الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات توجه لإلغاء تقنية الفار من مباريات كرة القدم واستبدالها بـ(FVS).. ماهي؟ حمدي منصور لاعب نادي السد بمحافظة مأرب ينتزع ثلاث ميداليات ذهبية ويحقق أعلى النقاط في بطولة الأندية العربية للووشو بالأردن
أتذكر أن كثير من النقاشات دارت أثناء الخطوات الأولى للوحدة في العام 1990 حول قضية حصة الجنوب من المناصب الأولى في الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية، حينها لم يكن علي عبد الله صالح يهتم بشيء سوى رئاسة الجمهورية ووزارة المالية ووزارة الداخلية والأمن، لأنه كان يخطط لجمهورية هي ملك الرئيس، أما باقي المناصب فهي ستكون عبارة عن موظفين عند الرئيس، ابتداء بنائب رئيس الجمهورية وأعضاء مجلس الرئاسة ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء والوزراء حتى أسفل السلم، وربما كان هذا أحد أسباب الأزمة السياسية ونشوب حرب 1994م الظالمة، يومها صار علي سالم البيض نائب رئيس الجمهورية وسالم صالح عضو مجلس الرئاسة، وجاءت رئاسة الوزراء من نصيب الأخ حيدر العطاس ورئاسة مجلس النواب من نصيب د يس سعيد نعمان، رغم أن الكثيرين توقعوا العكس فالدكتور ياسين هو رئيس وزراء الجنوب وبالمنطق يفترض أن يكون هو رئيس الوزراء لدولة الوحدة، وحيث أن المهندس العطاس هو رئيس مجلس الشعب الأعلى (البرلمان) فمن المنطقي أن يتولى رئاسة البرلمان، لكن الرجلان أبدعا في الموقعين الذين شغلاهما وصار اليمنيون ( من الشمال على وجه الخصوص) يقولون: لأول مرة لدينا رئيس برلمان نفهم ما يقول، ورئيس وزراء يتمتع بمواصفات رجل الدولة.
أقول هذا للتذكير بأن هذه المناصب لم يكن لأي من القيادات والوزراء ونوابهم أن يحتلوها لو لم يكونوا قياديين في الحزب الاشتراكي، وأتذكر إنه ومنذ سنوات قال المهندس العطاس إنه لم يكن قط اشتراكيا، ومثله قال المهندس علي سالم البيض إنه لم يكن ولم يعد اشتراكيا ولكنه كان قوميا عربيا، يقولان ذلك وكأنهما كانا مجرد عضوين هامشيين لا يعرفهما أحد ولم يكن الأول رئيس البلاد والثاني أمينا عاما للحزب، إنهما يقولان ذلك وكأنهما يريدان أن يرفعا عن نفسيهما تهمة يتوقعان أن ينالا العقاب عليها وبهذا التصريح يتبرآن من هذه التهمة، وليتهما يعلمان كم تغير الحزب بعد أن غادراه وغادره الكثيرون من جيلهما وكم صارت العضوية فيه تكلف الكثير والكثير مما يصل حد خسران الوظيفة والعلاج والسكن والدراسة وربما الحياة، وإن الحزب اليوم يعمل ليس بقوة هيمنته على مراكز القوة ووسائل الترهيب والترغيب بل بتقديم المثل في القيم الأخلاقية وبقوة الإقناع بالمبادئ التي يعتنقها وبالتضحيات والاستقامة والنزاهة في السلوك، والذين لا يقدرون على تحمل هذه الكلفة قد اختاروا لهم المكان المناسب وهذا حقهم.
توارد هذا إلى ذهني وأنا أقرأ حديث الأخ المهندس حيدر العطاس إلى صحيفة الشرق الأوسط والذي من بين ما ورد فيه قوله إن "الحزب الاشتراكي منقسم بسبب قضية الوحدة، ولو تمسك الحزب الاشتراكي بالقضية الجنوبية لكان وضعه أفضل" وكأن دولة المهندس لم يكن له يوما من الأيام أي علاقة بقضية الوحدة، وكأنه لم يكن يوما رئيسا لمجلس الوزراء فيها، . . ويستطرد المهندس العطاس: "ونقول أيضا أن الحزب الاشتراكي لا يمثل كل شعب الجنوب، فمجموع أعضائه لا يتجاوز23 ألفا عضو ولديهم حياة كريمة، أما الشعب فيعاني من كل شي".
