10 أدلة على تورط الحوثيين بجريمة صالة زهرة المدائن
بقلم/ محمد مصطفى العمراني
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 14 يوماً
الإثنين 03 ديسمبر-كانون الأول 2012 11:15 ص

كشفت حادثة " صالة زهرة المدائن الحوثية " والتي راح ضحيتها ثلاثة أشخاص وجرح أكثر من عشرة حوثيين عن رغبة جامحة لدى جماعة الحوثي المسلحة المتمردة للحصول على تعاطف الرأي العام وتحسين صورة الحوثيين المحترقة عند أبناء اليمن بسبب سجل هذه المليشيات المسلحة الأسود والمخزي في مجال حقوق الإنسان والحافل بمئات الانتهاكات والجرائم البشعة والمقززة والتي للأسف لا تجد إدانة واسعة من التيارات السياسية والمنظمات الحقوقية والمدنية .

نحن ندين العنف من أي جهة كانت وندين استهداف المحتفلين بيوم عاشوراء رغم قناعتنا ببطلان ذلك الاحتفال شرعا وعقلاء ولكن هذه الحادثة التي حظيت بإدانة واسعة فتحت الباب واسعا للتساؤلات حول أهدافها والمستفيد منها وأي جهة يمكن أن تكون وراءها .

قد يبدو مستغربا وغير منطقي لدى بعض الناس أن يضحي الحوثيين ببعض الزنابيل ( أتباع الحوثي من غير السادة ) لكنني شخصيا ومن وجهة نظري أرى أن هذه الجريمة وراءها الحوثيين وهذه هي المؤشرات والأدلة التي تؤكد ما ذهبت إليه ومنها :

1ـ الاستعدادات والإجراءات الأمنية المشددة من قبل الحوثيين ومن قبل أيام من احتفال عاشوراء وقد شمل ذلك احتياطات وإجراءات أمنية مشددة من قبل التفتيش الدقيق للمكان وللأشخاص عند الدخول وكذلك الدخول بالبطاقات وتشكيل فرق أمنية عديدة والتي بدورها فرضت طوق أمني على المكان ( صالة زهرة المدائن ) والتي هي أصلا في منطقة تواجد كثيف للحوثيين ولهم فيها ثكنات عسكرية سرية وغيرها وكل هذه العوامل تجعل من الصعب الدخول للصالة بطلقة ناهيك عن قنبلة والقيام بالتفجير إلا إذا كان الأمر مخططا له من قبل وهناك تنسيق لكي يحدث ما حدث .

2ـ قامت اللجان التابعة للحوثيين بمنع قوات الأمن والشرطة من الوصول للمكان فور حدوث التفجير ومباشرة إجراءاتها الأمنية والتحقيق مع من يلزم التحقيق معهم وهذا بحد ذاته رغبة حوثية في طمس معالم الجريمة وزيادة الغموض حتى لا يعرف الناس أنهم وراء هذه الجريمة لأهداف يريدون نيلها وتحقيقها وسنذكرها لاحقا فضلا عن عدم إيمان الحوثيين بالدولة والتي يعتبرونها عميلة لأمريكا وإسرائيل ويجب إعادتها لآل الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه .

كما أن منع قوات الأمن والشرطة بحسب رأي الدكتور أحمد الدغشي الباحث في الظاهرة الحوثية ـــ في تصريح للجمهورية ـــ واحدة من أسباب الفوضى وعدم الاعتراف بمشروعية الدولة في الفصل بين المتنازعين بل دعوة ضمنية للفوضى وجعل كل طرف يحتكم إلى قوته وجماعته .

3ــ هذه الجريمة التي نكرر إدانتنا لها بشدة ستعزز "المظلومية" لدى الحوثيين والتي سيستثمرونها لتعزيز الخيار الكربلائي لديهم وقد ظلت هذه الجماعة المتمردة المسلحة تعزف على هذا الوتر الذي يلقى صدى لدى بعض الناس وكان كثير من الناس يتعاطفون مع الحوثيين كجماعة تواجه قوات الدولة النظامية وبسبب التعاطف معهم كمظلومين انضم إليهم بعض الناس وهو ما يرغبون بعودته بسبب تضخم السجل المخزي للحوثيين في مجال حقوق الإنسان وسقوط ورقة التوت عنهم بعد أن عرفهم الناس كعصابة إجرامية إرهابية تسعى للسلطة بكل السبل والوسائل وصار أقرب الناس منهم ينتقدهم إن لم يهاجمهم ويحذر منهم ..

4ـ يسعى الحوثيين للحصول على تعاطف الناس وتحسين صورتهم لدى الرأي العام وفي سبيل تحقيق هذا الهدف الكبير لديهم يضحون ببعض الزنابيل ( أتباع الحوثي من غير السادة ) للحصول على تعاطف الناس وتحسين صورتهم وإسكات منتقديهم بزعم أنهم مستهدفين ويضحون بدمائهم وأن هناك من يريد استهدافهم وبهذا تتقوى جبهتهم الداخلية ويزداد الشعور بالمظلومية لدى أفراد الحوثي ويزدادون ترابطا وتوحدا .

