في شوارع صنعاء ..الحوثي وسياسة الترويع
بقلم/ نايف محمد
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 4 أيام
الأحد 10 فبراير-شباط 2013 09:47 ص

بعد ستة أيام من العمل الشيق والشاق  قررت ان اقضي سابع أيام الأسبوع المنصرم مع صديق لي والذي يقطن في حي الجراف شمال الحصبة ، خرجت من المكتب وكلي شوق لرؤية صديق مقرب الي ، فكرت قليلا بعد ان احترت بين ان أتنقل بالباص والذي سيمضي بي أكثر من ساعتين على اقل تقدير خصوصا وان الوقت يقترب من الظهر ، هل استأجر سيارة أجرة  - تاكسي – فقررت ان استأجر تاكسي .

ركبت سيارة التاكسي وهنا بدأ مسلسل البحث عن الحقيقة !!! كنت انظر الى سائق المركبة والذي لم يتفوه بكلمة واحدة وكان يرد علي بالإشارة فضننته أبكم لايقدر على الكلام فتعاطفت معه وبدأت أواسيه وهو منهمكا على عجلة القيادة " الدركسون " انطلقنا بمسيرنا ومررنا من جانب معسكر الفرقة الأولى مدرع – سابقا – وإذا بي اسمع صرخة أفزعتني وجعلتني ارتعب وارتبكت حينها كانت الصرخة " الله يلعنك يا قاتل " تفاجئت والتفت نحو السائق متسائلا من الذي صرخ وإذا به يجيب علي " وليش مستغرب " او أنت زعلان عليه ؟؟؟ فاستغربت وقلت له من تقصد ولماذا فجئه نطقت بعد ان ظننتك أبكم ؟؟؟ فنظر الي بنظرات أشعرتني بخوف شديد لم اشهد ذلك المنظر من قبل ، فبدأت أناقشه بحذر وإذا به ينهل على القائد العسكري بكل أنواع الشتائم والسب ويتهمه بالعميل والخائن والمتسلق والقاتل حاولت أصحح معلوماته الخاطئة عن اللواء علي محسن لكنه مباشرة رد علي وبصوت عالي متسائلا !!! أنت إصلاحي ... صح ؟؟؟ انتم كذابون انتم وانتم وانتم وانتم .. ولم يتيح لي الفرصة لان أتكلم ، استرجعت بذاكرتي قليلا الى الوراء لأتذكر أكثر خمسة من أصحاب سيارات الأجرة الذين لاقيتهم بنفس الأسلوب ونفس التوجه أثناء تنقلي داخل العاصمة صنعاء وفي اقل من شهر فكلهم يصرخون الموت لأمريكا ...وهذا ليس صدفة

وصلت الى الجراف وأنا في حالة من الفزع الاستغراب والتأمل في سياسة هؤلاء وأسلوبهم المقرف في التعامل مع الناس وصلت وظننت أنني وصلت الى بر الأمان ... لكن خاب ظني فبمجرد ان نزلت من التاكسي أحسست وكأنني في جبل من جبال مران ورازح أتلفت حولي وإذا بمسلحي جماعة الحوثي في كل مكان ، يتجولون بأسلحتهم دون ان يكلمهم احد ، ذهبت مسرعا الى جامع الحشوش لأصلي الظهر , دخلت المسجد وكنت على موعد مع احد الأصدقاء ووالدي بأنهم سيتصلون بي في أمر مهم ، انتظرت نصف ساعة حتى أقيمت الصلاة ، خرجت من المسجد لأرى أكثر من عشرين رسالة على تلفوني الخلوي ، فقد اتصل بي والدي وصديقي اكثر من مرة وتلفوني مغلق استغربت وسالت احد الشباب الذي كان يستمع الى زوامل الحوثي من تلفونه .. لماذا لا يوجد تغطية هنا ؟؟ فرد علي مستهزءا التغطية موجود يا غبي لكن هناك جهاز يقطع الاتصالات داخل المسجد !!! أخذني الفضول وسألته ولما كل هذا ضنا مني أنهم لا يريدون إزعاج المصلين وإذا به يرد علي ، ليش مش أنت عارف ان احنا مستهدفين من أمريكا والإصلاحيين ؟؟ وهذه احتياطات أمنية !! شعرت حينها وكأنني في قطاع غزة او في أفغانستان . عجبا لأمر هؤلاء

