آخر الاخبار

بيان توضيحي عاجل لشركة الغاز اليمنية حول الوضع التمويني وحقيقة تهريب مادة الغاز إلى الخارج الشركة المالكة.لفيسبوك وواتساب وانستغرام تعلن عن نشر أطول كابل بحري بالعالم.. يربط القارات الخمس؟ خفايا وأطماع مواجهات نارية في الدور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا قرعة دور الستة عشر للدوري الأوروبي لكرة القدم الملك سلمان يعتمد رمز عملة الريال السعودي الريال يصطدم بجاره أتلتيكو ومواجهة سهلة لبرشلونة.. تعرف على قرعة دور ثمن نهائي أبطال أوروبا وموعد المباريات أبو عبيدة يعلن أن القسام ستفرج غداً عن 6 أسرى إسرائيليين بينهم "هشام السيد" هكذا ردت حماس على الاتهامات الاسرائيلية بشأن جثة الأسيرة الإسرائيلية "شيري بيباس" ترامب يوجه بتحريك قنابل جي .بي.يو-43 الشهيرة بأم القنابل ذات القدرات الفائقة لسحق كهوف صعدة ونسف تحصينات الحرس الثوري الإيراني ارتباك أمريكي ومبعوث أمريكا للشرق الأوسط يعلن متفلسفا: خطة ترامب بشأن غزة ليست لتهجير الفلسطينيين

التحالف والأمم المتحدة معركة النوايا السيئة
بقلم/ ياسين التميمي
نشر منذ: 9 سنوات و شهر و 24 يوماً
الإثنين 28 ديسمبر-كانون الأول 2015 11:54 ص
لا شيء أسوأ من المواقف المسبقة التي تحكم أداء طرفين رئيسيين مؤثرين في مجريات الأحداث باليمن، وهما التحالف العربي، ومنظمات الأمم المتحدة.
هي نفسها المواقف التي غذت ولا تزال تغذي - وإن بنسب متفاوتة - نزعة الشر لدى الفريق الذي أعلن الحرب الأهلية على اليمنيين منذ أكثر من عام ونصف، استنادا إلى أجندته المفضوحة، بصفتها سعيٌ حثيثٌ نحو تثبيت حكم الأقلية الجهوية والطائفية بأي ثمن.
وقد رأينا كيف شهدت اليمن في ظل حرب كهذه أول حركة نزوح قسرية تحت تهديد السلاح، من منطقة دماج حيث كان يوجد واحد من أهم معاهد دراسة الحديث النبوي الشريف وعلوم.
وقد تعرض المعهد والمنطقة، للتدمير والتصفية والتهجير فقط لأن الترتيبات كانت تقتضي تمكين ميلشيا طائفية من السيطرة المطلقة على محافظة صعدة.
ورأينا أيضا كيف تحولت معظم جغرافيا البلاد إما إلى ساحات حرب، أو مناطق نزوح غير مستقرة ولا توفر ملاذا آمنا لأكثر من مليوني نازح داخلي، ما أن يستقروا في منطقة حتى تلحقهم الحرب والاشتباكات.
ورغم أن التحالف يواجه دون هوادة المشروع الانقلابي وطرفيه الرئيسيين في اليمن: ميليشيا الحوثي قوات المخلوع صالح، بصفته تهديد استراتيجي لمصالح دول التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، إلا أن الحرب التي تدور حاليا، تتم بحذر شديد، وتتأثر إلى حد لا يمكن القبول به، بالمعايير التي تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية للشريك الداخلي المفترض في هذه المعركة.
ووفقا لهذه المعايير لا يمثل التجمع اليمني للإصلاح (إسلامي التوجه)، شريكا مثاليا على الرغم من أنه يمثل الكتلة الأكثر صلابة في المقاومة الشعبية بدءا من عدن وانتهاء بصعدة.
يدفع أبناء محافظة تعز ثمنا باهضا نتيجة المواقف المسبقة من الإصلاح ومن الدائرين في فلكه.
