آخر الاخبار

صحة مأرب تدشن حملة توعوية لطلاب المدارس حول وباء الكوليرا مصادر مأرب برس :المليشيا تخنق التجار بجبايات جديدة بالضالع خبير عسكري أردني:التصعيد قادم في اليمن وأمريكا قررت اتباع استراتيجية الاغتيالات التي تمس قيادات الحوثيين رئيس مجلس القيادة يطلع على خطة استئناف جلسات مجلس النواب عصابة نسائية متخصصة في الإبتزاز والنصب تقع في قبضة الأجهزة الأمنية بنوك صنعاء على حافة الكارثة.. اندلاع مواجهات مسلحة ومحاولة لاقتحام احد البنوك بالقوة تحليل غربي يطالب السعودية التوقف عن استرضاء الحوثيين.. ويتسائل هل هزيمة الحوثيين هدف استراتيجي لترامب؟ إنفجار غامض يؤدي بحياة سوق الزنداني بمحافظة تعز ... وتضارب في أسباب الوفاه صراعات بين هوامير المسيرة بمحافظة إب: قرارات مالية تهدد أرزاق عمال النظافة وسط انقسامات حوثية  استعباد للمواطنين في مناطق مليشيات الحوثي ورسائل تهديد للموظفين بخصميات مالية اذا لم يحضروا محاضرات عبدالملك الحوثي

خواطر من وحي معرض الدوحة للكتاب
بقلم/ راجح بادي
نشر منذ: سنة و 4 أشهر و 30 يوماً
الإثنين 19 يونيو-حزيران 2023 07:56 م

رغم الاعتقاد على نطاق واسع أن دور الكتاب في طريقه إلى التلاشي والإنقراض في ظل التقدم التكنولوجي المتسارع، وانتشار الوسائط الحديثة، إلا أن هذا الأمر قد لا يكون دقيقا تماما؛ لا سيما مع احتفاظ الكتاب بسماته وميزاته التي لا تندثر أو تصدأ بتقادم الزمن، وتطور وسائل المعرفة، والوصول إلى المعلومة.

فهذه الثورة على ما قدمته من تسهيلات للوصول إلى المعلومة، وتشكيل المعرفة، إلا أنها لا تستطيع استلاب تلك العلاقة الحميمية التي تنشأ بين الكتاب وقارئه، أو مزاحمة الكتاب على امتلاك شغف القراءة والإطلاع لدى الجمهور. على أن ذلك لا يعني بأي حال ترك القارئ لمواجهة مصيره، وتحديد خياراته في عالم بات ينام ويصحو على تدفق هائل للمعلومات عبر الوسائط الحديثة، التي تأتي بشكل سطحي في الغالب، بحيث لا يمكنها أن تشكل

أساسا صلبا للوعي، ولاغذاء حقيقيا للعقل، فضلا عن أن تمتلك ما يكفي من الغزارة لتعزيز مدارك الحواس، وهدم الحواجز أمام الإبداع، والنمو والتطور. ومن هنا تحمل معارض الكتب أهمية أساسية في مساعدة المجتمعات، وجمهور القراء على وجه خاص، وذلك من خلال ما توفره من معروض ثقافي هائل في مساحة جغرافية صغيرة، تساعد الجمهور على اقتناء كل ما يريدونه ويبحثون عنه وفي الوقت نفسه إتاحة الفرصة لجهات النشر لتقديم معروضاتها لأكبر عدد ممكن من الناس.

ولقد شعرت بالبهجة لما رأيته في معرض الدوحة الدولي للكتاب بنسخته الثانية والثلاثين من حضور واسع لدور النشر والتنوع الكبير في المؤلفات والكتب والعناوين التي شملت مختلف العلوم والمعارف.

كما أسعدني مشهد الإقبال على المعرض، الذي جاء من دون شك ليعكس حالة الشغف التي مازالت تتملك الناس تجاه القراءة، ونزوعهم نحو الاطلاع والتثقيف، واحتفاظهم بذلك الفضول اللذيذ لمعرفة محتوى الكتب والمؤلفات. هذا المعرض أعاد بذاكرتي إلى الأيام الجميلة لصنعاء التي احتضنت الكثير من الفعاليات والمعارض منذ عام 1979، وتحولت بفضل الإقبال المتزايد من

الجمهور والقراء إلى وجهة لا غنى عنها لدور النشر العربية، قبل أن تشتعل شرارة هذه الحرب الملعونة أواخر 2014، التي جردت عاصمتنا من كافة مظاهر وأدوات الفعل الثقافي، وعملت على تجريف كل ماله صلة بالحضارة والثقافة فيها.

على أننا ورغم كل ما حدث متمسكون بذلك اليقين عن صنعاء التي لا يمكن إخضاعها إلى الأبد لنمط حياة لا يشبهها، أو الاستمرار في حشرها داخل جلباب طائفي، أو مناطقي؛ فهي من دون أدنى شك ستعود ذات يوم لاكتشاف ذاتها من جديد، واستعادة زخم حضورها كواحدة من أهم عواصم العرب، وحواضرهم ثقافتهم. في الختام، لا يسعنا إلا أن نتوجه بالثناء والشكر لسعادة الوزير الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وكافة طاقم الوزارة والمؤسسات والهيئات المرتبطة بها على جهودهم المبذولة في هذا المحفل الذي عكس اهتمام الأشقاء في قطر بالثقافة، وتشجيع القراءة، والاطلاع، والحرص على بناء ومد جسور تواصل مع مختلف الثقافات.