آخر الاخبار

المبعوث الأممي يحذر من خروج  التصعيد العسكري في الشرق الأوسط عن السيطرة ويؤكد ان اليمن يواجه خطر الانزلاق بشكل أعمق رئيس الوزراء يطالب سفراء الاتحاد الأوروبي بمسار دولي عاجل لدعم الحكومة للحفاظ على أسعار صرف العملة ويحذر من التأخير شاب يوقع (14) امرأة يمنية عبر تطبيق "سناب شات .. يقع في يد أجهزة الأمن بمحافظة المهرة غارات جوية تستهدف أهدافا حوثية غرب اليمن جامعة إقليم سبأ تحتضن حلقة نقاشيةحول ثورة 14 أكتوبر المجيدة. رئيس مجلس القيادة الرئاسي يناقش مع السفير الأمريكي إجراءات الخزانة الأميركية بحق شركات حميد الأحمر لأول مرة قرار بريطاني تاريخي يعتبر المعتقدات المعادية للصهيونية تستحق الاحترام حرب شرسة ومجازر الحرق هي الأعنف في تاريخ الموجهات .. وعشرات الشهداء والجرحى في غارات على خانيونس وجباليا اغتيال قيادي عسكري بارز في قوات الإنتقالي بمحافظة شبوة حرب طاحنة على الابواب ..كوريا الشمالية تفجّر طرقاً تربطها بالجنوب وسيول ترد بإطلاق نار مضاد

في حضرة السيد عبدالملك !
بقلم/ راكان الجبيحي
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 20 يوماً
السبت 25 أكتوبر-تشرين الأول 2014 10:24 ص
كان الوقت شتاءً عندما دخلتها لأول مرة بعد شهر من سيطرة الحوثي عليها وعلى المناطق والمدن المجاورة لها !
إنها صنعاء .. التي حوت كل فن ، التي كانت منزل لاحتضان الجميع ، ومعقل الأوطان .. ومراكز وجذور الدولة .. وفوق كل هذا بحر الحضارة ، والعراقة .. حتى تحولت إلى عكس ذلك تماماً وخلال فترة لا تتجاوز الشهرين .
كانت الرحلة طويلة .. إلا أنها كانت ممتعة ..
قطعنا مسـافة من الحالمة تعز .. حتى وصلنا إلى آب.. المدينة السياحية التي تشهد منذ أسابيع وحتى الآن معارك كر وفر بين رجال القبائل وجماعة الحوثي التي توسع من نقاط تمركزها واجتياحها على المحافظات .. غير مدركة أن مدن كأب وتعز وغيرهما من السنة غير مرغوبة بهم كصنعاء وعمران .
كنت أنا ورفيق الرحلة ولد العم عماد .. مررنا بنقاط كثيرة .. لم استوعب ما شاهدته من انتشار مكثَّف لجماعة الحوثي .. وظهور شعاراتهم بشكل كبير في الطرقات والأماكن والشوارع .
الطريق التي قطعتها هذه المرة من تعز إلى صنعاء ليست تلك الطريق التي مررتُ بها قبل شهرين .. كان المشهد أمامي أشبه بنوع من الخيال . أشبه بحلم لم يكتمل بعد . أشبه بعاصفة جارفة طغت على البلاد . أشبه بتمثيل على المسرح السياسي .. وبلعبة على الطاولة . وبترويج إعلامي كبير.. غير مدرك حتماً أننا أصبحنا بفضل التخاذل الرئاسي والقيادي بعد تساقط الأوراق في حضرة السيد .. وفي دولته التي تحولت نقاط الأمن التابعة للدولة والأماكن المرورية إلى نقاط تحتضن جماعة الحوثي. وما كانوا سابقاً في تلك المقاعد أصبحوا حالياً سوى جنود يتبادلون الأماكن ببضعة أموال .
حينما استوقفني الأمر . ودارت بي الأفكار في وقت الظهيرة. وأنا انظر إلى محافظة آب . ويريم وذمار . حتى مداخل صنعاء وهي شبه خالية ، ومزدحمة بأفراد الحوثي وشعاراتهم العريضة على الشوارع والأحياء وخاصة مراكز الدولة. وعرباتهم العسكرية المختلفة والمنهوبة من الدولة وهم بين مسافة وأخرى موضعين نقاط تفتيش.. أصابني نوع من الذهول والدهشة . وعدم تكذيب ما تشاهده عيناي .. وضلت غير مستوعب أن الدولة ، والسيادة القيادية قد انهارت تماماً. واستسلمت للأمر الواقع. في اتساع رقعة الفوضى.. والتوسع الحوثي إلى أماكن ومحافظات وخلال فترة زمنية قصيرة التي خلطت الأوراق من هذه الناحية المفروضة في اتحاد قوى وأطراف معهم لزعزعة الأمن ، وتحويل المسار السياسي والمرحلة الانتقالية إلى صراع ، وفوضى عارمة .
بالرغم من أن انتشار الجماعة بهذا الشكل . وبهذه الطريقة المتسرعة ليست من مصلحتهم .. إلا أن ذلك يعطي لنا أكبر قدر ممكن من الغطرسة الحوثية في مختلف المحافظات باستثناء المدن الأكثر سنية كأب وتعز .. التي لم تستطع الجماعة العبور ،وإحراز تقدم .. أو الرجوع والانسحاب. مما أصبحت نتيجة غباءها الأخير وخطواتها المتسرعة في عدم تقييم الوضع. وعدم استيعاب الأمر إلى تقديم خدمة لعلي صالح في تصفية حسابه مع خصومه من خلف الستار.. مما أعاد ترتيب الأوراق . ودفع بالحوثي إلى المحافظات السنية الغير مرغوبة بهم للتخلص عليهم .. ورميهم في حضن القاعدة في رداع. بعد أن جعلهم أمام المشهد.. ويكون هو اللاعب الأبرز من خلف الستار !
لقد كانت الرحلة طويلة .. والطريق وعرة.. لوجود الحوثي على طول مسافة الطريق للتوقف ، والتفتيش .. خشية من الخوف. وبجانب ذلك من يكونوا هم كي يحلوا محل رجال الأمن الذين خلعوا البزة العسكرية . والشرف الوطني في التخاذل والتعاطي معهم لأسباب مادية .
صنعاء حوت كل مسلح ، كل تجار الحروب ، كل رجل يحمل في قلبه حقد وكراهية ، كل رجل يتعطش إراقة الدماء ، كل قوة تنخر على جسد الوطن ، كل شخص يبحث عن مشكلة لإثارة الفوضى . وفتح ثغرات ، وإحداث صراع على جدران اليمن .
فلقد أصبحنا في حضرة السيد الحوثي وللأسف الشديد.. وأصبحت الدولة حاضرة غائبة في نفس الوقت. والرئيس هادي. والقيادة السياسية أصبحت سوى ديكور على الدولة ، وأشخاص متمركزون على الكرسي ليس إلا !!