وعلي هنا أن أناقش قضيتين مع الأخ العزيز المهندس العطاس، الأولى قوله :" ولو تمسك الحزب الاشتراكي بالقضية الجنوبية لكان وضعه أفضل" والثانية قوله "ولديهم ـ أي أعضاء الحزب الاشتراكي ـ حياة كريمة، أما الشعب فيعاني من كل شي".
لست أدري من قال للمهندس العطاس أن الحزب تخلى عن القضية الجنوبية، لقد وقف أعضاء الحزب بعد حرب 1994م أمام خيارين، إما البقاء في الوظيفة الحكومية والحصول على باقي الحقوق التي يحصل عليها بعض المواطنين بما فيهم أعضاء المؤتمر الشعبي العام، مقابل التخلي عن الحزب الاشتراكي وبالتالي التخلي عن إدانة سياسات ما بعد الحرب والتخلي بالكلية عن القضية الجنوبية والانتقال إلى تأييد المؤتمر الشعبي العام في كل سياساته الجائرة في حق الشعب اليمني وفي حق الجنوب على وجه الخصوص، وإما البقاء في عضوية الحزب وتبني إدانة الحرب ونتائجها وبالتالي تحمل تبعات ذلك بدءا بالحرمان من كل شيء وتقبل الحرب عليهم في عملهم وفي لقمة عيشهم وفي حقهم في التأهيل والعلاج والتعليم وفي فقدان الحقوق القانونية التي اكتسبوها خلال عشرات السنين حتى تحملهم التنكيل والملاحقة وظلمات السجون وربما التصفية الجسدية، وقد قبل البعض بالخيار الأول، وللأسف لم يحصلوا إلا على النذر اليسير مما وعدوا به إلا من رحم النظام وقياداته، ويتذكر العزيز أبو معتز كيف انتقل أحمد عبيد بن دغر من قائمة الستة عشر المحكوم عليه بالسجن عدة سنوات إلى أمين عام مساعد لحزب المؤتمر ومسئول كبير بدرجة نائب رئيس وزراء، بفضل إدانته للجنوب وتخليه عن الحزب وتأييده للحرب الظالمة التي كان أحد ضحاياها ذات يوم، بينما تمسك من تبقى بعضوية الحزب وتحملوا تبعات تمسكهم بخيارات الحزب وفي مقدمتها رفض نتائج حرب 1994م وعانوا ما عانوا وما زالوا يعانون من ضريبة القبض على جمر مبادئ الحرية والعدل والانتصار للحق.
ويبدو حديث دولة الصديق المهندس أبو معتز عن أن أعضاء الحزب "لديهم حياة كريمة" وأن "الشعب . .يعاني من كل شي" وكأنه يتضمن تحريضا على أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني أو كأنه أراد أن يقول للمواطنين المسحوقين جراء السياسات الجائرة للنظام، أن أعضاء الحزب الاشتراكي يعيشون في بحبوحة ورغد من العيش بينما أنتم أيها المواطنون تعانون ما تعانون، من القهر والظلم والحاجة والجوع والمهانة، لكن الحقائق على الأرض تقول أن الأمور على عكس ما صوره دولة المهندس العطاس.
إن أعضاء الحزب الاشتراكي اليمني يعيشون اليوم ظروفا قاسية ومعقدة من الفقر والإملاق والحرمان والتنكيل والملاحقة وهذا بالتأكيد لا يمت بصلة لأي حياة كريمة من تلك التي يتحدث عنها العزيز المهندس، وهي ظروف لم يعشها حتى المواطن العادي أو العاطلين عن العمل في الجنوب إبان حكم الحزب الاشتراكي وحتى الكثير من المواطنين غير المسيسين في الظروف الراهنة، ويبدو أن العزيز حيدر لا يدري أن معظم أعضاء وقيادات الحزب يعيشون في بيوت يدفعون أجرتها من دم قلوبهم ولا يعينهم أحد في ذلك، ويعانون الأمرين وهم يبحثون عن عمل ولا يجدونه، والأدهى من هذا إن هناك العشرات وربما المئات والآلاف من عاشوا ظلمات السجون ومرارات الملاحقة، بسبب إصرارهم على رفض نتائج الحرب اللعينة، فأين الحياة الكريمة أيها الصديق العزيز من كل هذا؟ . . . ربما ظن دولة الرئيس أن أعضاء الحزب يعيشون ظروف زملائهم النازحين في الخارج التي هي أكرم بآلاف المرات من تلك التي يعيشها مناضلو الحزب في الداخل.
