فايننشال تايمز تكشف عن الطريقة التي ستتعامل بها إدارة ترامب مع ايران ومليشيا الحوثي وبقية المليشيات الشيعية في المنطقة عيدروس الزبيدي يلتقي مسؤولاً روسياً ويتحدث حول فتح سفارة موسكو في العاصمة عدن وزارة الدفاع الروسية تعلن عن انتصارات عسكرية شرق أوكرانيا العملات المشفرة تكسر حاجز 3 تريليونات دولار بيان شديد اللهجة لنقابة الصحفيين رداً على إيقاف أنشطتها بالعاصمة عدن محتجز تعسفيا منذ سنه..بأوامر مباشرة من محافظ صنعاء المعين من الحوثيين.. نقل رجل الأعمال الجبر لاصلاحية ومنع الزيارات عنه 3 حلول لحماية صحتك النفسية من الأثار التي تتركها الأخبار السيئة المتدفقة من وسائل الإعلام والسويشل ميديا إحداها لترميم قلعة القاهرة.. سفارة أميركا تعلن دعم مبادرتين في اليمن لحماية التراث الثقافي الكشف عن بنود مسودة اتفاق بين اسرائيل وحزب الله بمقصية رائعة.. رونالدو يقود البرتغال الى ربع نهائي الأمم الأوروبية
دموعنا لا تتوقف منذ اربعة اشهر، وأعيننا لا تفارق شاشات التلفزة والقهر يغلي في دواخلنا، ولم نفكر مطلقا أن أحدا يمكنه تحويل هذه المجازر إلى مادة دعائية، وجدل خبيث لصالح أحد سوى الضحايا وحدهم.
لسنا وحدنا من يفعل ذلك أو يعتقده، كل إنسان صاحب ضمير حي وقلب يقظ لم يسمح لنفسه بتوظيف هذه المجازر واستغلال تلك الأوجاع.
هل سمعتم جدلا غير التضامن مع الضحايا أو نقاشا يمدح متضامنا على تضامنه في أي مكان في العالم؟!
الإنسانية أطهر من هذا الاستغلال الخبيث وأنقى من هذا السلوك الساقط!.
قبل أيام ظهرت امرأة طاعنة في السن على وسائل الإعلام الغربية، تتضامن بحرقة وألم مع أطفال غزة، كانت تناشد كل العالم لبذل جهودهم من أجل إيقاف "إبادة الابرياء في غزة"، ووصفت الحكومات الغربية بالمجرمة، والمشاركة في هذه الجرائم البشعة.
تلك المسنة التي يقترب عمرها من المائة وتدعى "ماريون انغرام" ساهمت في حشد تظاهرات في أمريكا للتضامن مع غزة، هي ناجية من الهولوكوست، قالت أن على العالم أن يوقف هذه المحرقة الجديدة والهولوكست الذي تتعرض له غزة، تفعل ذلك بصدق، ثم تعود إلى بيتها بوجعها الصادق، دون أن تتورط في رفع لافتة عملاقة تحمل صورتها، وتقول لأهل نيويورك أنا سيدتكم، فهاقد ألقيت خطابا وتعاطفت مع غزة!.
إنها اكبر من هذا السقوط.
في لندن أيضا كانت الحشود تملأ الشوارع الرئيسية، وتحمل لافتات تهدد الحكومة البريطانية بحرمانها من أصواتهم في الانتخابات المقبلة، أمس السبت كانت المظاهرة الثامنة التي تشهد حشودا ضخمة دعما لغزة ومساندة للشعب الفلسطيني.
اعتقد أنه من نافلة القول، التذكير بالمظاهرات الحاشدة، والفعاليات الغير المسبوقة التي اشتعلت ولا تزال في أغلب مدن العالم.
يتظاهرون بصدق، ولم يتبجح أحد منهم بتضامنه، ولم يفكر في قطف ثمرة التضامن، أو تحويله من واجب إنساني لا يقبل التفضل والمنّ والدعاية والتوظيف ورفع اللافتات والتمجيد السخيف لمن ألقى خطابا أو شارك في تظاهرة.
الإنسانية أطهر من هكذا سقوط، والموقف أكبر من مثل هذه النذالة.
هذه الحرب الوحشية أنعشت في العالم الضمير الحي، وايقظت المشاعر الإنسانية، ولك أن تدرك قوة الدافع الذي يجعل عجوزا طاعنا في السن، أو موظفا من بلدة بعيدة، أو شابة تخاطر بعملها، للخروج في مظاهرة في تجمع ببلدة اخرى، او الهتاف في وجه بايدن، أو الصراخ ضد وزير خارجيته ووصفه بالمجرم القاتل للأطفال!.
هي مشاعر إنسانية صادقة، وتضامن حقيقي، ومساندة خالصة للضحايا، العالم اليوم يقف مع الدماء النازفة في غزة بتعاطف فياض، واحتراق كبير، ووجع متدفق.
حين تشاهد دموع الناشطين والناشطات وهي تنهمر بغزارة، تتوقف مليا وتدرك بحق أن حال أهلنا في غزة البالغ المأساوية، لا يمكن أن تجد من يستغله لتحقيق مكاسب سياسية، او توظيف الدماء والدمار والاشلاء لدعاية رخيصة أو استثمار قذر.
