حسين الأحمر وفارس مناع السباق على الرياض وطرابلس
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 14 سنة و شهرين و 22 يوماً
الثلاثاء 24 أغسطس-آب 2010 03:46 ص

 من تناقضات هذا البلد وعجائبه, انه مفتوح أمام كل من يريد ان يصول أو يجول كي يحقق مكانا أو ينفذ سياسات وأجندة داخلية أو خارجية "..

 في الآونة الأخيرة طغى على المشهد القبلي سياسيا " رجلين من قبائل اليمن " لكل واحدٍ منهما ملفه الخاص , ولقد مثلت ليبيا المحطة الأولى لانطلاق كلا الرجلين لمشاريع تخدم على الأمد البعيد من يقوم بصرف الكشف وتغطية العجز .. وفي سنوات قريبة مضت تكررت زيارات متعددة بين " صنعاء و طرابلس لكل من الشيخين " حسين الأحمر وفارس مناع " وفي حينها كان لكل منهما مظلته الخاصة للسفر إلى خيام القذافي.. .

 ترى ما الذي جمعهما يوما في طرابلس ... ولماذا أوقفَ حسين الأحمر المشروع الليبي في اليمن .. وخذل القذافي وطموحاته "الفوضوية التي ترعى كل الحركات الثورية في الوطن العربي و أدغال إفريقيا كما وصفها يوما هو في حوار مع قناة الجزيرة قبل سنوات وما علاقة فارس مناع بصفقات السلاح التي دفعت ليبيا شيكاتها يوما لتزويد الحوثيين بها , وكان الفارس مناع هو من يستلم .. حسب اتهام صنعاء له وحسب اتهامات دولية وصلت إلى استصدار قرار دولي للحضر على مناع ووضعه في القائمة السوداء لتجارة السلاح غير المشروعة .

 مشهد بين نقيضين:

 المشهد الأول :

 لجنة مجلس الأمن تدرج اسم (فارس محمد مناع) ضمن قائمة المتهمين بتهريب الأسلحة للصومال واريتريا رغم المنع الاممي بحسب القرار 751 لعام 1992، والقرار 1907 لعام 2009م.

 و أشار قرار مجلس الأمن إلى إن "مناع تاجر سلاح معروف أصدرت الحكومة اليمنية في أكتوبر العام الماضي قرارا بإدراجه ضمن القائمة السوداء، كما أنه مهرب أسلحة معروف ضمن تقارير نشرت في يونيو 2009 ساهمت في الحصول على معلومات إستخباراتية".

 المشهد الثاني :

 دعا رجل الأعمال وتاجر السلاح في اليمن فارس مناع الدول والمنظمات الدولية المانحة والخيرين في العالم ودعاة السلام والعمل الإنساني الى الدعم والمساندة والمشاركة في إعادة الأعمار والنازحين الى مساكنهم في محافظة صعدة .

عبارات " ضمن مؤتمرة الصحفي الذي عقد قبل أيام في العاصمة صنعاء .

 ليس الفارق بين المشهدين سوى أربعة أشهر .. وفي حين كان فارس مناع مطلوب على مستوى دولي تحول وبقدرة قادرٍ في اليمن من سجين وملاحق من داخل دهاليز الأمن القومي الذي ظل معتقلا فيه قرابة شهرين إلى داعية سلام في اليمن عموما وفي محافظة صعدة تحديدا والى زعيم قبلي يقفز للواجهة بحماية جهات ذات نفوذ طاغ في صعدة أثارات تساؤلات البعض من المراقبين ..

 فارس مناع من القومي إلى قومه ..

 بدون مقدمات وبدون ضجيج إعلامي يخرج تاجر السلاح الشهير في اليمن من معتقلة الخاص في الأمن القومي إلى منزلة الفخم معززا مكرما , وتتالت عليه رجالات صعدة بكل فئاتها لزيارته في منزلة العامر في العاصمة صنعاء والسلام عليه والتقرب إلية بلعن السلطان وأعوانه بما فى ذلك عزومة أسطورية يقيمها له الشيخ حسين الأحمر تكريما له بمناسبة الإفراج عنه كما وصفها العديد ممن كانوا ضمن تلك الموائد ....

