آخر الاخبار

توجيهات حوثية عليا بإحالة عدد من قيادات المليشيات للتحقيق ورفع دعوى جزائية ضدهم .. ما هي التهمة؟ الرئاسة المصرية تكشف على ماذا اتفق السيسي وبن سلمان لماذا عطّل الاحتلال الإسرائيلي نظام الـ«GPS»؟ وسط فوضى أمنية عارمة..جرائم سطو حوثية جديدة تطال أراضي وعقارات المواطنين في إب اقر عددًا من المعالجات العاجلة..اجتماع طارئ لقيادة البنك المركزي برئاسة بن مبارك بشأن انهيار الريال اليمني كيان الاحتلال الإسرائيلي يحدد موعد الانتقام من طهران توترات قبلية في قطر ترغم الأمير تميم الإعلان عن تعديلات دستورية جديدة تنص على عدم إجراء انتخابات لمجلس الشورى تركيا تبدا العمل لبناء ثلاث محطات نووية وتعمل على صياغة قانون البناء المبعوث الأممي يحذر من خروج  التصعيد العسكري في الشرق الأوسط عن السيطرة ويؤكد ان اليمن يواجه خطر الانزلاق بشكل أعمق رئيس الوزراء يطالب سفراء الاتحاد الأوروبي بمسار دولي عاجل لدعم الحكومة للحفاظ على أسعار صرف العملة ويحذر من التأخير

الحبل المشدود بين الدعوة والسياسة
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 8 سنوات و 9 أشهر و 24 يوماً
الإثنين 21 ديسمبر-كانون الأول 2015 11:23 ص
في ذروة إعصار السياسة , والجماعة تصارع أمواجه العاتية للوصول إلى شاطئ الأمان وتحقيق هدفها السامي , قد تنشغل قليلا عن أصل مهمتها , وتتباطآ يسيرا في سبيلها الأساس . ويقل نشاطها الدعوي حينما تتجه كل الجهود الإدارية والطاقات البشرية نحو مهمة محددة فيتأثر بالمقابل جانب أخر له من الأهمية والمقام ما لا يمكن إهماله . وهذا أمر ليس بالجديد , ففي غزوة الخندق شغل صد الأحزاب الرسول " عليه الصلاة والسلام " عن فريضة العصر في وقتها . وأَمَّ خالد بن الوليد " رضي الله عنه " الناس بِالْحِيرةِ ، وقَرأ مِن سُور شَتَّى ، ثُمَّ قال : ( لقد شغلني الجهاد عن كثير من قراءة القرآن ) . ولبيان أهمية التخصص والتوازن والتكامل في المهام والواجبات , قال عز وجل : " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً ۚفَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ " . وفي تفسير الجلالين : " وما كان المؤمنون لينفروا إلى الغزو كافة فهلا نفر من كل قبيلة منهم جماعة ، ومكث الباقون ليتفقَّهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم من الغزو بتعليمهم ما تعلموه من الأحكام " . وبتنفيذ هذا التوجيه في الفرقة ( الكيان ) ستقوم كل طائفة ( دائرة ) بمهامها التي تخصصت فيها بإتقان وتواصل , وباستقلالية دون تداخل أو تعطيل أو مغنطة من طائفة ( دائرة ) أخرى . وفي المحصلة النهائية وبالنفع المتبادل فإن كل طائفة ستحقق الصالح الخاص لمكونها ولجانه العاملة , والخير العام المتواصل للأمة كافة دون غياب مؤثر . 
وفي تجمعنا الإصلاحي وفي العشر سنوات الأخيرة توجه معظم اهتمامنا ونشاطنا إلى الجانب السياسي وما فيه من قسوة المناكفة وغلظة المنافسة , على حساب برامج وخطط دوائر أخرى ومن أهمها دائرة ( التوجيه والإرشاد ) . وربما يكون هذا أمر قد تم التخطيط له ليتم إشغال أبناء الحركة الإسلامية عن دربهم الأساس في طرق فرعية جلفة تؤدي بهم في النهاية إلى جفاف دعوي وتشتت ذهني ورهاب اجتماعي . ومن هنا وجب على جميع الدوائر مع نهاية العام 2015م أن تراجع ما سبق وتتابع الحدث دراسة وتحليلا لتقوية البناء وربط القلب على عمله وتوجهه . ولتكن ( التوجيه ) هي المنطلق لغيرها من الأنشطة والبرامج , وهي المركز الذي تأوي إليه بقية الدوائر واللجان . وذلك عودة للأصل بعد السير في طريق إجباري كانت ( السياسية ) هي قلب المدار وبقية الدوائر تحوم حولها , مما أوجد وضعا مغايرا لما سار عليه من سبقنا من أهل الدعوة والتربية والتغيير , وهو وضع شعر به ـ قبلنا ـ كثير من عوام الناس قبل المتعلمين فيهم . وليكن التخصص وعدم التداخل السلبي هو أول خطوة فاعلة نحو النجاح والتميز . ولتحقيقه فنحن بحاجة لعمل مؤسسي منظم يقطع دابر كل من يريد اختراق نفسياتنا وإضعاف همتنا وخلخلة صفنا . ومع العمل فلنثق إن كل ما يعانيه المصلحون اليوم من تمايز وتمحيص ومن سجن وإقصاء ومن تقدم الباطل وتأخر الحق وتزييف الحقائق والوقائع وتحويل المقاصد والعلل , هي أمور إيجابية تتفجر من ينبوع سنة الله لتصب غدا في شلال الفتح ا%Eخؤ،?بين , دون اعتبار لقلة أو كثرة عددية أو لضعف وقوة مادية . ومن منطلق ( الدعوة ) فلنجدد الروح في بستان القرآن , ونقوي النفس في حديقة ( التوبة والأنفال ) , نشم عبير ريحانها فنزداد يقينا بأن ضعفنا قوة , ويأسنا أملا , وعجزنا نصرا . ولنحيِ القلوب بصيام نهار وورد أذكار وحلقات ( من لا يشقى بهم جليسهم ) . هيا بنا نحو سواري طالما سعدت باحتضان ظهورنا , ومصاحف كم ترقرق دمعها من رقة تلاوتنا , وليال كم آنس وحشتها خشوع قيامنا . 
( أيها الإخوان ) خذوا كتابكم بقوة , وثقة , وصبر . " ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين " .