آخر الاخبار

عاجل .. وزير الدفاع يلتقي عددا من السفراء والملحقين العسكريين ويشدد على أهمية بسط القوات المسلحة سيادتها على كافة التراب الوطني استعدادات لإنطلاق مؤتمر الحوار الوطني السوري .. تفاصيل كاملة حركة حماس تعلن عن شروطهما لاستكمال التفاوض وإنهاء الحرب وإسرائيل ترد بشروطها ‫ رئيس الوزراء يطالب ممثل اليونيسيف لدى اليمن بممارسة الضغوط على مليشيا الحوثي وزارة الأوقاف تناقش اعتماد قنوات تحويل آمنة لإعادة مبالغ حجاج موسم العام الماضي 1445هـ عن الخدمات التي تعذر تنفيذها موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا

الشجرة الطيبة
بقلم/ أحمد غراب
نشر منذ: 14 سنة و 6 أشهر و 25 يوماً
السبت 31 يوليو-تموز 2010 07:34 ص

الزمان: 1902م ‏

المكان: قرية صغيرة معلقة على سفح جبل ‏

ما عساه يفعل طفل مولود في هذا العام وفي هذا المكان البعيد عن العالم؟!‏

ختم القرآن وتعلم القراءة والكتابة، ثم عمل مع والده في حياكة الملابس‏ وكان ‏يرافقه إلى الأسواق لبيعها.‏

وحين داهم الجفاف القرية قرر الفتى مغادرتها والاعتماد على نفسه، وسافر إلى ‏عدن مشيا على الأقدام لمدة ثلاثة أيام وهو لا يحمل زادا معه سوى بركة طاعة ‏الوالدين.‏

ثم هاجر من عدن إلي مارسيليا بفرنسا وقضي ‏10‏ سنوات في ورشة لأحد مصانع ‏الزيت، ثم عمل مشرفا في مصنع فرنسي آخر..‏ وحين انتقلت ملكية المصنع إلى ‏شركة أخرى غادر فرنسا إلى مدينة بربرة في الصومال، وعمل وكيلا لتاجر جلود ‏فرنسي كان مقيما في عدن‏.‏ ‏

ورغم فشله في تصدير أول شحنة إلا انه حاول مرة أخرى بعد أن استقطب إلى ‏جانبه ابن أخيه لمساعدته، ووسع نشاطه باستيراد المواد الغذائية والملابس من ‏عدن وتسويقها في الصومال‏.‏

توسعت أحلامه وطموحاته في عام 1938م، وقرر مع إخوانه تأسيس شركة‏ لكن ‏الرياح جاءت بما لا تشته السفن، ومني الرجل بخسارة فادحة إثر صفقة فاشلة في ‏تجارة الماشية استثمر فيها كل ما بحوزته من أموال.‏

ومع ذلك لم ييأس بل عاد إلى عدن وفتح دكانا للبيع بالتجزئة في منطقة غير ‏مأهولة بالسكان في المعلا‏.‏ ‏

لم تلبث العواصف أن هبت مرة أخرى لتأتيه بنبأ غرق الباخرة المقلة لبضاعته ‏الأولى إلى الصومال‏,‏ وسرقة الودائع والأمانات من دكانه في عدن‏.‏ ‏

ومع ذلك لم ييأس وواصل نشاطه، وكان يشتري كميات بسيطة من شركة‏ "البس‏" ‏الفرنسية ويسوقها في عدن، وحين طلب منه مسؤول الشركة أن يشتري كميات ‏أكبر قال له ليس معي نقود، فرد عليه وقد أعجب بأمانته والتزامه: "خذ الكمية ‏التي تريد وادفع بعد تصريف البضاعة"، وأضاف الفرنسي قائلا: "أنت في صورة ‏تمام".‏

كنتم مع جزء من قصة الكلمة الطيبة التي تحولت إلى شجرة طيبة أصلها ثابت ‏وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها. ‏

توفي هائل سعيد أنعم في ‏23‏ إبريل عام‏1990‏

ملاحظة: كاتب هذا المقال درس في ثانوية المرحوم هائل سعيد أنعم في محافظة ‏إب.‏