الإرياني ناصحاً ونذيراً !!
بقلم/ توكل كرمان
نشر منذ: 15 سنة و 5 أشهر و يومين
الأحد 14 يونيو-حزيران 2009 06:37 م

في الوقت الذي كان فيه الرئيس يستأنف مسيرته الرشيدة الحافلة بالمنجزات العملاقة عبر فضائية اللوزي وأخواتها ، ويجود بإسراف بأحجار الأساس لمئات المشاريع في تعز وعدن وغيرها من المحافظات ، فاجأنا مستشاره السياسي الدكتور عبد الكريم الإرياني من بيروت بإطلاق تحذير للعالم من مجاعة قادمة في اليمن ، تطال سبعين في المائة من السكان خلال عام ، قال الارياني "هذا تحذير للمجتمع الدولي " ، وأكد أنه "تحدث إلى برنامج الاغذية العالمي بشأن هذا الامر "!!. 

لا أدري لماذا توجه السيد رئيس حكومة الإصلاح الاقتصادي لأكثر من أربع سنوات ومستشار الرئيس المطاع بتحذيره المتأخر جداً الى العالم ، ولم يتوجه به لمن هو مستشار له ، أو للحكومة وحزبها الذي قضى فيه نائباً وأمينا ًعاماً حيناً من الدهر !!

هل سيادته يرى أن حكام العالم معنيين بمشاكل اليمن أكثر من مسؤوليها ؟ وأنهم أكثر شفقة ورحمة من حكامها الأقربين؟ 

سيدي وجه تحذيرك ولومك إلى الديناصورات والقطط السمان من بين يديك ومن خلفك حيث الأرصدة المنتفخة كافية لأن تجعل اليمنيين يعيشون في بحبوحة من العيش إلى ماشاء الله

لا شان للعالم باخفاقات نظامك غير الرشيد "من يعمل سوءا يجز به"، وعلى الحاكم حزباً ورئيساً وحكومة أن يتحملوا تبعات الحصاد الأليم كاملة .

لا غير الصالح ونظامه مسؤولون عن المجاعة القادمة المعلنة وغير المعلنة منذ عشرات السنوات، وعلى مسائلتهم أن تبدأ إن بتهمة الخيانة وإساءة استخدام السلطة، وان بتهمة الفشل وعدم الكفاءة والقدرة على الإدارة الرشيدة للإنسان والموارد .

دعا الإرياني المجتمع الدولي وخاصة الولايات المتحدة الى تقديم الدعم، وشكا من أن المساعدات الأمريكية تراجعت في حين أن اليمن بذل قصارى جهده للقضاء على التشدد !!

سيدي حكومات العالم مسائلة أمام دافعي الضرائب عن ماتجود به من منح ومساعدات ، على أموال دافعي الضرائب أن تذهب إلى الشعوب والدول ذات الحكومات والأنظمة النزيهة والشفافة، لا أن تجود بها تبعا لتخاريف الميثاق و مايو وحديثهما الفارغ عن طالبان وملالي الإصلاح .

كالعادة ذهب ليبتز العالم باسم مكافحة الإرهاب قائلاً "الفقر هو توأم الإرهاب في اليمن حيث تمثل العضوية في تنظيم القاعدة وظيفة جذابة تدر دخلا جيدا "

نعم الفقر والارهاب وجهان لعملة واحدة ، لكن للأسف لدى الجميع من القناعة المعززة بالأدلة الكافية بأن هذا النظام يدعم ويفرخ الإرهاب وبسببه يتوالد التطرف .

سيدى ماغدى معلوما للعالم أن الإرهاب والفساد توأمان متماثلان ، وهكذا كلما أوغل نظامك في الفساد بدى انه اكثر حميمية مع الارهاب ، والوقائع تدهشنا يوميا بالمزيد عن الارتباط المقدس بينهما

اعلم ان الحاكم ومستشاروه لا يريدون من نداء الاستغاثة إشفاقاً على مواطنيهم الذين طالما اشبعوهم جوعاً ومهانة ، انهم يستعدون للاستيلاء على مواد الاغاثة كمورد جديد بعد أن استنفذت الموارد وأضحت البلاد دولة فاشلة

اليمن اذا من وجهة نظرهم ستظل ذلك البلد الحلوب حتى حين الفشل وحين الانهيار الكبير ، ستتكفل المنح ومواد الاغاثة بما كانت تقوم به الخزينة العامة ، الأمر فقط يتطلب نافذة واحدة لاستقبال مايجود به مكافحوا المجاعات رواد حملات الاغاثة الانسانية دولاً ومنظمات!!، والأمور ليست سائبة فجمعية الصالح والصندوق الاجتماعي وغيرهما من الصناديق المعدة لمثل هذا الغرض جاهزون بان لايغادروا صغيرة أو كبيرة من المنح الا أحصوها .

وكما فعل كبيرهم ذات يوم حين ذهب الى حضرموت اثناء كارثة السيول ، سنسمع تحذيرات وبيانات رسمية تحذر من جمع المساعدات أو تلقي المنح لغير جمعيات وصناديق الصالح الذي جعلنا نتقلب في الفقر والمجاعة بحكمته ، ثم ذهب يتلوا علينا مزيداً من الحكمة في استقبال منح ومساعدات المشفقين من بعيد !

لم ينس مستشار الرئيس الأكثر خبرة بالاقتصاد والسياسة ان يجود علينا بالنصائح المصحوبة بالتحذيرات، قال عن الحراك الجنوبي بأنهم " متطرفون يريدون إعادة البلاد إلى الانقسام والتقسيم ، وان عليهم ان يدركوا أن هذا مدمر لهم ولكل اليمن". لا أدري مالذي تبقى ليخوفنا به ! ، والموت جوعا احتمالا واردا على الأبواب خلال عام أو بعض عام ؟

ومادام الموت جوعا خيارا أكيداً مالم يتداركنا العالم برحمته، فمالذي تبقى لدينا لنخسره ومالذي تبقى لديكم لتلهونا به ؟ورجاء اغلقوا أفواهكم وأبواقكم عن كل حديث عن منجزات الثورة والجمهورية التي جعلنا نتقلب فيها نظامكم السيئ ، وبدوري ابشركم بأن ثورة الجائعين قادمة لامحالة ، بعد عام لن تكون فلل المتخمين وارصدتهم في مأمن وسنجد من سيحظى بشرف كنس نظامكم الفاسد من على وجه حياتنا العامة والخاصة، وسنردد من الآن ماقاله شاعرنا البردوني الكبير :

  لماذا لي الجوع والقصر لك ..... يناشدني الجوع أن أسألك

أتقتات جوعي وتدعى النزيه ..... وهل أصبح اللص يوماً ملك

غدأ سوف تعرفني من أنا ..... ويسلبــــك النبل من نبلك

ففي أضلعي . في دمي غضبة ..... إذا عصفت أطفــأت مشعلك

غدا سوف تلعنـــك الذكريات ..... ويلعـــــن ماضيك مستقبلك

ولا : لا تقل : أين منـي غـدٌ ..... فلا لم تسمـّــــــر يداك الفلك

غداً لن أصفق لركـب الظلام ..... سأهتف: يافــجر..ماأجمـلك