من للميدان بعدك يا يحي علاو ..!!
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 14 سنة و 5 أشهر و يومين
الثلاثاء 15 يونيو-حزيران 2010 08:11 ص

كم أنا حزين اللحظة

حزين لأن الإعلامي الكبير والقدير الأستاذ يحي علاو رحل عن دنيانا

حزين لأن مساحة الخضرة تنتقص لصالح تمدد اليباس

أن يرحل إعلامي فذ مارس القدرة على تفتيق الحلم وإنعاش الذاكرة واستيلاد البسمة والفكرة من مكمن العبوس والجهل فهذا ما يؤلم بل ويدمي ..

لم اعد قادرا على البوح توقفت الكلمات في حنجرتي خنجر غصة ، وغزت قشعريرة مكهربة أوصالي ..تساءلت بائسا أليس ثمة موت يبحث عمن يستحقه؟!

قبل مدة غادرنا نجيب الشرعبي ، واليوم يغادرنا يحي علاو ، وكل يوم تسقط ورقة خضراء لتنمو مكانها آفات تعتاش على مكياج الكلمة المزيفة والمديح الوالغ من مستنقع البيع والشراء والاتجار بقضايا الشعب .

تساءلت وأنا أحدق في فراغ وحدتي كيف يمكن أن نعيد ترميم قلوبنا المنكسرة في زمن تكسرت آمالنا الكبيرة في التغيير لينكسر معها حلمنا في وطن يستحق أن يحيا فيه من يناضل من اجله حقا ؟

يرحل الشرفاء الأوفياء ويبقى جرابيع الرداءة في بحبوحة من العيش الرغيد ، تزهق أرواح من يرسمون غدنا بإتقان من يؤدي واجبا مقدسا، ويبقى ذوي المشاريع الشخصية الصغيرة التي لا تجيد سوى التفكير بذاتها وما يمكن أن يعود عليها بالربح.

خسارة كبيرة أن يرحل اعلامي بحجم فرسان الميدان كيحي علاو ، من للميدان بعده ، أي فارس يمكن ان يمتطي فرسه كي يذرع قفار الوطن وبراريه ليوصل فكرة أو يعكس صورة لوطن يستحق ان نبنيه ويستحق ان نناضل من اجل تكوينه كما يجب ، لست أدري ؟ ما أدريه اللحظة أن الفرس يتيم سيكابد مشقة الفقد ،وأن الميدان سيعاني من فراغ كبير.

اللحظة لا استطيع ان استوعب الخطب الجلل ، فجل ما انا عليه الان اني حزين مسكون بفجوة من الحسرة ، ألوذ بركن تجلياتي الحزينة اندب فذا كان يوما هنا ولم أقر سوى نعي رحيله الا على صفحات النت في عالم افتراضي لم أصدق انه سيقدم وفاة عزيز علينا على انه واقعا وليس افتراض..!!

 رحمك الله وأدخلك فسيح جناته ولا حول ولا قوة الا بالله