|
البارحة خرجتُ من التلفزيون...
كان البرنامج عن "الشرق الأوسط"...
الخراب في كل مكان...
روحي تشبه حي "بابا عمرو" في حمص...
قلبي يشبه "دار قرآن" فجره الحوثيون...
داخلي مشفى مليئ بجثث ضحايا القاعدة
الحرائق تكاد تلتهم "عباءة محمد"...
ميراث النبوة تقاسمتْ دمه البنادقُ والأحزمةُ الناسفة...
ذهبتُ إلى "جسر واترلو"...
لقيتُ الراعية تتناول قهوتها المسائية مع عدد من الدراويش بالقرب من ساعة "بج بن"...
دخلتُ عليهم أشعث الروح...
لمحتُ جلال الدين الرومي يصب القهوة للراعية وللقديسة تريزا ...
قالت الراعية للرومي: اسكب لولدي من قهوتنا..."القهوة العربية" لم تعد تروق له...
قلت: سيدتي روحي تحترق...
قالت: اصبر فإن النور لا يخرج من الأرواح التي لا تحترق...
قلت: خلَّفتُ الشرق ورائي كومة من الجثث والخرائب...
"غراب قريش" ينعب في كل مكان...
قالت: اشرب القهوة واهدأ...
الرومي سيرقص...
تريزا ستغني...
وأنا سأدير القهوة...
وأنت استمع...
يا ولدي: الناس يكرهون الأنقاض..مع أن الكنوز لا توجد إلا تحتها...هل فهمت؟
قلت: لا...
قالت: غداً إذا رحلتَ إلى الشرق فلا تقف باكياً على أنقاضه...
يا ولدي ابحث عن كنزك تحت هذا الخراب الكبير...
أخذت تريزا الناي...
يدأ الرومي رقصته...
ناولتني الراعية الكأس...
سمعتها فيما يشبه الحلم تهمهم: لا تكون الكنوز إلا تحت الأنقاض...
في الجمعة 16 ديسمبر-كانون الأول 2016 03:40:38 م