شاورما جميل والعم فيصل
بقلم/ احمد الحمزي
نشر منذ: 16 سنة و 11 شهراً و 11 يوماً
الأربعاء 05 ديسمبر-كانون الأول 2007 03:43 م

مأرب برس - خاص

بعد انتهاء الدوام في ورديتنا الثانية التي تمتد من الثانية بعد الظهر وحتى التاسعة مساء اخرج أنا وزميلي الفاضل أبو وائل، نخرج معا ونتوجه صوب فرزة باب شعوب ومن ثم باب اليمن لنتناول العشاء هناك نبدأ رحلتنا ،نركب الباص معا وننطلق في باصات الحصبة شعوب تلك الباصات القديمة المشهورة بكراسيها المتقاربة والتي لا يغطي حديدها سوى قطعة قماش باليه ليس بين الراكب وبين حديد الكرسي سواها لا تقيه تلك الحدايد، إضافة إلى رص الركاب وكأنهم كراتين بضاعة وزحمهم إلى بعضهم البعض وبعد أن يمتلئ الباص بالركاب المزدحمين وبعد أن يصرح للباص بالانطلاق ذلك المواطن المسكين الذي يبدأ يومه مبكرا وهو يصيح بصوته المألوف لدينا وينادي للركاب كدليل بمقابل عشرة ريال عن كل باص، نبدأ رحلتنا ومع انطلاقنا يبدأ موالعة الدخان السيجارة بإشعالها ،أخي لو سمحت أطفئ السيجارة أنت تؤذينا بها فمنهم من يستجيب ويطفئها ومنهم من يسخر ولا يهتم برجائنا أخي لو سمحت الدخان يؤذينا وأيضا أنت مخالف للقانون فيرد بسرعة وغضب شديد أيا قانون أحنا عايشين بالبركة ولا قانون ولا هم يحزنون قانون علينا إحنا وغيرنا ليش ما يطبق عليهم بيخالفوا القانون في اكبر من هذا ومن معه ظهر وصميل مرتاح ولا حد يقربه لو عمل ما عمل وإحنا تشتوا تطبقوا علينا القانون حتى في الشقارة شغلتونا بدل ما تتكلموا عن التدخين ممنوع ليش ما تتحاكوا عن الغلاء وعن الظلم الذي دمرنا وحطم مستقبل اطفالنا واصبحنا في دوامه لا ندري كيف النهاية اليوم في الحصبة سمعنا ان واحد من المواطنين قطع اصبعه قلنا له اكيد هذا مريض مجنون قال لا لا بخير ولا فيه شئ ولكنه يريد يشتري دقيق وسكر وسال عن سعر الدقيق وقالوا له 5300 وعن السكر وقالوا 4900 ما كان منه الا ان قام مباشرة بقطع اصبعه احتجاجا على الوضع الاقتصادي وتحديدا قال قطعتها لانها صوتت للرئيس ولم يفي بوعده ولم يخفض الاسعار وقال ايضا من عمله بيده الله يزيده والكلام لاخينا المدخن. 

  

قلنا له الدخان فتح لنا ملف طويل عريض تحملناه وواصلنا السير والرحلة الطويلة وأمرنا إلى الله رحلة طويلة ليس بالمسافة ولكن الشارع حجمه صغير ومكسر وحفر وحالته حاله بعد عناء ومشقة وصلنا نهاية فرزة شعوب باب اليمن نزلنا بالقرب من مستشفى الثورة وواصلنا سيرنا بجانب السور الغربي لمستشفى الثورة حيث وجدنا أناس مساكين يفترشون الأرض ويلتحفون الكراتين علها تقيهم برد الشتاء القارس حالتهم يرثى لها ويدمون القلب بلى مأوي في عاصمة الوحدة والجمهورية واليمن الجديد يعانون الأمرين الجوع والبرد لهم الله ولا حولا وقوة إلا بالله . 

