عاصمة سبأ العظيمة تنفض عن وجهها غبار التاريخ
بقلم/ كاتب صحفي/حسين الصادر
نشر منذ: 3 سنوات و 9 أشهر و يومين
الجمعة 12 فبراير-شباط 2021 10:14 م
 

من خلال خطوات سريعة ومتعددة تمضي مأرب في إعادة صياغة وجودها الحضاري والسياسي، ولليوم الرابع تستمر فعاليات معرض الكتاب الأول وسط إقبال كثيف تجاوز 30 ألف زائر، وصاحب معرض الكتاب الأول العديد من الفعاليات الثقافية والفكرية والأمسيات الشعرية والفنية الغنائية ومعارض للفنون التشكيلية إضافة إلى أنشطة فئوية للمرأة والطفولة.
ويمكن للمراقب أن يرصد أن مأرب مدينة ومحافظة ريفا وحضرا وبادية تعيد صياغة نفسها من جديد، ويشارك في هذا الميلاد الجديد قيادات سياسية واجتماعية وشباب ومثقفون وأكاديميون. وخلال زيارته لمعرض الكتاب أوضح اللواء العرادة بإيجاز أهداف المعرض وألمح بشكل أو بآخر أنه يمثل التحولات الجديدة التي تمر بها المحافظة والانتقال من مربع الجهل إلى مربع المعرفة.
ظلت محافظة مأرب منسية على تخوم الصحراء، وما هذا الحدث إلا واحد من سلسلسة أحداث متسارعة مرت بها محافظة مأرب، كلها تعني في مضمونها ببساطة أن هناك مدينة تبحث عن السلام وعن المعرفة كطريق للنجاة.
لم يكن من اليسير قبل سنوات عديدة وفي تاريخ محافظة مأرب وفي مدينة كانت تنام تحت غبار البارود، وتحيط بها المليشيات من كل اتجاه، وقبل ذلك كانت مدينة منسية ونائية، أن يتخيل المرء معرضا للكتاب، تشارك فيه دور نشر من بلدان عربية ودور نشر محلية بعشرات الآلاف من العناوين المختلفة.
إن معرض الكتاب الأول 2021م هو نقطة تحول ويمثل واحدا من عشرات المؤشرات التي مرت بها مدينة مأرب خلال سنوات الحرب، فالمدينة التي تغيرت في فترة وجيزة اقتصادياً وثقافياًً، وقدمت النموذج الأفضل من بين المدن والحواضر اليمنية في زمن الحرب، نفضت غبار الزمن عن وجهها الجميل كواحدة من أقدم عواصم الشرق القديم، وتحوي كنوزا تاريخية لاتقدر بثمن، فمأرب هي أم الحضارة والثقافة.
قطعت مأرب شوطاً كبيراً خلال سنوات قليلة على طريق التراكم المعرفي والثقافي، وفي صباح كل يوم ينطلق عشرات الآلاف من الطلاب والطالبات إلى قاعات جامعة إقليم سبأ، وتشهد المدينة انطلاق العديد من المنتديات الثقافية والأدبية التي بدأت في أنشطتها الثقافية، وتتناول العديد من قضايا الأدب والثقافة والسياسة وقضايا التحول والتنمية.
وتعج المدينة بالكثير من الأنشطة الإعلامية عبر إذاعاتها المحلية، وهي مقر لمراسلي العديد من القنوات الوطنية والعربية، ويؤمها الصحفيون من مختلف بلدان العالم.
إن معرض الكتاب الأول بالمحافظة هو حدث عظيم في سلسلة التحولات التي تمر بها المحافظة، المحافظة التي كانت استثناء في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا، المحافظة التي زاوجت بين الدفاع عن الإنسان من التوحش والهمجية المليشاوية وبناء هذا الإنسان فكرياً وثقافياً ومعرفياً، ونظرلها العالم بتقدير واحترام كبيرين، نظرا لما قدمته من خدمات إنسانية لكل اليمنيين في زمن الحرب، لقد انطلقت من مأرب الخطوات المباركة الأولى المبشرة بالخير للإنسان اليمني، ولن تثنيها منظمات العنف الإرهابية عن السير إلى مستقبل مشرق يعم نفعه كافة ربوع الوطن.