آخر الاخبار

توجيهات حوثية عليا بإحالة عدد من قيادات المليشيات للتحقيق ورفع دعوى جزائية ضدهم .. ما هي التهمة؟ الرئاسة المصرية تكشف على ماذا اتفق السيسي وبن سلمان لماذا عطّل الاحتلال الإسرائيلي نظام الـ«GPS»؟ وسط فوضى أمنية عارمة..جرائم سطو حوثية جديدة تطال أراضي وعقارات المواطنين في إب اقر عددًا من المعالجات العاجلة..اجتماع طارئ لقيادة البنك المركزي برئاسة بن مبارك بشأن انهيار الريال اليمني كيان الاحتلال الإسرائيلي يحدد موعد الانتقام من طهران توترات قبلية في قطر ترغم الأمير تميم الإعلان عن تعديلات دستورية جديدة تنص على عدم إجراء انتخابات لمجلس الشورى تركيا تبدا العمل لبناء ثلاث محطات نووية وتعمل على صياغة قانون البناء المبعوث الأممي يحذر من خروج  التصعيد العسكري في الشرق الأوسط عن السيطرة ويؤكد ان اليمن يواجه خطر الانزلاق بشكل أعمق رئيس الوزراء يطالب سفراء الاتحاد الأوروبي بمسار دولي عاجل لدعم الحكومة للحفاظ على أسعار صرف العملة ويحذر من التأخير

بين سلام مرفوض وآخر مطلوب
بقلم/ محمد سعيد الشرعبي
نشر منذ: 8 سنوات و 10 أشهر و يوم واحد
الإثنين 14 ديسمبر-كانون الأول 2015 05:04 م
من يقدس الحياة، وينشد الحرية للبشر، سيدافع عن حق أبناء وطنه في الوجود، وسيرفض استعبادهم من قبل مليشيات طائفية، سواء بقوة السلاح، أو بمنطق الغلبة.
منذ بدأ تحالف الحوثي وصالح إنقلابهم على سلطة الوفاق الإنتقالي، وشنوا حروبهم الوحشية في كل إتجاه، سقطت النخب اليمنية في حضيض انحيازاتها، بإستثناء قلة رفعوا أصواتهم ضد حروب الإمامة على الشعب.
لقد كان سقوط أقنعة النخب بحجم فضاعات الحرب البربرية، وعمق مآلاتها على مستقبل السلم الأهلي، والتعايش المجتمعي في بلد يعصف حاضرها نزوات إنقلابيون واهمون بإستعباد الناس بالرصاص والبارود.
لقد تجاوز وعي المواطن مخاطر القبول بالعودة إلى الماضي، وتجسدت إرادة الشعب في ثورة 11 فبراير، وقبلها في الحراك السلمي الجنوبي، ورغم التحولات العميقة في المجتمع تبرر نخب الهوان حد اللحظة عار إنحيازها للطغاة ضد مطالب وتطلعات الجماهير الثائرة شمالاً وجنوباً.
واللافت هذه الأيام مغادرة النخب مربع التبرير لحرب تحالف الحوافيش ضد اليمنيين إلى المطالبة بسلام مقرون بإستسلام الشعب لسلطة إنقلاب الأمر الواقع.
تتعالى أصوات كثيرة، يتقدمهم(جعب) الإنقلاب في ظل إستمرار حرب مليشياتهم على أبناء محافظة تعز، وتشديد حصارهم حول مدينة يقطنها قرابة مليون إنسان.
علاوة على مطالبتهم الضحايا بالإستسلام، يطفح من دعواتهم منطق إستخفاف بتضحيات من يقاوم انقلاب مليشياتهم دفاعا عن حق مشروع في الحياة والحرية، والكرامة، والمواطنة المتساوية.
بون شاسع بين سلام مطلوب ينشده كافة أبناء اليمن، وبين سلام مرفوض يطالب به من تساهلوا مع القتلة، وأستسهلوا تضحيات تعز وبقية محافظات الجمهورية.
فالسلام المرفوض ما يمكن وصفها هدنة بين حربين تمنح الإنقلابيين فرصة عبور إلى المستقبل القريب، بما يمكنهم من الإنقضاض على اليمنيين وقتما تسنح لهم ظروف المنطقة.
تقول حروب صعدة، لا جدوى من سلام يؤسس لحرب جديدة، ولا أمل في عودة الإستقرار إلى البلد في ظل بقاء القوة وجزء من السلطة بيد حلف طائفي يتخذ من الديناميت وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية.
يتوهم الإنقلابيين إمكانية مغالطة الداخل والخارج من أجل الذهاب إلى استراحة حرب تصون لهم قوة ونفوذ وليس إلى سلام يلزمهم بوقف الحرب وإطلاق سراح المعتقلين، وتسليم السلاح، وخروج مليشياتهم من المدن..
السلام المطلوب لليمن تنفيذ تحالف الإنقلاب قرار مجلس الأمن الدولي 2216، وليس هدنة احتيالية قد تنبثق من مشاورات جنيف، كما يحلم الحوثيين، وحليفهم صالح.
شتان بين سلام مطلوب يبدأ بوقف إطلاق النار، ولا يتوقف عند بسط سيادة الدولة، وسلام مرفوض من قبل كافة الأطراف كونه إنقاذ لعصابة إنقلابية لن تتوقف عن مواصلة حروب إعادة اليمن إلى مرحلة الكهنوت الإمامي..