نقل العاصمة من صنعاء إلى عدن 2-3
بقلم/ نجيب غلاب
نشر منذ: 16 سنة و شهر و يوم واحد
الجمعة 10 أكتوبر-تشرين الأول 2008 06:58 م

صنعاء من مدينة بدائية إلى مدينة مريفة

المدينة في اليمن ظلت حالة طارئة ومعزولة والقرية هي الغالبة، فصنعاء مثلا رغم الأساطير التاريخية المؤسسة لعظمتها ورمزيتها الطاغية في ثقافة أبناء اليمن،إلا أن صنعاء لم تبرز في تاريخ الحضارات اليمنية المتلاحقة كمركز حضاري فاعل ومؤثر، وبروزها كان مرتبط بالاحتلال الحبشي والفارسي وبالهيمنة العثمانية، وحكم الأئمة، أما تاريخها الفعلي ومركزيتها فمرتبط بالثورة اليمنية ومقاومتها لأعداء الثورة.

وفي عهود الأئمة كانت صنعاء محاصرة بمكان محدد يحيط بها الريف والقبيلة من كل الجهات، وظلت معزولة عن المكان المحيط بها، تركزت فيها بشكل أساسي العناصر القادمة من خارج البيئة القبلية، واقتصرت الإقامة الدائمة في المدنية على النخبة السياسية من الهاشميين والقضاة وعلى الإداريين والتجار وأيضا على من يقومون بتقديم الخدمات المختلفة كأصحاب المهن، وقلة من الأفراد من أبناء القبائل، ولم يكن الأئمة يسمحوا للمشايخ بالتملك والسكن في العاصمة وكانت الخانات هي محل إقامتهم، كما أن الثقافة القبلية كانت تحتقر أهل المدن خصوصا أصحاب الحرف، وكانت الإقامة في المدينة في ثقافة القبيلة توصم صاحبها بالعيب والنقص وقلة الأصل.

نتيجة لذلك ولأسباب أخرى كانت صنعاء شبه معزولة عن القادمين إليها، وهذا سمح لها بالحفاظ على شكل مدني بدائي لم يؤثر في الريف، صحيح أن نمط الحياة فيها كان راقي مقارنة بالمحيط لكنه لم يخلق ثقافة مختلفة عن محيطها، فالثقافة التقليدية التي كانت موجودة في صنعاء كانت راسخة، والتجديدات القادمة المناهضة للتخلف جاءت من الخارج، وقد شكلت عدن مصدر ثري للقوى المناضلة لمقاومة الجهل والتخلف بحكم اتصالها مع العالم.

مع الثورة والدور الواسع الذي لعبته القبيلة في الصراع بعد الثورة، ومع قدوم أبناء الريف للدفاع على الثورة ومع تزايد دور الدولة في تقديم الخدمات، والتزايد السكاني في الريف وعدم قدرته على الاستجابة لحاجات الناس، ومع التعليم وتطور بنية مدينة صنعاء، أصبحت صنعاء مكان مفضل للهجرة وأصبحت مركزا للتجمعات السكانية القادمة من جميع أنحاء اليمن بما في ذلك القبائل التي دخلت هذه المرة للاستيطان، ونتيجة الاستيطان الكثيف لأبناء الريف في تجمعات سكنية متقاربة فرض القادم ثقافته على المدينة.

كانت الهجرة نابعة عن حاجة لذا فقد تعامل القادمون مع مسألة الاستقرار في العاصمة كضرورة، وكلما واجه القادم ضغوط ومشاكل لجأ إلى من يتشابه معه في العصبية المناطقية أو القبلية أو الأثنية وأن لم يتم حسم الأمر يتم اللجوء للقبيلة أما للاستعانة أو بالعودة إليها وترك المدينة.

ما عمق من ثقافة القرية أن الولاءات الدنيا أصبحت أدوات أدار بها السياسيين صراعاتهم للسيطرة على القوة السياسية. ولأن ثقافة المدينة غائبة والمجتمع المدني غير موجود هيمنة علاقات القرابة الأسرية أو الطائفية أو المناطقية أو القبلية على العلاقات وعلى السلوك العام مما أعاق أي تطور في بنية الوعي لصالح قيم الدولة وثقافة العصر، صحيح أن الدولة تمكنت من تحقيق إنجازات في تقديم الخدمات بما في ذلك التعليم إلا أن الثقافة ظلت جامدة ولم تخلق المدينة.

