زواج الشغار في اليمن..
بقلم/ ليلى الفهيدي
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 17 يوماً
الجمعة 30 مارس - آذار 2007 09:08 م

مأرب برس - ليلى الفهيدي

مازال زواج الشغار (البدل) شائع في قرى ومناطق يمنية عدة على رغم التحولات التي يشهدها المجتمع اليمني وما يشوب هذا النوع من الزواج من سلبيات تشمل النواحي الشرعية والاجتماعية وعادة ما يكون الزوجان ضحية لزواج الشغار العائد الى استمرار عادات وتقاليد اجتماعية قديمة نهى عنها الاسلام.

فتاة مقابل فتاة أخرى، وبدون شرط ، أو مهر، وحتى وإن كان بدون تراضي من الزوجين أنه زواج الشغار " البدل "، الذي راح ضحاياه عدد من الشباب ، والشابات في عدد من مناطق اليمن وخاصة في المناطق " الريفية

"، التي لا يزال جهل الآباء، وأمية النساء فيه يلعبان الدور الكبير في تدمير حياة أطرافه ويقابل بصمت قطاع كبير من المجتمع.

ورغم ضحايا ذلك الزواج المنهي عنه في الإسلام " لا شغار في الإٌسلام " إلا أن كثير من أولياء الأمور والذين لا يزالون يجهلون حق المرأة واعتقادا منهم بأن ذلك الزواج هو حفاظا على العلاقات والتماسك الأسري ، وعدم خروج الفتاة من إطار الأسرة حرصا على ما تملك من المال والتركة وخوفا بأن يحصل عليه شخص غريب حتى وأن كان من أبناء المنطقة نفسها.

" زواج البدل " ليس بظاهرة جديدة على اليمنيين، بل هو عادة متوارثة سببها الظروف المعيشية الصعبة والحرص على التماسك الاجتماعي.

حصول المرأة الريفية اليمنية على قليل من التعليم, لم يحول بينها وبين ما تعانيه من صعاب وعقبات جمة تفرضها الظروف والتقاليد الاجتماعية السائدة التي تحول دون حصول المرأة على حقوقها الاجتماعية والإنسانية.

لغم مؤقت

وبالرغم من مزايا ذلك الزواج أن وجدت كما يطرح البعض الا أن عيوبه ومساوئه تتجاوز حسناته بكثير، فقد كشفت التجربة فشل الكثير من الزيجات التي تمت تحت هذا المسمى، حيث أصبح ذلك الزواج بمثابة لغم مؤقت قد ينفجر في أي وقت ليطيح بعلاقات الزواج المتشابكة، وقد يدمر أسرة سعيدة هانئة ذنبها أنها أحد أطراف هذا الزواج.

فهل لزواج البدل مزايا كما يقول البعض هذا ما تحاول " سبأ " الكشف عن صحته أو كذبه في تحقيقها حول سلبيات وأثار زواج محفوف بالفشل يوقع بفتيان وفتيات في مقتبل العمر اعتقادا من أولياء الأمور بأنهم يؤسسون لعلاقات أسرية مترابطة داخل أطار الأسرة والعائلة ذاتها قد لايكون الشاب اليمني جميل آخر ضحية لزواج الشغار المنتشر في اليمن، بعد أن دفع عقله ثمنا لهذا الزواج التعيس الذي أنتهي بالطلاق ، ليطوي معه فصول من المشكلات والمآسي بين العائلتين " طرفي الزواج " رغم عدم رغبتهما ،لكن وفقا لمبادئ وأعراف هذا الزواج كان لابد لهما أن يكتويا بنار هذه الخلافات .

تبدأ مأساة هذا الشاب ـ كما يرويها والده عبد الله شايف ـ بعد أن اتفق مع والد زوجته على أن يزوجا أبنيهما بطريقة " الزقار " ـ اي الشغار.

