هل ستصبحُ شبوةُ مثلَ عدنَ ؟! 
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 3 سنوات و 5 أشهر
الخميس 17 يونيو-حزيران 2021 07:54 م


في كلمته بمناسبة افتتاح ميناء قنا ، قال محافظُ شبوةَ الأستاذُ محمد بن عديو " لن نسمحَ بأيٍ من أعمال اللصوصيةِ تحت أي مسمىً كان ، والفيصل بيننا القانون ، ولن نسمحَ أن تصبحَ شبوةُ مثلَ عدنَ " . حينها استبشر كثيرون خيرا بهذا العزم والهمة . ولكن تمر الأيامُ لتظَهرَ بوادرُ قبحٍ عملي ، وقهرٌ أمني ، وجيوبُ نفوذٍ غير نظامية ، لتبدأ شبوةُ اليومَ بالاقتراب من حالِ عدنَ ، وقد تتجاوزه غدا . هناك أيدٍ تدفعُ بقوةٍ عربةَ التنميةِ والاستقرارِ نحو منعطفٍ خطيرٍ ، مريدةً تحطيم ما تمثِلُه من آمالٍ حَلِمَ بها أبناءُ شبوةَ . اليوم تؤدي قواتٌ أمنيةٌ مهاما دون مسوغٍ قانوني ، تسرحُ أطقمُها وتروحُ جنودُها في عمليات توقيفِ بناءٍ وإيقافِ أعمالٍ ، ومهاجمةِ قرى وسجنِ رجالٍ ، وكل ذلك دون أن تحوزَ توجيها من الإدارة التي تتبعها - إن وجدت - ، أو أمرا قانونيا من الإدعاء أو القضاء ؟. لقد نقدتُ - ناصحا - ما يحدثُ في عدن ، من قوات خارجَ سيادةِ وآليةِ القانون ، وعن مهامها التابعة لقائدٍ هنا ومتنفذٍ هناك . انتقدتُ الاعتقالَ والاخفاءَ والتوقيفَ ووجودَ سجونٍ خاصةٍ ، دون أمرٍ من جهة معتبرةٍ كالنيابة والقضاء . فوجب علينا أن ننتقدَ ذلك هنا ، اليوم في شبوة قوةٌ تشبهها . من أين تستمدُ حركةَ مهامِها وتنفيذَ واجبها ؟. أم هي قوةٌ تتبعُ شطحةً قيادية ونزوةً سياسية ، أو قرابةً مناطقية وعصبيةً طبقية ؟ وهل سجونُها تخضعُ لإشرافِ وإدارةِ سجون التوقيف النظامية المختصة ؟ . لا أظن ذلك ، فحين يتجه ذوو المسجون نحو الجهات النظامية للسؤال عنه وعن مبرر توقيفه ، لا يجدون عندهم به علما ولا عن توقيفه خبرا . وإن قصدوا مسؤولا هَزَّ رأسَهُ أن لا طاقة لنا اليوم بجالوت وتخصص قواته . وإذا سلمنا أنَّ سجونَها تتعلقُ بجرائم اغتيالٍ وتجسسٍ وتفجير ، فكيف نصمتُ حينما يكونُ السجنُ منها والتوقيفُ في قضايا مدنيةٍ ، لا علاقة لها بما يمسُ أمنَ الدولةِ والنظام الحاكم . وكان أولى بهم توجيه الأمر نحو جهات الاختصاص المدني من نيابةٍ ومحاكمَ وغيرِها ، إن كانوا حقا رجالَ دولةٍ ونظام . فأي فتنةٍ ستحلُ بالجميع إذا تداعت كلُ طبقةٍ بأمتها نصرةً لأخيها ، ولعلَ ذلك هو ما يبتغون . إنَّ حديثي هنا عن ظواهرَ مخلةٍ بالنظام ، فاجتثاثُ ظاهرة السَوءِ أنجعُ من كَيِ المُسيءِ .
سعادة المحافظ/ حذرتُكم سابقا من ميلةِ الميزان ، واليومَ أُحَذِرُ من كَبِه على وجهه ، فيصبح الميزانُ حينها عصبيةً وفتنةً ، وكفتُهُ تحديا وعنادا ، والموزون دما وحزنا . لقد قلتَ أخي " الفيصل هو القانون " فأي فيصلٍ وفاصلٍ هذا الذي يحدثُ ! محافظَنا الفاضلَ المتحدث .