آخر الاخبار

حماس تعلن تسليم رفات الرهينة الإسرائيلية شيري بيباس ترامب يخسر معركته الأولى.. الاقتصاد الأمريكي يتهاوى البنك المركزي الأوروبي يعلن عن أكبر خسارة على مدار تاريخه هل تستطيع أوروبا الدفاع عن نفسها بدون دعم أميركي؟ توجيهات عسكرية مشددة من رئيس مجلس القيادة الرئاسي لوزير الدفاع ورئيس هيئة الاركان ..تفاصيل وفد حوثي يسافر سراً للمشاركة في تشييع حسن نصر الله ووفد أخر يغادر مطار صنعاء يتم الإعلان عنه.. إستياء واسع لحلفاء المسيرة .. جناح إيران يتفرد بكل التفاصيل احتشاد قبلي مُهيب بمأرب.. قبائل مذحج وحمير تُعلن جاهزيتها الكاملة لمواجهة مليشيا الحوثي وتدعو التحالف العربي لمواصلة الدعم العسكري وتطالب الشرعية إعلان معركة التحرير بيان توضيحي عاجل لشركة الغاز اليمنية حول الوضع التمويني وحقيقة تهريب مادة الغاز إلى الخارج الشركة المالكة.لفيسبوك وواتساب وانستغرام تعلن عن نشر أطول كابل بحري بالعالم.. يربط القارات الخمس؟ خفايا وأطماع مواجهات نارية في الدور الستة عشر في دوري أبطال أوروبا

مرة اخرى، أدركوا اليمن قبل فوات الأوان
بقلم/ نبيل عواد المزيني
نشر منذ: 15 سنة و 6 أشهر و 16 يوماً
الأربعاء 05 أغسطس-آب 2009 09:04 م

لازلنا نقول أيها السادة الرؤساء والامراء والملوك في منطقتنا العربية؛ أنقذوا اليمن قبل فوات الاوان وقبل ان يلحق بالصومال والسودان.

كنت قد كتبت في مقال سابق يحمل نفس العنوان ان اليمن على حافة بركان مرشح ان يعصف لا باليمن وحده بل بالجزيرة العربية ودول الخليج كذلك، وقد صدق حدسي للأسف الشديد وباسرع مما كنت اتوقع، فقد قرأت بعد ذلك ان الحوثيين صاروا يشهرون السلاح في وجه السعودية ايضا.

أذن فنحن لم نعد امام مشكلة، سخط سياسي واجتماعي لدى الجنوبيين وتمرد زيدي لدى الشماليين، أو خلاف على الحكومة المركزية او على اسلوب الحكم والتعامل مع السلطة الشرعية في القطر اليمني فحسب، بل اصبحنا امام احتمال انتشار نار فتنة التشرذم والاقتتال المذهبي البغيض خارج حدود اليمن وانتقاله الى الحيز الاقليمي.

ولكي تكتمل الصورة ويتضح حجم المأساة ومدى الضمار الذي يمكن ان يحيق بالمنطقة، فما على السادة المسؤولين والمعنيين بالأمر إلا ان يعلموا أن بعض جهات التصارع في اليمن تجري مناورات وتستعد بالتسلح وكأنها على أعتاب حرب إقليمية لا هوادة فيها، وليس نزاع داخلي حول حقوق فئة من المجتمع كما كان يتصور البعض. فقد جاء تحت عنوان مناورات عسكرية رفيعة المستوى ان الحوثيين أجروا فجر الجمعة الماضي مناورات عسكرية مكثفه في مناطق خاصة بهم وقد سمع المواطنون في اغلب مناطق صعده دوي الانفجارات وإطلاق القذائف الثقيلة والرشاشات المتنوعة. وقال مراقبون محليون أن المناورات تأتي لرفع مستوى الجهوزية القتالية والمعنوية للحوثيين.

والسؤال الهام والخطير هو من أين لهؤلاء بتلك الاسلحة والتكتيكات العسكرية في المناورات، وضد من سوف تستخدم؟ ألا يؤكد هذا وجود ايدي خفية تحاول العبث بمصير اليمن وجيرانه، وتريد ان تزعزع الامن في منطقة الجزيرة العربية حتى يتسنى لها السيطرة على مقدرات منطقتنا الغنية بالثروات النفطية والمعالم التاريخية والاسلامية المقدسة. وما أطماع ايران الفارسية في اليمن وفي منطقتنا العربية ببعيدة، فقد لعبت ايران دورا في السابق خلال مفاوضات الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين الشيعية، وكانت أجهزة إعلام إيرانية في السابق قد دعت الشعب اليمني إلى الوقوف مع الحوثيين والالتفاف من حولهم ودعمهم بكل قوة. وقد تزامنت الدعوات الإيرانية مع ادعاءات من قيادات الحوثيين على "أحقية أبناء صعدة في استعادة جبل العرو وإمارات جازان وعسير ونجران من السعودية، مبررة ذلك بأنها "فروع يجب أن تعود إلى الأصل". وما يجري في العراق من تدخل فارسي، ونزاع مزعوم حول جزر الامارات العربية والاضطرابات في جنوب المملكة كلها قضايا مترابطة وتشير بكل وضوح وتأكيد الى تلك الايدي الفارسية الطامعة في المنطقة العربية.

وحتى لا يتحول اليمن الى صومال جديد او سودان فيتمزق من الداخل ويصبح عامل تمزق لجيرانه من الخارج نقول، على كل مواطن يمني مخلص لوطنه ولقومه ان يحتكم الى العقل ويترك الدعوات والنعرات الطائفية جانبا ويتصدى لها بكل ما أوتي من قوة حتى لا يزج بالوطن والمنطقة العربية في نفق مظلم يكون ثمنه غاليا لليمن وللآمة العربية.

وإلى ابناء اليمن وقيادات المعارضة في الخارج نقول إن اطلاق اسماء اخرى على الانفصال والتشرذم (كقولكم فك الارتباط بين شمالي البلاد وجنوبها) لن يغير من حقيقة الامر شيئا، واذا كنتم تعانون من شيء فالأجدر بكم بذل الجهد في اتجاه الوحدة وتصحيح ما تعتقدون انه خطأ بدلا من العودة الي الوراء وهدم ما تحقق من انجاز.

والى ابناء اليمن في الداخل جميع ابنائه بمختلف مذاهبه ومواقعه الجغرافية نقول لكم قولة رئيسكم الشرعي والوحيد الرئيس على عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية "اليمن.. لن يكون شطرين فقط، شماليا وجنوبيا، ستكونون قرى ودويلات، وستتقاتلون من باب إلى باب، ومن طاقة (شباك) إلى طاقة، ولن يكون هناك طريق آمن، أو طائرة تطير، أو سفينة تبحر من وإلى اليمن"، ذلك إن لم تعوا حجم الخطر المحيط بكم ومصيرية المرحلة التي تمرون بها انتم والمنطقة المحيطة كلها.

والى السادة المسؤولين لازلنا نقول، أيها السادة الرؤساء والامراء والملوك في منطقتنا العربية؛ أنقذوا اليمن قبل فوات الاوان وقبل ان يلحق بالصومال والسودان، افيقوا وادركوا الموقف في اليمن قبل ان يعصف هذا الطوفان بالمنطقة كلها.

*باحث- الولايات المتحدة

نقلاً : ميدل ايست اونلاين