وتم الزواج وبعد مرور عامين لم تتفق أبنتي مع زوجها وكانا على خلاف دائم ومن الطبيعي أن اي خلاف بينهما يمتد لأبني وزوجته فما أن تعود أبنتي إلى البيت حتى تترك زوجة أبني البيت دون آية مشاكل، والمشكلة أن أبني تعلق بزوجته كثيرا فما أن تطورت الخلافات بين العائلتين ووصولها إلى المحاكم وفشل كل الحلول لجأنا إلى الحل القبلي على أن يطلق أبنينا معا بعدما خسرنا أموال طائلة، لكن أبني فقد عقله جراء ضغوطنا عليه ليطلق ومازال إلى الآن على هذه الحالة .

مشاكل متفاقمة

ويصف أحد أعيان محافظة إب هذا النوع من الزواج بزواج المشاكل ويقول " نتلقى كثير من القضايا من هذا النوع ، ونواجه صعوبة في إقناع أحد الأطراف بتقديم تنازل كترك أبنته مثلا مع زوجها إذا كانا متفاهمين على أن يدفع الشرط والمهر ، لكن الآباء يعتبروها في هذه الحالة كسر شرف ويرفضون بشدة ، وهوما يؤدي إلى تطور المشاكل بين العائلتين لتصل أحيانا إلى حد الاقتتال ".

ويروي عدد من الوقائع الخاصة بنهايات هذا النوع من الزواج منها انتحار أحد الشباب والاقتتال بين قبيلتين ، ويؤكد أن نسبة نجاح هذا الزواج ضعيفة جدا ومهما تباينت مسميات زواج الشغار في المناطق اليمنية " الزقر ، البدل ... الخ " الإ أن طريقته واحدة ونتائجه متشابهة .

وتقوم فكرة زواج الشغار على عدم دفع اي شئ بل أخذ زوجة مقابل أخرى على أن تخضع الزوجات لنفس الظروف في السراء والضراء فإذا لم تتفق زوجة مع زوجها تنسحب هذه الخلافات على الزواج الأخر، مما يتسبب في حدوث مشاكل كبيرة بسبب تمسك أحد الأزواج بزوجته مقابل رفض الأخر وعدم التوافق.

ومن الواضح أن نسبة نجاح هذه النوع من الزيجات متدنية, والقاعدة هي تراضي الزوجين لكن زواج البدل يشذ عنها إن نتاج عادات وتقاليد سلبية.

يقول الحاج سعيد المحمودي (85 عاما) " زوجت أثنين من أولادي بهذه الطريقة وزواجهم مستمر حتى الآن دون مشاكل فالحمد لله جميعهم متفاهمين والعائلتين كذلك".

لكن ما ينطبق على عائلة الحاج سعيد قد لا تجده في كثير من العائلات التي تعاملت مع هذا الزواج كتصفية حسابات بحسب رأي رضوان الحميري الذي تعرض لزواج شغار فاشل .. يقول رضوان " استغل أهلي عدم توافقي مع زوجتي ومشاكلنا الكثيرة لتصفية حساباتهم مع عائلة زوجتي التي كانت متمسكة جدا بأخي ورفضهم تطليقها وهو ما دفعنا ثمنه غاليا، حتى استمرت فترة النزاع أكثر من عشرة أعوام بعنا أغلب أرضنا لنصرف على المحاكم والمشايخ لحل المشكلة لتبقى الزوجتان إلى الان معلقتان والمشكلة لم تنتهي " .

ويعزو اخصائيون اجتماعيون انتشار هذا النوع من الزواج في اليمن إلى اتساع دائرة الفقر خاصة في فترة " قبل قيام الثورة اليمنية " مما دفع أفراد المجتمع الذين كانوا يعيشون آنذاك في عزلة تامة إلى اعتماد هذا الزواج بسبب الظروف المعيشية فكانت طريقة " المقايضة " هذه هي الحل الأمثل بالنسبة لهم .

وتقول الدكتورة حسنية القادري مديرة مركز دراسات وأبحاث تنمية المرأة " جامعة صنعاء "استمرار هذه الظاهرة في العصر الراهن نتيجة للمغالاة في المهور والمبالغة في شروط الزواج فيكون الحل لمن لا يستطيعون توفير كل هذه المتطلبات".

مشيرة الى انه وعلى الرغم من انتشار ظاهرة زواج الشغار في اليمن الآ أن الدراسات والأرقام الخاصة بها تكاد تكون معدومة لأسباب غير معروفة. إلا أن بعض التقديرات تذهب الى أن نسبة فشل هذا النوع من الزيجات تتجاوز 80 في المائة.

