صدمة في اليمن بعد قيام الحوثيين بالإفراج عن أخطر إرهابي يقف خلف مجزرة ميدان السبعين الدامية عام 2012 نيابة الأموال العامة في الضالع تنفذ حملة لإغلاق محلات الصرافة المخالفة في قعطبة تم تعذيبه حتى الموت ..وفاة شيخ مسن ٌمختطف في سجون الحوثيين بمحافظة البيضاء واتس آب تكشف عن ميزات جديدة لمكالمات الفيديو .. تعرف عليها فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه
تسببت «ثورة» الفضائيات وتحول الاعلام العربي الى التجاري بفك القيود عن الكثير من الامور التي لم يكن من الممكن التطرق اليها في وقت سابق، ومن ابرز الامثلة على ذلك التطرق الى امور تتعلق بالثقافة الجنسية.. وهو امر لم تعهده القنوات التلفزيونية حتى وقت قريب، ولعل ذلك من اسباب تسابق الفضائيات على تناول المواضيع المتعلقة بالجنس في اطار البرامج الحوارية والصحية والاجتماعية. إلا ان هذا الـ «تحرر» لم يرافقه في كثير من الأماكن ضوابط لتنسيق تناول مثل هذه المواضيع فيما يراعي الاصول الاعلامية المتبعة حول العالم، خصوصا فيما يتعلق بامكانية مشاهدتها او مشاهدة اعلاناتها لاشخاص في عمر صغير. الدكتور حامد قداح أستاذ الصحافة الجامعية في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، أوضح بأن عرض تلك البرامج يجب أن يكون في أوقات متأخرة ومناسبة للفئة العمرية المستهدفة، كما هو الحال في عدد من الدول الغربية، والتي تحدد أوقات متأخرة من الليل لمناقشة هذه المسائل، وأرجع الدكتور قداح السبب وراء ذلك حتى لا تكون نتيجة عرض تلك البرامج المخصصة لمناقشة قضية جنسية عكسية على المجتمع. الدكتور كمال المصري الباحث والمتخصص في الشؤون الاجتماعية، يرى أن عرض مثل هذه البرامج في وقت تجمع العائلة على احدى القنوات الفضائية المنوعة ـ التي تجذب عدداً من أفراد العائلة ـ غير ملائم على الإطلاق، نظراً لوجود جميع أفراد العائلة باختلاف فئاتهم العمرية عادة في هذا الوقت، والسبب، بحسب وجهة نظر المصري، لا ينحصر في توقيت عرض تلك البرامج فقط، لكن في أن عرض البرامج التي تتناول قضايا حساسة متعلقة بالجنس يجب أن تكون عبر آلية معينة، بالإضافة للموضوع المطروح للنقاش الذي يجب أن يبحث بشكل علمي جيد، حتى تتم معالجته بالشكل المأمول من طرحه. أما الدكتور صالح الزهراني، عميد كلية التدريب وخدمة المجتمع في جدة فيرى أن المؤسسات التربوية والتعليمية، سواء المدرسة أو المنزل أو المجتمع وحتى الإعلام تسهم في التربية بشكل عام ومن ضمنها التربية الجنسية، إلا ان الزهراني يرى أيضاً بأن المشكلة تكمن في الآلية التي تتناول بها كل مؤسسة تلك التربية، وأضاف الزهراني «في الحقيقة هذه الثقافة محتاجة لوقفة صادقة من التربويين وعلماء النفس، فنحن متفقون مبدئياً على ضرورة مناقشة هذه الثقافة بشكل موسع وعلمي واضح، سواء عبر المدرسة أو المسجد أو وسائل الإعلام، لكن يجب ان يعتمد ذلك التناول والطرح على عدة أساسيات، مثل الفئة المستهدفة من الطرح وتوقيت الطرح ومكانه وحتى طريقة طرحه وتناوله، وهذه الأشياء لا تحددها جهة معينة فقط، بل يحددها أهل الاختصاص والمعرفة بشكل بعيد عن الإثارة». منى أبو سليمان وهي إعلامية سعودية تقدم ـ ضمن أخريات ـ برنامج «كلام نواعم» على شاشة الـ mbc ، تقول «نحن عادة نناقش قضية عامة تتعلق بالمجتمع، وهدفنا من تناول القضية هو التوعية والبحث عن حل لمشكلة يعاني منها المجتمع أو بعض فئاته، وعادة ما تكون فكرة تلامس مشكلة حاصلة على الواقع، وعند مناقشة موضوع متعلق بالجنس أو