|
شاعت في (حينا) وبين الأقران هذه الأيام ثقافة (الثني) وضرورة أن يحظى المرء بزوجه ثانيه تجدد شبابه وتصلح ما أفسدته الأولى ..
وهم في ذلك يتنازعون الأدوار بين محدث مروج أومستمع معجب.. والمتحدثون لأيا لون جهدهم في تبيان محاسن الأمر والدعوة إليه.. أما المستمعون فهم على ثلاث فئات ,قد يختلفون على الظاهر, لكنهم في الحقيقة, على قلب رجل واحد حول الأمر..
فهناك فئة عنوانها الحماسة ويعلوها الطيش هي الأكثر (عدامة )والأقل (ندامة) لكنهم في النهاية (اشلاح ) و(يا الله بحمل الأولى يقوموا ) لذا يظل الأمل في أن يفعلوها قليلاً, وتنفيذهم للمغامرة مستحيل, وهم من قيل فيهم (من قالها ما فعلها ) ..!
والفئة الثانية (ساكته) محايدة تؤثر الصمت وتتصنع اللا مبالاة للأمر فلا تحدد موقفا أو تعلن رأيا..!
أما الفئة الأخيرة فهم (البصيرون ) من قلوبهم مع الأمر وفي الظاهر سيوفهم عليه , فصمتهم مريب ,وإحجامهم عن تأييده عجيب.., وفي نهاية كل حديث عن ضرورة الزواج بثانيه , يقولون عبارات مرتجله وفارغة, عن الإخلاص ,.والوفاء ,وعدم الحاجة للثانية,..عبارات علها تبعد عنهم الشبهات حتى لا يتعرضوا للمساءلة المنزلية..
وأعجب ما في الأمر كله ان يفعلها الصامتون ممن كانت (العين عليهم باردة) فيتزوجون فجأة بزوجة ثانية فيما يظل المتحدثون يتحدثون..لأنهم ببساطة يقولون ما لا يفعلون..
وفي جلسة مكاشفة بين زوجين محبين قضوا زهرة العمر معا, سألت الزوجة زوجها: لماذا تزوجت علي؟ إذ أنها لم تجد مبررا معقولا ولا خللا موجبا أو ضرورة ملحة فأجابها وهو الضليع باللغة والثقافة والتعليم.. أجابها بحيرة: (بوقه )_أي مزاج_ أما الآخر فقال وهو متصنع الخشوع والأسى: أحرجوني أهلها يا (مره )..!
ثم يمر الأسبوع الأول وحتى الشهر الأول أو الثاني لتبدأ فصول مسرحية تراجيدية كوميدية سوداء؛
فالزوجة الأولى لا تستطيع ان تتقبل الثانية؛ وهي قادرة على الإنجاب ذكورا وإناثا أولاتحمل عيبا مخلا.. فلا ترضى بالثانية أن تتفرد بشريك عمرها وان تغلق عليهما الأبواب..
وغالبا ما تكون الثانية (بادعة للسمرة ) الأكثر شبابا وحيوية (زقعها ) يتجاوز التسعين في المائة خلافا للأولى التي أوصله الزوج لما تحت الصفر ضمن سنوات عجاف عنوانها(الشحططة ) و(البهذلة )حتى وقفت أقدام الزوج وتعثرت أقدام الزوجة.. ومع حيوية الثانية وجهوزيتها لمقارعه الزوجة الأولى فإن الأولى تكون أسلحتها هزيلة كالسيف في أحسن الأحوال في وجه الصاروخ ..لذا المعركة خاسرة وغير متكافئة..
ولان الرجال كما يقال(هبلان ) ضعاف أمام النساء فإنهم في تفسيرهم للأحداث يحسمون أمرهم في أن الثانية ضعيفة ورحيمة أما الأولى فـ(مفترية) ..وانه حينما تسعى الثانية للاستحواذ عليه فدليل محبة ومودة ..وهي عند الأولى دليل حسد وأنانية.. فتطمس اعين بعضهم فلا يميزون الصواب ولا يدركون معنى العدل وأهمية العد اله ومحاذير الظلم وتبعاته فهم على الأولى (قبيلي عسر ) ومع الثانية قطة (بشوارب كثة )..!
ولأنه زواج (صّنافة ) و(مزاج ) فأصحابه يعالجون تداعياته وتبعاته بمزاج وعشوائية وبعاطفة (من دق له رقص) فينحاز للثانية وقد يترك الأولى( نص مجنون ),وقد سألت أحد أبناء أحدهم إن كانوا قد عّمروا الأرض التي أشتروها هربا من الإيجار فأجاب بلهجة ساخرة (لسنا فاضيين أحنا مشغولين بنتزوج بالثانية ) وجدته قد فقد حيويته وعنفوانه شأنه شأن البيت الذي انطفأت بهجته وأنواره فأصبح مظلما كئيبا بشهادة الجيران بعدما كان متوهجا ومفعما بالحياة والبهجة لغياب الأب وتشاطره يومه وليله بين منزلين.
وتزداد قتامه الأمر لدى أسر بها أبناء خاصة في سن المراهقة خاصة من البنات اللاتي يكن الأقرب للام وما يطلعن عليه من مشاعر مضطربة لدى الأم مزيج من الغيرة أو الكراهية والحسد والقهر فتهتز صورة الآباء وقد يتعثر الأبناء.
لذا فالأمر بحاجة لوقفة جادة وواعية تضع مصلحة الأسرة والأبناء عند كل قرار يتخذه الآباء..فالجميع شركاء في سفينة الأسرة ولايمكن إغفال طرف أو وضع مصلحه طرف واحد دون ما اعتبار للبقية .., ولسنا ضد الشرع فهو من الأوضاع المختلة بريء وأحكامه ومقاصده واضحة وضوح الشمس في كبد السماء,.. والسؤال الذي يطرح نفسه :ما رأي علماءنا الإجلاء في زواج (البوقة) بعد أن قالوا كلمتهم في زواج المتعة والمسيار والعرفي..؟
* مدير الموقع الالكتروني للبرلمان اليمني
bindgshr@hotmail.com
في الأحد 05 يوليو-تموز 2009 09:19:45 م