آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

توظيف الماضي لفهم وبناء الحاضر والمستقبل 1
بقلم/ علي محمد الخميسي
نشر منذ: 14 سنة و 5 أشهر و 29 يوماً
الجمعة 27 أغسطس-آب 2010 01:16 ص

عاشت شعوب أوروبا قرون طويلة من التخلف والتراجع الحضاري , وخاضت غالبية الدول الأوروبية فيما بينها حروب طاحنة أكلت الأخضر واليابس لتخلف عشرات الملايين من القتلى والجرحى خاصة في الحربين العالمية الأولى والثانية , ولكن من يشاهد أوروبا اليوم ونهضة أوروبا ووحدة أوروبا لن يصدق ما كتب عن تاريخ هذه القارة الكبيرة , أتدرون مالذي حدث : لقد وظفت أوروبا ماضيها الأسود والدموي والاستعماري وبنت عليه حاضرها الحديث ومستقبلها المشرق وطوت نهائيا خلافاتها القديمة وصراعاتها التاريخية لتشكل معا وحدة أوروبية أذهلت الأعداء قبل الأصدقاء وهذه هي سنن الكون التي استطاع الأوروبيون فهمها و الأخذ بها حتى وصلوا إلى ماهم عليه اليوم من تطور وحداثة ورفاهية وحضارة علمية استفاد منها ومن فوائدها العالم اجمع .

تجربه أخرى نذكرها في هذا السياق اعتقد أنها أيضا من التجارب الحضارية الرائدة وتدعونا كعرب ومسلمين ويمنيين بشكل خاص إلى التأمل بعمق واخذ الدروس والعبر حتى من الغير , فالإمبراطورية اليابانية كما نعلم انهارت وسقطت وهُزمت شر هزيمة في الحرب العالمية الثانية بعد أن خاضت حروب طاحنة ومدمرة مع أعدائها , وبإلقاء القنبلة الأمريكية الذرية على مدينتي هيروشيما و ننازاكي توقفت الحرب وأعلنت اليابان استسلامها وانسحابها بعد أن أيقنت أن ( العلم والتعلم وتنمية الإنسان ) هو السلاح الوحيد لبناء الدول والأوطان و الطريقة المثلى لتحقيق الرفاهية للشعوب , اليابانيون تجاوزوا ماضيهم الحزين وبدءوا العمل من الصفر عبر بناء ما دمرته تلك الحروب العبثية التي خاضتها دولتهم , وقد بدء الإنسان الياباني يدرك حينها أن نسيان الماضي واخذ الدروس والعبر منه وانتهاج برنامج علمي والأخذ بالأسباب وسنن الكون الثابتة مفتاح السر لبناء الحاضر والمستقبل معا وهو ما تحقق لليابان كدولة وشعب اليوم لتتحول في خلال عقود معدودة إلى دولة صناعية كبرى يحترمها الجميع حول العالم بل ويحسب لها ألف حساب يليق بمكانتها العلمية والثقافية وحجمها الاقتصادي العالمي الكبير .

هذه التجارب الكبيرة التي خاضتها بعض الشعوب في عصرنا هذا اعتقد أنها لم تنجح بهذه الصور الحضارية إلا بفعل عوامل موضوعية عدة أهمها نسيان الماضي الحزين و توظيف الذاكرة الشعبية والسياسية والماضي السلبي والسيئ لفهم وبناء الحاضر والمستقبل لهذه البلدان والشعوب ولننظر فقط بالإضافة إلى ما ذكرناه في هذا الشأن تجربة الولايات المتحدة الأمريكية وتجربة جمهورية الصين الشعبية وجمهورية الهند وكذلك لا ننسى تجارب رائدة أخرى في عالمنا الإسلامي والعربي كتجربة مملكة ماليزيا الإسلامية وتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة وتجربة دولة قطر وتجربة الجمهورية التركية ...الخ 

* في الجزء الأخير من هذا الطرح سنتناول إن شاء الله أمثله أخرى ولكن في الجانب الآخر من العالم الذي عمل ولا زال يعمل على توظيف الماضي السلبي لبناء حاضر ومستقبل هلامي غير مأمون لم ولن يكتب له النجاح وهذه سنن الحياة والكون الثابتة كما أسلفنا في الحديث عن التجارب الحضارية الايجابية التي انتهجتها الدول المتقدمة والناضجة , وسنختم في هذا الجزء موضوعنا بالحديث المقتضب عن تجربة وطننا مع ماضية السئ وعلاقة هذا الماضي بمشاكلنا وأوضاعنا السائدة والحنين المتصاعد من قبل البعض للعودة إلى هذا الماضي الحزين .

ali.alkhamesy@gmail.com