صدمة للمغتربين .. الداخلية السعودية تعلن عن 3 جنسيات سيتم ترحيل معظم أبنائها وطردهم من المملكة أكاديميون وتربويون يدعون مجلس القيادة الرئاسي إلى تنظيم مؤتمر وطني يهدف إلى حماية الهوية اليمنية من التأثيرات الفكرية الحوثية غواصات في دول عربية المرعبة تثير مخاوف الغرب يدخل حيز التنفيذ من اليوم .. بوتين يرد على صواريخ الغرب بالتوقيع على مرسوم العقيدة النووية الروسية المحدثة احتراق حافلة متوسطة مخصصة لنقل الركاب في هذه المحافظة بعد تحديث بوتين عقيدة روسيا النووية.. أردوغان يوجه تحذيراً لـ الناتو على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. مليشيات الحوثي تهدم منزلاً على رؤوس ساكنيه ماذا ينتظر وكلاء طهران في اليمن في عهد ترمب...وهل سيكون هناك استهداف للقادة الحوثيين ؟ كيف نجا البرنامج النووي الباكستاني من مخططات إسرائيل والهند ؟ السعودية تحدد أقصى مبلغ يسمح للمقيمين بتحويله إلى خارج السعودية وعقوبة بالترحيل الفوري
ما يحدث في بلادنا ليس مشكلة محددة يمكن أن نشير إليها فنقول : هنا تكمن المشكلة ، بل هي مشكلات في صورة فتن حذرنا منها القرآن فقال : " وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)" الأنفال..
إنها الفتن التي تجعل الحليم حيران وتجعل الرجل يمر بقبر الرجل فيقول يا ليتني كنت مكانه ... فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ، يبيع أقوامٌ دينهم بعرضٍ من الدنيا.
وأوضح الأمثلة على هذه الفتن توالي الجرعات وتخلي الحكومة عن مسؤولياتها تجاه الوطن والمواطن ، وفشلها في إدارة البلد سياسياً واقتصادياً ، واستمرار تدهور سعر صرف العملة الوطنية ، والخلاف الدائر بين الحاكم والمعارضة الذي أدى إلى تأجيل الانتخابات عامين كاملين ، واستمرار هذا الخلاف الذي سيقود حسب ماهو مؤكد إلى تأجيل ثانٍ .
وهذا التأجيل المتكرر هو الذي سيقود البلد إلى فراغٍ دستوري فتكون بذلك "أم الفتن" ، لأن الدول الديمقراطية الحقة عندما تفشل حكوماتها وتختلف النخب السياسية فيها يدعون إلى انتخابات مبكرة يحتكمون فيها إلى الصندوق فيحسم الخلاف ، إلا في بلداننا العربية وعلى رأسها بلادنا التي تدعي الديمقراطية والديمقراطية منها براء يحدث العكس عندما تفشل الأنظمة ويختلف فرقاء السياسة يلجئون إلى التأجيل تلو التأجيل ترحيلاً للمشكلات حتى تكبر وتتضخم ويصعب حلها عندئذ تكون "أم الفتن" .
نعم : إنها أم الفتن .. وصدق الله : واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة ..
أم الفتن التي جعلت مناضلاً وطنياً غيوراً بحجم المرحوم الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر يقول وهو يتحدث عن مستقبل الوطن : إنه يسير إلى نفق مظلم .
والأشد فتنة من أم الفتن هو سلبية الشعب نحو التغيير ، وقبوله بالأمر الواقع ، وبخله بتقديم التضحيات التي بها يتحقق التغيير ، حيث فقد الشعب اليمني انتماءه تماما لأنه لم يشعر إطلاقا بأن له دور في شئون البلد ، في الوقت الذي تتحكم بقوته وأرزاقه قوي خارجية على رأسها البنك الدولي ومن وراءه من المانحين ، بالإضافة إلى القوى الداخلية من المنتفعين بفساد النظام الحالي الذين جمعوا بين السلطة والتعتيم والتضليل علي كل ما يجري في اليمن .
وإذا ما ضل الشعب سلبياً صامتاً فإن المصيبة ستعم الجميع ولن يفلت من بين أنيابها أحد ، وحينها سيدفع الشعب ثمناً باهظاً جداً عوضاً عن التضحيات البسيطة التي كان يمكن أن يبذلها في سبيل التغيير .
يقول صاحب الظلال – رحمه الله- : "إن إرادة الله قد جعلت للحياة البشرية نواميس لا تتخلف ، وسنناً لا تتبدل ، وحين توجد الأسباب تتبعها النتائج فتنفذ إرادة الله وتحق كلمته" .
ويكشف الشهيد عن العلاقة المباشرة بين مصارع الأمم وفشو الفساد فيها ، وفاقاً لسنة الله وذلك أنه إذا قدر الله الهلاك لقرية جعل إفساد المترفين فيها سبباً لهلاكها وتدميرها .كذلك تمضي سنة الله في إهلاك القرى وأخذ أهلها في الدنيا ، مرتبطة بذلك الناموس الكوني الذي يصرف الليل والنهار :{ وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً } .
والمترفون في كل أمة هم طبقة الكبراء الناعمين الذين ينعمون بالدعة وبالراحة وبالسيادة ، حتى تترهل نفوسهم وتأسن ، وترتع في الفسق والمجانة ، وهم إذا لم يجدوا من يضرب على أيديهم عاثوا في الأرض فساداً ، ونشروا الفاحشة في الأمة وأشاعوها ، وأرخصوا القيم العليا التي لا تعيش الشعوب إلا بها ولها . ومن ثم تتحلل الأمة وتسترخي، وتفقد حيويتها وعناصر قوتها وأسباب بقائها، فتهلك وتطوى صفحتها. فإذا قدر الله لقرية أنها هالكة لأنها أخذت بأسباب الهلاك ، فكثر فيها المترفون ، فلم تدافعهم ولم تضرب على أيديهم ، سلط الله هؤلاء المترفين ففسقوا فيها ، فعم فيها الفسق ، فتحللت وترهلت ، فحقت عليها سنة الله ، وأصابها الدمار والهلاك ، وهنا تبرز تبعة الجماعة في ترك النظم الفاسدة تنشئ آثارها التي لا مفر منها . وعدم الضرب على أيدي المترفين فيها كي لا يفسقوا فيها فيحق عليها القول فيدمرها تدميراً " .