صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه
ربما تبين للكثيرين الآن سبب إصرار قادة الحراك الجنوبي على سلمية عملهم السياسي المطالب بتحقيق إستقلال دولتهم وإستعادتها من حكم الشمال، فنحن نلاحظ ميزان القوة الذي لا يمكن مقارنته بين الطرفين ، فالجنوب لا يملك شيء أمام ترسانة شمالية ضخمة وجيش مدرب وقبائل بأعداد ضخمة هي الأخرى مسلحة بأسلحة متوسطة وثقيلة.
والأكثر صدمة هو بأن هذا الجيش لا يدين للوطن ولا يحمل أية عقيدة وطنية ، بل هو رهن إشارة رجل واحد يستطيع ان يتحكم به حسب مزاجيته ونفسيته، الإنصياع التام لهذا الجيش الذي ظل ولمدة ثلاثة وثلاثون عاما يلتهم اكثر من ثلث ميزانية الدولة على حساب التعليم والصحة والأمن لا يدل إلا على انه جيش مشكل من أفراد وضباط وقادة اقل ما يقال عنهم بأنهم مجموعة عساكر لا يمتلكون الحد الأدنى من الوطنية والإنتماء والقيم العسكرية الشريفة، بل هم افراد اقرب الي المرتزقة التي تعمل لصالح من يدفع لها نظير قيامها بأعمال عسكرية.
جيش مثل هذا ، وبمثل هذا التشكيل، ويؤمن بعقيدة أن علي صالح هو الآمر وهو الناهي رغم انه لا يتقلد أي منصب حكومي منذ اربعة سنوات ، جيش لا يستحق التعاطف معه، وليذهب عن بكرة ابيه لمحرقة التحالف العربي الذي أخيرا قرر ان يغيث هذا الشعب من كل هذا العبث الذي يقوده علي صالح وأسرته وحليفه الجديد عبد الملك الحوثي.
الفرص تأتي وتذهب، والفرص الكبرى التي تتعلق بمصير الشعوب، هي فرص مئوية ، تأتي مرة واحدة كل مائة سنة ، فأن تم استغلالها بطريقة تنم عن حكمة وفطنة وإلا فهي ستذهب بلا عودة، ونحن في الجنوب قد لاحت لنا فرصة تاريخية عظمى، وهي فرصة عاصفة الحزم التي جاءت لتعصف بكل تلك القوة الجبارة والذخيرة الضخمة والحشود الغير منتهية وتمنع دخولها للجنوب كتصرف ضمني واضح بأن حدود هذه الدولة لا يسمح للقوات الشمالية دخولها وان التحالف العربي قرر صرف مليارات الدولارات لأجل حمايته وصون حدوده.
الإشارات واضحة، ولا تحتاج الى محلل لفك رموزها، ولكن وهنا الأمر الأهم ان يجيد الجنوبيون استغلال هذه الإشارات بطريقة تجعلهم يخرجوا بعد هذه العاصفة وهم أقرب الي تحقيق استقلال دولتهم او كأقل تقدير كفرض هذه الرؤية على طاولة المفاوضات فيما بعد الحوثي وعلي صالح.
وهذا الأمر يتطلب ضرورة عقلنة الخطاب الجنوبي المنفلت من عقاله، فالكل يعرف ان الجنوبيون يقاتلون من اجل دولتهم وحماية اراضيهم من الغزو الشمالي، وان العرب كلها تحارب معهم، لكن التصريح بهذا الخطاب حاليا سيعتبر وكأنه هنالك إتفاقا ما لتمزيق اليمن _ الممزق أصلا اجتماعيا ومناطقيا _ وسيعطي القوى المتمردة ذريعة لشن حملة ضد الجنوبيين وسيرفعون شعار الوحدة المهتريء مدعين بانه هنالك مخطط لتقسيم اليمن، اليمن التي لم تكن يوما ما موحدة ، بل كانت عبارة عن مناطق نفوذ لقبائل شمال الشمال على حساب بقية الشعب.
ما بعد العاصفة، وبعد ان يخرج الجنوبيون متماسكون اكثرا وقد تخلصوا من عبء القوة العسكرية التي كانت مسلطة على رؤوسهم، سيكون تحقيق الحلم الجنوبي اقرب من أي وقت مضى، على امل ان نتوحد ونشكل قيادة مشتركة تستطيع ان تفاوض بقوة الأمر الواقع مستندة على تأييد شعبي جارف مع ضرورة التحلي بمرونة في الطرح والقبول والمبادرة شريطة ان تكون كل الأفكار تؤدي في النهاية الي إعلان دولة الجنوب العربي.