أوقفوا الدم في صعدة!!
بقلم/ عبد الرحمن حزام
نشر منذ: 14 سنة و 11 شهراً و 16 يوماً
الثلاثاء 01 ديسمبر-كانون الأول 2009 02:36 م

لأننا في حرب شرسة تخوضها دولتين وأتباع الحوثي الخارج على القانون , وعلى أعتاب صراع إقليمي خطير .. في أرضنا , وعلى حافة هاوية تتقاذفنا رياح صراع طائفي واقليمي وسياسي واسع..

ولأنها حرب ترسم مستقبل مفجع .. وتهدد بصومال أخرى وتؤسس لصراع طويل المدى , وحقد وكراهية بلا نهاية..

ولأنهم الساسة .. لا دين لهم , ولا إنسانية ولا ضمير ولا قيم ولا مبادئ تردعهم ولا شرع يتبعونه ..

وإعلاميون لا هم لهم إلا الظهور بكثافة في وسائل الإعلام.., واستثمار الموت والفجائع في تحقيق مآرب شخصية ولو على حساب الوطن..

ولأنه الواقع .. يفيض بالحقد والكراهية والصراع الاسري والسياسي والمذهبي والقبلي والاجتماعي..

واقع متكدس بالعهر السياسي .. واقع بلا قلب .. زمن بلا رحمة ..

ولأنه أنا .. ولأنه أنت .. ضحية هذا الصراع الشرس ووقود هذه الحرب , وسُلَمُ هؤلاء الساسة والمتنطعين..

وأقصد بـ "أنت" كل مواطن.. كل إنسان وطني غيور.. كل من له قلب..

- أنـــت .. صاحب القرار الأول والأخير في هذا الوطن .. من حمل على عاتقه القضاء على فتنة طال أجلها واقتاتت من دمائنا واموالنا واستقلاليتنا .. أنــــت صاحب الحلول السلمية , والمساعي الدبلوماسية , أناشد فيه حكمته التي لا ننكرها , ولا حكمة في الحرب بين شعبنا وفي أرضنا أبداً .. وكل الحلول مفتوحة , والآفاق السياسية والدبلوماسية متاحة أيضاً .. ولكن يبدو أن ثمة يد خفية داخل الوطن وخارجه تعمل على إثارة هذه الحرب لمصالح تخصها..

وعلى كل حال .. ما زلنا بانتظار حل جذري ينهي الحرب وتبعاتها وويلاتها ..

كما ترى يا صاحب القرار قُضي علينا ولم يقضى على الفتنة ..

- أنـــت .. المواطن الشهم الكريم النبيل ابن صعدة والجوف .. الذي انخرط في الحرب على مأساة اليأس وقصر الأمل , وقسوة العيش , والبطالة , والجهل .. ممن الهب عواطفه بقصص وأفكار دخيلة لا نفهمها , وحمل بندقيته وصدق أكاذيب الساسة ممن استغلوا الدين وشوهوا الغاية الأساسية منه وهي تحقيق العدل والسلام .. وتسلق الجبال والقفار يدافع عن اطماع ثلة من السياسيين المستفيدين .. لا قضية له ولا اديولوجية , ولا غاية..

 "أنــا وأنــت" وجب علينا جميعاً العودة إلى القوى الخيرة الكامنة في أعماقنا الإرادة القوية.. النابعة من قلب صادق..

الإرادة التي لا يوقفها قمع ولا ترهيب ولا تهديد .. ولن يستطيع أن يكتم صوتنا أو يقتل كلماتنا أحد وإن حاولوا فذلكمدعاة لاستنفار المزيد من الاصوات الحرة..

وجب علينا رفع صوتنا عاااااااااااااااااااااالياً وسط هذا الضجيج الفارغ ..

عااااااااااااااااااالياً بين عشرات الأبواق..

ولأنه صوت الحق.. صوت ضمير هذا الشعب صوت صادق من قلب مكلوم جريح باتساع جرح الوطن الكبير.. سيعلو على كل الاصوات الحاقدة على مستقبلنا ومستقبل الاجيال من بعدنا.

كفــــى ..

"لا للحرب - No to War - نه به جنگ - לא למלחמה ".