لكن - وهنا الجريمة التي لن يفكر فيها حتى الشيطان- لكن تلك الحشود الغفيرة والالاف المؤلفة ممن يخرجون بلا ملل في عواصم العالم، ويهتفون بوجع كبير لغزة، ويرفعون صور ضحايا الإبادة الجماعية الصهيونية بحق أهلنا وأخواننا، ولم يرفعوا شعارا دعائيا لأنفسهم، أو لمنظماتهم أو لأحزابهم، وهذه أفكار قذرة لا يمكن التفكير فيها مع هكذا جرائم بشعة، لكن هؤلاء لا يتخيلون ولا يعلمون أن هناك من استغلوا تلك المجازر وهذه المذابح وانهار الدماء في غزة من أجل الدعاية الرخيصة لعنصري وقح يسمى عبد الملك الحوثي!.
هل رأيتم صورة يرفعها المتظاهرون اليهود في نيويورك مثلا تمجّد فعلهم، أو تغسل سمعتهم التي يدنسها الصهاينة، إذ أنهم يقولون أن كل يهودي ليس صهيونيا، لم يفعلوا ذلك مطلقا.
لكن العصابة الحوثية الخبيثة فعلت ذلك، وترفع صور العنصري الوقح في لافتات عملاقة في قلب العاصمة صنعاء، وشعار الصرخة الخمينية!.
هل سمعتم أصوات تنادي بضرورة الانتماء لحزب ما أو حركة في برلين أو باريس أو واشنطن، أو أي مكان في العالم جراء تضامنهم؟!
التضامن مع غزة واجب إنساني، وسلوك أخلاقي وموقف مبادئي لا يقبل المنّ والاستثمار القبيح، ولا تجرؤ النفوس السوية والضمائر النقية أن تجني ثمن دماء الأطفال، أو تستغل اوجاعهم، أو تتاجر بالمذابح والمحارق.
ما تفعله مليشيا الحوثي من تضامن قبيح، واستغلال خبيث وتوظيف رخيص لنشر دعاية ساقطة واستقطاب قذر لافكارها ومنهجها العنصري الطائفي، جريمة يربأ الشيطان نفسه عن الوقوع فيها.
ما كان يخطر على بال أن تجد ذو عقل يمكنه أن يتورط في هذه الدعاية الرخيصة، ويلطخ نفسه بهذا العار اللاخلاقي أمام الجراح المفتوحة والدماء الثجاجة في غزة.
توقفوا عن السقوط المريع في اللحاق بركب الجوقة الرخوة من المغفلين الذين انخدعوا بالقبح وقبلوا بمنح مشاعرهم المحبطة وعجزهم الفاضح ووعيهم القاصر لعصابة عنصرية غارقة في الجريمة من أخمص قدميها إلى منبت شعر رأسها.
تسلحوا بأخلاقيات المتضامنون الحقيقون في شوارع أوروبا وأمريكا وغيرها، واستلفوا من ضمائرهم وصدق وجدانهم، حينها ستعلمون أن التضامن مع غزة واجب، وأن من يستغل الوجع والجراح إلا ناقص المروءة وفاقد الأخلاق ومنعدم الضمير.
توقفوا عن الدعاية القذرة للعصابة القبيحة، واغسلوا عن انفسكم هذا العار، فالدم في غزة أطهر من تحويله إلى ماء لغسل سمعة الوالغون في الدماء والملطخة ارواحهم بثقاقة إبليس وسلوك الصهاينة.
توقفوا عن بيع الوجع وخذلان الضحايا، فالواجب يقتضي أنه كلما تعاظمت المصيبة على الضحايا، كلما تعاظم حجم التضامن مع الضحايا أنفسهم، لا بيع اوجاعهم لصناعة أصنام وتقديس أبالسة.
الدعاية السياسية والتوظيف الساقط لدماء أهل غزة هي الوجه الأخر للقتلة، ومن اقبح من القاتل إلا الراقص على دماء الضحية.
هل تريدوننا أن نمدح عبد الملك الحوثي الذي يحاصر تعز منذ تسعة أعوام، ويرتكب الجرائم ضد نحو اربعة ملايين يمني فيها، في جريمة تشبه أو تفوق الحصار البشع الذي يفرضه الصهاينة على فلسطينيين في غزة يبلغ عددهم أقل من نصف سكان تعز، وكلتاهما جريمتان اقبح من بعضهما ولا يقلل من جرم إحداهما جرم الأخرى؟!.
هل تريدوننا أن نشكر القاتل الحوثي الذي أخفى محمد قحطان وحرم أهله حتى من معلومة عنه منذ تسع سنوات، وقتل أكثر من ٣٠٠ ضحية تحت التعذيب ولا تزال سجونه الوحشية موصدة على مئات الابرياء!.
اي سقوط هذا الذي لا يمكن لبشاعة المجازر وخزي الخذلان القبيح، أن يتورط في هذه الرذيلة!.
يكفيكم أن تتضامنوا بأخلاق كما يتضامن الغربيون البعاد، أو توقفوا عن افعالكم الخبيثة، فما تفعلونه يؤذي الضحايا ويتاجر بهم علمتم أم لم تعلموا.