د/وليد شمسان: معدلات سوء التغذية بحجة بلغ أكثر من حد الطوارئ
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 15 يوماً
الإثنين 01 إبريل-نيسان 2013 07:10 م

تصنف اليمن بحسب معايير منظمة الصحة العالمية من الدول التي تعاني من سوء تغذية خطير

أكد أن نتائج المسح في 2012م حول سوء التغذية في المحافظة يشير إلى ارتفاع معدلات الإصابة بحالات سوء التغذية الحاد والوخيم لدى الأطفال دون سن الخامسة من العمر، وخصوصاً في المناطق السهلية والساحلية، والتي تبلغ 15.6 % من الأطفال يعانون من الهزال و46.3% من الأطفال يعانون من انخفاض في الوزن و54.9 % من الأطفال يعانون من مشكلة التقزم.

حول مرض سوء التغذية وعوامل وأسباب انتشاره في اليمن عامة ومحافظة حجة خاصة.. التقت صحيفة "مأرب برس" الدكتور وليد شمسان - مدير عام الرعاية الصحية بالمحافظة - وحاورته عن مرض سوء التغذية.. فكانت الحصيلة كالتالي:

حاوره/علي حسن:

 

- ما المقصود بسوء التغذية؟

بدايةً أشكر صحيفة "مأرب برس" التي بادرت بدورها للتوعية بمرض سوء التغذية الذي يعد خطرا على محافظة حجة وعلى اليمن بشكل عام وكذلك خطرا على أجيال المستقبل.

أما بالنسبة لسوء التغذية فهو تدهور الصحة الناتج عن نقص أو زيادة أو عدم التوازن في العناصر الغذائية لمدة زمنية كافية لحدوث أو ظهور المرض ، هذا المرض يظهر على الطفل بشكل واضح في جسمه.

- ما الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض سوء التغذية؟

الفئات الأكثر عرضة لمرض سوء التغذية هم الأطفال، والنساء الحوامل والمرضعات، والمسنين، كما أن سوء التغذية ينتشر بين هذه الفئات بشكل كبير ومخيف.

- ما أهم الأشكال الرئيسة لأمراض سوء التغذية؟

الأشكال الرئيسة لسوء التغذية تتمحور حول نقص وزن الطفل عن الوزن الطبيعي مقارنة بوزن الطفل السليم، النحافة الشديدة، قصر القامة، العشى الليلي (نقص فيتامين (أ)، تضخم الغدة الدرقية (نقص اليود)، فقر الدم، الكساح.

- وما الأسباب؟

هناك أسباب عدة لمرض سوء التغذي، أبرزها عدم حصول الجسم على ما يكفيه من الغذاء من حيث الكم والتنوع، إلى جانب الإصابة بالأمراض المتكررة، وكذا تكرار الولادات، والممارسات والمعتقدات الخاطئة.

- هل هناك عوامل اخرى ساهمت في ارتفاع معدل سوء التغذية في اليمن؟

نعم هناك عوامل أخرى منها شيوع الأمراض المعدية، الفقر، وتدني مستوى التعليم، والمستوى الرديء لصحة البيئة وإمدادات المياه، العادات السيئة في الأكل، مضغ القات بشكل عام وأثناء فترتي الحمل والرضاعة بشكل خاص، أضف إلى ذلك الحالة الصحية للأمهات ومقدار عبء العمل، وارتفاع مستوى الأمية وخاصة بين الأمهات، وكذا الزيادة الكمية في تقديم الخدمات الصحية لا تواكب الاحتياج الفعلي لها, والتطور النسبي في الجوانب الكمية للخدمات الصحية لم يرافقه تطور في نوعية الخدمة الصحية المقدمة، صعوبة الوصول إلى مرافق تقديم الرعاية الصحية.

كل هذه العوامل ساهمت بشكل كبير في ارتفاع معدلات سوء التغذية في اليمن وتفاقمه.

