وجئتك من صعده بالخبر اليقين
بقلم/ المهندس/علي نعمان المصفري
نشر منذ: 17 سنة و 8 أشهر و 27 يوماً
السبت 17 فبراير-شباط 2007 04:52 م

مأرب برس – خاص

لفت انتباهي البارحة النقاشات التي دارت في ندوه الحوار احتفاء بالذكرى الرابعة لاستشهاد جار الله عمر رحمه الله على قناة الجزيرة مباشر وكان من ضمن بعض القضايا التي طرحت وتم العروج اليها إلى أن السلطة تتخذ من المعارضة في الحوار كمستشار وان الذي جرى ويجري من حوارات بين المعارضة والسلطة كان تسويه وان الحوار أذا تم فيترك للسلطة حرية الاختيار وان هناك خطوط حمراء لا تستطيع المعارضة تجاوزها .

الطرح لهذه المسائل كان جريءً وذو دلالات ينبغي وضع خطين تحت ذلك والنظر إليه بمسئوليه خصوصا بالنظر إلى ما آلت إليه الأوضاع في البلاد.

لكن الذي غاب في هذه المعادلة الغير متكافئة ولا متوازنة أن هناك قصور باين لا تريد المعارضة أن تجنح إلى ذكره وهو لماذا لا ترفع من سقف حوارها مع السلطة إلى درجه الند؟؟ خصوصا أنهم جميعا سلطه ومعارضه أشاعوا من أن حلحلت أوضاع البلاد لا يمكن أن تتم إلا عبر بوابه الحوار وقبول المعارضة بنتائج الانتخابات التي عرفناها جميعا وحسبما تم تأكيده من قبل المعارضة أن قبولهم للنتائج كان إذعاناً للوطن.

صوره هزليه تتمايل بين خمائل السلطة وهشاشة التقفها من قبل المعارضة في أوضاع مأساويه يعيشها الوطن مرشحه بالكارثه

فالسلطة لا يمكن أن تتراجع عن أمرها في التواصل مع معطيات معامل أنتاجها وترويجها ولا معارضه تتخذ ما تبقى من رصيدها في نزع حقوقها لمواصله تحقيق أهداف التغيير ولذالك ظلت الحسابات مغلقه للتنبؤ بقرون استشعاريه من طرف الخارج وليس الداخل وكأن اليمن أحتياطي نشط ليكن ساحة أخرى جديدة بل وأكثر تطورا هذه المرة من تورا بورا والبوادر واضحة في دهاليز كهوف صعده ومخافر القوى المتنفذه في السلطة.

لا حوثيون ولا سلطه أفصحوا حقيقة ما يجري ولا تحدثوا عن جوهر الصراع مع أنه واضح للعيان من أن الصراع الذي بدأت به السلطة منذو 2001 في التمهيد له كان سياسيا أعتبره الطرف الآخر في المذهب الزيدي أنقلاباً على الثوابت في المذهب وخصوصا فيما يتعلق بالتوريث والظلم والفساد وهذا ما أكده علماء الزيديه في رسالتهم إلى رئس الجمهورية مؤخرا.وصدور كتاب عصر الظهور لمؤلفه اللبناني السيد : الكوراني من أن الهادي المنتظر سيظهر في اليمن وهو حسين بدر الدين الحوثي مما جعل النظام في صنعاء يجن جنونه وألهب التيار السلفي المتطرف لتصفيه حسابات مع الزيديه وخصوصا الجاروديه التي تعتبر من الفرق القريبة في المذهب الزيدي إلى الاثنى عشريه التي يمثلها العلامة بدر الدين الحوثي وذلك ما بينه العلامه بدر الدين الحوثي في كتابه الزيديه في اليمن من عناصر الالتقاء بالجعفرية علاوه على ذلك نشاء اختلاف واضح بين علماء المذهب الزيدي والعلامه الحوثي الأب وبمؤازره من السلطة خصوصا من بعض مرجعيات المذهب القريبة من النظام تمهيدا لعمليه التوريث ونتيجة لذلك تعرض العلامه الزيدي بدر الدين الحوثي للمضايقة مما جعله مضطراً وبصوره قسريه حسبما تشير إليه المصادر بذلك للهجرة إلى إيران والبقاء فيها حتى تم التوصل إلى وساطة بين الرئيس والحوثي الأب وعودته هذه المرة إلى اليمن لكن الأمور تبلورت بشكل أخر غير المتفق عليه كما يبدو وبالتالي أصبحت العناصر الفاعلة من التيار السلفي المدعوم من قصر الستين والوهابيون الذين من همهم عدم إتاحة فرصه لحصول تسويه حول المشكلة برمتها بحيث بقت تعمل جاهده لتأزم الوضع وعدم أعطاء فرصه لحسين الحوثي من مقابله الرئيس والتفاهم معه مع انه أي الحوثي الابن كان على استعداد تام من قبول التشاور وطئ هذا الملف نهائياً لكن من لعب على حبائل الاتصالات بين حسين الحوثي والرئيس عمد على خلق جمله من المعضلات والصعاب جعلت الرئيس أكثر تعنتا إلى إن تم التشاور مع العم سام أثناء حضور الرئيس قمة الثمان وعودته في منتصف يونيو 2004 وإعلان الهجوم على صعده في 19 يونيو 2004 أي بعد أن تم تدويل القضية وأخذ المشورة على غرار ما جرى في تورا بورا وذلك حسبما ذهب إليه المراقبون في الشأن اليمني مع العلم أن السلطة في صنعاء لم تدرك من أن ذلك لا يخرج كثيرا عن كيفيه بحث الدجاجة للتراب بحيث لا يجد المستقر الأعلى ظهرها؟؟

