|
بداية لا ينكر احدا ان الازمات التي نعيشها والمشاكل التي نواجهها هي بسبب أننا حدنا عن الطريق القويم، وخالفنا شرع رب السماوات والأرض، واتبعنا أهواءنا حتى خرجنا عن الصواب، فتكالبت علينا الأمم، ولن يكون هناك مخرج ولا حلول الا بالرجوع الى الله, وصدق الله في قوله " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس" فما أصابنا فبذنوبنا.
وما أكثر المشاكل التي نواجهها والتحديات التي نقف أمامها بر وبحر وجوا، فأما البر فاختطافات وعمليات انتحارية، وبحرا قرصنة جلبت لنا بوارج وغواصات الغرب يتعربد في بحارينا كيفما يشاء وما هذه القرصنة إلا من صنع أيدهم وصنعت على أعينهم ليأتوا من خلالها إلى البحار العربية كمستعمرين لها، وجوا انتهاكات واختراقات لأجوائنا من قبل طائرات التجسس الأميركية لتعمل ما تشاء وقت ما تشاء.
اليمن السعيد سيظل سعيدا رغم انف من يريدون إتعاسه، وشقاء أهله، وشتات شعبه، وتقسيم أرضه، سواءا كانوا داخل اليمن أو خارجة.
اليمن البلد الوحيد ذي النظام الجمهورية كشمعة مضيئة في شبه جزيرة محاطة بالبحار في حين تحيط به من الجهة اليابسة دول يحكمها أمراء وملوك وسلاطين.
وهذا يمثل تحديا لليمن كبلد جمهوري، وهذا ما لا يروق للبعض ولا يسرهم أن ينجح النظام الجمهوري وان يحقق نجاحات سواء سياسية أو اقتصادية كون هذا النجاح سينعكس عليهم سلبا حسب رؤيتهم، وهذا عامل مهم في ما تواجهه اليمن من تحديات تحول دون بناء دولة مؤسسات ناجحة.
وعلى صعيد التحديات الخارجية التي تواجهها اليمن هناك عصابة التمرد التي تعمل على هدم البيت اليمني بأيدي يمنية ومعول هدم ومال خارجي يستهدف امن اليمن ضمن مشاريع ومخططات وإستراتيجية خاصة بهذا الداعم الخارجي الذي يستخدم هذه العصابة الخاسرة لتنفيذ مآربه.
ومن جهة اخرى هناك ما يسمى بالحراك في المحافظات الجنوبية الذي يبدو انه يكبر يوما بعد يوم- في ظل لا مبالاة الدولة والتي يبدو أنها ستصحى على حين غفلة وقد اتسعت رقعة الحراك وهم نائمون- هذا الحراك الذي يكبر ويتفاقم بجهود اجنبية خارجية وعملاء يمنيين فارين خارج البلاد يعملون بكل ما لديهم من اجل النيل من وحدة اليمن سواء في اميركا او بريطانيا ودول اروبية ودول عربية واجنبية أخرى.
وبالإضافة إلى التحديات المذكورة انفا هناك افات ومصائب تصيب البلاد والعباد بمقتل وضرر مباشر وهي عمليات الاختطاف والارهاب الذي يستهدف الاجانب في البلاد، عمليات الاختطاف وقتل الاجانب ينعكس سلبا وبشكل مباشر على امن البلاد واستقرارها، والحاق الضرر المباشر بسمعة بلادنا بين دول العالم، وكذلك يصيب الاقتصاد المتهاوي اصلا، مع العلم ان لهذه الاعمال اسبابها ولكنها غير مبررة ولا يمكن ان يلتمس لها احد غذرا او مبررا، الا عند من يقومون بها وهو عذر اقبح من ذنب وعمل اجرامي لا يقره دين ولا شرع ولا عرف.
فهذه عوامل ومؤامرات خارجية تحاك ضد البلاد والعباد، فهذه كلها مجتمعة تحتم علينا ان نقف صفا واحد لمواجهتها ولا يجوز ان نضيف اليها مشكل داخلي ونزاع داخلي، ومن الواجب علينا ان نكف عن النزال فيما بيننا، وان نكف عن المهاترات السياسية والمناكفات التي نحن في غنا عنها، ونجعل المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، ولا نجعل من الوطن وسيلة لبلوغ غايات حزبية ومكاسب سياسية ومصلحة شخصية، فهذا وطن وشعب، وهذه امة، نحن في زمن " ان لم نكن فيه ذئابا اكلتنا الذئاب".
وأما دور الحكومة في مواجهة التحديات التي تواجه اليمن بكل جوانبها والتي من ابرزها المشاكل الاقتصادية والسياسية فهو يتثمل في تعاملها مع كل هذه التحديات بجديه وباستراتيجية وطنية بعيده عن التحزب وتعتبر نفهسا مسؤولة عن البلاد وتتحمل مسؤوليتها بامانة واخلاص او على الاقل من باب ابطال الرهانات التي تراهن على فشل الدولة اليمنية واثبات العكس، وهذا ما اظنه عسيرا ان لم يكن هناك حس وطني وقبله ضمير حي وقبل هذا كله الادراك بان الله رقيب وحسيب ومطلع.
وعلى الحكومة ان تكون عادلة ولا تظلم احدا، ولا تفرق بين افراد الشعب، ولا تجعل من منا عبيدا واسيادا، وعليها ان تبتعد عن مقولة "انا ابن الاكرمين"، ولا تسمح لاحد ان ينتهك حرية احد، ولا يهتك احد عرض احد، ولا تُجوز لأحد أن يعتدي على احد مهما كانت رتبة ومكانته.
وهنا أشير إلى ما حد في حضرموت من اعتداء على الطفل الشرعبي من قبل نجل مدير امن المكلا، ونعلم أن هذه تصرفات فردية ولكن يجب ردع من يقومون بها حتى لا تتكرر، وكذلك ما يحدث من اعتداءات من قبل افراد في الشرطة والامن وذلك ربما بجهل منهم او بدون جهل على بعض المواطنين هنا وهناك، وما يقومون به من مداهمات واعتقالات عشاوئية لاغراض شخصية من قبل متنفذين لا يهمهم مصلحة البلاد ولا العباد تحت مسميات عدة منها مكافحة الارهاب ومطلوبين، في حين ان المعنيين بهذا الشان ربما لا يقومون بمثل هذه الاعتداءات التي لا تمت لمكافحة الارهاب بصلة، وانما تكون سببا في عمليات انتقامية يقوم بها من تعرضوا لمثل هذه الانتهاكات.
فهذه الاشياء وغيرها يجب ان تضع السلطات لها حلا وذلك بايقاع اشد العقوبة على كل من يقوم بهذه الاعتداءات والانتهاكات حتى لا تتكرر وحتى يصبح المواطن يشعر بانه محمي وان هناك دولة معنية به لا ان تكون سلطات الامن مصدر خوف وقلق للمواطن التي انشئت هذه الاجهزة من اجله ومن اجل حمايته ومن اجل تحقيق العدل والاستقرار فهل اصبح مصدر الامن مصدر للخوف والقلق.
وعلى السلطات أن تدرك أن لدينا من المشاكل ما يكفينا وزيادة ممثلة في "مثلث الموت" المتمثل في التمرد والقاعدة والحراك زائدا الاختطاف رباعي قاتل إن لم نحمي بلدنا ونحافظ على وطننا فان الوضع خطير جد خطير.
في الجمعة 17 إبريل-نيسان 2009 08:46:24 م