 وقبل ذلك المشهد يوم أن زج بمناع عبر خدعة كما يصفها المقربون إلية عندما أٌوهم بلقاء مع الرئيس للتباحث حول ملفات عالقة , الزيارة تمت لكنها كانت خاطفة مع فخامته ومتبوعة بالقول " أنت ضيف عندنا " وعليك أن توجه مرافقيك خارج أسوار الرئاسة بالرحيل " في إشارة لمئات المرافقين الذين توجهوا مع فارس مناع إلى أبواب الرئاسة " - .. ولقد كان فارس ضيفا لكن لدى الأمن القومي لأكثر من ستين يوما في واحدة من أشهر ضيافات العرب قديما وحديثا " إن صدق القول أنها ضيافة " .

لكن الشيخ مناع وفي أول تصريحات له بعد الخروج من الأمن القومي وصفها بأنها كانت إهانة وإخلال وليست ضيافة في إشارة توضيحه لكل من يفرح لدعوات القصر وضيافاته " فما كل مرة تسلم الجرة " كما يقال .

 وخلال تلك الفترة تحركت آلة الحزب الحاكم الإعلامية بشقيها " الأمني والتنظيمي " لتنال من أحد رجالها الذين مهد لهم الكثير من الصعاب في محافظة صعدة وقاد المؤتمر في مراحل انتخابية إلى مراحل متقدمة ولقد كان في حينها فارسا " أسم على مسمى " من وجه نظر المؤتمر ..

 لكن خروج فارس مناع بهذه الصورة الهادئة التي غضت كل وسائل الأعلام الرسمية الطرف عنها وكأن فارسا لم يخرج وكأن ما كان من ضجيج سابق سوى " تنفيذ التوجيهات " أو هكذا كان مطلوبا أن تتم التغطية مع ان الإعلام المحايد لم يهتم بالاعتقال ولا بالخروج لأنة يعلم انه مهما حصل ففارس أولا وأخيرا هو ابن الرئيس وسواء دخل الرئاسة من أبوابها الشاهقة أو خرج من أقبية الأمن القومي .. فالرئاسة في اليمن لها سبعة وسبعون بابا ..

 من كسر يد الأخر ومن أنتصر ..

 يمكننا أن تتساءل وذلك حق لنا كيمنيين كيف تم الإفراج عن فارس ولماذا تم توقيف إحالته إلى النيابة والقضاء فجأة وبدون مقدمات وما هي الملفات التي هدد فارس مناع بفضحها أمام وسائل الأعلام حتى ترضخ دولة لتهديد رجل رغم ان الرجل عنده من نقاط الضعف بيد الدولة الكثير حول تجارة السلاح في اليمن وخارجة ..

 أظن ان فارس مناع يمتلك الكثير والكثير من الملفات الملغومة التي يحتفظ بها حتى أخر لحظة أن شعر أن كرامته سينال منها , وهنا يمكن القول أن لفارس شركاء كثر ومن أصحاب وزن ثقيل جدا في كراسي الحكم وكل التهم التي قد تطال مناع سيكون شركائه في الجرم هم شركائه في الربح والخسارة هذا افتراض موجود .

 الصمت عن خروج مناع بتلك الصورة لن يطول وتسارع الأحداث سيكشف عن خباياها يوما ما .. وغد للناظرين قريب .

 ليبيا تبحث عن يد في اليمن :

 وصف يوما زميلٌٌ ما " حسين الأحمر بالقول " بأنه إبن عاق لليبيا " في إشارة لاستعداد حسين الأحمر في وقت سابق وقبل سنوات وتحديدا بعد أن قلب الحزب الحاكم " وجهه المكفهر " للأحمر الصغير وتم استبعاده من قيادة المؤتمر الشعبي العام وتحديدا في 2007م .

وكانت تلك الإزاحة لذلك الأحمري الصغير القادم بلهفة لعالم السياسة وتناقضاتها هي الفرصة التي جعلته يمضي فى مشروع ليبي طموح يريد من خلاله سحب البساط السعودى المفروش تحت أرجل اليمنيين بما فيهم السلطة .

.