أمضيت كل تلك الليلة وأنا في صراع مع ذاتي واسترجع ما حدث مستنكرا غياب الدولة وأجهزة الأمن في ملاحقة اؤلئك المسلحين الذين يعيثون في الأرض الفساد ويروعون الساكنين ويخيفون الأطفال وكل واحدا منهم يحمل بندقيا اسرائيليا او روسيا ومثخن بالذخائر ، متجهزين لمن وعدوهم في الجراف من ؟؟؟ لست ادري

صباح الجمعة خرجت لأصلي وإذا بي أرى وفودا من المصلين تتوافد الى مسجد الحشوش وفودا تأتي من كل أرجاء العاصمة صنعاء ، في ظل وضع امني مخيف فعشرات المسلحين كانوا في مداخل الحارة يمنعون السيارات والموتورات من المرور اقتربت من الجامع وإذا بي أرى عدد من الشباب – من يثق فيهم الدكتور طه المتوكل – حسب قول احدهم على باب المسجد يفتشون كل من دخل الجامع بشكل دقيق فلا يتركون منطقة في الجسم إلا وفتشوها حينها تذكرت قولة تعالى (( ومن دخل بيتي كان آمنا )) فأخذت أقارن بين معنى هذه الآية الكريمة وما يعمله هؤلاء من إرعاب للمصلين وتخويفا لهم والتطاول على حقوقهم الشخصية فامتنعت عن الدخول وجلست خارجا . فقط لأسمع ما سيقوله الإمام المفوه الذي يأتي إليه المصلين من مختلف البقاع البعيدة ، فبعد ان بداء الخطيب – طه المتوكل – خطبته مستعرضا كل طاقاته الصوتية في الصياح مباشرة لم اسمع الا كلمة السفير الأمريكي ، فتكرر اسم السفير الأمريكي أثناء الخطبة أكثر من تكرار اسم المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، بل انه لم يذكر أسماء صحابة رسول الله ابو بكر وعمر وعثمان رضوان الله عليهم قط ، بالإضافة الى كل ذلك دعوته وتحريضه للناس بعدم المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ، احترت ولم اعد قادر على التفكير وأسال نفسي ألهذا يأتي كل هؤلاء الناس ؟؟؟

فقررت بعدها ان أغادر ذلك الحي المخيف الذي لم اشعر ولو لدقيقة واحدة أن أنا في بلد الإيمان والحكمة والأمان فغادرت مسرعا متوجها نحو مكتب العمل ، ففضلت أن اركب باص حتى لا أصادف على التاكسي مثل تلك الكائنات التي لقيتها عند مجيئي ، جلست فقط دقيقة وإذا بي اسمع اثنين في مؤخرة الباص يتناقشون حول صحيح البخاري ومسلم التفت نحوهم وإذا بأشكالهم لا تختلف عن اؤلئك العصابات المسلحة التي التقيتها في مران اقصد في الجراف ارتفعت أصواتهم فاحدهم يطعن في صحيح بخاري ومسلم وأخر يمثل انه يدافع عنه فشاركهم كل الركاب النقاش ودخلوا في معركة شعواء ومن ثم نزلا وذهبا وهما مبتسمان .

بعد تلك الرحلة المليئة بالمفاجآت والمخاوف والحقائق المرة التي لم اصدق أنها في صنعاء ذهبت الى العمل وكلي يأس وقنوط ان اليمن سترى الخير في ظل وجود تلك العصابات .

فمن هنا أنادي أولا اللجنة العسكرية التي قررت مؤخرا رفع الساحات والمعتصمين أقول لها أليس من الأحرى بك ان ترفعي تلك العصابات المسلحة التي تمارس كل أنواع الظلم والاستبداد في حق المواطنين من شوارع وأحياء العاصمة 

وأوجه ندائي إلى رعاة المبادرة الخليجية وقول لهم أتنتظرون من مؤتمر الحوار الوطني نتائج ايجابية واؤلئك المسلحون يتغطرسون شوارع العاصمة دون ان يردعهم احد ،، إذا كنتم كذلك فانتم بحق واهمون .

والى علماء اليمن والأحزاب الدينية الى متى ستظلون نائمون ؟؟ الى متى ستظلون غافلون ؟؟ واؤلئك الحمقى يروجون للفكر الشيعي في اليمن في البلد المحافظ بلد الإيمان والحكمة ... أفيقوا من غفلتكم وراجعوا نفسكم قبل يستشري ذلك المرض الخبيث في جسد الشعب اليمني ،،، ودمتم ودام اليمن بألف خير