 - ما عواقب سوء التغذية على الأطفال؟

عواقب سوء التغذية خطيرة جدا منها انخفاض متوسط العمر المتوقع للأفراد، إضافة إلى ارتفاع نسبة الوفيات بين الأطفال فهي تقتل طفلا من كل ثلاثة أطفال مصابين بسوء التغذية تحت سن أقل من خمس سنوات.

كما أن من عواقب هذا المرض إعاقة في نمو الجسم والعقل مما يؤدي إلى إعاقة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويعد المصابون بسوء تغذية أيضا أكثر عرضة للإصابة بالأمراض: حيث ترتفع نسبة الإصابة بالأمراض المعدية ومضاعفاتها مثل الإسهال والحصبة والسعال الديكي والالتهابات بين الأطفال المصابين بسوء التغذية مقارنةً بالأطفال ذوي التغذية الجيدة، كما أن من العواقب التسبب بإعاقة جسمية وعقلية قد تكون دائمة، ومنها التدني في التحصيل العلمي والأداء المهني للأطفال، انخفاض الناتج القومي، وكذلك زيادة نفقات الدولة لمواجهة هذه العواقب.

- ما تصنيف اليمن بين بلدان العالم بالنسبة لسوء التغذية؟

تشكل سوء التغذية والفقر والتخلف في اليمن حلقة مفرغة لثلاثة من أهم أسباب تأخير عجلة التنمية والتطور في اليمن وبقدر ما يسهم به سوء التغذية في هذا التأخر فإنه يعتبر أيضا نتيجة حتمية له, حيث تصنيف اليمن بحسب معايير منظمة الصحة العالمية - مع الدول التي تعاني من سوء تغذية بالخطير.

- هل تم عمل مسوحات لتحديد معدلات الإصابة بأمراض سوء التغذية على مستوى اليمن بشكل عام والمحافظة بشكل خاص؟

نعم فقد أوضح مسح صحة الأسرة لعام 2003م أن الأطفال الذين يعانون من مشكلة التقزم 53.1 %، 45.6 % يعانون من انخفاض في الوزن، 12.4 % من الأطفال يعانون من الهزال هذا على المستوى الوطني.

أما بالنسبة لمحافظة حجة فقد أوضح المسح المنفذ بالمحافظة في يونيو 2012م بدعم من منظمة اليونيسيف، والتي تشير نتائج المسح إلى ارتفاع معدلات الإصابة بحالات سوء التغذية الحاد الوخيم لدى الأطفال دون سن الخامسة من العمر، وخصوصاً في المناطق السهلية والساحلية والتي تبلغ 15.6 % من الأطفال يعانون من الهزال، و46.3 % من الأطفال يعانون من انخفاض في الوزن و54.9 % من الأطفال يعانون من مشكلة التقزم، حيث تشير هذه المعدلات الى أن مستويات سوء التغذية على مستوى المحافظة بلغ أكثر من حد الطوارئ.

- ما السياسة التي تبنتها وزارة الصحة العامة والسكان تجاه هذا الوضع؟

أدركت وزارة الصحة العامة والسكان تلك العواقب الوخيمة لأمراض سوء التغذية، إذ احتلت الأولوية الثانية في سياسة واستراتيجية الوزارة, إذ تبنت العديد من برامج التدخل الغذائي الخاصة بتحسين الوضع التغذوي من خلال اعتماد برتوكول لمعالجة الأطفال المصابين بسوء التغذية الوخيم في عنابر الأقسام الداخلية ومرافق العيادات الخارجية، تم تعميم هذا البروتوكول على جميع المحافظات.

- ما أهم التدخلات التي اتخذتها وزارة الصحة العامة والسكان للقضاء على سؤ التغذية؟

السياسات التي اتخذتها وزارة الصحة كثيرة منها:

1. تشجيع الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية المناسبة.

2. القضاء على الاضطرابات الناجمة عن نقص عنصر اليود من خلال إصدار قانون إضافة اليود الى ملح الطعام.

3. الوقاية من فقر الدم (نقص الحديد) من خلال تدعيم الدقيق بالحديد.

