شرطة تعز تعتقل قاتل أربعة من أفراد أسرته في صنعاء اشتعال حرب التكنولوجيا ..الصين تسبق الولايات المتحدة في التاكسي الطائر ذاتي القيادة بعداغتيال وزير الإعلام في حزب الله..مصادر تكشف تفاصيل لن تكن معروفة وغامضه احذروه…. القاتل الصامت يعيش في مطابخكم قرارات جديدة وصارمة… .اليمن يطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات صارمة لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين بايدن يتخذ قراراً "مفاجئاً" لأول مرة قد يشعل الأوضاع في أوكرانيا و"يغضب" بوتين الاعلان عن هلاك قيادي بحزب الله تولى التخطيط والقيادة والسيطرة لعدد من معارك الحوثيين صحة مأرب تدشن حملة توعوية لطلاب المدارس حول وباء الكوليرا مصادر مأرب برس :المليشيا تخنق التجار بجبايات جديدة بالضالع خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين
كانت ولا زالت محافظة شبوة ــــ المحافظة الرابعة سابقاً ــــ من المحافظات الجنوبية المتصدرة للفعل الثوري في كل مرحلة من مراحل التطور التاريخي للوطن اليمني الكبير ، سواءً في عهد التشطير أو في العهد الوحدوي ، وكان لأدبها وتراثها دوراً بارزاً في مجرى الأحداث المتلاحقة على مر العصور.
وفي هذه الإطلالة المتواضعة نود الإشارة أولاً إلى ما قدمه وفد الثوار القادمين من محافظة شبوة لزيارة العاصمة صنعاء من عمل فني رائع نال استحسان الجماهير الثائرة التي احتشدت في ساحة التغيير لتستمع إلى شئ من الأدب والتراث الشعبي الذي قدم من محافظة جنوبية من محافظات اليمن الموحد ، معبراً عن صدق ووفاء وإخلاص لهذه الثورة الشعبية السلمية المباركة وفي إطار ثوري وحدوي يعمّق روح الإخاء والترابط بين أبناء الوطن الواحد من قديم الزمن.
ذلك أن أبناء محافظة شبوة ممن كان ــــ ولا زال ــــ لهم دور مشهود في دعم ومساندة المسار الوحدوي قبل وبعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ، وقد برز هذا الدور في كل مجال من مجالات العمل الجماهيري بما فيها الأدب والتراث الشعبي ، وهذا يدعونا للعودة إلى الوراء قليلاً لكي نستخرج من ذاكرة التاريخ بعض الشواهد الأدبية للدلالة على صدق التوجه الوحدوي لدى أبناء هذه المحافظة الباسلة ، خصوصاً وقد ظهرت في الأفق بوادر لا تتفق مع الروح الوحدوية التي نمت وتنمو في أجيال شبوة المتعاقبة على مدار الزمن.
مؤتمر الأدب والتراث الشعبي في المحافظة الرابعة المنعقد خلال الفترة من الأول وحتى الرابع من سبتمبر عام 1973م ((قبل أكثر من ثمانية وثلاثون عاماً)) شهد حضوراً أدبياً واسعاً ورعاية حكومية تامة ، واستمع إلى عدد من الكلمات المعبرة عن أهمية الحدث ومكانته الثقافية في إطار المجتمع ، كما ناقش المؤتمر الدراسة المقدمة من قبل اللجنة التحضيرية للمؤتمر والتي قيل عنها أنها تعتبر أول مدخل أدبي ونقدي للأدب والتراث الشعبي اليمني ، وقد جاء في هذه الدراسة (عاش اليمن وحدة سياسية واقتصادية وجغرافية وفكرية وتاريخية واحدة على الرغم من كل العوامل التي أدت إلى تمزقه وعزلته في كثير من الفترات التاريخية المختلفة ، ومع هذا فقد ظل شعبنا وجماهيرنا يتحدى كل عوامل التمزق والانفصال) كما جاء فيها (وعند ما برزت التكتلات السياسية بداءً بالجمعية العدنية التي كانت تنطلق من فكرة عدن للعدنيين فقط ، وتلاها حزب الرابطة الذي طرح فكرة ((الجنوب العربي)) مستهدفاً العمل على استمرار وتعميق التجزئة والانفصال والإقليمية لشعب واحد على مدى التاريخ) كما جاء فيها أيضاً (لم يعمل الاستعمار البريطاني والإمامة وعملائهما على تمزيق الشعب اليمني الواحد اقتصادياً وسياسياً ، وإنما عمل على تمزيق وحدته الفكرية المعبرة عن مقاومته للطغيان والقمع الفكري) ، ووجه الدلالة هنا ليس في هذه النصوص بعينها فحسب ، ولكن الدلالة الأكثر عمقاً هو ذلك التأييد والدعم الذي حظيت به أعمال المؤتمر من حيث مستوى التمثيل والحضور والإشراف الحكومي والحزبي الذي حظي به المؤتمر ، حيث افتتح أعماله عضو اللجنة المركزية للتنظيم السياسي الجبهة القومية والمسئول الحزبي للمحافظة أحمد مساعد حسين ،واختتم أعماله بحضور عضو المكتب السياسي رئيس مجلس الوزراء علي ناصر محمد ، ومحافظ المحافظة الرابعة عضو اللجنة المركزية المرشح علي شائع هادي ، كما حضره مندوبون من الاتحادات الأدبية والمسرحية والموسيقية ووفود من المؤسسات الجماهيرية العمالية والفلاحية والنسوية ، كما حضره عدد من مندوبو حركة التحرر العربية ومندوبون عن أجهزة الإعلام ووكالات الأنباء المحلية والأجنبية.