أما القول أن الحزب الاشتراكي لا يمثل كل الجنوب فهو تحصيل حاصل ولم يقل أحد أن الحزب يدعي هذا، ولعلم المهندس العطاس فقد عرض على الحزب الاشتراكي التفاوض باسم الجنوب، وقدمت له الكثير من الإغراءات مثل التنازل عن 27 دائرة في انتخابات 97، أو منح مجموعة من الحقائب الوزارية بعد الحرب على أن يتبنى تمثيل الجنوب ويدين القيادة التي نزحت إلى الخارج ويشيد بالحرب ونتائجها، لكن قيادة الحزب الجديدة (بعد الحرب) رفضت كل هذا وأصرت على إنه في ظروف التعددية الحزبية (حتى وإن كانت مشوهة كما هو حال التعددية اليمنية) لا يحق لأي قوة سياسية مهما كانت، ادعاء تمثيل شطر من البلاد أو حتى محافظة أو مديرية من المديريات، لكن يبدو أن بعض أعضاء الحزب في الخارج ما يزالون يعتقدون أن الحزب الاشتراكي يفكر كما كانوا يفكرون عند ما وقعوا اتفاقية الوحدة في العام 1990م.
بقي أن نذكر أن علي سالم البيض وحيدر العطاس وسالم صالح محمد وصالح عبيد ومحمد علي أحمد وهيثم قاسم وكل زملائهم في الخارج أو من عاد منهم إلى الداخل ما يزالون أعضاء في اللجنة المركزية للحرب الاشتراكي ولأنهم لم يعترضوا على ترشيحهم لهذه العضوية مرتين في المؤتمرين العامين للحزب الاشتراكي الرابع (2000م) والخامس (2005م)، ولم يعلنوا انسحابهم من هذا الحزب فنحن نعتبرهم ما يزالون اشتراكيين ونطلب منهم أن يتقدموا بكل ما لديهم من أفكار وآراء وانتقادات لسياسة الحزب لتكون محل دراسة وربما للتعاطي معها إيجابيا من قبل قيادة وقواعد الحزب الاشتراكي، وبمقابل ذلك من حقهم أن يتقدموا بطلب الانسحاب من عضوية الحزب وهذا حقهم المشروع ولن يكون الاشتراكيون معهم إلا أصدقاء وشركاء في الهم الوطني الكبير إن شاءوا.
برقيات:
* من عجائب سلوك زعماء النظام المخلوع أن يشترطوا على من يقبل استضافتهم تحمل كامل نفقات الاستضافة لهم ولمن معهم من مئات المرافقين،. . أن تصرفا كهذا تنطبق عليه تلك الطرفة اليمنية التي تتحدث عن المتسول الذي أخذ الصدقة النقدية من بائع الحلوى، وعندما طلب مقابلها ما يساويها من الحلوى راح يتهجم على المتصدق طالبا منه أن يرجح كفة الميزان.
* كان صادما لي خبر وفاة الأخ والزميل القيادي الاشتراكي قاسم الذرحاني، في حادثة غرق سيارته في مديرية ردفان، . . . لقد عرفت الرجل مناضلا صلبا صبوار، مثابرا ساخرا بالمصاعب مستهينا بالتعقيدات مخلصا للوطن مؤمنا بالتغيير عادلا مع نفسه ومع الناس. . .رحمة الله تغشاك أيها الزميل قاسم، ولأهلك وذويك الصبر والسلوان.
* يقول الشاعر الفيلسوف إبو العلاء المعري
ولوْ ذهَــــــبتْ عينا هِزَبْرٍ مُــساورٍ لما راعَ ضأناً، في المراتع، أو سِربْا
أو التُمِـــعتْ أنوارُ عــمروٍ وعامرٍ لما حَـــــــملا رُمحاً، ولا شهدا حربا
يقولونَ: هلاّ تشـــهَدُ الجُمَعَ، التي رجوْنا بــــــها عفواً، من اللَّه، أو قُرْبا
لعمري لقد شاهدتُ عُجماً كثــيرةً وعُرباً، فلا عُجــماً حَمدتُ، ولا عُربا
وللموتِ كأسٌ تكرهُ النفسُ شُرْبَها ولا بُدّ يوماً أن نـــــــــــــكون لها شَربا