رداً على نجاد .. الرياض اقرب من طهران
بقلم/ د.كمال البعداني
نشر منذ: 14 سنة و 9 أشهر و 26 يوماً
الخميس 21 يناير-كانون الثاني 2010 04:39 م
  يصاب المرء بالدهشه وهو يستمع الى اتهام احمدي نجاد للسعوديه بأنها تتدخل في الشؤون الداخلية لليمن , وسبب هذه الدهشة هو كون هذا الاتهام يأتي من إيران وليس من غيرها, فإيران هي التي تبنت حركة التمرد الحوثيه منذ نشأتها بل هي صنيعتها وربيبتها من كل الوجوه ومع ذلك يوجه نجاد الاتهام للسعودية , فعلاً كما يقول إخواننا في مصر ( أللي اختشوا ماتوا) فهل كان أحمدي نجاد بكامل وعيه عندما قال هذا الكلام أم انه كما كان قبل أكثر من شهر عندما أتهم أمريكا بأنها تحاول تأخير خروج المهدي المنتطرمن السرداب , من هو هذا الذي جعل نجاد يتصور أن سفن الأسلحة التي تصل إلى المتمردين هي من الرياض وليس من طهران ؟ وربما جعله يتخيل كذالك أن القنوات الفضائية التي تساند التمرد ليلا ونهار ( العالم - الكوثر – الفرات- المنار) هي قنوات سعوديه وليست إيرانيه , ولا ادري من هو هذا ألئيم الذي دلس وكذب على أحمدي نجاد بأن الشارع المسمى باسم الصريع حسين الحوثي هو في الرياض وليس في طهران ؟ وأن الأفكار التي يحملها قادة التمرد في صعده مستقاة من الجامعات السعودية وليس من الحوزات الأيرانيه ؟ لذلك انا لا استبعد أن يأمر الرئيس نجاد بفتح تحقيق لمعرفة الشخص الذي دلس عليه وقلب له الحقائق مما جعله يقع في هذا الموقف المحرج والمخزي ,وقد يتساءل البعض ويقول ما سر هذا التشنج من المسؤلين في إيران ضد ألسعوديه ؟ فهل كانوا يتوقعون أن تقوم ألسعوديه باستقبال المتسللين الى اراضيها بالبخور والعودة والعرضه ألنجديه الشهيرة ؟ أو ربما قادهم غبائهم إلى تصور أن الرياض ستهرول إلى طهران طالبة منها النجدة وإقناع المتمردين بالانسحاب من الأراضي السعودية ؟ الواقع ان الكثير من المحللين أدركوا سر هذا الهذيان من إيران , فهي عندما أوعزت إلى الحوثيين بمهاجمه الأراضي السعودية كانت تدرك تماماً انه سيكون هناك رد فعل قوي وهذا شيء طبيعي , وفي هذه ألحاله سيرفع الحوثي عقيرته ومعه الطابور الخامس التابع لإيران مطالبين الشعب اليمني بالالتفاف والتوحد خلف الحوثي لمواجهة العدوان السعودي المزعوم على الأراضي اليمنيه ,غير أن توقعات ملالي طهران قد ذهبت أدراج الرياح للأسباب الاتيه :أولا:أن الحوثين ومن ورائهم لايدركون ماذا صنعوا في وجدان الشعب اليمني من جرح غائر طوال خمس سنوات مضت ,وما يزال هذا الجرح ينزف حتى ألان ,فلا تكاد تخلو منطقه في اليمن من بكاء اليتامى وعويل الثكالى وانين الجرحى جراء هذه الفتنه .ثانيا:حتى ولو لم يقم الحوثييون بما قاموا به في اليمن ثم هاجموا الأراضي السعودية فلها الحق القانوني والشرعي والعرفي بالدفاع عن أراضيها.ثالثا وهو الأهم:أن الشعبين اليمني والسعودي قد بلغا من النضج مرحله تجعلهما لايفكران بعقلية الماضي, فالتاريخ القريب قبل البعيد قد علمهما الكثير,وفي رأيي أن اليمن والسعودية لابد أن تشكران إيران فقد عرفتهما كم هما قريبان من بعض ,وكيف لايكونان كذلك ودينهم واحد وأصلهم واحد ولغتهم واحده وتاريخهم واحد وتجمعهما منطقة جغرافيه واحده لذلك فانين صنعاء يسهر الرياض والعكس صحيح واذا لم يسهران على بعضهما فلن يجدا من يسهر عليهما فطهران ستضاعف الانين لاحدهما او كلاهما ؟لهذا فالجميع مستشعر لخطورة الغول الفارسي هذا الغول الذي يريد أن يعيد بآذان إلى صنعاء تحت اسم الحسين ويرسل رستم إلى الجزيرة تحت مسمى الحسن ,يريد أن يعيدنا إلى عصر المناذره ويعيد فينا النعمان ابن المنذر وحيرته ,فبعد ان احكم هذا الغول قبضته على البوابة ألشرقيه تحت شعار الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ومواجهة الشيطان الأكبر فهاهو يحاول الانتقال بنفس الشعار إلى ألبوابه ألجنوبيه لتطويق الجزيرة والخليج ممتطيا في ذلك صهوة المذهب والحب المزعوم لا آل البيت ومنطلقا بسرعة جنونية راجيا تحقيق حلمه في عودة إمبراطوريه النار, تلك النار التي أطفئها أجدادنا العرب ذات زمن بعيد تحت راية التوحيد ,فمن هنا من جزيرة العرب انطلقت خيول النصر تجوب الدنيا بأسرها ومن هنا من جزيرة العرب ابتدأ التأريخ لهذه ألامه المحمدية, وخرج منها قادة الدنيا وفرسان الدهر حاملين معهم رسالة التوحيد الخالدة إلى البشرية جمعا ,لذلك لابد أن يعلم نجاد ومن معه هناك أو هنا بأنه لامكان للفيلة في جزيرة العرب, فهي موطن الخيول الاصيله ولا تقبل الفيلة على الإطلاق من بعد معركة القادسية والتي كانت فيها الفيله هي القوة الضاربة للفرس ,ولابد أن يعلم نجاد كذلك بان طهران لم تكن في يوم من الأيام ولن تكون في المستقبل تحت أي ظرف اقرب إلى صنعاء من الرياض فهذا عشم إبليس في ألجنه.