من هذا الحضور اللافت لهذه الفعالية المحلية نستنتج أهمية العمل الثقافي والفكري الذي يجسد دور الجماهير في تبني قضاياها وهمومها اليومية ، وما نريد الاستشهاد به في هذه التناولة هو الدور البارز للأدب والتراث الشعبي في دعم ومواكبة المسار الوحدوي منذ زمن طويل ، ونود الإشارة إلى بعض النماذج الأدبية الواردة ضمن الدراسة المشار إليها آنفاً ، منها قول الشاعر عبد الله أحمد جمران السحاقي:
فلاحنا يا سراج الأرض اتفضل ... أنت الذي قد كسرت القيد والأغلال
يا صاحب الفأس والمحفار والمعول ... أنت السلاح الموجه للعداء قتال
عاشوا شباب العمل لعلاء مع الأسفل ... شمال وجنوب وحدة ثورية ونضال
وهذا الشاعر ثابت محسن يحيى يقول:
واليوم وحدة يا جماهير اليمن ... وحدة شغيلتنا تحقق لنتصار
ما نقبل الرجعي ولا ذي مرتزق ... خدام نكسون والملوك أهل العقار
وهذا الشاعر صالح محمد لزنم يقول:
أنا ابن اليمن ناضل لتحقيق وحدتي ... ولا بد تحقق هنا كل غايتي
وبالدم أفديك يا يمني الفتي ... ومن يمني الخضراء تعود بقوتي
وهذا الشاعر سالم عبد الله رويس يقول:
شعب اليمن واحد موحد لا يريد الانفصال
ومن تحدانا سقط في شمس وإلاّ في ظلال
يمن ديمقراطي موحد في سهوله والجبال
وفي جانب آخر تذهب الشعارات الجماهيرية إلى تجسيد ما جسده الشعر الثوري من مضامين ومنها :
يمن ديمقراطي موحد ... نفديه بالدم والأرواح
سوف نقاتل سوف ناضل ... ثورة ثورة لا إصلاح
ومن هذه الشعارات:
يا أكتوبر يا سبتمبر ... يا الزخم الثوري الأعظم
ثورة ثورة نحميها ... نفديها بالروح والدم
ومنها أيضاً: بالروح بالدم نفديك يا يمن
ومنها كذلك:
يا أدباء في يمن الثورة سيروا ... سيروا للأمام
مع الجماهير الفقيرة ... بالسلام والأقلام
وادفعوا بالفكر الثوري ... في وسائل الإعلام
لتحقيق الوحدة اليمنية ... لا تراجع لا استسلام
وجدير بالذكر أن أكثر من (ثلاثة عشر) منظمة جماهيرية ألقيت عنها كلمات كلها اشتملت على ضرورة النضال لتحقيق اليمن الديمقراطي الموحد ، وقد صدرت عن المؤتمر قرارات وتوصيات كان من بينها هذا القرار(يرى المؤتمر أن الوحدة اليمنية هي وحدة الشغيلة والكادحين في بلادنا ، كما يحيي بإجلال كل الجهود المخلصة والمحاولات الجادة التي بذلتها حكومة الثورة من أجل تنفيذ بنود اتفاقية القاهرة وبيان طرابلس).
واستناداً إلى ما أسلفنا ذكره نوجه الدعوة إلى جيل الشباب الذين لم يكن لهم وجود في تلك المراحل الثورية التي زخرت بها المحافظات الجنوبية من أجل النضال الدءوب على طريق إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ، ونكرر لهم الخطاب والدعوة إلى عدم الانسياق وراء الدعوات المغرضة والمضللة التي تحاول طمس معالم نضال آبائنا وأجدادنا من أجل تحقيق اليمن الموحد ، والذي تم إعادة تحقيق وحدته في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م في ظل زخم ثوري قوي وتأييد شعبي واسع ، وكان للعاصمة (عدن) شرف احتضان فعالية الاحتفاء بهذا الحدث التاريخي العظيم ، فالحذر الحذر أيها الشباب فأنتم الحراس والمؤتمنون على تراث آباؤكم وأجدادكم ، فحافظوا عليه من عبث العابثين ، كما نود تذكير آبائنا وإخواننا المناضلين القدامى بأهمية المراحل الماضية من حياتهم التي عملوا فيها من أجل وحدة اليمن ، وبما أنهم صناع هذا الفخر والانتصار فالمرجو منهم الحفاظ عليه مهما كان الثمن.