آخر الاخبار

مجلس النواب يعلن موقفه من العقوبات الأمريكية ضد حميد الأحمر ... بماذا وجه الحكومة ؟ أولياء فاسدون.. هكذا وصل قادة الثورة الحوثية الزائفة إلى الثروة الفاحشة وحياة الترف مجلس النواب: محاولة إسكات حميد الأحمر غير مقبولة وعلى وزارة الخزانة الأمريكية إعادة النظر في قرارها بصورة عاجلة جائزة نوبل للآداب تفوز بها الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ ريال مدريد.. موسم الإصابات الخطيرة! بمشاركة خمس وزارات .. وزير الأوقاف يرأس اجتماعًا للجنة العليا الإشرافية لموسم 1446 ويناقش الأدوار المحورية للجهات المشاركة رسمية وخاصة المكالمة التي استمرت 50 دقيقه بين نتنياهو وبايدن لمناقشة خطة ضرب إيران مباحثات يمنية أمريكية في الرياض لمناقشة جهود السلام في اليمن ندوة بمأرب تدعو إلى ضرورة إقامةمراكز للدعم النفسي والإرشاد الأسري. المركز الأمريكي للعدالة يندد بتسيس القضاء في عدن ويتهم المحكمة الجزائية بإصدار قرارات تنتهك قواعد القانون وتعكس حالة التردي القضاء

جُرحُ الطين
بقلم/ ياسين عبدالعزيز
نشر منذ: 8 سنوات و 5 أشهر و 21 يوماً
الثلاثاء 19 إبريل-نيسان 2016 02:28 م