وبفعل تداخل صنعاء مع محيطها القبلي وانغلاق القبيلة على نفسها ولأنها أشبه بميليشيا مسلحة جعلها تتحكم باللعبة السياسية أكثر من غيرها وهذا مكنها من فرض قيمها على الدولة، وحاصر القيم الحديثة وخنق العلاقات الجديدة المؤسسة على منظومة القيم الحديثة المتحكمة بالمدن.

ومع هيمنة وعي القبيلة على المؤسسة العامة تم التعامل مع الفرد استنادا إلى انتماءاته الأولية، فالضابط في قسم شرطة مثلا لا يتعامل بالقانون بل بالانتماء، ومن لا يملك انتماء فالمال سيد الموقف، والقانون غالبا ما يطبق على الضعفاء وتعساء المدينة، ومع الوقت تغلبت ثقافة الفساد أصبحت المدينة الحالية ريف متخلف يدار بالانتهازية ولغة الغنيمة والقوة والجبروت، وهذا أضعف الدولة، ومع ضعف الدولة وغياب المدينة الحديثة،أصبح التمنطق بالسلاح والتسلح بالعصبية بشتى أنواعها تسيطر على العلاقات وفي هذه الحالة يصبح الفرد ذاتاً ملغية لا يُعرّف كإنسان له حقوقه وعليه واجباته بل بانتماءاته القروية والشللية والقبلية والمذهبية.

صنعاء كلما توسعت اختنقت

صنعاء في الراهن تتضخم سكانا ومساحتها تضيق مع نموها، وكلما اتسعت انغلقت على نفسها وأنتجت ثقافة القرية في أرجائها، فالثقافة الحديثة محاصرة ومخنوقة في بنية المدينة، كان من المفترض أن تسهم صنعاء في ولوج اليمن إلى المعاصرة وأن يتشكل الجديد في بنيتها المتنوعة، إلا أن صنعاء أعادة إنتاج الريف وثقافته والتنوع في بنيتها يسير وفق مساقات الثقافة القروية.

وكلما زادت أحياء صنعاء كلما اختنقت روح المدنية فيها، فهي محاطة بحزام قبلي مناهض لروح المدينة، وكلما توسعت غاصت في أرض القبيلة وتعمق الريف وثقافة التريف في بنيتها، حتى أصبح الوعي القبلي المتجهم يهيمن على مظاهر الحياة في أرجائها، وهذا يفسر التفاخر بالقسوة والعنجهية والقوة.

ويمكن تبين الثقافة المهيمنة على صنعاء من نمط بنائها الغير متناسق والفاقد للحس الجمالي ومن مخططاتها المشتتة والمتناقضة وأيضا من خلال شوارعها الملتوية والمقطوعة والضيقة حتى في الأحياء الحديثة، ومن خلال المتنزهات العامة النادرة، والخوف بارز في أحوش المنازل العالية في الأحياء الجديدة، وأيضا من خلال أنشار الدكاكين وبواباتتها الحديدية بأقفالها المتعددة، وتلك المظاهر تعبر عن فلسفة الفوضى المهيمنة على الثقافة، وفي ظل الفوضى أصبح التوسع العمراني في صنعاء وابتلاع وديانها المحيطة بها في حداثة مشوهة يبث فيها صراعات عبثية دائمة على ملكية الأراضي التي هي ملكيات فردية مشتتة وكل ذلك يؤثر على رمزية صنعاء التاريخية .

