صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
ما إن نجحت الصين جزئياً في محاصرة وباء كورونا حتى راح بعض العرب وخاصة من يسمون أنفسهم بالقوميين العرب، راحوا يهللون للصعود الصيني والسقوط الغربي عموماً والأمريكي خصوصاً. لا أدري لماذا يتحمس القوميون العرب دائماً لأي قوة في العالم يمكن أن تواجه الغرب حتى لو كانت أسوأ من الغرب بعشرات المرات كالنظام الروسي مثلاً أو الصيني. لا ندري لماذا يغيب عن بال المطبلين والمزمرين للروسي والصيني الآن في خضم أزمة كورونا أن لا فرق مطلقاً بين القوى الاستعمارية عبر التاريخ. ليس هناك مستعمر جيد ومستعمر سيء، بل كل القوى التي وجدت لديها فائض قوة عملت فوراً على تصديره للخارج على شكل استعمار واستغلال للدول الضعيفة.
لا ننسى أن الغرب كان يبرر غزواته وفتوحاته الاستعمارية بأنه يريد النهوض بالشعوب المتخلفة رافعاً شعار «عبء الرجل الأبيض» الذي يلزمه بمساعدة الدول المعدومة.
ولو سألت الذين يطبلون للصعود الصيني هذه الأيام مثلاً لقالوا لك: ليس لدى الصين تاريخ استعماري، وبالتالي فإنه سيكون أفضل من المستعمرين الأوربيين والأمريكيين. وربما قالوا لك أيضاً إن الصين ليس لديها نوايا استعمارية. لكن الحقيقة أن الصين بدأت تتصرف كقوة استعمارية صاعدة منذ سنوات وسنوات. وقد عقدت جامعة شنغهاي مؤتمراً قبل أكثر من عشرين سنة بعنوان: «الدور الرسالي للصين». لا حظوا العنوان، فقد بدأت الصين تتحدث عن رسالة صينية للعالم. كيف بربكم تختلف هذه الكذبة عن أكاذيب المستعمر الغربي الذي كان يكذب على الشعوب التي يريد استعمارها بالشعارات المنمقة والجميلة كي يضحك به على المغفلين. ولا ننسى أن نابليون كان يحمل نسخة من القرآن الكريم عندما غزا مصر لتخدير المصريين بالشعارات الدينية، لكن كلنا يتذكر أن خيول نابليون وحوافرها دخلت الأزهر الشريف ودنست أرضه عندما ثار المصريون على المستعمر الفرنسي، مما يؤكد أن نابليون كان يستخدم الدين لخداع الشعوب فقط وتمرير مشاريعه الاستعمارية. واليوم الصين تحاول أن تلعب الألاعيب الاستعمارية الغربية الممجوجة من خلال تقديم الديون للدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا معتمدة على الفائض المالي الكبير لديها.
تقوم لعبة القروض الصينية على استهداف البلدان المنهارة أو الفقيرة أو المحتاجة للسيولة المالية لتنفيذ مشاريعها الإنمائية، فتهرع الصين لعرض خدماتها المالية، فتغري البلدان المحتاجة بالقروض الميسرة، لكن بعد أن تنتهي البلدان المدينة من إنجاز مشاريعها تجد نفسها مفلسة وغير قادرة على تسديد ديون التنين الصيني، فتقترح الصين فوراً أن تضع يدها على تلك المشاريع التي بنتها تلك البلدان بالمال الصيني، لاسترجاع أموالها، وشيئاً فشيئاً، تجد الدول المدينة نفسها تحت استعمار صيني من نوع جديد ناعم مبدئياً، لكنه مع الوقت سيصبح استعماراً كامل الأوصاف بعد أن تكون الصين قد سيطرت على الاقتصاد والمال والمشاريع في البلدان الفقيرة.
تقدم الصين ديونها بشروط أفضل كثيراً مما تقدمه الدول الأخرى، وخاصة الولايات المتحدة، وتواصل الصين تقديم قروض ميسرة لمصر بطريقة تثير الريبة لدى البعض. وتأتي تلك القروض في ظلِّ تزايد الاستثمارات الصينية في مصر بوتيرة متسارعة.
ومن الواضح أن الصين تقرض الدول النامية أكثر مما تفعل الولايات المتحدة. هذا الكرم الصيني لا يقتصر على مصر، بل يشمل دولاً عديدة في العالم الثالث. وقد أشار تقرير صادر عن البنك الدولي أن الصين تمنح قروضاً مالية للدول الأخرى، خصوصاً النامية، تفوق كثيراً ما تقدمه أمريكا، إذ وصل مجموع القروض التي قدَّمتها الصين لدول أخرى بين عامي 2014 و2017 إلى أكثر من 394.6 مليار دولار، في حين وصل مجموع القروض الأمريكية خلال المدة نفسها إلى 354.3 مليار دولار، لذلك ليس غريباً أن نجد بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) يعلن في أواخر شهر آذار/مارس من العام الماضي، أن حجم القروض الجديدة بلغ 885.8 مليار يوان ما يوازي 131 مليار دولار، بزيادة 46.5 مليار يوان على أساس سنوي.
وحتى المساعدات الصينية الآن لبعض الدول المبتلية بوباء كورونا كإيطاليا وصربيا وإسبانيا ليست لوجه الله، فالدول ليست جمعيات خيرية مطلقاً. ولا ننسى أن الصين هي مصدر الوباء وبالتالي من واجبها أن تساعد كل البلدان التي صدرت لها هذا الفيروس الصيني اللعين كما سماه الرئيس الأمريكي ترامب.
والسؤال الذي نريد أن نوجهه للعرب الذين يصفقون للصعود الصيني على ضوء جائحة كورونا: هل لدى الصين أصلا نظام اقتصادي مختلف عن النظام الغربي، أم إن نظامها الاقتصادي هو نظام رأسمالي متوحش ربما أسوأ من النظام الرأسمالي نفسه؟ والأسوأ من كل ذلك أن النظام السياسي الصيني هو نظام ديكتاتوري شمولي معاد للديمقراطية وكل أشكال الحرية الشخصية. هل هذا ما تريدون استيراده إلى بلادنا العربية؟ ألا تكفينا الأنظمة العسكرية المخابراتية القذرة التي صدرها لنا حبيبكم الساقط الاتحاد السوفياتي؟ هل يشرفكم أن تصفقوا لقوة عظمى استخدمت حق النقض الفيتو مرات في مجلس الأمن للدفاع عن النظام السوري الذي قتل وشرد نصف الشعب السوري؟ لا أقول مطلقاً إن الغرب فاعل خير في الساحة الدولية، ونحن نعلم أن أمريكا تستثمر بالطغاة والجنرالات منذ نشوئها، لكن الصين تسير على المنوال نفسه، ولا يهمها مطلقاً سوى مصالحها حتى لو تحالفت مع قاتل ومجرم كبشار الأسد.
أضحك عندما أسمع البعض وهو يصف الصين بالنظام الاشتراكي. يا جماعة الخير: عندما زرت الصين ذات يوم لم أجد فيها سوى اللغة الصينية صينية، بينما كل شيء آخر نسخة كربونية عن الغرب، طبعاً باستثناء نظامها السياسي الشمولي الذي يدير الرأسمالية المتوحشة بعقلية ديكتاتورية وحشية. تريثوا طويلاً قبل أن تهللوا لذاك المستعمر الهولاكي المغولي الجديد الذي يتهيأ للترجل فوق سور الصين العظيم.