تاريخها القديم والمعاصر. قيض الله لليمن رجلاً- كان البعض ومازال يعتبره خارج التاريخ - ليصنع لليمن تاريخاً جديداً ليُخلص اليمن الأرض والإنسان من علته الأزلية، مقدماً للوطن الأرض والإنسان مشروع الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة موزعا السلطة والثروة على امتداد الوطن ولكل أبنائه وهو مشروع عظيم فالمشاريع العظيمة يصنعها العظماء وهذا قدرهم حيث يصطفيهم الله من بين ملايين الناس ليعيد بهم تصحيح مسارات الإنحراف وظلم الإنسان لأخيه الإنسان.
هنا أدركت قوى الشر والنفوذ والهيمنة والإخضاع خطورة المشروع على مصالحها ونفوذها فقامت بالإنقلاب ضد المشروع وتوحدت في جبهة واحدة وجلبت كل قواها الداخلية والخارجية لمحاربة المشروع ومازالت تحاول إيقاف عجلة التاريخ.
هنا تجلت حنكة ومقدرة وعظمة الرئيس هادي في إدارة الصراع كما يلي:
١- على المستوى الوطني.
أتى برجل الشمال القوي الذي أنحاز لصفوف ثورة الشباب بموقف لولاه لفشلت تلك الثورة وهو اللواء علي محسن الأحمر ليكون نائبا له.
أتى برجل الدولة المتمكن والمحنك الذي يمتلك شجاعة اتخاذ القرار إبن حضرموت الدكتور احمد عبيد بن دغر ليرأس الحكومة. ٢- على المستوى الإقليمي شكل تحالفاً عربياً لمواجهة تحالف الإنقلاب مع المشروع الصفوي المدمر للمنطقة.
٣- على المستوى العالمي دعم مواجهة الإنقلاب وقادته بقرارات من مجلس الأمن تحت الفصل السابع.
بهذه الإجراءات الإستراتيجية التي تدل على عبقرية القيادة فاجاء الإنقلاب وقادته وبدأت معركة النصر نحو الدولة الإتحادية.
دعونا من هنا نقول وبصدق أن الرئيس هادي أدى دوره على أكمل وجه.
الأن جاء دورنا جميعاً نحن أنصار الشرعية علينا أن نلتف حول قيادة الشرعية ومشروعها ونتخلص من أغلال وقيود مشاريعنا الخاصة والمتمثلة بمشاريع الفيد ومشاريع الأحزاب والمناطق والقبائل التي تعيق التفافنا الكامل حول الشرعية (رئاسة وحكومة) ومشروعها والإنطلاق نحو تحقيق النصر.
على الوزراء والسفراء والمحافظين والعسكريين والمسؤولون وكل مواطن كل في مكانته ومكانه وموقعه ووضعه أن يعملوا لهدف ومشروع واحد هوالشرعية اليمنية وحكومتها ومشروع الوطن والشعب (الدولة الإتحادية بأقاليمها الستة).
اسقطوا المشاريع الخاصة وأرفعوا مشروع الوطن الجامع.
إعملوا لذالك لا لأحزابكم ومناطقكم وقبائلكم.
منذ سبتمبر وأكتوبر أربعة وخمسون عاما والمشاريع الخاصة حكمت أو شاركت في الحكم ولم توفر للناس أبسط الحقوق.كمثال على ذالك نجد الصومال لديه كهرباء أفضل منا ومازال ثالوث الفقر والجهل والمرض مستشري في كل ربوع الوطن.
ليكن مشروع اليمن الإتحادي هو مشروعنا وحزبنا ومنطقتنا وقبيلتنا.
ليكن شعار الجميع مشروع واحد هدف واحد ( شرعية ومشروع) طريقنا لليمن الإتحادي والنصر والمستقبل .