محاصرة صنعاء بحزام قبلي خنق الدولة المدنية ودمر القبيلة

هناك إشكالية يعتقد البعض أنها تشكل العائق الأكبر أمام نقل العاصمة، فالنخبة الحاكمة ارتبط شرعية وجودها بتشعب تحالفات مع العصبيات المؤثرة والمهيمنة على القبيلة، وباعتبار العصبيات المحيطة بصنعاء هي القوة الأكثر تأثيرا فإن التحالف معها يمثل المدخل لاستقرار الحكم ونخبته، وهذا منح بعض النخب القبلية أدوارا فاعلة في السياسة اليمنية، ومحاولات النخب العسكرية والمدنية لتحجيم دور النخب القبلية التي ذاقت غنيمة الدولة بعد الثورة باءت أغلبها بالفشل، لذلك لم يجد السياسي للحفاظ على الأمن والاستقرار إلا أن يرسخ تحالفه مع النخب القبلية وهذه الإستراتيجية المتبعة في ظل ضعف القوى المدنية كانت أشبه بالسم الذي ابتلعته الدولة الحديثة فماتت في ثقافة القبيلة ووعيها القبلي الذي يتعامل معها كغنيمة.

ونشير هنا أن الخوف من القبيلة جعل السياسة صناعة منحازة لوعي تقليدي متحيز للقبيلة وعندما تمارس السياسة بالاستناد إلى شرعية القبيلة وباسمها، فإن السياسي يعلي من انتمائه القبلي، وتصبح القبيلة ووعيها هما المحددان الجوهران للسلوك والفعل، ولأن الانتماء القبلي بطبيعة الحال انتماء متحيز للأنا القبليّة المحكومة بالعصبية، لذا فأن السياسي لا يؤسس لثقافة مدنية بل يؤسس لثقافة تقوم على التمايز والتغاير مع الآخر، وهذا يعمق الولاء للقبلية ويفعل الثقافة القبلية التقليدية ويعمل على تعميقها في بنية الدولة والمجتمع، ليصبح الوعي القبلي هو المهيمن في نهاية الأمر، وهو بطبيعة الحال وعي لا ينسجم مع القيم المدنية التي تؤسس للمواطنة المتساوية، وتفقد المواطنة معناها الحديث وتصبح المدينة المتركز فيها القرار السياسي عاجزة عن صناعة ثقافة جديدة لأن وعي القبيلة يكتسحها ويخنق التحولات الإيجابية لصالح العصر.

فتوظيف القبيلة ككتله مصمتة ووفق وعيها التقليدي المهيمن في صراع السياسة يخنق المجتمع المدني في المدينة لصالح آليات قروية تعمل على نمو العصبيات الأخرى في المجتمع، وتتحول العاصمة إلى مركز لإنتاج الولاء المناهض لفكرة الدولة والباحث عن الغنيمة في الدولة بمعايير الوعي المهيمن، وتصبح النخب في ظل المنافسة والمغالبة مرتهنة لطبيعة الثقافة المهيمنة، وهذا يجعل من اللجوء للقبيلة وبعث قيمها التي تذكي روح العصبية والمواجهة أمر حتمي لمغالبة وقهر الآخر، وهذا يقود المجتمع نحو التشظي وتفكيك لحمته، والسير به في اتجاهات صراعية من أجل الغنائم.

ونتيجة لذلك تصبح الدولة وهي المؤسسة المدنية الأكبر باعتبارها المشترك الذي يعبر عن الجميع، مجرد أداة ومحل للغنيمة بين القوى المجتمعية، فإما ان يتم التوافق على القسمة أو يحدث الصراع العنيف، ليحسم القوي الصراع لصالحة ويصبح الآخر مجرد تابع مقهور يسعى دائما لتغيير الموازين لصالحه، وهذا يجعل أبواب الصراع مفتوحة بشكل دائم.

ونتيجة طبيعة الهدف والقيم التي تحرك الشيخ، فأن السياسة لديه حتى وان رفع شعارات مدنية تفرز نزوع استبدادي متجاوز للمجموع الشعبي، ولمفهوم الدولة العامة الشاملة، فالثقافة القبلية التي يبني قوته وشرعيته عليها تتناقض مع الثقافة المدينة فهي أولا نمطية تكرر نفسها لا تتجدد وهي ثانيا ثقافة جبرية يشكل العنف والثأر في بنيتها أساس قوة الشيخ.

