في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع تفاصيل لقاء وزير الداخلية بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن
حسناً فعل الرئيس علي عبدالله صالح يوم الأربعاء الماضي، عندما أعلن من على منصة "البرلمان" بأنه لن يرشح نفسه لولاية جديدة بعد انتهاء ولايته الرئاسية الحالية في سبتمبر 2013.. ولن يورث الحكم (لأي من أنجاله) من بعده.. ولن يسمح بـ"تصفير العداد" مجدداً عبر تعديلات دستورية قدمها الرفاق "المخلصون" في الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي
العام) دون توافق مع أحزاب المعارضة والقوى الوطنية الفاعلة في الساحة اليمنية، مؤكداً على تجميد مشروع التعديلات "التصفيرية" على الدستور المغلوب على أمره، والذي ظل بلا حول ولا قوة أمام سطوة الرفاق (المخلصين) مرة تلو أخرى.
وحسناً فعل الرئيس حين دعا أحزاب المعارضة (اللقاء المشترك) إلى حوار جاد وصادق يخرج اليمن من شرنقة الأزمات السياسية وتداعياتها الخطيرة على أمن واستقرار ووحدة ومستقبل اليمن.. ونحن نريد لهذا الحوار أن يتم في أسرع وقت وأن يكون حوار الشركاء لا حوار الفرقاء والأعداء.. حوار لا غالب فيه ولا مغلوب.. حوار يقوم على استعداد أطرافه تقديم تنازلات لليمن وليس لبعضهم بعضاً.. حوار يرقى إلى مستوى المسؤولية الوطنية غير مرهون بالمصالح الذاتية والحسابات الحزبية.. حوار يعيد الثقة ويمد جسورها بين جميع الأطراف دون مزايدات ولا مكابرة ولا شروط مسبقة، وبدون أجندات (مستوردة) يلوح بها طرف في وجه الطرف الآخر.
*حسناً فعل الرئيس حين أعلن من منصة "البرلمان" لاءات ثلاث.. "لا" للتمديد في الحكم، و"لا" لتوريث السلطة، و"لا" للفوضى وصب الزيت على الرماد.. فاليمن لم يعد يحتمل اشتعال حرائق بزيوت التمديد، والتوريث، ولا يجوز الزج به في فوضى "خلاقة" يشعل فتيلها الرفاق "المخلصون" أو معارضون غاضبون أو جيل من الشباب محبطون.
وحسناً فعل الرئيس حين دعا لاستئناف الحوار مع المعارضة،، ولحكومة وحدة وطنية،، ولتجميد التعديلات الدستورية وتأجيل الانتخابات "البرلمانية"..
هذه المرة يشعر المعارضون بأن لاءات الرئيس للتمديد، والتوريث، والفوضى، إنما تؤكد صدقية مبادرته الثلاثية لجهة الحوار، وحكومة وحدة وطنية وتأجيل الانتخابات والتوافق على التعديلات الدستورية التي أثارها الرفاق (المخلصون).
وحيث كنت أتمنى أن تستجيب أحزاب "اللقاء المشترك" لدعوة الرئيس بتجميد التظاهرات والفعاليات الجماهيرية بعد أن قدم كل التنازلات (الإصلاحات) المطلوبة دفعة واحدة، فإن ما أثار الاستغراب هو قيام الحزب الحاكم بتحشيد أنصاره للتظاهر في العاصمة في نفس توقيت تظاهرة "المعارضة" الخميس الماضي، إذ كان يفترض أن يلتزم (المؤتمر الشعبي العام) بدعوة الرئيس ومبادرته التي لا ينسجم معها استباق أنصار حزبه السيطرة على ميدان التحرير في صنعاء ونصب الخيام في أرجائه للمكوث فيه إلى أجل غير مسمى، في مشهد عبثي يثير الاستغراب، ورغم أن تظاهرات الخميس في صنعاء والمحافظات الأخرى شابها حالة من القلق بين أوساط الناس تحسباً لحدوث صدامات بين المتظاهرين الموالين، والمعارضين، أو بين المتظاهرين وقوات الأمن، قد تفضي إلى انفلات أمني على غرار ما حدث في تونس، ومصر، إلا أن الأمور انتهت بسلام.
ولا يفوتني هنا الإشادة بقيادات أحزاب "المشترك" وجماهير المتظاهرين على الالتزام بالمسار السلمي لتظاهرات الخميس، خصوصاً في العاصمة صنعاء، وهو ما يعكس حرص القيادات الحزبية على ضبط التظاهرات وفعالياتها الجماهيرية في نطاق التعبير السلمي الذي يجنب البلد مخاطر التصادم وأعمال العنف والانفلات الأمني، وما قد يعقبها من أزمات وتداعيات تزيد الأوضاع الداخلية سوءاً.
إن أحزاب "اللقاء المشترك" مطالبة اليوم بالعودة إلى طاولة الحوار مع الحكم في ضوء مبادرة الرئيس الأربعاء الماضي، والابتعاد عن التصريحات الاستفزازية والشطط في المطالب والشروط إذا كان يهمها إخراج البلد من شرنقة الأزمات الراهنة، كما أن ضبط الخطاب الإعلامي من جانب الطرفين الحاكم- والمعارضة والتهدئة على الجبهة الإعلامية من شأنه أن يهيئ الأجواء الطبيعية لإنجاح الحوار، ويخفف من حالة الاحتقان والانفعالات المتبادلة.