يـا نـاعِبَ الـغابِ ما اجتزنا الشقا.. مِيلا
دهــراً بَـكَـينا.. ومــا أحـيـا الـبكا جـيلا
جـــراحُ هابـيـلَ مــازالـتْ تـسـيـلُ دَمَـــاً
فـي الأرضِ مُـذْ نـسجَ الـحزنُ الـمناديلا
ولـــمْ يـــزلْ حَــمَـأُ الـصـلصالِ يَـسـكُنُنا
يــطـغـى فـيَـحـصُدُنا بـطـشـا وتـنـكـيلا
لا أغـمَـدَ الـسـيفَ قـابيلُ الـهوى نـدماً
ولا حَـفِـظـنـا بِــرُشــدٍ سِــلــمَ هـابـيـلا
كــأنَّـمـا الــطـيـنُ رمـــلٌ والــسـرابُ لَـــهُ
رَيٌّ وأشــواكُــنــا صــــــارتْ مــحـاصـيـلا
يــفــاخـرُ الـــمــاءُ مــفـتـونـاً بِــزُرقَـتِـهِ
ويـسـلبُ الـطينَ فـضلَ الـنفخةِ الأولـى
لــلــمـوتِ نَــــزرَعُ والــغِـربـانُ تُــرشِـدُنـا
وتِـبـرُنا فــوقَ (مـا يُـحيي) الـورى هِـيلا
نــبـنـي حـضـارتَـنـا حــيـنـاً ونـهـدمُـهـا
ونــحـجـبُ الــضـوءَ تـكـمـيماً وتـجـهـيلا
نُـخَـصِّـبُ الــمـاءَ بـالـبـارودِ فـــي دَمِــنـا
ونــنــسـفُ الــحُــبَّ تـكـبـيـراً وتـهـلـيـلا
يـــا أُمَّ بـلـقـيسَ مـــاذا حَـــلَّ فــي سـبـأٍ
وحِــمـيَـرٍ ومَــعِـيـنٍ، بــعــدَ مــــا قــيـلا
لا قُـــــوَّةُ الــقــومِ بــالـشـورى مُـكَـلَّـلَـةٌ
ولا نَـــمَــتْ جَـــنَّــةٌ كـــانــت أكــالــيـلا
لـــم يـتـركِ الـفـأرُ ســداً كــانَ يـزرِعُـها
ولا ارتــــوى بــعـدَمـا ســالــتْ بـرامـيـلا
لا مـعـبدُ الـشـمسِ يـبـني فـوقَ تُـربَتِها
ولا مـــآذنُـــهــا خــــطَّــــتْ مـــراســيــلا
أبـــــــوابُ آزالَ لــــلأهـــواءِ مـــشــرعــةٌ
كــأنَّــهــا مـــــا رَأتْ طـــيــراً ولا فـــيــلا
يــلــوذُ بــالـفُـرسِ والــرومـانِ غـاصِـبُـها
ويــرتــجـي مـنـهـمـا نــصــراً وتــمـويـلا
بِـالطائشينَ و(حِقدِ النارِ) كم ســُفــِكَت
دمــاؤنــا وجــــرت فـــوقَ الــثـرى نِــيـلا
عــراقُـنـا دمَّــرتـهـا الــحـربُ وارتَـهَـنَـت
وشــامُـنـا أصــبـحـت بــيــداً مـجـاهـيـلا
وأرضُ بــلـقـيـسَ بــالأحــقـادِ أشـعـلـهـا
قـــــومٌ يَــعِـيـثـونَ إفـــســاداً وتـقـتـيـلا
عُـمـيُ الـبـصائرِ كـالـقُطعانِ .. أعـقلُهم
يُــبـيـحُ ســفــكَ الــدِّمـا ثـــأراً وتــأويـلا
الـقـتلُ فــي عُـرفِـهِمْ دِيــنٌ بِــهِ عُـرِفوا
والـسِّـلْـمُ - إنْ جَـنَـحُوا - يـبـدو أقـاويـلا
مَن لي بحكمةِ ذي القرنينِ .. أحجرُهمْ
بــالــسَّــدِّ .. أردعُ مـــأجـــوراً وضِــلِّــيـلا
عـسى يـشيدُ بـنو قـحطانَ فـي غدِهمْ
حـــضــارةً تــزدهــي مــجــداً وتــأثـيـلا
يــــا أيــهـا الـبـلـبلُ الـمـحـزونُ مــعـذرةً
هَــلَّا أعــرتَ الـمُـنَى الـخُـضرَ الـمواويلا
مـن ألـفِ عـامٍ بـحارُ الـدمعِ مـا صَـنعتْ
فـجـراً ولا أشـعـلتْ فــي الـلـيلِ قـنديلا
اســكــبْ فــــؤادَكَ لــلإنـسـانِ مـنـتـصراً
ورتـــــلِ الـــذكــرَ لــلأجــيـالِ تــرتـيـلا
ضَـمِّـدْ بِـشَـدْوِكَ جَُـرحَ الـطِّينِ مُـنتصِراً
وفَــعِّـلِ الـحُـبَّ فــي الـصـلصالِ تـفـعيلا
واجـــعــلْ رصــاصــكَ أقــلامــاً مُــنَــوِّرَةً
واصـنـعْ مــن الـمـدفعِ الـمـوتورِ إزمـيـلا
(إقـرأْ) بـوعيٍ وغُـصْ فـي البحرِ مُبتَكِرَاً
وانــظُــمْ لآلــيــكَ إجــمــالاً وتـفـصـيلا
وانــقُـشْ عــلـى هـامـةِ الـدنـيا مُـعَـلَّقَةً
وانــصــبْ لِـحُـرِّيَّـةِ الــنـاسِ الـتـمـاثيلا
كَــفـكِـفْ دمــوعَــكَ فــالأيـامُ حـافـلـةٌ
بـمـعـجزاتٍ تــفـوقُ الــوصـفَ تـخـيـيلا
خُـذْ قـبضةً مِـن تـرابِ الجَنَّتَينِ ضُحَىً
واعـجِـنْـهُ بـالـنورِ والـمـاءِ الــذي سِـيـلا
أضِـــفْ خــلاصـةَ فِــكـرٍ نــاضـجٍ مَـــرِنٍ
وشـــكِّــلِ الـــلُّــبَّ بــالأفــكـارِ تـشـكـيـلا
أوقِـدْ عـلى الـطينِ نـارَ الـعزمِ في ثِقَةٍ
مُـعـانـقـاً رُوحَ إنـسـانـي الـــذي اغـتـيـلا
والـحَقْ بِـرَكبِ الأولى للمجدِ قد وَصَلوا
ورتِّــــــلِ الـــحُـــبَّ قـــــرآنـــاً وإنــجــيــلا