وتري القادري أن نسبة انتشاره تتضاعف كثيرا في ريف اليمن بسبب العادات والتقاليد الموروثة والتمسك بتزويج الأقارب عن طريق الشغار مما يترتب علية مضاعفات خطيرة تهدد البناء الاجتماعي للعائلة بسبب المشاكل والخلافات.

ثقافة أوامرية

ويرفض الشاب ناظر محمد علي الزواج بهذه الطريقة ويقول :" اعتقد أن هذا الزواج مصيره الفشل " كما أنه يقوم على مبدأ عسكري " الحسنة تخص والسيئة تعم " وهذا ما لا أقبله ".

وتشير مديرة مركز تنمية المرأة إلى السلبيات الخطيرة التي يتسبب بها هذا الزواج أهمها الحالة النفسية التي تتعرض لها البنت أو الولد والتي تنعكس سلبا وتؤدي إلى الكراهية بين الزوجين وتأثيرها على الأولاد ، وفقد رغبة الطرفين ببعضهما .

وقالت:" عندما ينعدم الترابط الأسري بين الزوجين تفقد الأمانة بمعني أنه من الممكن أن ينحرفا أخلاقيا وهما متزوجان وهذا ما لمسناه في كثير من الحالات الموجودة على الواقع فقد وجدنا فتاة ومن أسرة كبيرة ومعروفة في البلد ولأنها إجبرت على الزواج انحرفت ".

وطالبت القادري الآباء الذين لا يعون حقوق الإنسان ع بأن يحترموا الدين الذي حث على تلك الحقوق " .

لكن (م . س) تري أن ليس كل هذه الزيجات فاشلة إلا أنها ترفض أن تتزوج بهذه الطريقة و تقول " أحيانا تكون البنت مجبورة على القبول بهذا الزواج بسبب الأعراف الموجودة في اليمن والتي تعطي للأب حق تقدير

الزوج الصالح فتكون البنت في معظم حالات الزواج هذه هي الخاسر الأكبر"

زواج بيع

من جانبها ترفض شذى هي الاخرى هذا النوع من الزواج على الرغم من أنها لم تتزوج بعد وتقول: بهذه الطريقة يتم الانتقاص من حقوق المرأة، وبالتالي تكون المشاكل الزوجية كثيرة، وأنا لن أقبل بزواج البدل أبداً، مهما كلف الأمر".

وتضيف "رأيت زميلتي في الجامعة تعاني من هذا الزواج، بعد إكراهها على الزواج من قريب لها، بالتالي لا يمكن أن تأخذ المرأة مهرها على الورق دون أن يكون مهراً حقيقياً، وفي أغلب الأحيان لا تحصل المرأة على

حقوقها الشرعية المطلوبة في ذلك".

وتابعت" هذا الزواج يُعدّ بيعاً للمرأة وانتقاصاً من حقوقها الشرعية والقانونية، والتي كفلتها الشريعة الإسلامية، بحيث لا يمكن الانتقاص من تلك الحقوق المشروعة، ولا أحد يستطيع مصادرتها أبداً".

وتروي ياسمين التي تتلهف لرؤية أبنتها التي لم تتجاوز السنتين الأسباب التي دفعت عائلتها إلى تزويجها عن طريق زواج البدل بسبب القرابة، إذ إن والدي يؤمن بالعائلية أكثر من غيره فقد تحدث مع عمي، واتفّقا على أن نتزوج دون مهر، ولا ذهب، وغير ذلك من الحقوق المشروعة في الزواج العادي، وكانت ابنة عمي مقابلي في هذا الزواج".

وبتنهيده مليئة بالدموع والشعور بالحسرة تقول ياسمين " لم يستمر زواجنا سوى أربع سنوات، تبعتها المشاكل نتيجة خلاف حصل مع زوجة أخي أدى في النهاية إلى انفصالهما.

ونتيجة لخلافهما انفصلت عن زوجي، وحصل خلاف حادّ داخل العائلة بحيث بات الخصام والصدام واضحاً بين والدي وعمي حتى الآن لم يبقي مني سوى جسد بلا روح"..