  

نواصل سيرنا نحو المكان الذي سنتناول فيه العشاء أبو وائل يقطع صمتنا بشكواه لي من زحمة الطريق أيضا من منزله إلى مقر العمل وطبعا كما هو سائد في شوارع العاصمة التكسير والحفر والحفريات المستمرة الغير منقطعة بالإضافة إلى زحمة الجولات وما تحتضنه من باعه متجولين معظمهم من الأطفال ما بين بائع ماء وجرائد والغالبية بينهم على باب الله (متسولين ). 

  

يا أخي قد الناس دارين والدولة دارية أكيد داريه أكثر مننا لكن خلينا نقطع طريقنا بالمجابرة والحديث ،الم يقال إن هذه الأمور وغيرها ستحل وسيكون هناك يمن جديد ومستقبل حسب قولهم أفضل؟.. نعم قيل هذا والقبول على الله. 

  

يا عزيزي ازيدك من الشعر بيت هناك مراكز جديدة تفتح بين فترة وأخرى مشاء الله مراكز صناعية أو تجارية أيا صناعة وأيا تجارة اقصد مراكز أو أماكن تجمعات للذين يبحوث عن عمل فيما معناه (الحراجات) مراكز البطالة نسال الله ان يفرج عنهم ويسهل ارزاقهم . ونقول قاتل الله من كان السبب ولن يرحم التاريخ من يتسبب في مشاكل البلاد والتآمر عليها أيا كان ولا بد من صحوة للضمير ومحاسبة للذات عند أهل الحل والعقد نسال الله أن يصلحنا وإياهم وعليهم هم أيضا أن يطلبوا التوفيق والهداية من الله . إما يصلحهم أو يعجل بزوالهم. 

  

هذه القضايا أخي العزيز في صنعاء ما بالك بالمحافظات الأخرى فيها ...أبو وائل خلاص وصلنا مرسيليا ادخل نتعشى عشاءنا الذي تعودنا عليه بشكل مستمر( شاورما) الأخ جميل الشهية والمناسبة لنا من حيث الجانب المادي ،وبعدها نفترق ويذهب كلا منا إلى منزله وهكذا دواليك ،ولا نملك إلا أن نقول يا رب أصلح بلادنا وحكامها وفرج على كل معسر وحل مشاكلنا وأمة الإسلام جمعا يا رب . 

  

كل عام واليمن واهل اليمن بخير وفي خير وعافية، لو ان السياسه الاقتصادية ما شيه صح وقانون يطبق على الجميع وعدل ومساواة وانصاف واعطاء كل ذي حق حقة ولا وساطة ولا محسوبية ولاتحيز ولا محاباه لكنا دولة متقدمة ولكانت اوضاعنا اليوم احسن مما هي عليه . 

  

لو ان هناك دولة حديثة بكل ما تعنية الكلمة دولة مؤسسات مبنية على الخبرة والكفاءة لكانت اليمن يمن جديد ومستقبلنا افضل ،وما كنا بحاجة للاحتفالات في كل ذكرى وطنية تلك الاحتفالات التي تكلفنا الشئ الكثير لان الثورة والوحدة وجدت لتبقى بقناعة شعبية وارادة ورغبه. 

  

ما ينفق على الاحتفالات كفيل بانشاء مشاريع عملاقة لخدمة الوطن والشعب ،الشعب ضحى ليعيش بعزة وكرامة لا ليهان، الشعب ضحى وناضل وكافح من اجل الوطن لا من اجل استبدال اشخاص باشخاص ولا لاجل انتقام وكراهية لاحد بل من اجل ممارسات وتصرفات تلك الانظمة الكهنوتية والاستعمارية سواء كانت محلية او اجنبية، ضحى من اجل الكرامة والحرية والعيش الكريم، الشعب ضحى لانه يابي الوصاية ويابى اختزال الوطن في شخص او اشخاص الوطن للجميع قولا ومعنى وفعل . 

  

باطن الارض خيرا من ظاهرها دون وطن معافى موحد قوي حر ،وحدتنا بها نحيا وعليها نموت وكل عام ويمننا وامتنا بخير وفي خير . 

  

awady1962@hotmail.com 

  
مشاهدة المزيد