33 سنة أخرى من الباب الخلفي
بقلم/ طارق عثمان
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 5 أيام
الثلاثاء 13 مارس - آذار 2012 08:35 م

طالما وصالح ما زال في القصر فلا يجب أن تذهب طموحات المتفائلين بالتغيير أبعد من حد إمكانية زيادة عدد ساعات الإنارة الكهربائية كمنجز وحيد للثورة اليمنية ، أما الحديث عن أمن واستقرار و رخاء ورفاهية فلينسوا ذلك أو ليؤجلوا هذه الطموحات إلى ما بعد رحيله الحقيقي ورحيل أياديه الكثيرة التي ما زالت تعبث باليمن وتتآمر عليه وتخطط لتدميره ومن مواقع حساسة في أجهزة الأمن والجيش و مجلس الوزراء ، وما يظهر لنا من مخططاتها حتى الآن لا يتعدى قمة جبل الجليد الذي مازال يغوص في الأعماق .

صالح يأتي للقصر الجمهوري وكأن شيئا لم يحدث ، ومجيئه لم يكن بالطبع للوقوف على الاطلال ليقول لصاحبيه ماقاله امرؤ القيس قفا نبكي من ذكرى حبيب ومنزل ، ثم يذرف الدمع وينصرف الى بيته وهو يكففها ، بل جاء ليجتمع وليناقش وليخطط وليتآمر وليكر ويفر ويقبل ويدبر معا كجلمود صخر حطه السيل من علي فوق أم رأس هذا البلد ليحولها كلها الى طلل كبير يلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد على حد تعبير طرفة ابن العبد .

صالح لم يأت القصور من أبوابها الأمامية ولكن جاءها من الأبواب الخلفية هذه المرة كما تحدثت الأنباء ، وربما كان هذا هو سبب ردة الفعل الباهتة للحكومة التي تمارس الدياثة السياسية فتقبل أن يتسلل الى مقرها رئيس سابق مخلوع سفاح طالما أن تسلله هذا كان بعيدا عن أعين العذال وأعين الشعب الذي أصبح يتحلى بالحكمة التي تقول من راقب الوضع مات هما ، أما بالنسبة له هو فلن يفرق معه من أين يأتي القصر طالما والنتيجة واحدة و سيحكم اليمن من الخلف 33 سنة كما حكمها من الباب الامامي مثل ذلك وسيجد من يحلل له هذا بأن قصوركم حرث لكم ...

يا عالم كيف يسمح لصالح بدخول القصر ويدير الاجتماعات منه ؟ لا وليست أي إجتماعات ، بل إجتماعات تآمر حزب المؤامرة أو حزب المؤتمر التابع له والذي لم يكن ولن يكون في يوم من الأيام حزبا سياسيا بل مجموعة من النفعيين الذين يلتفون حول صالح بعد ان غادره الشرفاء وسيستمر هؤلاء حوله حتى يسلمونه الى المشنقة أو يسلموننا جميعا إليها ..

ماهذا العبث ؟ ماهذه المهانة ؟ ماهذا التخاذل ؟ والله إني استغرب كيف أن كثير من اليمنيين قلبوا الدنيا رأسا على عقب ضد فيصل القاسم لأنه قال أن الشعب اليمني سكارى بالقات ، خسئت يارجل وثكلتك امك وأبيك وفصيلتك التي تؤيك ، كيف توجه لنا هذه الإهانة وتقول نحن سكارى ، يا عزيزي لو كنت في نظري بريئا لقلت يبدو أنك لم تر سكرانا في حياتك .، فهل هذه تصرفات سكارى بالله عليك ، يا عزيزي هذا شعب مخدر يعيش خارج نطاق تغطية الفعل الواعي المدرك وإلا كيف يقبل أن تتم إجتماعات حزبية لرئيس مخلوع في القصر الجمهوري لحكومة ثارت ضده لتزيحه بعد انهار من الدماء وتلال من الأجساد ؟ هل يرضى بهذا أي سكران في الدنيا ؟؟ أي شعب من الشعوب التي تفتق ريقها على كاس كونياك و وتنام بعد كاس من الجعة لا يقبل هذا ؟ قولوا لي اي شعب سكران ملموخ مسفوخ واااااااااااو يقبل هذا ؟

تخيلوا معي مجرد خيال ساذج أن حسني مبارك او زين العابدين عاد إلى منزله ماذا سيحدث في مصر؟ ستثور مصر عن بكرة ابيها ، أما في بلاد القات قات فصالح يعود من الباب الخلفي وأولاده يدخلون من الباب الأمامي وأخوه قائد الجوية بالانزال المظلي والشعب له البحر يشرب منه حد الثمالة ، والمعارضة التي كانت تتحدث عن الزحف للقصر الجمهوري قد اكملت الزحف ووصلت ، وجاء دور صالح ليزحف هو الآخر ... ونحن الآن نعيش ثورة صالح ، وبعد جمعة كرامتة تحديدا وهي الجمعة التي تحمل مقطع من أغنية ( إن سافرت سافرت مغصوب ) كما أسماها أصحابه بعد سفره لواشنطن ، والتي قد يتبعونها الآن بعد دخوله القصر بـ جمعة ( يالطيف والهنجمة ) و ( نقسم الحب نصين ) ( محلى حبيبي وسط داري يحوم ) ..

كلمة ورد غطاها صالح يخترق الحصانة كل يوم ويمارس هوايته القديمة في التآمر وإبداء ما يريد فعله إما عبر التصريح المباشر أو النفي الذي يعني الإثبات ... ولو استمر الحال هكذا دون وقفة حقيقة صادقة حازمة لا تراجع فيها فلن نكمل هذا العام إلا وشريط الأخبار في القناة الفضائية يقول فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام المشير علي عبد الله صالح يستقبل جموع المواطنين في الجناح الخلفي للقصر و الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي يستقبل بعض قيادة المشترك للتباحث حول الجولة القادمة للحوار وقد تم اللقاء في الجناح الأمامي للقصر الجمهوري وبحضور عدد من الشخصيات الوطنية ...

مش عارف ليش كاتبين رئيس سابق ، هو من إمتى كان رئيس يا جماعة ...