روسيا تعلن الرد بعد قرارات أوكرانيا استخدام النووي… وبوتين يعلن توقيع مرسوماً يوسع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي ارتفاع أسعار النفط مع تعطل الإنتاج في أكبر حقول غرب أوروبا تهريب الذهب... تفاصيل واقعة صادمة هزت الرأي العام في دولة عربية اتفاقية تعاون جديدة بين روسيا والسودان روسيا تستخدم الفيتو ضد قرار بريطاني عن السودان استعداداً للانفصال.. ليفربول يستبدل صلاح بـ نجم شباك أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة
* في أمريكا الكافرة، الكرسي يدور, وفي بلداننا المسلمة، الحاكم يلف ويدور، والشعوب هي اللي تدوِّخ.
* مع كل رئيس يأتي إلى البيت الأبيض، يتكرر هذا السؤال الأسود:
ما الذي سيحمله الرئيس الجديد للعرب؟
بالله عليكم أيش ممكن يحمل لنا غير مشاعر الشفقة.
* على فكرة، مثل ذلك السؤال لا يمكن أن يتكرر معنا، ذلك لأن كل قادتنا الموجودين جاؤوا إلى كراسي الحكم –بالصلاة على النبي- مع ظهور سيارات الـ"فوكس واجن". وإن توفر رئيس جديد في المنطقة، فإنه سيكون قد حمل الراية عن أبيه، وجلس.
كل الذي يتكرر معنا، هذه العبارة المهمة والملهمة معاً "وذاك الشبل من ذاك الأسد"، على اعتبار أن البقية مجرد حمير في الحظيرة.
* أمريكا هذه كافرة، وستدخل النار مسحوبة على شعر رأسها. أما نحن والحمد لله، فإننا نعيش في بلدان مسلمة، الناس فيها سواسية كأسنان المشط.
والمواطن هنا لا يحلم بأن يكون رئيساً ولا أم الجن، يحلم فقط بأن يمر من جوار قصر الرئاسة وهو مطمئن أن أحداً من كتيبة الحراسة التي تطوق القصر لن يسأله وهو يهنجم عليه:
- ما مع أبوك هانا؟
وأما المواطن (الأخجف) الذي سيصدق فضوله الإنساني ويقف، ولو من بعيد، ليتفرج على مقر الرئيس، يا ويله ويا سواد ليله: إنه قد لا يفقد فضوله الإنساني فحسب، بل وستفقد عيناه الضوء الطبيعي لأشهر. واللهم اجعله رؤيان.
* في أمريكا يعيش الرئيس فترته الرئاسية كإنسان طبيعي. يزور الحدائق والحضانات أكثر مما يزور المعسكرات. لا يفكر بالأرضية التي فوق التبة الفلانية، ولا يفصّل الدستور على مقاسه، ولا ينشغل مرة بمسألة وضع مدرعات حول الإذاعة والتلفزيون، أو يذهب ليفتتح دار أيتام ومعه فيلق حراسة، لو وزعوا تكاليف تنقلهم على المحتاجين لما وجدنا شحاتاً في الجولة، أو... يتم محتاج.
وفي بلداننا, حيث الأمن والاستقرار والرخاء، يعيش الحاكم -منذ لحظة وصوله إلى الكرسي- قلقاً ومتوتراً ومشغولاً ليل الله مع نهاره بأعداء الوطن! ملعون أبوها عيشة.
* في أمريكا الكافرة "بوش" مثله مثل 43 رئيساً جاؤوا من قبله، وسيغادر البيت الأبيض من دون أن تقرح حتى حبة طُماش.
وفي بلداننا المسلمة، نصلي ونصوم وندفع الزكاة ونهتف باستمرار للقائد الضرورة: "عند الله وعندك، حتسيبنا لمين يا فندم"، تماماً كما لو أننا شعوب تأرملت باكراً، صرنا نعيش على "ظل راجل ولا ظل حيطة"!
* في أمريكا الكافرة، أياً يكن الذي يجلس على الكرسي ويحكم، فإنه يعرف جيداً أن فترته الرئاسية ستنتهي، وسيقول للكرسي باي باي.. وفرصة سعيدة.
وفي بلداننا المصلية على النبي، وحيث رافقتك السلامة، أول ما يصل الواحد إلى كرسي الحكم، فإن أول شيء يفعله يقول للمغادرة نفسها: باي باي.. "وملعون أبوه من نزل".
ثم إن ثاني شيء يفعله، يطيِّر بخصومه، ومن ثم يطير بأنداده الأقوياء، ومع الوقت، لما يكبروا العيال، يطير بالشلة المقربين منه واحداً بعد الآخر، ولا يبقي في منظومة سلطته غير أولئك المؤيدين لفكرة أن "العيال كبرت"، وأنهم الآن أولى بأن "يوْبِهوا" أو "ينتبهوا للدكان حق أبوهم!".