وعندما نتحدث عن الوعي القبلي فأننا نتحدث عن منظومة متماسكة ومتكاملة من القيم والمفاهيم تؤسس لعلاقات قائمة على العصبية وهذه المنظومة تتناقض مع بناء الدولة المدنية، لذا فأن الوعي القبلي يسهم بفاعلية في إفقاد المؤسسة معناها وإفراغها من قيمها ومنطقها القائم على الحياد والتعدد والموضوعية والعدالة والمهنية والإنسانية.

فالوظيفة العامة مثلا في بنية الوعي القبلي ليست مرتبطة بالقانون الناظم لها بل بمنطقه العصبوي، ولأنه وعي لا يؤمن بالحياد والموضوعية وبالإجراءات والقواعد المنظمة للدولة، فأنه عندما يسيطر يعمل على تدميرها وانتهاك منظومتها بمخالفتها ورفض الرضوخ لها، وتوظيفها بما يخدم مصالحه.

والخطير في الأمر أن الشيخ القبلي عندما يجمع بين مشيخ القبيلة ومسئولية اتخاذ القرار في مؤسسات الدولة فأن وعيه يصبح قوة جبارة لانتهاك القانون والنظام ويسعى جاهدا لابتلاع الدولة بواسطة قوة القبيلة ودعم قواه الجديدة التي شكلها في المدينة.

قبيّلة العاصمة أضعف دور الدولة

وما يعمق من قبيّلة العاصمة أن أغلب المشاكل والقضايا تحل بالعرف القبلي ودور الدولة مازال ثانويا بل أن الدولة خصوصا في صراع الأراضي وتعديات النخب تبدو عاجزة وعادة ما تحيل الأمر لمشايخ القبائل، وأصبح المدنيين الذين يقعون في خلاف مع أطراف قبلية أسيرين للحلول القبيلة والتي يخرجوا منها عادة مظلومين، وهذا أفقد الدولة النمو والتطور وجعل من القبيلة الصوت المهيمن، وحاصر القوى الحقيقية الداعمة للدولة في زوايا الوعي القبلي.

وهيمنة الوعي القبلي على العاصمة أضعف الثقافة المدنية، وجعل صنعاء عاجزة من تطبيع القادمين بثقافة المدينة. ولم تتمكن الجامعات والمراكز الثقافية والصحف والأحزاب والجمعيات المدنية والمكتبات ومؤسسات الدولة أن تؤسس لثقافة مدنية، بل أن هذه المؤسسات الحديثة تفقد المعايير التي تحكمها لصالح المعايير القبلية، وهذا أفقد المؤسسات فاعليتها وتحولت المدينة إلى آلة ضخمة لإعادة إنتاج القرية وثقافتها وبطريقة مشوهة.

أن التمركز حول صنعاء في ظل الواقع الذي وصلت إليه صنعاء وفي ظل التحولات ومتطلبات الدولة والمجتمع أصبح بحاجة إلى مراجعة كاملة، أن تجاوز مشاكلنا بحاجة إلى تأسيس ثقافي جديد قائم على ثقافة المدنية المعاصرة وعلى الوعي المدني، ومقاومة الوعي القبلي الذي لا يقبل التعددية ولا القانون ولا النظام بل ينفي الثقافة المدنية لصالح قيمه ومبادئه. والبناء الثقافي الجديد لابد أن يفعل في الواقع، فالخطاب الجديد في ظل واقع فاعل تصنعه ثقافة القرية يصبح تنظير ثقافي مخادع يغطي الصورة البشعة للواقع ويقتل أي تحولات لصالح منظومته الفكرية.

صنعاء مهددة بالنهب والدمار

أن واقع مدينة صنعاء وموقعها يجعل تفجر الصراع في لحظة تهور وفي ظل الصراع المحموم على الموارد أمر وارد وعندئذ سوف تصبح صنعاء مدينة خاوية يعبث بها غزاة النهب والفيد. وما يجعل صنعاء مهددة بالنهب والغزو أن المناطق القبلية في أغلبها فقيرة وقد ظلت جامدة والحراك في بنيتها يعيد أنتاج القبيلة بطريقة تنمي فيها روح القتال والبحث عن الغنيمة وفق آليات انتهازية.