 من حينها يمم الشيخ حسين الأحمر قبلته نحو القذافي وطرابلس وهناك تعددت الزيارات ووضعت ملامح تشكيل حزب جديد يقوده حسين الأحمر , لكن تلك المخطاطات لم تغب عن عيون المملكة والأسرة المالكة " التي كانت تعد الشيخ الراحل عبد الله الأحمر رجلها الأول في اليمن , ومن حينها مارس الشيخ عبد الله ضغوطه الخاصة على أبنه لكيف عن مشروعة القادم , وليترك ليبيا ودولاراتها جانبا , وعلية " أن يحترم " العيش والملح " مع آل سعود , ولن يكن كرماء العرب معه إلا كما كانوا مع والدة ومن حينها تولدت فكرة " مجلس التضامن الوطني كمشروع قبلي مدعوم من الجانب السعودي بدلا من الحزب السياسي الذي كان من المتوقع أن يكون مرعيا وبسخاء من " معمر ليبيا العظمى " وتنازل حسين الأحمر عن تسمية اللجنة الشعبية إلى مجلس التضامن الوطني .

 يري عددٌ من المراقبين للوضع في اليمن وخاصة من ذوي الإطلاع بالشأن القبلي أن " مؤتمر السلام الوطني " الذي يقوده رجل " السلام القادم كما وصف نفسه " - فارس مناع - هو أحد الأجندة الليبية " في اليمن وبعلم الجهات الرسمية في صنعاء , بل أكثر من ذلك تٌتهم صنعاء بتذليل كل الصعاب في محاولة الدفع بنجاح هذا المؤتمر الذي ستكون صعدة مسرحا لنشاطاته والغريب ان موقف صنعاء بدأ متناقضا فهي أذنت لمشايخ يذهبون لملتقاء صعدة الذي يرعاه حسين الأحمر ودفعت بأخريين لحضور اجتماعات مجلس السلام بصعدة.

كما يقفز للواجهة هذا المؤتمر أنه في ظل حماية وغطاء حوثي حسب روايات محلية .

كما تتحدث تلك المصادر عن غطاء حوثي ظاهر للعيان يحظى به ذلك المؤتمر وأنشطة في صعدة , التي يمكن القول بأنها قد أخليت من مشائخها الذين أصبح غالبيتهم العظمى مقيمين في العاصمة صنعاء وهم بين هارب من الحوثي أو متفرج على ما يحدث في انتظار الفرج

مشاريع صعدة .. تحيل العيون إلى السعودية وليبيا .

 يصف البعض حسين الأحمر بأنه رجل يعرف كيف يستخرج " الملايين " بأنشطة مختلفة توصف بأنها ذات ضجيج إعلامي والهادئة على أرض الواقع سواء كانت أنشطة مجلس التضامن الوطني أو الملتقى الجديد الذي دعا إلية حسين الأحمر مجددا تحت مسمى "ملتقى أبناء صعدة .

 ففي حين كان حسين يضع اللمسات الأخيرة لانطلاق فعاليات ملتقاه كان منزل فارس مناع يعج بالعديد من المشائخ والشخصيات الاجتماعية من أبناء محافظة صعدة , وجرت خلال " 48" ساعة وقبيل انطلاق ملتقى أبناء صعدة " لعمليات شد وجذب من الطرفين وكل يحاول أن يضع في كفة ميزانه رجال المحافظة ومشايخها إلى جانبه .

 وعلى كل فكل من حسين الأحمر وفارس مناع يتنازعان ملفا ليس لكليهما قناعة بأوراقه ولا حيثياته سوى كم سيكون المغنم سواء من الرياض أو طرابلس و هناك شك في أنهما يتوزعان أدواراً لا غير .. .

 واليوم يظهر فارس السلاح الذي يمتطى صهوة جواد قد يقع من على ظهره في أي لحظة لأكثر من سبب " حسابات السياسة تتغير بين عشية وضحاها وربما تتغير سياسة صنعاء وطرابس بأي حال من الأحول , كما أن الدعم الحالي المقدم من ليبيا لما يسمى " بمؤتمر السلام الوطني حسب اتهامات البعض له " يخفي في طياته تصفية حسابات ليبية سعودية " وستكون صعدة هي مسرحا لتلك التصفيات كما يرى البعض " كما ان رجلا عاش على نهج السلاح وبيعة وتصديره طيلة عمرة , يتحول بين عشية وضحاها إلى داعية للسلام فذلك أمر لن يكون مقبولا لكل من عرف معنى السلام والحرب , كما يخشى بعض المدافعين عن مؤتمر " فارس " ان يستثمر مسالة تدمير منازلة في صعدة وأملاك أخرى لمطالبة صنعاء والرياض بالتعويض وهذا مؤشر خطير قد ينذر بتعجيل حرق كرت مناع ان مضى في تلك الخطوة , لينتهي من حيث لم يبدأ أصلا ..