4. إنقاذ الأرواح بمكملات فيتامين (أ).

كما تبنّت وزارة الصحة برتوكولات للمعالجة لسوء التغذية عن طريق دعم منظمة اليونيسيف:

من خلال تأسيس برامج التغذية العلاجية ( OTP  ) و( TFC  ) لعلاج سوء التغذية الحاد المكتشف مع مضاعفات أو بدون مضاعفات، وكذا برنامج التغذية العلاجية ( SFP  ) لعلاج سوء التغذية المتوسط عبر المراكز الصحية والمستشفيات.

- كم يبلغ عدد مراكز المعالجة بمحافظة حجة؟

يبلغ عدد المراكز العلاجية ضمن العيادات الخارجية ( OTP  ) بمحافظة حجة عدد (95) وحدة معالجة في جميع مديريات المحافظة، كما يبلغ عدد مراكز المعالجة في عنابر الأقسام الداخلية ( TFC  ) بمحافظة حجة عدد (2)، وذلك بهيئة المستشفى الجمهوري ومستشفى حرض.

ويبلغ عدد المرافق التي تقدم خدمات معالجة سوء التغذية المتوسط ( SFP  ) بمحافظة حجة عدد (78) مرفقا.

كما أننا بمكتب الصحة نعمل على توسيع نطاق المعالجة من خلال فتح وحدات جديدة تصل الى 40 وحدة علاجية خلال النصف الأول من العام 2013م.

ـ هل هناك إحصائيات تُرفع من قِبل مراكز المعالجة بالمحافظة تبين عدد الحالات المصابة بسوء التغذية؟

أكيد هناك إحصائيات تُرفع من جميع مراكز المعالجة بالمحافظة وبشكل شهري يتم رفعها للإدارة المختصة بوزارة الصحة وبمتابعة مباشرة من قِبل منظمة اليونيسيف.. هذه الإحصائيات تشير الى ارتفاع معدلات سوء التغذية المتوسط والحاد بالمحافظة .

ـ ختامًا.. ما الرسالة التي تودون توجيهها لكل المعنيين بالمحافظة؟

الرسالة الأولى للمجتمع: يجب أن يعوا أن سوء التغذية يعتبر مرضا مرتبطا بعدة أسباب منها عدم الاهتمام بالأم أثناء الحمل والزواج المبكر والولادات المتكررة وبعد الولادة الرضاعة الصناعية.

الرسالة الثانية: يجب على كل أب وكل أم الاهتمام بالأطفال من خلال الرضاعة الطبيعية الخالصة من بعد الولادة مباشرة، وحتى 6 أشهر واستكمال الإرضاع مع التغذية التكميلية المتوازنة حتى بلوغ الطفل عامين والاهتمام بالنظافة، حيث تعتبر المرحلة العمرية من بعد الولادة وحتى عمر الخامسة من حياة الطفل، هي المرحلة المهمة، والتي يجب تقديم كل العناية والاهتمام بالطفل وفي حال ملاحظة الأسرة ظهور الهزال (الضعف الشديد) على الطفل فإن هناك مراكز ووحدات معالجة لتلك الحالات في جميع المديريات بالمحافظة، تقدم الخدمة العلاجية لمرضى سوء التغذية مجاناً، وتعتبر فاعلة لإنقاذ الأطفال من المضاعفات الناتجة عن أمراض سوء التغذية، وتساهم بشكل مباشر في خفض معدلات وفيات ومرضى الأطفال دون الخامسة من العمر.

الرسالة الثالثة: للإخوة متخذي القرار.. نقول لهم: أطفالنا هم جيل الحاضر والمستقبل، وهم أساس تقدم الأمم فيجب تبنّي مثل هذه القضايا المهمة من خلال وضع استراتيجيات وخطط مستقبلية لتقديم الدعم لبرامج التدخلات الغذائية الخاصة بتحسين الوضع التغذوي للأمهات والأطفال للنهوض بجيل خالٍ من الأمراض، قادر على بناء وطننا الحبيب ودون الاتكال على دعم المنظمات الآنية.