عبد القوي فضل شهيد يحاكم دمه " دهاقنة المبادرة والموقعين عليها "
بقلم/ د.عبدالمنعم الشيباني
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و يوم واحد
الجمعة 16 ديسمبر-كانون الأول 2011 08:56 م
 
 

هو الفتى الشاب عبد القوي فضل علي حسن علي كلهام الشيباني (20 عاماً)، والده القيادي الاداري في الاصلاح بتعز: فضل علي حسن (الخدمة المدنية) اشتهر بنجاح الادارة ونزاهة الشخصية في العمل وفي المجتمع كقدوة ادارية قوية ونزيهة يعتز بها مكتب التجمع اليمني للإصلاح بتعز كممثل اصيل للإصلاح في الميدان، وعمل فضل علي حسن الشيباني ممثلاً لمدير مكتب الصحة بتعز ابان الائتلاف الثنائي بين المؤتمر والاصلاح، ونجح فضل (والد الشهيد) في تثبيت وترسيخ قيم النزاهة الادارية والاخلاص في العمل وكسب ثقة واحترام زملائه في المهنة من غير محاباه او مجاملة او تساهل بمهام العمل مع اعطاء الحقوق وانصاف المظلومين.

ينتمي الشهيد الشاب عبد القوي الى "قرية المدهف": شرق بني شيبة-سوق السبت-مديرية الشمايتين-تعز ويُطلق عليها(قرية الاصلاح) لوجود ابرز مؤسسي العمل الدعوي الاصلاحي فيها، كالمفكر والتربوي القدير/ احمد عبده عبد الله القميري-عضو الهيئة العليا للإصلاح- الذي تعرض قبل اشهر الى شضايا طلقة نارية ضمن مشاركته في مسيرة كبرى في صنعاء-شارع الزبيري- تقدم صفوفها مع الدكتور محمد الظاهري وآخرين من رموز العمل السياسي والحقوقي والاكاديمي في اليمن، ويُطلق عليها (قرية الاصلاح) حيث ترفرف فيها اعلام الاصلاح هناك بقيادة الفارس الاسمر عبد الله علي حسن: القيادي والمربي الاصيل، (رئيس الاصلاح والمشترك بمديرية الشمايتين)، سبق الحديث عنه في مناسبات مختلفة على صفحات موقع مارب برس واجرى الموقع معه حواراً قبل عامٍ ونصفٍ على الاقل، وهو (عم)الشهيد عبد القوي.

نشأ الشهيد عبد القوي فضل نشأة قرآنية تحت اشراف تربوي صارم من قبل والده الغيور غير ان عبد القوي كان متمرداً -منذ نعومة اظفاره- كل التمرد، لايحب ان (يقولبه او يبرمجه) احداً من الناس ولوباسم الدِّين، كتعبير تلقائي من جانب طفلٍ بريئ ثم مراهقٍ صغير، وينزع الى تكوين شخصيته المستقلة به وليس كنسخة من ابيه او من عمه اومن اي مربٍّ اصلاحيٍّ في مدارس التحفيظ وهي ظاهرة في التمرد التلقائي غير المقصود تفشت كثيراً في الوسط الاصلاحي ولها امثلة كثيرة لدى كثير من ابناء قياديين اصلاحيين ومنهم مشائخ علم وعلماء اجلاء كبار، لكن والده (فضل علي حسن) لم يشأ ايضاً ان يضغط عليه اكثر كي لايتمرد اكثر وراح يقدر لولده الصغير(المتمرد) هذا الامر(خاصة في سن المراهقة) ورأى ان الرفق بالولد افضل وسيلة تربوية، وراح يساعده من بعيد على بلورة شخصية يقتنع بها عبد القوي بشرط ان تكون في اطار الجو العام للأسرة الملتزمة ولو في حدها الادنى ، وراح عبد القوي (يكوِّن) شخصيته بطريقته هو –لابطريقة ابيه او كما يريد المربون في الاصلاح- راح يتمرد (قليلاً) ويخزِّن القات ويتخذ له اصدقاء ليس من اهل القدوة التربوية المطلوبة، لكنه لايريد احداً ان يقول له (افعل) او (لاتفعل) مع احترام يكنه لوالده وللمربين الافاضل ولكن بطريقته هو وبتعبيره هو، غير ان عبد القوي كان قيادياً مؤثراً بين اقرانه، تسكنه الحمية للحق وللكرامة وان لم يلتزم بمنهج التربية الذي رسمه له والده، ويقول فريقٌ آخر من الناس ان عبد القوي لم يكن قيادياً بين اصدقائه ولم يكن له ادوار مؤثرة ايجابية على الاطلاق ولكن كان مراهقاً بريئاً يميل الى (الخروج عن المألوف السائد في الوسط التربوي لعائلته المحافظة بصرامة).