ببقاء ملف الجنوب مفتوحا وتجاهل النظام له منذو عام 1994 وعدم معالجته وفقا لما ترتضيه أطراف الصراع والاتفاق على قواسم مشتركه بحدها الأدنى من ناحية وفي ناحية أخرى أدارت أطراف المعارضة في الداخل ظهرها إليه وعدم اعتماده ملفا رئيسياً حوارها أو ما شئنا تسمية برامج عملها خصوصا بعدما اصبح الوضع لا يطاق في جنوب اليمن,أما في الوسط في ذات الوقت استفحلت احتقانات مؤلمه في الصراع الطائفي الخفي والقبلي والحزبي وخصوصا في المحافظات الثلاث ذات الكتل البشرية الضخمة التي أضحت بؤر توتر واحتقانات يصعب للنظام تجاوزها حتى وان ادعى بقدرته على تجنيد منهم في قنوات الأمن وأجهزته المصدرة إلى مختلف مناطق الجنوب واعتبار ذلك نوعا من امتصاص العمالة لأهدف واضحة يصبح مجندوها ضحية.

وفي نفس الإطار فالجوف ومأرب والمحويت ليس اقل من صعده وذمار في المعاناة ولكن بصور أخرى.

في صعده هذه المرة اختلف الأمر خصوصا بعد تدويل الوضع الناجم عن الصراع واتهام أطراف إقليميه من قبل مصادر مسئوله في صنعاء والاشاره بوضوح إلى إيران وليبيا مع استعداء واضح للسعودية واستدعاء البرشوت الأمريكي ليكن خيمة النظام على الخطوط الأولى للمواجهة مع الحوثيين.

الذين يعتقدون من أن صعده وأحداثها حوثيه بحته وعبارة عن حدث عابر عليهم إن يلجئوا إلى طبيب عيون واختصاصي نفساني لإصلاح الخلل الواضح وإخراجهم من حاله الاكتئاب عليهم أن يعرفوا أن الوطن ليس بحاجه إلى نزيف الدم البري المتواصل من أبناء الجنوب المرسلين قسرا إلى صعده ولا أبناء صعده الذين لا حول لهم ولاقوه لزجهم في صراع لا يسمن ولا يغني من جوع خصوصا وان القضية الجوهرية باتت بالفعل تورق كل الشرفاء في طول وعرض البلاد مع أن المستفيدين من ذلك فقط القطط السمان في القصور الفارهه وأفواج مبطنه ترقص ببغيها على أوتار الفيد والغنيمة مستفيدين من الدخول والخروج من الأزمات كالمنشار يزداد حدا ويفتك قطعا في لحم الضحايا كلما كثرت النعوش وزادت صيحات اليتامى والثكالى في كل بيت؟؟ كفى أيها السادة دم وعذاب. اليمن تاريخه القديم والحديث.

أصبح يصدر أبناءه إما إلى الموت أو التشرد في الخارج عودوا أيها السادة إلى ربكم وعالجوا هموم الوطن بسخاء افتحوا ولو مسامه واحده لذره أوكسجين كي تغذى عقولكم وتبعث للوطن حياه.

إلى متى يظل هكذا شعبنا يتمرغ في صحاري العذاب ,تلوث سمعة تاريخنا وتهبط أمجادنا ؟؟ اتقوا الله على الأرض واذكروا ملاحم الشهداء وبطولاتهم عودوا إلى صوابكم وأنقذوا الوطن لإخراج المشروع الوطني إلى حيز الوجود كفى مكابرة ومناكفه كفى وكفى واعترفوا بالخطاء واركعوا للشعب في الاعتراف بحقوق المناطق وأهلها لازمن يبقى إلا زمن العدالة فالزمن لا يرحم والله لا يغفر فلا المهزوم يفنى ولا المنتصر ضامن بقاه.

* باحث بريطاني -يمني مقيم في لندن