وأود تذكير الطرفين (الحزب الحاكم- وأحزاب "المشترك") بالمثل الفرنسي الذي يقول (لا تشرب السم اتكالاً على ما لديك من الترياق)، كما أن تطورات المشهدين في تونس، ومصر، يؤكدان أن من يعتقد بأن "أميركا" تغطيه حتماً سيكتشف لاحقاً أنه عريان تماماً من أي غطاء.. "فالأميركان"، والغرب مصالحهما فوق كل اعتبار، ويفترض بنا أن نضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار.
وبالعودة إلى الحديث عن الرفاق "المخلصين" وما يشيرون به على الحكام، فإنه حين ينقلب الرئيس بدافع الإخلاص للوطن على كل ما ذهب إليه رفاقه "المخلصون" (حسب ما جاء في خطابه أمام مجلسي النواب، والشورى)، فذلك ما يثير إعجابنا بمبادرته، بل ويدفعنا للتذكير بأن رفاق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين "المخلصين" كانوا أول من فرط فيه، وهم من دل قوات الاحتلال الأميركية على مخبئه بثمن بخس، لينتهي به الحال معلقاً على حبل المشنقة.
وها هم رفاق الرئيس التونسي الفار زين العابدين بن علي "المخلصون" أول من فر من وجه الثورة الشعبية.. انفضوا من حوله،، منهم من تبرأ من "إخلاصه" للرئيس الفار، ومنهم من يتحين الفرصة ليقول في زين العابدين أكثر مما يقال في "إبليس" لكي ينجوا بأنفسهم ومصالحهم من نيران الغضب الشعبي بأقل الخسائر، ومنهم من ينتظر جزاء (إخلاصه) للحاكم على حساب شعبه بعد أن فقد كل مكاسب (إخلاصه) بين عشية وضحاها.
وغير بعيد عن المشهد التونسي بالأمس، لا يزال المشهد في مصر ثائراً ومشتعلاً ولن يسدل عليه الستار قبل رحيل الرئيس حسني مبارك عن حكم أكبر دولة عربية، فقد طفح الكيل بشباب مصر، وقد صبروا وتحملوا أفعال وأكاذيب رفاقه (المخلصين) لثلاثين عاماً.. الثائرون في مصر ليسوا اليوم مستعدين أن يغفروا لرئيسهم أخطاء وفساد وظلم حكمه نتيجة تصديقه لرفاقه "المخلصين" وغض الطرف عن أفعالهم، فيما يحاول رفاقه المخلصون لوطنهم (لمصر) عبثاً البحث عن مخرج مشرف لرئيس مصر لمغادرة الحكم بشكل يليق برئيس خدم وطنه ستين عاماً، لكنه صدّق رفاقه "المخلصين" له ولمصالحهم ثلاثين عاماً عاثوا في البلاد فساداً وظلماً واستأثروا بالسلطة والثروة على حساب شعب يعاني الفقر، والبطالة، والقهر، ومصادرة حقوقه وحرياته وتطلعاته في الحياة الكريمة.
تباً لهؤلاء الرفاق "المخلصين" للحكام.. وتباً لحكام ينجرون وراء "مخلصيهم" بدلاً من كبح جماح أطماعهم ومصالحهم وفسادهم، ذلك أن الشعوب وإن استكانت وصبرت وصمتت زمناً وإن قُمعت وجوّعت، إنما هي تتلظى فوق بركان ثورة ينفجر في وجه حكامها حمماً تحرق كل من يقف في طريقها، وهيهات أن يوقفها رفاق "مخلصون" أو تخمد نيرانها حشود الجيوش وخراطيم المطافئ ورصاص البوليس وقنابلهم المطاطية والمسيلة للدموع.. الكل إما يحترق بنيرانها وإما يفر من أمامها، ولكل نهاية يخشاها.
مبادرة الرئيس علي عبدالله صالح الأربعاء الماضي تستحق الإعجاب.. فالرجل الذي قال يوماً (لنحلق رؤوسنا قبل أن تُحلق رغماً عنا) استبق الأحداث وقرأ جيداً مسار التطورات الراهنة في المنطقة قراءة صحيحة،، بادر غير آبه بما أشار به الرفاق "المخلصون" وغير مكترث بإخلاصهم.. أدرك الرئيس أن اليمن في هذا التوقيت يقف على مفترق طرق، إما المضي في مواجهة عاصفة الغضب الشعبي،، وإما المضي في طريق السلامة نائياً بالوطن وشعبه عن دروب حمم البركان التي فر من أمامها زين العابدين مذعوراً، وتلك التي تزداد عنفواناً في وجه الرئيس مبارك و"مخلصيه" في ميادين مصر المحروسة.
ولأن الرئيس حين أطلق مبادرة الأربعاء أكد بأنها من أجل الحفاظ على الوطن آمناً مستقراً وعلى مكاسب الشعب ومصالحه (ولا شك في صدق الرجل ونواياه فيما ذهب إليه)، فإن اليمن لم يعد يحتمل عبث الرفاق "المخلصين"، وبالتالي الرئيس مطالب اليوم بأن يستبدل الرفاق "المخلصين" له برفاق "مخلصين" للوطن والشعب، وبذلك يستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير له، ولنا، وللوطن.
*صحيفة الغد