مؤتمر مأرب الجامع يدعو لسرعة توحيد القرار العسكري والأمني ويؤكد ان تصدير النفط والغاز هو الضامن لانعاش الاقتصاد الوطني ودعم العملة المحلية الامين العام لمؤتمر مأرب الجامع: مأرب لن تقبل ان تهمش كما همشت من قبل ونتطلع لمستقبل يحقق لمارب مكانتها ووضعها الصحيح قيادي حوثي استولى على مدرسة اهلية في إب يهدد ثلاث معلمات بإرسال ''زينبيات'' لاختطافهن الهيئة العليا لـ مؤتمر مأرب الجامع تعلن عن قيادة المؤتمر الجديدة.. مارب برس ينشر قائمة بالأسماء والمناصب الذهب يرتفع بعد خسائر حادة سجلها الأسبوع الماضي رئيس الحكومة يعلن من عدن اطلاق عملية اصلاح شاملة تتضمن 5 محاور ويبدأ بهيكلة رئاسة الوزراء.. تفاصيل الكشف عن كهوف سرية للحوثيين طالها قصف الطيران الأميركي في محافظة عمران انفجاران بالقرب من سفن تجارية قبالة سواحل اليمن محكمة في عدن تستدعي وزير موالي للإنتقالي استخدم نفوذه ومنصبه في ظلم مواطن العليمي يضع الإمارات أمام ما تعانيه اليمن من أزمة اقتصادية
لكي تحدث نهضة مجتمعية في أي مجال من مجالات الحياة لا بد أن يعمل على إحداثها عقل المجتمع وإرادته, وعقل المجتمع هم النخب ـ علماء, مثقفين , ساسة , أدباء , مفكرين ... الخ ـ أما إرادة المجتمع فتتمثل في ـ الدولة , الأحزاب ـ ومن الأدوار الهامة والحيوية التي تقوم بها النخب , مسألة إيقاظ وإنعاش ( الحافز) في ذاكرة المجتمع ووجدانه , أما نوعية الحافز المطلوب إنعاشه فإنه يتحدد من طبيعة التحديات التي يمر بها المجتمع , فعلى سبيل المثال في اليمن قبل خمسين عام كانت اليمن تحت هيمنة الاستبداد الإمامي والاستعمار, ومن خلال هذه التحديات برزت أهمية التحرر من الاستبداد والاستعمار , فقامت النخب بإيقاظ ( الحافز التحرري والثوري) في ذاكرة المجتمع ووجدانه , من خلال توظيف المهارات الإبداعية لتلك النخب لخدمة هذا الهدف فصاغت الكتب الفكرية والروايات الأدبية والقصائد الشعرية والخطب الدينية ... الخ , التي عملت على إيقاظ الحافز التحرري والثوري في ذاكرة المجتمع ووجدانه , والذاكرة الجمعية مملوءة بعناوين تلك الأعمال النخبوية سواء كانت كتب فكرية أو روايات أدبية أو قصائد شعرية أو خطب ومحاضرات دينية أو مقالات صحفية وكانت النتيجة هي دخول الشعب في المعادلة الأمر الذي نتج عنه سقوط الاستبداد والاستعمار , وبعد سقوطهما برزت تحديات جديدة كان من ضمنها ضرورة تحقيق وحدة الوطن , فقامت النخب بتوظيف ملكاتها ومهاراتها الإبداعية من أجل إيقاظ وإنعاش ( الحافز الوحدوي ) في ذاكرة المجتمع ووجدانه , من خلال الكتب الفكرية والسياسية والروايات الأدبية والقصائد الشعرية والمحاضرات الدينية , الأمر الذي أدى إلى دخول الشعب في المعادلة , نتج عن ذلك إعادة تحقيق الوحدة اليمنية .
واليمن اليوم يمر بتحدي اقتصادي كبير , فإذا لم توجد حلول اقتصادية تؤدي إلى تحويل الانفجار السكاني من تحدٍ إلى فرصة توظف في إيجاد نهضة اقتصادية , فإن الأزمة الاقتصادية والانفجار السكاني ستكون نتيجتهما تدمير كل ما أنجزه اليمنيين خلال خمسين عام , ليس هذا فحسب بل أيضا تدمير المستقبل .
لذلك ومن طبيعة هذا التحدي الاقتصادي لابد من إن يقوم عقل المجتمع ( النخب ) وإرادته ( الدولة والأحزاب ) كلٌ بدوره , فدور النخب المتخصصة في الاقتصاد يكمن في وضع الخطط الاقتصادية , ودور بقية النخب ـ علماء , مثقفين , شعراء , أدباء , مفكرين ... الخ ـ يكمن في إيقاظ وإنعاش ( الحافز الإنتاجي ) في ذاكرة المجتمع ووجدانه , ويكون ذلك من خلال توظيف النخب لملكاتها و مهاراتها الإبداعية وقولبتها في روايات وقصائد وكتب فكرية وأبحاث علمية ومحاضرات دينية ومقالات صحفية ... الخ , ثم طبعها وإصدارها ومرحلة الطباعة والإصدار هي المرحلة الأولى , والمرحلة الثانية هي السعي الحثيث من أجل نقلها إلى ذاكرة المجتمع ووجدانه , فمثلاً عندما يقوم الأديب بإصدار رواية تنعش (الحافز الإنتاجي ) يفترض به عدم التوقف عند الإصدار فقط بل يجب عليه إن يسعى بشكل حثيث إلى تحويل هذه الرواية إلى عمل درامي , وعلى نفس المنوال تسير بقية النخب من علماء ومثقفين وشعراء ومفكرين ...الخ , وأعرف جيداُ كم هي الصعوبات التي تواجه النخب , ولكن أعلموا أيها النخب أنكم أحد آمال الأمة في صناعة غدٍ أفضل , وإن الصعوبات وجدت من أجل أن تجعل الإنسان يكتشف الطاقات الهائلة الكامنة في داخله , فقط هذه الطاقات تحتاج إلى تفكير علمي وليس عاطفي من أجل اكتشافها وتوظيفها , وإذا كان الإحباط مهيمن فيجب علينا تجاوزه , وإذا لم نستطيع تجاوزه فيجب علينا أن نتحايل عليه ونؤجله .
وكم هي المرحلة الراهنة التي تمر بها اليمن بحاجة إلى أعمال فكرية وبحثية وأدبية ودينية ... الخ , تؤدي إلى أيقاظ وإنعاش ( الحافز الإنتاجي ) في ذاكرة المجتمع ووجدانه , وسيكون من إيجابيات هذه الأعمال الإسهام في إنقاذ شعب على وشك التشظي والتشرذم والدخول في مرحلة اللا عودة ( الحرب الأهلية ) ليس هذا فحسب بل سيكون مصير تلك الأعمال النخبوية البقاء في الذاكرة الجمعية وسيبقى أصحابها رواد نهضة نحبهم في الحياة وندعو لهم بعد مغادرتهم الحياة .
أما أسباب تدني الوعي الإنتاجي في ذاكرة المجتمع اليمني ووجدانه , فسوف نتحدث عنها في مقال قادم بعنوان ( الثقافة الإنتاجية ) .