إن استثمار " المظلومية " صناعة إيرانية يبرع فيها تجار المذهب الإثناعشري الذين يعزفون على وتر الخيار الكربلائي وفي هذا المجال يروي الكاتب والمفكر المعروف الأستاذ فهمي هويدي والذي زار إيران عدة مرات وألف عنها كتابه الشهير " إيران من الداخل " كيفية استثمار المناسبات الإسلامية كعاشوراء في تعزيز الخيار الكربلائي

وكيف أنهم كانوا يحشدون عائلات القتلى الإيرانيين وقد وصفهم هويدي بـ جيش إلى ( بهشت زهرا ) كل جمعة ويظلون يرتلون عليهم الأناشيد والأدعية ويبكون وينتحبون حتى المساء ويكون الحشد الأعظم في عاشوراء يقول هويدي : ( في يوم عاشوراء وفي صحراء كربلاء بدا عصر التوحد النفسي عند الشيعة هذا الذي ننتزعه من الذاكرة بصعوبة يحفظه أطفال الشيعة بكل تفاصيله يستحضرونه بكل مناسبة ويتمثلونه بكل موقف ) .

ولذا يستثمر قادة إيران الشعور بالظلم لدى الشيعة في بقاء المذهب فالشعور بالظلم يستفز الأعماق الإيرانية المثقلة بوطأة التأريخ وصفحاته المأساوية ولذا تجدهم في مناسبات عديدة وكثيرة جدا عندهم وأهمها عاشوراء يذكرون بالظلم الذي تعرض له الحسين رضي الله عنه وآل النبوة ويعزفون على هذه الأسطوانة الحزينة وهو ما أراد قادة الحوثيين أن ينقلوه لبلادنا ويصبغوه بدم بضعة زنابيل حتى تكتمل الخلطة الكربلائية ولا ضير من التضحية ببضعة زنابيل ولا مانع من وجود قنديل فيهم طالما أنه سيحقق المصلحة ويخدم الهدف ..

5ـ تنظيم القاعدة الذي يمكن أن يتهم بالوقوف وراء هذه الحادثة يعيش أزهى عصور التحالف مع الحوثيين وقد قصفت مؤخرا طائرة أمريكية عناصر من القاعدة في صعدة وسنحان كانت في حماية عناصر حوثية وهو ما أدانته مليشيات الحوثي بشدة .

6ـ الإصلاح وبقية أحزاب المشترك والذي أبرمت مؤخرا اتفاق شراكة وتعاون وتنسيق ووقف للتحريض مع الحوثيين بعيدة كل البعد عن العنف وعن هذه الممارسات الدموية وليس في مصلحتها القيام بمثل هذه الأعمال على الإطلاق خاصة وأنها تسعى لتهيئة الأجواء تمهيدا لمؤتمر الحوار الوطني ولا تريد حدوث مثل هذه الأعمال والتي تعكر صفو العملية السياسية القائمة. 

7ــ بقايا النظام السابق والحوثيين تعيش أزهى أيام التحالف والتنسيق في كل الأمور ويكاد رأس النظام البائد أن يتحول لمقوت عند عبد الملك الحوثي ولذا نستبعد أن تقوم بعمل كهذا إلا كان متفق عليه وتقرر أن يكونوا هم المنفذين ..

8ــ دعونا نفترض وجود جهات أخرى تعادي الحوثيين لكن دعونا في الوقت نفسه نتساءل : هل هذه الجهات الأخرى غبية لهذه الدرجة بحيث ستقوم بعمل عدواني ضد الحوثيين يجنون هم ثماره ويستفيدون منه فوائد كبيرة جدا ؟!!

9ـ ما يؤكد قيام الحوثيين بمثل هذا العمل الإجرامي هذا الضخ الإعلامي الكبير للحادثة وتضخيمها والعزف على وترها لتعزيز المظلومية وتعزيز الشعور بها ولكسب تعاطف الناس وتحسين صورتهم ومن يطالع صحف الحوثيين أو يتابع قنواتهم يجدا هذا متحققا وواضحا لدرجة كبيرة جدا ..

10 ـ هناك إجماع على أن هذا الحادث يهدف لخلط الأوراق وخلق الفوضى وإعاقة العملية السياسية وهذه الأهداف هي أهداف الحوثيين وإن كان لهم وجود استطلاعي في مؤتمر الحوار الوطني وتمثيل في حكومة الوفاق فالفوضى هدف استراتيجي للحوثيين بالتنسيق مع بقايا النظام لأن الحوثي في ظل وجود فوضى وعدم استقرار سيتوسع بقوة السلاح ويكسب مناطق جديدة على الأرض مستغلا انشغال الدولة بأمور أخرى وفي حال تحقق الاستقرار سيخسر كونه سيضطر لتسليم سلاحه الثقيل للدولة والتخلي عن المناطق التي سيطر عليها بقوة السلاح أو سيدخل معه في مواجهة وهو في كل الأحوال خاسر لا محالة كما أن هيكلة الجيش ستحرم الحوثي من نهر الدعم المتدفق من عائلة صالح ومن الحرس وأسلحته والتغلغل فيه وغيرها من الامتيازات التي أضافتها عائلة صالح للحوثيين ..

قد يقول البعض لماذا تستبقون الأحداث دعونا نرى نتائج التحقيقات وكأن الشرطة والأمن قد مكنوا حقيقة من القيام بدورهم في التحقيق وعمل التحريات فور الحادث حتى تخرج نتائج رسمية ونزيهة ؟!!