 وما يزيد من المخاطر أن النخب القبلية تمكنت من السيطرة على القبيلة بتجهيلها إلا أن التزايد السكاني ونمو نخب جديدة في القبيلة مازالت خارج اللعبة وتبحث لنفسها عن دور وتريد تضخيم فوائدها، وفي ظل الأمية وتجهيل القبيلة وقلة الموارد وباعتبار مناطقها مناطق طاردة للسكان عبر تاريخها ونتيجة عجز القبيلة عن إشباع حاجات الأفراد وتمركز نصيب مناطقها من الثروة بيد نخب ضيقة فأن التعبئة التي قد تمارس في الوسط القبلي يجعل من فكرة القتال ومقاومة الدولة وتحدي هيمنتها وشرعيتها مسألة مفتوحة على مصراعين. والحركة الحوثية من وجهت نظري ليست إلا عينة لغزو مصغر وروح بدوية متمنطقة بالعقيدة.

صنعاء عاصمة أوشكت على الموت عطشا

يمكن القول أن أمن صنعاء المائي يمثل مشكلة عويصة غير قابلة للحل، بما يعني أن صنعاء مدينة تأكل نفسها كلما توسعت أحيائها، لأن القبيلة تبتعلها كما ذكرنا كما أن التزايد السكاني في المدينة وانتشار العمران بحاجة إلى ماء، ولم تجد صنعاء لتروي ضماها إلا باستنزاف المياه الجوفية المخزنة منذ ألاف السنيين، اختفت العيون والغيول من صنعاء ووديانها في مدة زمنية قصيرة ووصل الحفر إلى أكثر من ألف متر، ولا توجد حلول عملية لمواجهة المشكلة إلا بالتحلية وهي مسألة مكلفة جدا بل مستحيلة حسب تصريحات المسئولين، فصنعاء ترتفع عن سطح البحر 2300متر وتبعد 380 كم عن اقرب مسطح بحري. وإذا كانت الوحدة المائية تكلف معالجتها في عدن وتصل إلى المستهلك ب 2 دولار فأن توصيلها إلى منزل في صنعاء سوف تكلف على المستهلك 10دولار بالحد الأدنى ولأن متوسط استخدام الأسرة الصغيرة المكونة من خمسة أشخاص يحتاج 10 وحدات فأن رب الأسرة بحاجة إلي20ألف ريال يمني لتسديد فاتورة المياه مضاف إليها الضرائب وحوائج النهب المنظم.

مع التأكيد أن توسع زراعة القات الذي تستهلكه صنعاء بصورة متزايدة، يزيد من جفاف صنعاء وما حولها وخطر جفاف مناطق الريف المحيطة بصنعاء يزيد من المخاطر الأمنية على العاصمة وربما تؤدي الهجرة من مناطق القبائل بعد جفاف مناطقهم إلى زعزعة أمن العاصمة بشكل دائم.

أن نقل العاصمة من صنعاء في حالة استمرار مشكلة الأمن المائي لم يعد خيار بل حتمي، بل يمكن القول أن نقل العاصمة يمثل حماية لصنعاء، فنقل العاصمة سوف يقلل من توسعها وسيقل عدد سكانها بفعل الهجرة إلى العاصمة الجديدة من صنعاء ومن جهة أخرى لن تصبح صنعاء منطقة جاذبة للهجرة.

وهذا لا يعني أن صنعاء ستفقد مكانتها بل يمكن ان تتحول إلى مدينة للعلم والثقافة من خلال انشأ الجامعات الواسعة فيها والمراكز البحثية والعلمية حتى تتمكن من تنوير محيطها، وستكون صنعاء منطقة للاستشفاء بفعل أجوائها العليلة، وستكون صنعاء أيضا مرتكز للسياحة اليمنية.

ملحوظة:

المقالة الثالثة والأخيرة ستناقش مؤهلات عدن كعاصمة للدولة اليمنية وستتناول بعض المعوقات والمخاطر التي تواجه عدن كمدينة معاصرة وتناول أيضا الدور الذي ستلعبه عدن في بناء الدولة المدنية وولوج العصر؟ وأيضا أهمية المكلا كعاصمة اقتصادية ودور النخبة الحضرمية في بناء الدولة المدنية؟  .