العلاقة الزوجية فإن هذه الفقرة يتم التنويه عنها أكثر من مرة عبر البرنامج بأنها فقرة مخصصة «للبالغين فقط»، وهنا يأتي دور الأسرة لممارسة الرقابة على أبنائهم، وليس من المعقول أن لا نتمكن من ايصال معلومة مهمة للبالغين بسبب عدم قدرة الأهل على الرقابة». وكان عدد من المنتديات في الإنترنت شن هجوماً عنيفاً على عدد من البرامج التلفزيونية التي تتطرق عادة إلى قضايا الجنس قبل وبعد بث تلك البرامج، اكتسبت من خلالها تلك البرامج ومقدموها شهرة وانتشاراً واسعاً، كبرنامج «سيرة وانفتحت» الذي يعرضه تلفزيون المستقبل ويقدمه «زافين قيومجيان»، الذي يفتح من خلاله العديد من الملفات الساخنة على جميع الصعد، خاصة ما يتعلق بالثقافة الجنسية، بالإضافة إلى هالة سرحان التي انتقلت بثقافتها وفلسفتها بحسب نظر البعض عبر عدة قنوات فضائية، إلى أن استقر بها الحال في برنامج «هالة شو» الذي تعرضه قناة روتانا سينما، الدكتورة سرحان وصفت بـ «الجريئة» من قبل البعض فيما وصفها البعض الآخر بـ «الخارجة عن المألوف»، إلا أنها ترى بأنها تفتح ملفات كانت مغلقة منذ زمن ويجب ألا تظل مغلقة، وإن اختلاف الآخرون معها فيما تطرحه لا يتعدى كونه اختلافا في وجهات النظر. خالد المطرفي مدير مكتب قناة «العربية» في السعودية، يرى أن المشكلة تكمن في مفهوم الناس للثقافة الجنسية، وليس في توقيت عرض تلك البرامج على القنوات الفضائية، أو بسبب فتح ملفات الثقافة الجنسية عبر تلك القنوات، وأضاف المطرفي «إلى وقت قريب ونحن نتحرج من الخوض في الأمور المتعلقة بالثقافة الجنسية عبر وسائل الإعلام بسبب طبيعة المجتمع، مع العلم أن النص القرآني والنص النبوي نجدهما صريحين ولا يتحرجان من شرح هذه الأمور التي تعد من الأمور الدنيوية، ومن الواجب علينا ألا نتحرج من طرح هذه البرامج عبر وسائلنا الإعلامية بشكل جيد وبناء ما لم نتجاوز المألوف شرعاً، ودون الوصول إلى مرحلة خدش الحياء، واعتقد أن هذه من الأمور الطبيعية التي يجب أن تكون الإجابة عنها بشكل غير مسكوت عنه».
الدكتور محمد الحامد استشاري ورئيس قسم الطب النفسي في مستشفى الدكتور عبد الرحمن بخش بجدة يقول «نحن مطالبون إعلامياً وطبياً وعبر جميع وسائل التوعية المستخدمة بتثقيف المجتمع.. خاصة إذا علمنا بأن 90 في المائة من الاضطرابات النفسية التي تراجع العيادات النفسية يكون سببها مشاكل جنسية في الأساس».
وعن تأثير هذه القنوات على المراهقين والأطفال في حال متابعة هذه البرامج مع عائلاتهم اجاب الحامد بقوله «يجب أن يكون لدى المراهقين وعي جنسي أيضاً، وكما هو معروف فالثقافة الجنسية هي محصلة لمعلومات وكميات من المعرفة المتراكمة عبر السنين، وإذا تركنا المراهق والبالغ في نوع من السجن الفكري والعزل عن هذا الموضوع فاعتقد ان المحصلة المعرفية في هذه الأمور تكون ركيكة وضئيلة وتؤدي إلى نتائج سلبية».
ويعود الدكتور كمال المصري بقوله ان طريقة عرض عدد من البرامج التي يتم فيها مناقشة القضايا الخاصة، يلاحظ عليها اعتمادها على الإثارة أكثر من معالجة الموضوع المطروح للنقاش، ويظهر ذلك من خلال الضيوف الموجودين في الاستوديو، كأن يكون هناك فنان أو شخصية عامة معروفة تساهم بشكل أو بآخر في تحويل مسار عملية النقاش في الحلقة، ولكسب شيء من الإثارة والبريق للبرنامج، ويضيف المصري بأنه أحياناً كثيرة يقوم المختصون الذين تستضيفهم تلك البرامج لمناقشة مشكلة ما، بطرح إجابات فقط عن الأسئلة والاستفسارات دون وضع تصور كامل أو رؤية حقيقية لتلك المشكلة.