  كفوا أيديكم عن أرضنا وشعبنا .. ارفعوا أيديكم عنا.

أنــت ..

- ارم بندقيتك وبدد احزانك .. وابدأ برسم مستقبل كهذا الفجر الذي تشرق معه ككل الصباحات الجميلة في جبال صعدة التي افسدتها الحرب ..

- طهر قلبك من طفيليات التعصب وأدران الطائفية ورواسب العنف.

- عد لأطفالك واهلك ووالدتك الباكية التي أنت سبباً رئيساً في تهجيرها .. والتي بسببك تلتحف السماء وتفترش الأرض وتعاني من قسوة الجوع والبرد وتدعو لك وتدعو عليك ..

- ازرع الأمل في قلوب اطفالك .. عُد وامسك ايديهم واذهب بهم إلى المدرسة واعد رسم مستقبل جيل أنت تساهم في تدميره..

- ازرع في قلوبهم القيم و الأخلاق , وعلمهم حب الوطن , وحب الأرض وحب الحقل , وافتح اعينهم على الجانب المشرق من هذه الحياة.

- مع كل قطرة مطر , ودفقة شلال - في جبال صعدة الشاهقة- يعكس اشراقة شمس الله على وجوه اطفالك .. ادعو الله أن يحفظ اليمن وشعب اليمن من الحروب والويلات.. واجنح للسلم .. وافزع للعلم..

- بالعلم وحده نرد بعضا من مآسي الزمان عن مستقبلنا الذي يزداد عتمة كأرض رملية فقدت الماء وأخذت الرياح تنوح عليها كنواح النساء الباكيات بمرارة الفقد فوق قبور ابنائهن.

- تمثل بقول الإمام علي عليه السلام .. "اعمل لآخرتك كانك تموت غدا , واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا".

- عُــد إلى حقلك .. إزرع حبوبا وفواكه .. يا الله ما ألذ فواكهك يا صعدة .. ما ألذ الرمان والبطيخ الأحمر والبرتقال .. وكل الفواكه التي تزخر وتفاخر بها صعدة..

- اقرأ في فلسفة السلم عند الإمام الحسن عليه السلام , واقرأ في شجاعته التاريخية وموقفه التعجيزي , وثورته التنويرية الثقافية , ودفاعه عن المظلومين وحرصه على أمن الأمة من شامها إلى يمنها ومن مشرقها إلى مغربها.. وما زاده ذلك إلا عظمةً ورفعة..

- أدر ظهرك لكل من يريد استغلال شبابك وطاقتك .. وسخر هذه الطاقة في خدمة وطنك ونفسك وأهلك وشعبك..

- واعلم أن الله لا يحب الحرب .. لا يحب الظلم .. لا يحب الدم.. لا يحب القتل والدمار , لا يحب الفتن ... الله فقط يحبنا .. يحب الخير لكل إنسان على هذه الأرض ..يحبك ان عشت كريما وعملت وسعيت للرزق , يحبك إنساناً على فطرتك السليمة التي ولدت عليها قبل تولد كل الصراعات و الانقسامات .. وما الدين إلا مجموعة قيم وأخلاق لحياة كريمة هادئة نحتاجها كي تتجلى فينا محبة الله , وسكينته .. كي نصلي لله ونتلو تلك الآيات التي تمدنا بالروحانية والسكينة والحب والسلام , والتي نستمد منها قوتنا الخفية النابعة من ثقتنا بالله وتوكلنا عليه - والتي نواجه بها مشاق الحياة ومصائب الزمان.

يا أنت .. خيب أمل المستفيدين من هذه الحرب , ورد بضاعتهم إليهم , وأرجعهم إلى أوكارهم خائبين.

أخيـــراً .. يا صناع "القرار" .. يا "سياسيون" يا "قادة" .. يا "نظام" .. يا "حوثي" .. يا كل أطراف هذه الحرب أوقفوا سفك الدم اليمني الذي ينزف .. فإن كل قتيلٍ يقتل أنوح عليه وأبكي , فلا فرق بين دم الجندي , أو دم غيره .. فكلهم أهلنا .. والله المستعان!