 وقيل ان لـ عبد القوي ملكات قيادية برزت منذ انلاع ثورة الشباب بتعز كمقر اصيل للثورة، وقيل انه راح –بإيجابية وشجاعة- يشتغل مع الثوار السلميين في الميدان حتى اصابته شظايا مدفعية مايسمى بـ اللواء 33 يقوده " ضبعان، المتورط بجرائم قتل وابادة بتعز " الذين لم يُقبض عليه حتى الآن برغم سفكه للدماء واحراقه للمتلكات وتدميره للأحياء والمنازل.. لقي الشهيد حتفه في " وادي القاضي" ( الخميس/ 1 ديسمبر 2011 ) شهيداً ان شاء الله الى جوار شهداء الحرية في اليمن- من اقصاها الى اقصاها- والى جوار شهداء تعز وشهداء المديرية -ابرزهم الفتى الصغير مازن البُذيجي (سبق ان قدمنا عنه نبذة في موقعنا الاغر هذا مارب برس)، وقضى عبد القوي شهيداً (برحمة الله وعفوه ومغفرته ومشيئته) الى جوار شهداء بني شيبة، وعلى الاخص شهداء (قرية المدهف) منهم القيادي علي القميري (عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشراكي-سابقا-استشهد في السابع من رمضان المنصرم جوار عمارة والده الحاج القميري-شارع جمال- سيرته على صفحات هذا الموقع الاغر) والفتى الشاب عمر محمد حسن: شهيد جمعة الكرامة بساحة التغيير 18 مارس2011 سبق عرض سيرته العطرة ايضاً على صفحات موقعنا هذا (مارب برس) والى جوار الشهيد هاني والشهيدة راوية الشيباني.

وبصرف النظر عن التجاذب والجدل والخلاف حول شخصية الشاب عبد القوي فضل بين مؤيد ومعارض وبين محب وغير محب، الا انه سقط شهيداً في الاخير وباسشهاده (ان شاء الله برحمته سبحانه وتعالى جل شأنه "وهو ارحم الراحمين") لم تزل تعز ولم تزل قرية المدهف وبني شيبة كلها ثائرةً من اجل التغيير الكامل ولم تزل تعز -وكل عُزل وقرى مديرية الشمايتين تحديداً وخصوصاً- جاهزةً لتقديم شهداء جدد ولم تزل عائلة (علي حسن)-كعائلة قيادية وقدوة في المنطقة- جاهزة بكوادر جدد من شبابها للثورة السلمية حتى تحقيق اهدافها كاملةً غير منقوصة، ولم يزل التجمع اليمني للإصلاح-بصرف النظر عن وقوع قياداته بأخطاء سياسية فادحة خسَّرته سمعته كالتوقيع على المبادرة المشبوهة التي منحت الحصانة للقتلة- يعد العدة من دماء شبابه وفتيانه ضريبةً للحرية والتغيير حتى تحقيق غايات المنهج، منهج الاصلاح التغييري السلمي.

 ولكن الاهم هنا ان الموقعين على ما يسمى بـ "المبادرة الخليجية" يخسرون كثيراً من رصيد القيم لأن المعركة مع النظام الفاسد معركة قيم ومعركة وجود، لامعركة حدود: (اما ان يكون الشعب اولايكون) لا معركة (وزارات ومناصب وتوافق وطني واهم ومزعوم مع من تلطخت اياديهم بدماء الشعب اليمني) وان "منح حصانة للقتلة واعوانهم" طعنة جديدة في خاصرة الثورة وانهيار جديد لعالم القيم والفضيلة وتشجيع رسمي (مشرعن) -عمدته قيادات المعارضة- لأرباب الفساد والظلم والاستبداد والقتل، تشجيعاً لهم على التمادي في غيهم وقتلهم للناس كمسلسل مدعوم بغطاء اقليمي ومحلي وبترسانة القتل المنظم وبتشريع من "دهاقنة المبادرات" وباتفاق الموقعين على بنودها المشؤومة ليضيع بذلك-والى الابد- طموح الناس في اقتلاع جذري لأركان البغي والاستبداد وتأسيس اليمن الجديد، وليضيع -بعد ذلك- دم الشهيد عبد القوي ودماء شهداء ارحب ونهم والحيمة واب وعدن وتعز ودماء كل اليمنيين المقتولين الامس واليوم وغداً في ظل (الاب) الذي لم يزل يحكم و(الابن)- الذي سيأتي على جياد الحرس الجمهوري وبدعم خارجي- كطبخة من نتائج طبخات المبادرة سيئة السمعة.