في زيارة غير متوقعة .. لماذا زار رئيس الأركان السعودي إيران؟ رئيس الوزراء يكشف عن عثر 76 مشروعا بقيمة تتجاوز 5 مليار في المحافظات المحررة الاستخبارات الروسية تكشف مخطط أمريكي للاطاحة بالرئيس الأوكراني زيلينسكي الرئيس أردوغان يلتقي ولي العهد السعودي بالرياض تكريم الدكتور علي بن مبارك طعيمان بجائزة الآثاريين العرب لعام 2024 خبر غير سار لجماهير برشلونة بشأن لامين جمال وليفاندوفسكي المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تدق ناقوس الخطر بشأن التغيرات المناخية في تقريرها للعام 2024 بن سلمان في افتتاح القمة الإسلامية بالرياض يتحدث عن موقف المملكة من المجازر في فلسطين ولبنان والضربات على إيران حادثة أليمة في المحويت.. وفاة وإصابة 15 شخصاً نتيجة انهيارات صخرية في اجتماع استثنائي بحضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مضاعفة الجهود للقبض على قاتل الضباط السعوديين ويؤكد استمرار التحقيقات
مأرب برس – خاص
ماذا يحدث في العراق ، يقوم أعضاء من الكونغرس الأمريكي بمهاجمة نوري المالكي بشكل عنيف وبأنه رجل لم يعد ذو فائدة لديهم ، ثم يظهر بوش ليدافع عنه بصرامة ، ومن جهة أخرى نرى أنهارا من دماء تسيل بلا أي عقلنة أو مبرر ، ونشهد جميعنا دعما غير أخلاقيا من إيران للمليشيات الشيعية التي لم تشغل بالها إطلاقا بمقاتلة المحتل بقدر اهتمامها بتصفيات مذهبية تعود بفائدتها إلى طهران تلك العاصمة ألتي تنام وتصحوا على الحقد والكراهية لكل ما هو مختلف عنها سواء كان اختلافا مذهبيا و عرقيا .
هجوم الكونغرس على المالكي ودفاع بوش عنه ، له أكثر من معنى وهدف ويكرس القناعات الأكيدة والمكرسة أصلا بأن العراق مجرد دولة محتلة وبأن المالكي حين يغضب عليه أسياده يجد اللوم حتى وأن خرج على شاشة التلفاز يدعي بأنه غير معني بكل تلك الانتقادات ،ولا يخفى على أحد أن نخوة المالكي المصطنعة ما كانت لتأتي لولا تأكده بأن بوش سيخرج مدافعا عنه .
لكن المشكلة الفعلية في كل هذه الدوامة السياسية بأن البعض يعتقد بأن الإشكالية كلها تقع في شخص هذا المالكي الذي لا يسيطر حتى على المنطقة الخضراء التي يعيش بها محميا من الأمريكان ، فالمالكي لا يختلف عن الجعفري ، والجعفري لا يختلف عن سابقه وجميعهم لا يختلفون عن مجلس الحكم المعين والذي تحدث عنهم بليمر في مذكراته كثيرا ، إذ أنه أشار بأن الشيء الوحيد الذي اتفقوا عليه سريعا هو تحديد رواتبهم العالية جدا والذي أخبرنا أيضا بتلك المذكرات كيف أنه كان يوبخهم لكسلهم عن العمل وعدم مبالاتهم الفعلية في أداء ما يجب عليهم تأديته ، تلك المذكرات التي فضحت فعلا كيف أن كل تلك الشخصيات ما هي إلا دمى لا اقل ولا أكثر ، وأنهم مجرد أدوات يتم استخدامهم لتحقيق مصالح كل شيء إلا مصلحة بلدهم الذي هم وبطبيعة الحال غير معنيين به .
ثم أن الأهم من كل ذلك لا يقع على عاتق شخص مثل المالكي المترنح ، فالأمر ليس متعلقا بأشخاص ، وحتى وأن تم تغير المالكي وهو ما يمكن حدوثه لو قرر البيت الأبيض ذلك ، فلن يغير من الأمر شيء ، لأن كل ما يحدث في العراق يظهر لنا جليا بأن هذا المأزق يتجاوز أشخاصا بسطاء مثل المالكي ومن هم على شاكلته ، ليعود بنا إلى أساس هذه العملية الغير شرعية والتي قررت أن تحتل بلد عربي وتقتل رئيسه وتقسمه إلى طوائف وأعراق وتمنح جزء مهم منه هدية على طبق من ذهب إلى إيران بشكل بالكاد يستطيع العقل أن يستوعبه ، لأن هذا يتناقض وبشكل جذري مع حالة العداء المستديمة بين واشنطن وطهران .
تخبط المالكي أمر يثير على الشفقة ، والذي انتهى أخيرا بتقديم طلب إلى الأنتربول للقبض على رغد صدام حسين حتى ينهي حالة الفوضى القائمة في العراق ، فهل فعلا يبدوا لنا الأمر كما هو أم أن هناك حالة حقد مذهبية تعشش في ذهنية المالكي وفي أدبيات حزبه هي الدافع الحقيقي لمثل هذه الأعمال الغير أخلاقية والتي يأنف منها أي عربي يعرف جيدا حرمة هذه الأمور ، هذا طبعا في حال توقعت أن المالكي به بقايا من شيم العرب .
ليس غريب على مثل هؤلاء الأشخاص الذين قرروا بيع وطنهم رخيصا بهذا الشكل أن يقوموا بأي شيء حتى وأن كان هذا الشيء البحث عن النساء في الدول الأخرى، فمن يأتي على ظهر دبابة تحتل بلده، نتوقع منه أسوء مما نراه الآن.
ماذا لو تم فعلا القبض على رغد ، وتم محاكمتها بذات الطريقة البلهاء التي تمت بها محاكمة النظام العراقي السابق ، فهل ستنتهي كل مشاكل العراق ، أم أنها مجرد رغبة انتقامية لممارسة طقوس مذهبية حول الضحية للثار التاريخي المشبعين به مذهبيا .
الذي لا يفهمه المالكي بأنه هو طارئ على تاريخ العراق وما يلبث أن يكنسه الزمان إلى مصاف كل خونة التاريخ ،وأن من سيبقى هو المناضل الذي يرفع بندقيته في وجه مغتصب أرضه ، لأن الرجال معادن ، والمالكي لا ينتمي إلى الرجولة بأي حال من الأحوال ،والعراق بشرفائه يعرف طريقه جيدا نحو الحرية والاستقلال والكرامة ، وكلها كلمات أحسب أن المالكي وحزبه لم يسمع عنها قط في تاريخه كله .