* * *
* في أمريكا، الكل يعمل من أجل أمريكا.
وفي بلداننا الكل يعملون من أجل إرضاء غرور الفندم ومزاج الفندم.
وحتى مآذن الصلاة، تدعو الناس إلى طاعة ولي الأمر، دون أن تكلف نفسها، ولو مرة كل 6 شهور، وتدعو ولي الأمر لأن يحترم نفسه ووطنه، ويعصي مزاجه ورغباته الشخصية من أجل الناس.
* في أمريكا الوسخة وآكلة لحوم الخنزير، الفندم "أوباما" سيذهب إلى السينما والمسرح، وسيظهر على شاشة التلفاز وهو يتحدث عن الحرية وعن الحب.
وفي بلداننا السينما والمسرح والحرية والحب والصحافة والمذياع والتلفاز, والأتاري كمان، كلها أشياء تذهب مهرولة إلى (حِدفْ) الفندم! والفندم هو مفجر الطاقات والإلهام والإحساس و"البعساس" والبنكرياس والمرارة معاً!
* في أمريكا، الكل, من أصغر واحد إلى أكبر واحد, يحبون أمريكا ولو كرهوا الرئيس.
أمريكا فوق كل الخصومات والمماحكات السياسية "الهبلة".
بوش طيلة فترته الرئاسية لم يتهم أحداً من معارضه أو خصومه بالعمالة أو بالخيانة. و"ماكين" أعلن خسارته في الانتخابات قبل أن يعلن عبده الجندي (حقهم) فوز أوباما، أو يعلن الحزب الجمهوري الخاسر في الانتخابات أنه سيخرج الجماهير إلى الشارع. كما أن (أوباما) لن يخطب في الجماهير ويتهم معارضيه أنهم يريدون أن يسرقوا البنك المركزي والنفط!؟
* في أمريكا، أمريكا فوق كل التفاهات والخصومات، وهذا النصراني "ماكين" قال عشية إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية: "أوباما كان خصمي في الانتخابات، لكنه الآن صار رئيسي، ويجب أن نتعاون معه، ونعمل لمساعدة شعبنا وأمتنا".
* * *
* في أمريكا، الفندم لا يصير وسيلة لإسكات الناس وتخويفهم وابتزازهم في أرزاقهم وأفكارهم وقناعاتهم، بل يصير وسيلة لصون حقهم في الحياة، وصون كرامتهم، لأن الإنسان خليفة الله في الأرض. وفي بلداننا يصير الفندم "لولب" لإيقاف القوانين والأنشطة، وإيقاف الحياة كمان!
* في أمريكا العنصرية، "باراك حسين أوباما", الكيني الأصل، تمكن, خلال 7 شهور فقط من حملته الانتخابية ضد منافسه "ماكين"، أن يدخل البيت الأبيض ويصير رئيساً لأهم دولة في العالم.
وفي بلادنا الديمقراطية جداً، العبد لله كاتب هذه السطور له قرابة 12 شهراً (يُبرطع) من جهة إلى أخرى، ومن مسؤول إلى آخر، ليساعدوه –فقط- في الحصول على ترخيص إصدار صحيفة!
* * *
* في أمريكا التي تمنح الجنسية لكل من يولد على أراضيها، لا يمكن لك أن تصادف عرقلة كهذه، وباسم الرئيس شخصياً!
ما فهمته خلال 12 شهراً من البرطعة في وزارة الإعلام، أن الرئيس وجه الوزارة بعدم منح تراخيص إصدار صُحف! لأعود من بعد كل محاولة، بينها مقابلة فخامة الرئيس نفسه، خائباً أردد في نفسي: يا الله، أي رجل ذكي هذا الذي يحشر نفسه في كل صغيرة وكبيرة.
وإن كان ذلك غير صحيح، وهذا ما أعتقده وأتمناه، فإنني هنا أشكو وزارة الإعلام إلى فخامة الرئيس، كونها عطلت العمل بالقانون، وكون الرئيس هو المخول حماية القانون ومعاقبة الذين يعطلون العمل به.
* يا سيدي، لماذا يصيرونك "لولباً" لإيقاف حق مواطن في الحياة؛ ولعرقلة حلمه وحقه القانوني ولقمة عيشه كمان؟
يا رجل الديمقراطية، وحارسها، قُلَّهم: يا وزارة الإعلام عيب "انزعوا اللولب"، وهناك قانون يعاقب الذي يسيء.
* شكراً لرحابة صدر الإنسانية في أمريكا.
شكراً أكثر لرحابة صدر الرئيس، الرئيس الذي نحب فيه بساطته كإنسان، لكنهم يعقدونه، ويعقدوننا منه، ويركزونه لنا خصماً في كل طاقة وفي كل باب.
***