فيلم الرعب العبوات الناسفة
بقلم/ محمد جواد عبد الصمد أحمد
نشر منذ: 14 سنة و أسبوع و 3 أيام
الأحد 07 نوفمبر-تشرين الثاني 2010 04:35 م

صرح مسؤول أمريكي بأن صانع قنابل سعوديا يعتقد أنه يعمل مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هو أحد المشتبه بهم الرئيسيين في مؤامرة لإرسال طرود ناسفة إلى الولايات المتحدة. (جريدة الوطن السعودية 31/10/2010) 

وكانت طرود يمنية مشبوهة عثر عليها على متن طائرات متجهة إلى شيكاغو بالولايات المتحدة، قد أثارت الذعر في مطارات أميركية وبريطانية وميناء للشحن في دبي.(جريدة الوطن السعودية 30/10/2010) 

أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إن مسؤولين أمنيين في بريطانيا ودبي عثروا على مادة ناسفة واضحة في طردين مريبين كانا في طريقهما الى الولايات المتحدة من اليمن في "تهديد إرهابي ذي مصداقية. (جريدة الوطن السعودية 30/10/2010)

وقال مصدر سعودي مطلع لـ"الوطن" إن السلطات الأمنية السعودية أبلغت نظيرتها الأمريكية فجر الجمعة الماضي بمعلومات أمنية ثمينة تضمنت أرقام بوليصات شحن الطرود المرسلة من اليمن والتي كانت في طريقها للولايات المتحدة ، مما عجل في ضبط الطرود المفخخة في مطارات دبي وبريطانيا. (جريدة الوطن السعودية 01/11/2010) 

الحرب الإعلامية

مازال الإعلام يشن حرباً إعلامية غير مسبوقة على اليمن في الأيام القليلة الماضية بعد التطورات التي شهدتها خطوط الشحن العالمية زاعمين بأن اليمن مصدرها والمسؤول عنها ، و المتابع للأحداث عن كثب وما يكتب ويقال في الإعلام المرئي والمسموع والإلجام والمقرؤ عن حادثة الطرود المرسلة من اليمن إلى الولايات المتحدة عن طريق وكالة الشحن الأمريكية وكأنه يشاهد فيلم الرعب الأمريكي الشهير هري بوتر ، ولكن بإنتاج أمريكي وإخراج سعودي وبطولة مشتركة بين نتظيم القاعدة والأمن اليمني وأما الشعب اليمني بالتأكيد هو الضحية.

ومايدور خلف الكواليس فالإعلام الموجه لخدمة دولة على حساب أخرى له الدور الأبرز في تأجيج الصراع الدرامي للفيلم وتنظيم الادوار السينمائية وتحديد مواقع التصوير.

وبالتدقيق المنطقي لسناريو الأحداث و الحبكة الدرامية في الفيلم لوجد الناقد السينمائي العديد من الثغرات التي أكسبت الفلم سذاجة متناهية و سخافة مملة تدفع المشاهد العادي إلى وضع بعض الأسئلة الملحة على الأقل للتنبؤ بنهاية الفيلم :

عبوات ناسفة ذات إحترافية عالية

تكلمت وسائل الإعلام عن العبوات الناسفة التي كانت موضوعة بشكل إحترافي فائق الدقة!! في خراطيش أحبار الطابعات المرسلة من اليمن - الدولة الصناعية الرائدة في صناعة الأحبار و الطابعات!! - إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد إلى أماكن يهودية للعبادة في شيكاغو ، والسؤال : ألم تخضع الطرود لأجهزة التدقيق والتفتيش في مكتب الشحن الذي أرسلت منه الطرود و للعلم أن مكاتب الشحن الأمريكية كالفديكس ويو بي إس .. وغيرها تملك أجهزة متطورة جداً للكشف عن الطرود وتفتيشها بإستخدام أشعة أكس، وإذا أستطاعت المرور من تلك الأجهزة المتطورة !!فأين أجهزة الكشف الحديثة في المطارات اليمنية والمهداة لنا من الحكومة الأمريكية بعد حادثة محاولة تفجير الطائرة المتجهة إلى ديترويت ليلة عيد الميلاد؟!!

رقم التلفون للطالبة حنان السماوي مكتوب على أحد الطرود

وقالوا أنهم وجدوا على أحد الطرود رقم الجوال الخاص بحنان السماوي الطالبة في جامعة صنعاء والذي على أساسه سارع الأمن اليمني للقبض على الفتاة وامها و التحقيق معهما 24 ساعة !! فتحولت الفتاة بين ليلة وضوحاها إلى بطلة وأشهر من نار على علم!!هل تنظيم القاعدة بهذا الغباء حتى يترك مايقود الجهات الأمنية إلى منفذ العملية!! _ والمعروف في جميع أنحاء العالم أنه عند أرسال أي طرد أو رسالة إلى أي وجة في العالم لابد أن يقوم المرسل بكتابة بياناته الشخصية وعنوانه وصورة من الهوية قبل كتابة عنوان المستلم لإرجاع الطرد إليه في حال عدم الإستلام _فكيف إلى الآن لم تستطع أجهزة الأمن اليمنية الكشف عن هوية المرسل أو حتى نشر تفاصيل عن شخصيته !!

