مأرب اليمن ومآربهم الاخرى .
بقلم/ مجدي محروس
نشر منذ: 4 أشهر و 20 يوماً
الخميس 20 يونيو-حزيران 2024 08:26 م
 

لانها تسبق الجميع بخطوات في العمل الوطني وتحضر دوماً في المقدمة من كافة المجالات النضالية والبطولية.

 

 ولانها ايضاً تفوقت في الجوانب التنموية و الخدمية والانسانية في زمن الحرب ستبقى مأرب في موضع النقد ولن يراها الحاقدون إلا بعين السخط التي تبدي المساويا .

 

سيجد أعداء مارب ألف وسيلة ووسيلة لمهاجمتها والنيل من مكانتها والتطاول على قيادتها وسيقدمون ألف عذر وعذر لانتقاداتهم و اساءاتهم لها .

وفي كل مرة سيحاولون بالتاكيد الظهور بلباس الحريص عليها وسيعملون على التظاهر بحسن نياتهم لتبرير سوء اعمالهم ولن يعدموا حيلة في العثور على ألف مبرر ومبرر للمزها وتشويه سمعتها .

 

بل لن يكونوا في حاجة دائماً إلى مبرر كي يتناولوا مارب في كتاباتهم المسيئة وحملاتهم التحريضية الناقمة طالما يمثل ذلك دخلاً لهم ومصدراً للارتزاق .

 و لا فرق هنا بين تلك الحملات الموجهة و الممولة وبين الحملات العشوائية التطوعية والمجانية التي يقوم بها وينخرط فيها الكثير من الطيبين بغباء وبلاهة وسذاجة وبدافع الظهور بمظهر الحياد أحياناً أونتيجة للشعور بترف الحرية في أحيان كثيرة .

 

بل سيجد من هؤلاء حتى من لديه مشكلة اسرية و سوء تفاهم مع زوجته في مهاجمة مارب والاساءة لها فرصةللتنفيس عن نفسه ووسيلة لتفريغ غضبه .

 

 و حين لن يجدوا ما ينتقدونه في هذه المدينة سيذهب بعضهم إلى سب شمسها الحارة ولعن ضوئها والكهرباء التي لا تنقطع فيها .

 

مارب غير متفرغة تماماً للقضايا التافهة ولا هي مستعدة لخوض معارك طفولية وليس لديها فائض وقت للانخراط في صراعات جانبية إنها في مهمة استعادة الدولة فلا تشغلوها .

 

محاولات شيطنتها اليوم واقحامها في كل صغيرة وكبيرة والزج بها في كل عراك بين الأطراف والعمل على محاولات تأطيرها وتصنيفها مخطط مفضوح يكشف الهدف الحقيقي وراء الحملات المسعورة ونوايا أصحابها و مآربهم من استهدافها .

 

ومع ذلك تبقى مارب اكثر تماسكاً وأصلب عوداً فقد اكسبتها الحرب مناعة كبيرة ومتانة أشد واقوى فترفقوا بانفسكم ووفروا طاقاتكم للعدو الحقيقي .

 

من يعتقد أن مارب تتبع حزباً بذاته أو تديرها قبيلة بعينها فهو إما مغفل أومخدوع أو مدلس .

مأرب ليست الاصلاح ولن تكونه ولا هي العرادة وإن كانت تبدو به اقوى واذكى وأكثر مهابة ، مأرب غير قابلة للتصنيف الحزبي ولا تصلح للفرز الجهوي و المناطقي .

مارب اكبر من كل الأحزاب وأشمل من كل المشاريع وأوسع من كل الجغرافيا ..مارب شرف اليمن الرفيع وكبرياء اليمني الشاهقة .

 

في عز الاستقطابات الخارجية والاغراءات الدسمة للمدن اليمنية استطاعت مأرب المحافظة على كينونتها وهويتها اليمنية وفي ذروة البيع والشراء للولاءات بقيت مأرب تدين بالولاء لليمن واليمن فقط ، وفي قمة احتياجها وحصارها ظلت مأرب غنية برجالها وشموخها ومشايخها ومقاومتها وجيشها الوطني.

 

حتى عندما بدات ترمم نفسها وتعوض سنين الحرمان والتجاهل والتهميش في مجالات التنمية لم يغب لديها الحس الوطني العالي وهي تسمي شوارعها من جديد فراحت تطلق على اقدم و أهم شوارعها باسم شارع عدن .

 

لقد اعادت مأرب الاعتبار لليمن ككل ومنحت اليمنيين مساحة شاسعة لاستعادة دولتهم ووطنهم وخلقت بيئة مناسبة و ارضية مشتركة لشركاء العمل الوطني ووفرت للجميع هامشاً كبيراً من الحرية وممارسة الحقوق القانونية .

مأرب اليوم تختصر اليمن بكل مكوناته وفئاته وتمثل نموذجا مصغرا للمجتمع اليمني ، احتضنت الجميع دون تمييز واحتوت الكل دون تفريق واستقبلت النازحين والفارين من بطش المليشيات من كل المكونات والاحزاب بلا فرز ولا تصنيف .

 

إن أكثر الذين يستأسدون اليوم على مأرب كانوا نعامات في مناطق الحوثي وبعضهم بلعوا السنتهم واغمضوا أعينهم وعطلوا حواسهم اثناء تواجدهم هناك .

و ما إن وصلوا مأرب حتى حُلت عُقد السنتهم واستعادوا قدرتهم على الرؤية والكلام وفعّلـوا كل حواسهم في نقد مأرب و مهاجمة قيادتها .

 

أما اللامزون لها والناقمون عليها في منافي الشتات ومخادع اللجوء فلا يوجد ما يبرر انخراطهم في تلك الحملات التحريضية لانهم أكثر الناس حاجة لها حين تسأمهم المنافي وتضيق بهم شواطئ تركيا وتضجر منهم مقاهي القاهرة .

 

ثقوا أنكم لن تجدوا غير مأرب في انتظاركم واستقبالكم ولملمة شتاتكم عندما تنتهي مواطنكم المؤقتة واقاماتكم المزيفة في دول اللجوء فلا تفرطوا فيها في لحظة طيش و لا تبالغوا في نقمتكم عليها ولا تغالوا في تشويهها ولا تسرفوا في التحريض عليها ولا تأخذكم العزة بالاثم وإن كان ولابد من اجل توفير مصاريف الاغتراب و متطلبات الاقامة ومستلزمات العيش هناك فلا تستأثروا بكل النقمة ولا تحتفظوا بكل الضغينة واتركوا للحوثي قليلاً منها على الأقل .