وذكرت ياسمين أنها كانت تشعر وكأنها كتلة من اللحم بدون أحساس و أنها كادت تفقد أمومتها عندما أخذت أسرة زوجها منها أبنتها بالقوة..يضاف الى ذلك عدم الشعور بالاستقرار خلال فترة زواجها حين تزوجت بالإجبار ودون رضاها. . وتشير الى أن أسرتها حاليا تتعامل معها بطريقة غير لائقة في الوقت الذي لا تمتلك فيه ياسمين إمكانيات الخروج والخوض في غمار الاعتماد على الذات خاصة وأنها لم تكمل دراستها حتى الابتدائية.

وتذكر ج ـ س بأن تجربتها مع هذا النوع من الزواج سيئة لكثرة المشاكل التي تحصل معها؛ إذ لا تمر بضعة أسابيع دون حصول مشكلة معهم، لكثرة تدخل الأهل في حياتهم الخاصة داخل البيت، الذي لا تستطيع من خلاله

الإحساس بنوع من الاستقلالية الحقيقية .

وقالت:" لا توجد حرية كاملة حتى في الحياة الخاصة بيني وبين زوجي، لان أهل زوجي ما زالوا يعيشون على نظام العائلة الممتدة، وكل شيء بيننا مشترك من الطعام حتى راتب زوجي الذي لا ننعم به أبداً.

وأضافت: "لا أنصح الفتيات بزواج البدل, لأنه عادة قديمة يجب أن تتلاشى آثارها من مجتمعنا، بشكل ينتقص من حقوق المرأة المسلمة التي كفلتها لها الشريعة الإسلامية، من المهر والذهب والبيت والحياة المستقرة داخل العائلة، بعيداً عن تدخل أحد في حياة الأزواج الخاصة.

ومن جانبها ترى (ص ـ ر ) تزوجت قبل عشرين عاماًعبر زواج البدل أن زواج البدل يمكن أن يكون ناجحاً إذا كان هناك تفاهم بين الزوج وزوجته، يحصل هذا من خلال منع الآخرين من التدخل في شؤون العائلة الداخلية،

بهدف الحفاظ على الترابط الأسري، وحماية الأطفال، مع إعطاء الزوجة حقها الشرعي في المهر والمسكن وغيره.

وأضافت: "والحمد لله استطعت أنا وزوجي الحفاظ على أسرتنا، وتربية أطفالنا حتى أصبحوا رجالاً في الجامعات، ولم تحصل معنا أي مشاكل صعبة، وفي حال حدوثها كنا نحلها داخلياً، وسراً، دون علم أحد من أهلنا، هكذا اتفقنا منذ البداية، حتى تكون حياتنا ناجحة".

وتستدرك " مع كل هذا فإنني أحبذ أن يتم زواج الأبناء في هذه الأيام بعيداً عن زواج البدل، حتى لا تكون هناك مسوّغات لأحد في هدم أي أسرة نتيجة لحصول خلافات عائلية، ومشاكل بين الزوجين.

ويقول الشيخ عبده الحميدي أستاذ مساعد في كلية التربية جامعة أب (قسم دراسات إسلامية وقرآن) زواج الشغاركان سائدا في الجاهلية الأولي قبل الإسلام وجاء الإسلام ونهي عنه حفاظا وصونا لكرامة وحق المرأة .

وأضاف الشيخ بأن "سلبيات زواج البدل عديدة ،لأن كلا الزواجين يرتبط تلقائيًّا بالآخر، فما يحدث في أحدهما ينتقل إلى الآخر".

ويرى الحميدي :" أن هذا الزواج نادرًا ما ينجح، والواقع أثبت ذلك "معللاً بأنه إذا انتهى أحد الزواجين بالطلاق نتيجة وجود ما يعكر صفو الحياة الزوجية, وجدنا أن الزواج الآخر ينهار ويحدث الطلاق مع أنه لا

يوجد ما يوجب الطلاق، بل العكس تمامًا ربما كان زواجًا ناجحًا، والزوجان يعيشان في انسجام ووئام.