وقالت معلومات صادرة عن مكتب المخابرات الأمريكية أن العبوات كانت جاهزة للإنفجار في أي وقت عن طريق التحكم عن بعد!! هل يمكن للعاقل أن يصدق أنه يمكن تفجير عبوة ناسفة عن بعد يصل إلى ألآف الكيلو مترات الفاصلة بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية _ على إفتراض طبعاً أن العبقري والرأس المدبر للعملية هو السعودي إبراهيم العسيري و الموجود حالياً في اليمن وأن الهدف كان تفجير العبوات في الولايات المتحدة – هل هذا يعقل!!.

الدور السعودي في الاحداث

وهناك خيطين مازلا غامضين يضعان المملكة العربية السعودية في أدوار درامية ثانوية ليكتمل بهما المشهد الأكثر رعباً في الفيلم :

الخيط الأول : الدور الواضح الذي قامت به الأجهزة الأمنية السعودية في الكشف عن العبوات الناسفة وزودت نظيرتها الامريكية عن أرقام البوليصات الخاصة بالطرود الملغومة بحسب ما نشر في جريدة الوطن السعودية ، فكيف عرفت الأجهزة الأمنية السعودية بالعملية التي كان يتم التخطيط لها في الأراضي اليمنية؟!! وكيف حصلت على بوليصات الطرود الملغومة بهذه الدقة المتناهية؟!!

الخيط الثاني : السعودي إبراهيم حسن عسيري المتهم بالوقوف وراء صناعة الطرود الملغومة والرأس المدبر للعملية _ وكذا العملية الفاشلة لمحاولة تفجير الطائرة الأمريكية ليلة عيد الميلاد_ حيث يعد العسيري أحد المطلويبن لدى الأجهزة الأمنية السعودية ، فابلنظر إلى سيرته الذاتية و المنشورة في جريد الوطن أيضاً أن السلطات السعودية ألقت القبض عليه في العام1423هـ وهو يحاول الهروب للعراق وتم إطلاق سراحة بعد 9 أشهر من الحبس!! ولم يغادر المملكة إلا إلى اليمن ، كما أنه لم يكمل دراسته الجامعية في جامعة الملك سعود تخصص كيمياء ، فكيف يمكن أن يصبح شاب حديث السن خبيراً في المتفجرات ويستطيع أن يبتكر متفجرات يمكن نسفها عن بعد تصل ألآف الكيلومترات!! هذا فضلاً عن كون الشاب _كما تقول معلومات إستخباراتية سعودية_ أنه يعد خبيراً في صنع القنابل و في التوكسينات والسموم!! (ماشاء الله معانا خبراء!!)

وإذا أفترضنا جدلاً بأن العسيري يملك عقلاً فذاً وذكاءاً خارقاً مكنه من ذلك ..فمن أين له تلك الأجهزة و المواد الناردة والغالية الثمن التي تسمى بيتون والتي أستخدمت في تفجير طائرة لوكربي والعملية الانتحارية لأبي همام الأردني الذي فجر 6 عملاء للاستخبارات الأمريكية في أفغانستان وعميلاً سابعاً للمخابرات الأردنية العام الماضي وكذلك استخدمت في المحاولة الفاشلة لاغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف في رمضان قبل الماضي؟!!

تم إحباط جميع العمليات بإحترافية وبنفس الوقت

والأغرب في الموضوع بأن تنظيم القاعدة أرسل الطرود في رحلتين إلى الولايات المتحدة الأمريكية أحدهما عبر دبي والأخرى عبر لندن ولم تنفجر أي منها وتم إحباط جميع الطرود!! بدقة متناهية و بتخطيط متقن وبنفس الوقت !!

تعليق رحلات الشحن القادمة من اليمن

وطبعاً سرعان ما تم الإعلان عن وقف كافة رحلات الشحن القادمة من اليمن في الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا وغيرهما .. كما عرضت الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات الأمريكية في التحقيقات في إشارة صريحة إلى التدخل الخارجي في شؤون اليمن الداخلية ،حيث تعد اليمن كما صرحت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية تشكل الآن خطراً يهدد أمن المنطقة ويستهدف المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط والخليج.

وفي الحقيقة أحداث متشابكة ومعقدة تجعل من الفيلم المرعب الممزوج بالخيال العلمي فلما مملاً تنقصة القدرة على جذب المشاهد العربي الذي تعود على أفلام الهشك بشك لفيفي عبده و نبيلة عبيد و أشغلته برامج تفسير الأحلام و الإفتاء لقناة الناس الممنوعة حاليا من البث!! و برامج الجدل السياسي و البلبلة الإعلامية لفيصل القاسم و المناظرات الطائفية لقناة المستقلة!!.