أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع تفاصيل لقاء وزير الداخلية بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن صنعاء..مليشيا الحوثي تجبر جميع العاملين في القطاع الصحي على هذا الأمر مؤتمر مأرب الجامع يدعو لسرعة توحيد القرار العسكري والأمني ويؤكد ان تصدير النفط والغاز هو الضامن لانعاش الاقتصاد الوطني ودعم العملة المحلية الامين العام لمؤتمر مأرب الجامع: مأرب لن تقبل ان تهمش كما همشت من قبل ونتطلع لمستقبل يحقق لمارب مكانتها ووضعها الصحيح قيادي حوثي استولى على مدرسة اهلية في إب يهدد ثلاث معلمات بإرسال ''زينبيات'' لاختطافهن الهيئة العليا لـ مؤتمر مأرب الجامع تعلن عن قيادة المؤتمر الجديدة.. مارب برس ينشر قائمة بالأسماء والمناصب الذهب يرتفع بعد خسائر حادة سجلها الأسبوع الماضي رئيس الحكومة يعلن من عدن اطلاق عملية اصلاح شاملة تتضمن 5 محاور ويبدأ بهيكلة رئاسة الوزراء.. تفاصيل الكشف عن كهوف سرية للحوثيين طالها قصف الطيران الأميركي في محافظة عمران
من خلال بيانات وخطابات السيد علي سالم البيض الأخيرة، أشعر بأنه يعيش حالة من الصراع مع الذات في تحديد خياراته، ويفتقد معايير الترجيح الدقيقة، ولهذا أسهم ما يُعتمل في الداخـل، وبشكل كبير، في توجيه قراراته والتأثير عليها .
فبعد خروجه من صمته الطويل، استفتح مشواره السياسي بمطالبة مباشرة وصريحة بالانفصال وبالعودة إلى ما قبل 1990م، وهو أمر استُهجن بشدة في الداخل اليمني، خصوصا وأن لدى الكثيرين انطباعا إيجابيا عن البيض، يختلف تماما عما تقوله الجهات الرسمية عنه، فهو عندهم الشريك الأصدق في صناعة الوحدة، بدليل تنازله عن منصب الرئيس حينها .
كان يفترض بالبيض إصلاح مسار الحراك بدلا من ركوب موجته، حتى لا يسهم في إفساد مطالبه المشروعة، لكن هاجس 1994م حال بينه وبين ذلك
بعد ذلك بفترة، خفف البيض ـ وعلى استحياء ـ من لهجته، وتخلص من بعض المفردات، وكان لتحركات الشيخ حميد الأحمر، وربما لتواصله معه، إضافة إلى موقف أحزاب اللقاء المشترك من القضية الجنوبية، وموقف رفيقيه علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العـطاس، من الوحدة الوطنية، دورٌ كبيرٌ في ذلك .
تصريحاته الأخيرة تقول بأنه عاد إلى سيرته الأولى، وهو ما لم يكن منتظرا منه، لكن يبدو أن تطور الأحداث في الجنوب لعب دوره في هذه العودة، ويجوز أن نضيف إلى ذلك، ركود المشترك أو إخفاقه في إقناع البيض، وتحريض جهات أخرى (داخلية أو خارجية) تريد أن تصفي حساباتها مع النظام اليمني من خلاله ..
قد ينتهي تاريخ السيد علي سالم البيض نتيجة ترجيح خيار خاطئ، كما انتـهى موقعه في السابق، وما يمكن استنتاجه من بيانه الأخير، هو أن البيض قد استقر على خيار الانفصال، لكنه استقرار مرتبط بأمور أخرى ..
فمشكلة البيض أن تأثره بالأحداث يدفعه ـ وعلى عجل ـ إلى اتخاذ مواقف صارمة وصريحة دون أن يترك خط رجعة يمكن العودة إليه حال حدوث أي تطور يستدعي ذلك .. ولن يحقق شيئا إن ظلت خياراته ومواقفه أسيرة للأحداث وتطوراتها ..
البيض وحدوي من حيث المبدأ، لكنه ـ ربما ـ يفكر بأن تحقيق الانفصال على يد قوى الحراك في الجنوب، أقرب من تحقيق إسقاط النظام على يد المعارضة في الشمال، فالنظام الحالي مستعد للتضحية بالجنوب لكنه لن يضحي بالكرسي أبدا ..
لا يدرك السيد علي سالم بأن الدعوة إلى الانفصال تخدم هذا النظام وتمده بالحياة، بل وتمثل أهم عوامل انتصاره، فصار يحارب في الجنوب لأجل الوحدة الوطنية، وفي شمال الشمال لأجل الثورة، ولديه مبررات مقنعة لشرعنة ما يقوم به نحن من أعطاه إياها ..
إن قضيتنا وقضيتكم الأولى هي هذا النظام، وهو يدرك ذلك جيدا، وتحاشيًا لتبلور أجماع شعبي على عدم صلاحياته، عملَ على تصعيد الوضع أكثر، لتأخذ بعض المطالب طابع الشطط وتخرج عن مسارها المشروع .. وقد نجح في ذلك نجاحا كبـيرا .
أراهن على الشيخ حميد الأحمر وعلى تحركاته في توحيد الجهود، وقبل ذلك على علي سالم البيض ومعدنه الوحدوي .. هناك إجماع يتوجب علينا جمعه فقط .
*القدس العربي