توافقه الرأي في ذلك الدكتورة حسنية القادري التي تقول " نهى الشرع عن هذا الزواج رحمة بالناس وحكمة للأمة لأن الزواج في الإسلام هدفه بناء أسرة وبناء كيان لكن زواج البدل محكوم بالتعاسة وتحطيم كثير من

الأسر وتأكيد لأنانية الأسرة وتمسكها بالتقاليد غير الإسلامية" وأضافت:" يتم مثل هذا الزواج في المناطق الريفية بسبب أمية الفتاة وجهلها معني ومسؤولية الزواج وفرح كثير من الفتيات خاصة وأنهن يتزوجن

في سن صغير لا يتجاوز عمرهن 12سنة بثوب الزفاف ولأن الفتيات في تلك المناطق الريفية عندما تتزوج تتوقف عن رعي الأغنام.

وترى القادري أن هذا الزواج فيه انتقاص من حقوق الإنسان وانتزاع لحق المرأة وكرامتها "هذا الزواج فيه ظلم للمرأة والرجل على السواء لأن الزواج في الإسلام بالتراضي وزواج البدل يتم بالمقايضة والمجاملة ما

بين أولياء الأمور الذي غلبتهم العادات والتقاليد.

ويستند الحميدي الى قول الرسول صلى الله علية وسلم " لا شغار في الإسلام " .. مؤكدا أن زواج البدل فيه هضم للمرأة واستلاب لحقها واصفا زواج الشغار بالمتاجرة .. ويتساءل الحميدي ما ذنب الزوجة التي تعيش سعيدة مع زوجها وأطفالها حتى تطلق.. إنها في ذلك تتعرض لظلم فادح، وما ذنب الزوج الذي يضطر إلى تطليق زوجته مع أنه يتحمل جزءًا من المسئولية؛ لأنه قام بزواج البدل من الأساس.

وبالطبع فإن زواج مثل هذا النوع - وكما يقول الأستاذ الحميدي يكون بمهر (طبعًا سيكون المهر متساويًا في كل تفصيلاته وهذا حرام شرعًا) أما إذا تم الزواج بدون مهر فسيكون الظلم هنا أشد؛ لأن المستفيد هنا هو الذكران فقط، حيث حصل كل واحد منهما على زوجة دون مهر، أما المرأة فقد تعرضت للظلم في كل الأحوال فهي لم تحصل على مهرها، كما أن زواجها معلق باستمرار ونجاح الزواج الآخر".

وانتقد الحميدي إغفال منظمات المجتمع المدني والمنظمات المعنية بحقوق المرأة للتوعية بمخاطر زواج الشغار وطالب بوضع برامج توعوية للقضاء على هذه الظاهرة .

واشترط أستاذ الشريعة الحميدي لقيام هذا النوع من الزواج الفصل بين زيجة وأخرى بحيث إذا لم تتوافق أحد الزيجات تبقي الأخرى كما هي مع دفع المهر والشرط اللازم.

ويحمل الشيخ الحميدي مسؤولية إخفاق زواج البدل أكثر من طرف، وعلى رأسهم المحيطون بالأسرة من العائلة الممتدة حتى الأب والأم، وبطبيعة الحال سيعيش الأطفال بعيداً عن الأب والأم، وهذا بحد ذاته له تأثيرات

سلبية على المجتمع بشكل عام".

وبعد كل ذلك هل فقدان جميل لعقله، وانتحار شاب أخر في منطقة أخري ، واقتتال قبيلتين بعد سنين في المحاكم ، وثبوت التجارب لفشل زواج البدل ، والتأكيد على تحريمه، والحالات النفسية التي يصاب بها الزوجين نتيجة

ذلك الزواج كفيل بتغيير عادات وتقاليد ومعتقدات بعض أولياء الأمور وإدراكهم لمخاطر تلك الزيجات .

وهل حان الوقت لتبدأ الأسر بمنع هذا الزواج المحكوم عليه بالفشل من بدايته ، وتحطيم وتدمير كثير من الأسر ، وتشرد عدد من الأبناء بدون دخل أو ذنب لهم ، ولكن تلبية لرغبات الإباء وتقاليد وعرف تلك المناطق

التي لا يزال ساكنيها يجهلون أثاره وسلبياته فواحدة تتزوج والثانية تتطلق حتى وان كانت تحب زوجها .

المصدر: سبأنت