ليتهم عن التدليس ايتوقفون
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 8 سنوات و أسبوعين و يومين
الإثنين 31 أكتوبر-تشرين الأول 2016 02:25 م

حينما نشرت مقالي " شعب قهر إمبراطورية .. فقهرته جمهورية " . كنت معتادا على تعليقات سفهاء الأحلام صغار الأعوام , ولكن أن يعقب عليه أحد الذين يسبق أسمهم حرف ( د ) ويجاريهم في القذف , متخليا عن منهجية البحث وموضوعية الطرح فذلك أمر مستغرب . قال في مقدمة مقاله " ليتهم يخرسون " : ( أحد المكتظة صدورهم بالحقد على ثورة 14 أوكتوبر كتب بمناسبة ذكراها الثالثة والخمسين ثرثرات مملوءة بقاذورات العقول المريضة ، عن هذه المناسبة المجيدة ، مستعرضا تاريخ هذه الثورة الذي لم يقدمه إلا على إنه أنهار دماء وحفلات قتل ومهرجان فجور، وهذا دأب الكثيرين ممن لا يكتبون إلا بالرجوع إلى ملفات الأمن الوطني .... ) . 
ولأنني كويتب بسيط لا يسبق أسمي زخارف الحروف , أقول بكل أدب وذوق أخطأت أيها ال ( د ) الكريم , فإن ما كتبته هو تاريخ مرسوم على سماء الوطن ومسطر على صعيد أرضه , ولا يحتاج بحثا في أرشيف الأمن الوطني , الذي لا أعرف طريقه ولا أستظل بمبناه . ولتعلم أني لست حاقدا على ثورة أكتوبر , بل كانت أسرتي ممن دعمها بالمال والعتاد , وكان الجزاء من حكام ما بعد 22 يونيو69 م حصد الرجال والمال . أخبرني يا عزيزي ( د ) ! من المسئول عن يتم ألاف الأبناء وحرمانهم من حنان الآباء ؟! ومن يتحمل ألم الوالدين وهما يعانيان قلق النهار وأرق الليل عن مصير أولادهم , حتى وصل بهم الأمر إلى تمني خبر موتهم رسميا من جهة مسئولة تحترم أدمية الإنسان ؟. وهل وصلك نبأ عائلات تتبلل وسائدها كل ليلة بدموع القهر ؟ , وهل جربت لوعة ألاف الأسر وهم يذهبون كل صباح يمنة ويسرة للسؤال عن فرد منها ؟ . ومازلت اذكر وأنا في العاشرة حينما كنت أزاحم غيري من العجائز والأطفال للوصول إلى سيارة وزير الأمن عند خروجه من منزله لأقدم له ورقة تحمل التماسا بأن يفصح لنا عن مصير عمي الداعم للثورة . وللعلم حتى اليوم لا نعرف شيئا !. وكثيرون ـ مثلنا ـ مازالوا يعانون جراح سلطة تسلقت فتسلطت , ومبادئ ثورة أكتوبر بريئة من أفعالهم تماما . 
ـ وما ذكرته من انجازات ماذا كان ثمنها ؟ . ألم تهدموا وطنا مشيدا وقصرا عامرا , كي تفتخروا ببناء كوخ جمهوري , ولتثبتوا أنكم اشد ولاء للفكرة ممن أسسها ؟! . ألم يتم قتل أبناء الوطن وكوادره وهاماته , كي تفخروا بانجاز تصفية العمالة , ولتؤكدوا أنكم مستعدون لبذل أكثر من ذلك في سبيل النظرية ؟ . ألم تدمروا تجارة مزدهرة واقتصادا قويا , كي تتعالوا بتحقيق دولة الكدح الاشتراكي . وهل كانت تلك المنجزات !! تستحق كل ذلك الهدم والدم ؟! . أم هي منحدرات أكثر منها منجزات ؟ . وقد تعارف الناس على التحذير من الفتن أكثر من ذكر النعم . وبناء على ما نراه في الشارع الجنوبي من شحن سلبي ومن مظاهر التخبط !. أكتب محذرا من تكرار مآسي الماضي . وإذا كان ثوار الأمس قد زودوها حبتين , فأخشى أن يقوم ثوار اليوم بزيادة حبتين .. فوق الحبتين . أتمنى التدبر والتصحيح , فهل من متفكر متعظ ؟! .
ـ أخي ( د ) .. ولدي يسألني عن جده ـ أين هو ؟ ـ أخذوه ! ـ لماذا ؟ ـ لا أدري ! ـ وأين ذهبوا به ؟ ـ لا أدري ! ـ وما فعلوا به ؟ ـ لا أدري . ـ طيب ! دلني على من يدري !. 
ـ ولدي يسألكم : ( عمو .. ـ بالله عليك ـ أين قبر جدي " سالم " ؟ ) .