النزول إلى الشارع وقرب الوقوع في الفخ !!
بقلم/ علي محمد الخميسي
نشر منذ: 13 سنة و 11 شهراً و يوم واحد
الخميس 16 ديسمبر-كانون الأول 2010 04:30 م

في المؤتمر الصحفي الذي عقدته أحزاب اللقاء المشترك لإيضاح موقفها من مسألة التصويت والمصادقة على قانون الانتخابات المعدل بعد أن أقرته وبشكل منفرد كتله حزب الأغلبية النيابية أجاب الرئيس الدوري لهذا التكتل المعارض على سؤال لأحد الصحفيين وبكل صراحة وشفافية أن المشترك يستمع دائما لنصائح " المجتمع الدولي " وممثليه الفاعلين في اليمن ( أمريكا والاتحاد الأوروبي ) !

* مضمون السؤال : هل تلقيتم نصائح من ممثلي الاتحاد الأوروبي في صنعاء للتوسط بينكم وبين السلطة للخروج من هذه الإشكالية أو الأزمة السياسية المتصاعدة ؟

* جواب الدكتور محمد عبد الملك المتوكل :

الاتحاد الأوربي والغرب إجمالا يبحث عن مصالحة فان وجد مصلحته مع المشترك لن يتردد في دعمنا ولكنهم يريدون معرفة حجمنا الحقيقي في الشارع وتأثيرنا السياسي على الجماهير لذلك فهم يحثونا على النزول والالتحام بهذا الشارع في مواجهه السلطة .... انتهى كلام الدكتور بحسب مغزى ومضمون هذا الرد كما سمعته وشاهدت جانبا من هذا المؤتمر عبر قناة سهيل الحزبية وليس بالمعنى الحرفي الذي لم يسعفني الوقت لتسجيله .

 هذا الكلام الخطير يثبت من جديد أن المشترك لا يتحرك بمفردة وان قراره مربوط بأوجه الدعم " الداخلي " أو " الخارجي " وفق منظورة الخاص لهذا الدعم , وهو ما يذهب إليه الكثير من المراقبين والكتاب والمحللين السياسيين في الساحة الإعلامية اليمنية ....المشترك للأسف الشديد يسير " ضمنا " وفق أجندة خارجية سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر وسواء كان ذلك بقصد أو بدون قصد بعلم أو بدون علم بوعي أو بدون وعي ... المحصلة النهائية من تثوير الشارع في تصوري هي : الوقوع المدوي في فخ مشروع " الشرق الأوسط الجديد " وتقسيم المقسم وتجزئة المجزئ الذي بدأ تطبيقه في العديد من الدول العربية – العراق الجريح - ابلغ واقرب مثال على ذلك !!

عندما يقول رئيس التكتل وبحضور قادة المشترك ولجنة التشاور إن الامريك وحلفائهم الأوربيين نصحو المشترك أو حثوهم - لا فرق - على النزول إلى الشارع لإثبات شعبيتهم وحجمهم الحقيقي أمام ( المجتمع الدولي ) لكي ينالوا رضاه ودعمه ..... ومن ثم الوصول بهذا الشارع بحسب أهداف هذا المجتمع إلى حالة الاحتقان و الفوضى وخلق حالة من عدم الاستقرار السياسي والشعبي في هذا الظرف و التوقيت الحساس للبلد فهذا كله لا يعني سوى إن المسألة برمتها في تصوري انتقلت إلى مرحلة تنفيذ أجندة (( الفوضى الخلاقة )) ضمن مراحل معدة سلفا لليمن وفي محاولة " غربية " بائسة غير مدركة للعواقب لإضعاف اليمن وهز أركان الدولة في اليمن والذهاب بالبلد ككل إن استطاعوا إلى مرحلة الفشل والانهيار التام ليسهل عندئذ التدخل المباشر والسيطرة التامة على القرار اليمني والسيادة اليمنية وبأيدي للأسف الشديد يمنية 100%

فحراك + حوثيين + قاعدة + صراع سياسي حزبي = فشل محلي + اقتتال داخلي + تآكل الدولة + فشل الدولة ....المحصلة في النهاية : الانهيار التام والانتحار السياسي الجماعي !!!

* الحل :

المضي قدما مهما كانت الصعاب ومهما زادت الضغوط الداخلية والخارجية نحو ال 27 من ابريل عام 2011م سواء تفرد المؤتمر وشركاؤه من الأحزاب أو شارك الجميع سلطة ومعارضة في هذه الانتخابات الهامة وهو ما نتمناه ونرجوه من عقلاء اليمن ككل مؤتمر ومشترك وقوى مستقلة وقوى اجتماعية ومجتمع مدني ...الخ .

- الإعلان عن توجه الدولة الصادق والحازم في الفترة القادمة - أي بعد إجراء الانتخابات النيابية – مباشرة نحو بناء الدولة اليمنية الحديثة والبدء الفعلي والجاد والحازم لتنفيذ برنامج إصلاحات سياسية وتشريعية واقتصادية وإدارية تشكل ثورة يمنية حقيقية على مظاهر الفساد والتخلف والجمود السياسي .

- العمل على حل مشاكل البلاد الأمنية في أسرع وقت ممكن وبأقل الخسائر وبطرق سلمية ما أمكن ذلك ووفقا لمبادئ الشريعة والدستور والقوانين النافذة في البلاد خاصة ما يتعلق بالحوثيين والحراكيين والقاعدة .

- العمل على حل مشاكل البلاد الاقتصادية وفق المتاح " الحقيقي " وقدراتنا الحقيقية كدولة وحكومة وبالاعتماد الكلي على مواردنا الذاتية وثرواتنا التي لم نستغلها بعد الاستغلال الاقتصادي الحقيقي وبالتعاون الغير مشروط مع الأشقاء والأصدقاء والمنظمات الدولية الداعمة .

 - العمل على حل مشاكل الثارات بين قبائل اليمن التي تعاني من هذه المشكلة المدمرة والإسراع في تنمية المحافظات النائية وتعويضها عن سنين الحرمان ورواسب التخلف و الأمية وبالأخص محافظات ... الجوف .. صعده .. شبوه .. مأرب .. البيضاء .

- إبلاغ السفارات الأجنبية في البلد وبعض السفارات العربية أو الإسلامية بعدم التدخل في الشئون الداخلية للبلد لأي سببا كان إلا ضمن ما هو متعارف عليه دوليا وفي الأطر الدبلوماسية المعروفة ووفقا لقوانين البلاد ذات العلاقة .

ali.alkhamesy@gmail.com