فها هي الحقائق تتضح أكثر فأكثر بشأن الخفايا التي تكتنف عملية تحرير هذه المحافظة. فبعد أسبوع تقريبا من استدعاء قائد المقاومة الشعبية في تعز، حمود المخلافي إلى مدينة عدن لمقابلة الرئيس عبد ربه منصور هادي، أعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن البدء في تدريب ألف من شباب الجامعات من أبناء هذه المحافظة الواقعة في الجنوب الغربي من اليمن.
في قاعدة العند الجوية الرئيسية الواقعة في محافظة لحج والتي لا تبعد كثيرا عن تعز، بدأت بالفعل عملية تدريب مكثفة لعشرات المجندين من شباب تعز، ربما يكونوا جزءا من الـ1000 شاب الذين أعلنت الدفاع اليمنية نيتها تدريبهم للمشاركة في تحرير محافظة تعز.
العملية إذا تعود إلى نقطة الصفر، بالنسبة لمعركة تحرير تعز، وكأن ما أعلنه الرئيس هادي لم يكن يعني شيئا، وكنا قد شعرنا بالتفاؤل من إمكانية نهاية هذه المعركة التي ذهب الرئيس هادي إلى قاعدة العند خصيصا ليرسل إشارة بشأن جدية السلطة الانتقالية في تحريك عملية تحرير عدن.
العمليات القتالية في حالة توقف شبه تام في منطقة الشريجة- الراهدة وهي منطقة الحدود المشتركة السابقة بين شمال اليمن وجنوبه، وهذا يعني أن حرب تحرير تعز سوف تنتظر أسابيع قبل أن يتم تجهيز اللواء العسكري من شباب تعز ليقوموا بمهمة التحرير هذه.
 وهذا يعني أن تحفظات التحالف على جزء كبير من مقاومة تعز حقيقي وله دلائله الميدانية القطعية، فالتحالف يريد تحرير تعز وفق المعايير الأمريكية، وحينما تناقش واشنطن الملف اليمني وتطوراته مع أبو ظبي، فإن لهذا الأمر دلالته بشأن مآلات الوضع في اليمن، حيث يبدو أن معركة التحالف في هذا البلد مزدوجة فبقدر ما تستهدف الحوثيين فإنها أيضا تستهدف قوى رئيسية سلمية فقط لأنها ذات خلفية إسلامية بكل ما يمثله توجه كهذا من خطر حقيقي على مستقبل التعايش في هذا البلد.
يتعرض المتطلعون إلى الحرية والانعتاق والخروج من دائرة الاحتراب في اليمن، لطعنة غادرة من جانب المنظمات الدولية التي تتبنى بشكل صريح ووقح أجندة الحوثيين وتتماهى معها.
لم يعد يحتمل هذا السلوك المشين من جانب الأمم المتحدة ومنظماتها، ثمة تغطية ممنهجة للجرائم الحوثية، وثمة إصرار على تثبيت العبارة الممجوجة التي تتحدث عن دائما عن "خطر تمدد الجماعات الراديكالية" أو الإرهابية.
هناك كتيبة من مقاولي الملف اليمني في أروقة المنظمات الدولية تعمل على دفن الحقائق وفلترتها وإيصال المعلومات ناقصة أو مشوهة حول حقيقة ما يجري في اليمن.
قبل يومين فجر الحوثيون ثلاثة منازل في ضاحية تابعة لمدينة إب المسالمة في المجاورة لتعز، وكانت هذه العملية الإرهابية جزء من عقاب جماعي مارسته الميلشيا ضد عائلة رفضت أن تدفع إتاوات لهذه الميلشيا.
بالتأكيد لن يهتم جورج أبو الزلف وهو الممثل المقيم للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، بهذه الجريمة وبعشرات الجرائم المماثلة، ولن يكلف نفسه عناء التفكير فيما إذا كانت عملية كهذه قد تغذي نزعة "الإرهاب" في مجتمع يمني مكلوم بفقدان الحقيقية والعدل والإنصاف.
الحرب في اليمن تكاد تفقد القدرة على تحديد الأهداف، إلى حد باتت معه ضربات التحالف عشوائية وتصيب أكثر ما تصيب وتلحق الضرر الفادح بأولئك الذين يقفون بقوة إلى جانب التحالف انتصارا لليمن ولحقه في الحياة، وتجنبوا إلى حد كبير الدخول في فخ الصراع لدوافع طائفية أو جهوية.